الثورة نت/..
وجه مجلس النواب في الجمهورية اليمنية عدداً من الرسائل إلى رؤساء البرلمانات ومجالس النواب في عدد من دول العالم، بشأن الجرائم التي ترتكبها إدارة ترامب بحق الشعب اليمني ومقدراته.
وتضمنت الرسائل الموجهة إلى رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورئيس الاتحاد البرلماني العربي، والأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ورئيس الجمعية البرلمانية الآسيوية، ورئيس الجمعية الوطنية لجنوب إفريقيا، والأمين العام للجمعية البرلمانية الآسيوية، ورئيس البرلمان الأوربي، وعددًا من رؤساء البرلمانات ومجالس النواب والشورى في عدد من دول العالم، اطلاعهم بحقيقة ما يجري من عدوان أمريكي على اليمن.


كما تضمنت الرسائل، توضيح ما يجري من عدوان أمريكي على اليمن، في ظل تصاعد خطير تشهده المنطقة والعالم من انتهاكٍ للقانون الدولي والإنساني، وباعتبار الاتحاد البرلماني الدولي يُمثل برلمانات دول العالم المنضوية في عضويته.
واعتبر العدوان الأمريكي غير المبرر على اليمن الذي تشنه إدارة ترامب على اليمن، موجهّا بدرجة أساسية ضد المدنيين واستهداف الأسواق الشعبية والمناطق السكنية والأعيان المدنية، وجرائم بحق الإنسانية وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية دون أي مسوغ أو مبرر قانوني.
وأوضحت الرسائل، أن العدوان الأمريكي، يأتي في إطار دعم الإدارة الأمريكية اللا محدود للعدو الإسرائيلي المحتل ومحاولة التمويه على الجرائم البشعة التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.
ولفت مجلس النواب إلى أن ادعاءات ترامب بمنع الملاحة الدولية في البحر الأحمر مجرد أكاذيب وتضليل مفضوح للشعب الأمريكي والرأي العام الدولي لتبرير الجرائم البشعة التي يرتكبها بحق أبناء الشعب اليمني ومقدراته.
وجددّ تأكيد التزام اليمن بأمن وسلامة الملاحة البحرية في المياه الإقليمية اليمنية وفقاً لمبادئ القانون الدولي وقواعد الأمم المتحدة، باعتبار أن المياه الإقليمية اليمنية ممر آمن للملاحة الدولية باستثناء السفن المتجهة من وإلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، أياً كانت جنسيتها أو ذرائعها، حتى يتم وقف العدوان الإسرائيلي الهمجي ورفع الحصار عن غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والسماح بدخول الوقود والغذاء والدواء والمياه لإنقاذ الوضع الكارثي الذي يعيشه سكان القطاع منذُ أكثر من عام ونصف.
كما أكد مجلس النواب، أن الموقف اليمني المساند للقضية الفلسطينية لا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وإنما يأتي في إطار ممارسة الحق السيادي لليمن في الدفاع عن النفس، ورد فعل مشروع على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها آلة القتل الإسرائيلية بدعم مباشر من إدارة ترامب، معتبرًا هذا الإجراء الذي اتخذه اليمن التزاماً أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً تجاه دعم الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل الحرية والكرامة.
وحمل إدارة ترامب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عما ارتكبته من جرائم حرب ومجازر بحق أبناء الشعب اليمني ومقدراته، إضافة إلى المسؤولية عن التعويض عن كافة الأضرار والخسائر التي ألحقها العدوان الأمريكي بالمدنيين والممتلكات العامة والخاصة ومقدرات الشعب اليمني.
ودعت الرسائل، الاتحاد البرلماني الدولي والاتحادات والبرلمانات الإقليمية والدولية إلى التحرك العاجل والاضطلاع بواجباتها تجاه رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني من خلال، التحرك العاجل لإنفاذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية بحق مجرمي الحرب الصهاينة، وعلى رأسهم نتنياهو وغالانت وكل من تورط في هذه الجرائم، وتقديم الدعم الكامل للمحكمة لتمكينها من أداء مهامها دون أي ضغوط أو ابتزاز.
وشدد مجلس النواب على العمل المشترك لفضح سياسات الهيمنة والاستكبار التي تمارسها الإدارة الأمريكية، وتسعى للسيطرة على مقدرات الشعوب وتأجيج الصراعات والفتن في المنطقة لخدمة مصالحها وأجندتها الإجرامية.
وطالبت رسائل مجلس النواب، بتوحيد الجهود البرلمانية لمواجهة تلك التحديات والاعتداءات والانتهاكات، وتبني مواقف مشتركة قوية تدعم الحق الفلسطيني وتطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما دعت البرلمانات الدولية إلى تبني مواقف شجاعة ومبدئية ترفض سياسة الكيل بمكيالين والمطالبة بتطبيق القانون الدولي في محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة، والتحرك الفوري لوضع حد لجنون الإرهابي ترامب وسياساته المتطرفة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين وتنذر بكوارث لا تُحمد عقباها.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الاتحاد البرلمانی الشعب الیمنی إدارة ترامب مجلس النواب على الیمن

إقرأ أيضاً:

اليمن في عيون العالم .. كيف ينظر العرب والغرب إلى الموقف اليمني من غزة وفلسطين؟

في ظل التحولات الخطيرة التي يشهدها الإقليم، برز اليمن، رغم ظروفه المعقدة داخليًا، كقوة إقليمية تفرض حضورها السياسي والعسكري في ملفات بالغة الحساسية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لقد تجاوز الدور اليمني حدود الجغرافيا ليصل إلى التأثير في موازين القوى الإقليمية والدولية، خاصة بعد إعلان دعمه الصريح والمباشر لغزة، ومشاركته في عمليات عسكرية بحرية تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي مع العدو الإسرائيلي.

