شبكات العنكبوت في مرمى نيران جامع العظام
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
في منطقة غابات نائية وكثيفة على إحدى سلاسل الجبال في أواهو، إحدى جزر هاواي، اكتشف علماء نوعاً من اليرقات التي تتغذى بطريقة مخيفة لدرجة أنهم أطلقوا عليه لقب "جامع العظام".
قال الباحثون إن اليرقة تجوب شبكات العنكبوت بحثاً عن ضحاياها العالقين والعاجزين من النمل والخنافس والسوس والذباب، متخفية بأسلوب ماكر خشية التهامها من العنكبوت ذاته.
وأوضحوا أن اليرقة تخفي جسدها داخل غلاف تصنعه من حريرها الخاص وتزينه بأجزاء غير صالحة للأكل تجمعها من حشرات ميتة.
ومن خلال العملية، تتحول هذه اليرقة في النهاية إلى شكلها البالغ، عثة بلون بني وأبيض. واليرقات هي المرحلة الصغيرة للعثة ويكون جسمها يشبه الدود.
وقال دانيال روبينوف، أستاذ علم الحشرات بجامعة هاواي في مانوا وقائد فريق هذه الدراسة التي نُشرت الأسبوع الماضي بمجلة ساينس، إن هذه هي اليرقة هي الوحيدة المعروفة في العالم التي تعيش مع العناكب وتستفيد منها.
وربما يبدو سلوكها المخيف مناسبا تماما لإحدى الروايات عن عالم الجريمة لكنه يوفر مثالا على المسارات الإبداعية التي تسلكها الكائنات الحية على كوكبنا من أجل البقاء والاستمرار.
وقال روبينوف "إنها تحتاج إلى الاختباء بين أجزاء الحشرات للبقاء على قيد الحياة في وكر العنكبوت".
وأضاف "أعتقد أنها بطلة بحق... إنها تعيش في عرين الأسد، مختبئة من عنكبوت، وتستخدم شبكته لتوفير الطعام وربما المأوى. تهاجم هذه اليرقة فريسة لا تستطيع الفرار لكنها بطيئة جدا ومتعثرة إذ تحمل خلفها كيساً كبيراً من الحرير".
تتغذى اليرقات على الحشرات الضعيفة أو الميتة التي تصادفها داخل الشبكات التي تنسجها العناكب في تجاويف الأشجار وشقوق الصخور.
وقال روبينوف "لذا، من المحتمل أنها تتناول بقايا الطعام بعد أن يتغذى العنكبوت".
و"جامع العظام" لقب قاتل متسلسل في رواية تحمل الاسم ذاته للمؤلف جيفري ديفر عام 1997، وهو أيضا اسم فيلم من إنتاج 1999.
وأضاف روبينوف "أعتقد أن هذا المصطلح شائع، ويتناسب تماما مع طبيعة هذا النوع من اليرقات. إنه أمر مضحك بعض الشيء إذ أن المفصليات لا عظام لها في الواقع".
وقال الباحثون إن "جامع العظام" يسكن رقعة من الغابات الجبلية لا تتجاوز مساحتها 15 كيلومترا مربعا في سلسلة جبال واياناي.
وعلى مدى عقدين من العمل الميداني، رصد باحثون وجود هذه اليرقة 62 مرة فقط.
تتغذى الغالبية العظمى من اليرقات على النباتات بينما تشكل اليرقات المفترسة عالميا أقل من 0.13 بالمئة من حوالي 200 ألف نوع من العث والفراشات على الكوكب. ومن بين هذه الأنواع، يعد "جامع العظام" النوع الوحيد المعروف الذي يجد طعامه بهذه الطريقة، مما يجعله فريدا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بيت العنكبوت اليابان الحشرات الطبيعة العنكبوت
إقرأ أيضاً:
تيك توك في مرمى الانتقادات بمصر| هل آن الأوان لحجبه؟.. خبير تكنولوجيا يجيب
كشف الدكتور أحمد فوزي، خبير تكنولوجيا المعلومات، عن أرقام مقلقة لاستخدام تطبيق "تيك توك" داخل مصر، موضحًا أن من بين 50.7 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، هناك نحو 41 مليون مستخدم نشط للتطبيق الصيني الشهير، معظمهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا.
وأشار فوزي، خلال صباح البلد إلى أن هذا الانتشار الكبير يدعو للتساؤل حول طبيعة تأثير "تيك توك" على المجتمع، سواء من حيث الثقافة أو القيم المجتمعية أو حتى أمن البيانات الشخصية للمستخدمين.
منصات بلا توجيه.. وإهدار لطاقات الشباب المصري
خلال لقائه مع الإعلامي أحمد دياب في برنامج "صباح البلد" على قناة صدى البلد، أبدى فوزي قلقه من أن هذه الأعداد الضخمة من المستخدمين تمثل طاقات كامنة يمكن استغلالها في خدمة الدولة وتنمية قدرات الشباب، بدلًا من الانسياق خلف محتوى سطحي أو مسيء، يقدمه التطبيق دون رقابة كافية.
وأكد أن غياب التوجيه، وانتشار مقاطع لا تقدم أي قيمة معرفية أو تربوية، يعزز من تفريغ الشباب من الانتماء والهوية، مشيرًا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية توظيف هذا الجمهور الكبير في قنوات إيجابية وهادفة.
طرح الدكتور فوزي سؤالًا جوهريًا خلال اللقاء: "هل الغرض من الدعوة لحجب تيك توك هو فقط حماية القيم المصرية والعربية، أم أن المسألة تتعلق أيضًا بأمن البيانات الشخصية للمواطنين؟".
وأوضح أن الجدل لا يقتصر فقط على طبيعة المحتوى، بل يمتد إلى ما هو أعمق، وهو السيطرة على عقول شريحة ضخمة من المجتمع، أصبحت متأثرة تمامًا بثقافة تفرضها منصات خارجية.
ولفت إلى أن الدخول إلى هذا العالم دون رقابة أو استراتيجية واضحة يمثل تهديدًا حقيقيًا للسيادة الثقافية والفكرية، حيث لم يعد الأمر مجرد تطبيق للترفيه، بل أصبح وسيلة لتشكيل آراء وسلوكيات جيل بأكمله.
أشار فوزي إلى أن العديد من الدول قررت بالفعل حجب تيك توك أو تقنينه بسبب المحتوى غير الأخلاقي أو المخالف لقيمها، مشيرًا إلى أن مصر ليست بمعزل عن هذا التحدي. وأضاف: "المحتوى في مصر خلال الفترة الأخيرة أصبح غير أخلاقي بشكل صارخ، ويخالف تقاليد المجتمع، وكان لا بد من وقفة حاسمة".
وختم تصريحه بالتأكيد على أن تيك توك ليس مجرد تطبيق، بل هو مساحة ضخمة للتأثير الثقافي، ما يستدعي تحركًا وطنيًا جادًا لحماية الشباب ومواجهة ما وصفه بـ"الانفلات القيمي"، سواء عبر الحجب أو بوضع ضوابط صارمة تحكم آلية عمل التطبيق داخل مصر.