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

هذا التقرير يُسلّط الضوء على كيف يرى العالم اليمن ، من خلال استعراض مواقف الدول العربية، والقوى الدولية، والشارع العربي، وكذلك الشارع الغربي، تجاه تحركاته وموقفه السياسي والعسكري من العدوان على غزة، كما يناقش التقرير أبعاد هذا الدور وأثره في إعادة رسم خريطة التحالفات والمواقف في المنطقة.

أهمية التقرير تنبع من توقيته، حيث يُعد اليمن واحدًا من الدول القليلة التي قرنت أقوالها بالأفعال في دعم القضية الفلسطينية، وهو ما جعل مواقفه محط أنظار القوى الكبرى، وموضوعًا للنقاش الشعبي والإعلامي على المستويين العربي والدولي.

كما يعكس التقرير كيف تحوّل اليمن من بلد مثقل بالعدوان والحصار إلى لاعب إقليمي يحاول كسر هيمنة القوى الكبرى، ويُعيد توجيه البوصلة نحو القضايا المركزية للأمة، وفي مقدمتها فلسطين، الأمر الذي أحدث صدى واسعًا تراوح بين التأييد الشعبي، والقلق الدولي، والجدل السياسي والإعلامي.

 

دور غير تقليدي في لحظة مفصلية

منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، اتخذ اليمن  موقفًا سياسيًا وعسكريًا غير مسبوق، تمثّل في استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن، وإعلانه الصريح أن القضية الفلسطينية تمثل أولوية قومية وإسلامية، هذه الخطوات أعادت تسليط الضوء على اليمن، ليس فقط كدولة متأثرة بتبعات العدوان والحصار، بل كفاعل إقليمي يحاول فرض معادلة جديدة في وجه الهيمنة والاستكبار الصهيوأمريكي.

 

ردود الفعل العربية .. بين التقدير والتحفظ

في العالم العربي، تفاوتت ردود الفعل،  بعض الشعوب العربية، وخاصة في فلسطين ولبنان والعراق، نظرت بإعجاب كبير إلى موقف اليمن، وخرجت مظاهرات داعمة له، اعتبرته نموذجًا للمقاومة والكرامة، بينما قابلت بعض الأنظمة العربية الموقف اليمني بفتور، معتبرة أن التصعيد العسكري يعقّد مسارات الملاحة الدولية ويهدد المصالح الاقتصادية، في ظل ضغوط أمريكية وغربية متزايدة على دول الإقليم لضبط النفوذ اليمني.

 

نظرة الشارع العربي .. تقدير واسع ودعوات للاقتداء

الشارع العربي، من المحيط إلى الخليج، عبّر عن تقديره للموقف اليمني، على مواقع التواصل الاجتماعي، تصدّر وسم “#شكرا_اليمن” في عدة دول عربية، اعتبر كثيرون أن اليمن، رغم ما يمر به من أزمات، تجرأ على اتخاذ موقف فعلي في زمن كثرت فيه البيانات الفارغة.

في غزة، عُلّقت لافتات تشكر الشعب اليمني، وأشاد قادة في فصائل المقاومة بالظهير العربي الحقيقي الذي مثّله اليمن. في المقابل، عبّر بعض المراقبين عن تخوفهم من أن تؤدي هذه التحركات إلى مزيد من التصعيد، لكنهم لم ينكروا صدق الموقف اليمني.

 

المجتمع الدولي قلق وتحفّز

الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، عبّرت عن قلق بالغ من التحركات اليمنية، واعتبرتها تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل، ووسّعت عملياتها العسكرية البحرية في المنطقة ولم تحقق أي نتيجة.

الصين وروسيا، من جهتهما، تبنّتا مواقف أكثر توازنًا، دعت إلى الحوار وتجنب التصعيد، دون إدانة صريحة لليمن، في ظل توترات قائمة بين هذه الدول وواشنطن على أكثر من صعيد.

 

المواقف الغربية .. بين الإدانة والتحرك العسكري

واشنطن أطلقت عمليات عسكرية مشتركة تحت مسمى حارس الازدهار لمواجهة ما وصفته بالتهديد اليمني للملاحة الدولية، وفرضت عقوبات على شخصيات وكيانات يمنية، متهمة إياها بالإرهاب، كما شنّت ضربات جوية استهدفت مواقع في اليمن.

بريطانيا دعمت الخطوات الأمريكية وأرسلت سفنًا حربية للمنطقة، فيما فرنسا أبدت قلقًا وتحفّظًا، لكنها تمسكت بخطاب متوازن يدعو إلى ضبط النفس، كلا البلدين لم يُبدِ تفهمًا حقيقيًا لدوافع الموقف اليمني.

الإعلام الغربي التقليدي قدّم صورة قاتمة للموقف اليمني، لكن بعض الوسائل المستقلة بدأت تطرح تساؤلات حول الكيل بمكيالين، ولماذا يُعتبر الدفاع عن فلسطين تهديدًا، بينما يتم تجاهل المجازر في غزة.

 

الشارع الغربي .. وعي متزايد وتشكيك في الرواية الرسمية

رغم انحياز حكومات الغرب ضد اليمن، ظهرت أصوات مختلفة في الشارع الغربي، خاصة في الأوساط الشبابية والأكاديمية والمناهضة للحروب، في المظاهرات الضخمة المؤيدة لفلسطين في لندن، باريس، ونيويورك، لم تغب لافتات تُشيد بالمواقف الشجاعة للدول التي كسرت حاجز الصمت، ومنها اليمن.

الإعلام المستقل والمراكز البحثية بدأت تنقل الرواية الأخرى، لماذا بلد فقير ومحاصر يقف وحده بهذه الجرأة؟ ولماذا يهاجمه الغرب بينما يصمت عن الانتهاكات في غزة؟ هذه الأسئلة أصبحت أكثر تداولًا، وأثارت جدلًا داخل المجتمعات الغربية حول أخلاقيات السياسة الخارجية.

 

أبعاد الدور اليمني وأثره في إعادة رسم خارطة التحالفات

الموقف اليمني الأخير لم يكن مجرد تعبير عن تضامن سياسي أو عسكري مع غزة، بل جاء كمؤشر لتحول أعمق في طبيعة الأدوار الإقليمية وإعادة تشكيل خرائط النفوذ والتحالفات في الشرق الأوسط، وتحوّل اليمن من موقع المتأثر بالعدوان والحصار إلى فاعل مباشر يفرض قواعد اشتباك جديدة، مما زاد من ثقله السياسي، وبات الموقف اليمني ينسجم عمليًا مع محور المقاومة، مما يعيد رسم خريطة التحالفات بعيدًا عن أطر الهيمنة الغربية والخليجية التقليدية.

هذا الموقف وضع كثيرًا من الحلفاء التقليديين للغرب في موقف حرج أمام شعوبهم، وكشف هشاشة بعض التحالفات التي لم تُعدّل أولوياتها رغم العدوان على غزة، وبهذا يكون اليمن قد أعاد التأكيد أن فلسطين لا تزال القضية الأولى ومحور الصراع في المنطقة، وأن الموقف منها هو الذي يُحدد صدقية الدول وقيمها في عيون شعوبها.

 

الخاتمة .. اليمن من الهامش إلى التأثير

اليمن لم يعد فقط بلدًا يعاني من ويلات الحرب، بل تحوّل إلى لاعب إقليمي يحظى باهتمام واحترام لدى شريحة واسعة من الشعوب العربية، ويثير توجّس القوى الكبرى،  لقد وضع نفسه في موقع رمزي وشعبي مهم، ونجح في أن يكون الصوت العربي الأقوى في لحظة صمت مريب.

وفي ظل استمرار العدوان على غزة وتزايد التوترات الإقليمية، سيظل اليمن حاضرًا، ليس فقط في المشهد العسكري، بل أيضًا في معادلة الوعي العربي والدولي، كمثال على أن الفعل المقاوم لا يحتاج بالضرورة إلى إمكانيات كبرى، بل إلى قرار وإرادة.

مقالات مشابهة

  • مساء اليوم.. مجلس الأمن يعقد جلسة جديدة بشأن اليمن
  • نشر الحرس الوطني.. قرار مفاجئ من ترامب بشأن العاصمة واشنطن
  • يمامة يصدر قرارا تنظيميا بشأن استعدادات حزب الوفد لانتخابات مجلس النواب.. مستند
  • هام: مجلس إدارة البنك المركزي يكشف مؤشرات تعافي الاقتصاد اليمني
  • اليمن في عيون العالم .. كيف ينظر العرب والغرب إلى الموقف اليمني من غزة وفلسطين؟
  • ترامب وأفورقي.. ما تخفيه الرسائل المتبادلة بين إريتريا والولايات المتحدة
  • البطاقة الجديدة التي تفرضها حكومة المرتزقة.. تهديد للأمن القومي وتكريس للانفصال:صنعاء تؤكد رفضها لإجراءات حكومة المرتزقة الاحادية وتطالب المجتمع الدولي بالقيام بدوره في حماية وحدة اليمن واستقراره
  • سؤال برلماني بشأن توفير الرعاية الاجتماعية والتأمينية لأكثر من 1.2 مليون شاب ديلفرى
  • مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا طارئا الأحد بشأن خطة إسرائيل السيطرة على غزة
  • مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا طارئا الأحد بشأن غزة