عربي21:
2025-06-26@18:44:32 GMT

تفكيك اتفاقية التطبيع السعودية الإسرائيلية

تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT

لعل أهم ما يميز العلاقة السعودية الأمريكية اليوم هو رغبة الرياض الفصل بين مسارين: الرغبة في توثيق العلاقة السياسية والاقتصادية والأمنية مع واشنطن من جهة، والخلاف السعودي الأمريكي حول إمكانية الوصول إلى اتفاقية تطبيعية مع إسرائيل من جهة أخرى. وفي حين تريد إدارة ترامب الربط بين المسارين، تفضل السعودية التعامل معهما بشكل منفصل تماما.

يكمن السؤال الرئيسي اليوم في ما إذا سيقبل ترامب بهذا الفصل أم لا.

منذ إدارة ترامب الأولى ومرورا بإدارة بايدن، تركزت المفاوضات الأمريكية السعودية على ربط توقيع اتفاقية تطبيعية بين السعودية وإسرائيل، على حصول الرياض على ثلاثة أمور من الولايات المتحدة: برنامج نووي سلمي، اتفاقية دفاع مشترك تلزم أمريكا بالدفاع عن السعودية في حال تعرضها لتهديد خارجي، وأسلحة أمريكية متطورة، ولكن السعودية اشترطت من إسرائيل أيضا التزاما بمسار يؤدي إلى حل الدولتين.

طوال سنوات الرئيس بايدن، بقيت الولايات المتحدة تصر على أن الاتفاقية السعودية الإسرائيلية قاب قوسين أو أدنى، وذلك على الرغم من رفض إسرائيل العلني والمتكرر قبول أي التزام بحل الدولتين، حتى لو كان لفظيا. بالطبع، لم يتم الاتفاق خلافا للتصريحات الأمريكية المتكررة، أما بعد 7 أكتوبر، وبعد ما تقوم به إسرائيل من إجراءات واضحة لقتل وتهجير الفلسطينيين من غزة، كما محاولتها لضم أجزاء من الضفة الغربية إن لم يكن كلها، أصبح من الواضح أن السعودية ليست في صدد قبول مثل هذه الاتفاقية التطبيعية، وان موقفها المعلن وغير المعلن قد تشدد كثيرا تجاه إسرائيل في الآونة الأخيرة.
أعلنت إدارة ترامب نيتها التوقيع مع المملكة على شراء أسلحة أمريكية متطورة بقيمة تصل لأكثر من مئة مليار دولار،
أين وصلت المباحثات اليوم؟ في ضوء عدم قدرة ورغبة الرياض في إبرام اتفاقية مع إسرائيل، يبدو أنها تتجه لإبرام اتفاقيات ثنائية مع الولايات المتحدة، حول بعض الطلبات السعودية الأخرى من واشنطن، فقد أعلن وزير الطاقة الأمريكي هذا الشهر عن اتفاق سعودي أمريكي منفصل على مسار يؤدي لبرنامج نووي سلمي سعودي، أي بمعنى أن هذا المطلب السعودي لم يعد مرتبطا باتفاقية شاملة تشمل التطبيع مع إسرائيل.

كما أعلنت إدارة ترامب نيتها التوقيع مع المملكة على شراء أسلحة أمريكية متطورة بقيمة تصل لأكثر من مئة مليار دولار، وهو المطلب السعودي الثاني، الذي سيأتي أيضا ضمن اتفاقية منفصلة عن مسار التطبيع. يعني ذلك قبول الولايات المتحدة بشرطين من أصل ثلاثة شروط سعودية لتوثيق العلاقة مع واشنطن. أما المطلب الثالث، وهو اتفاقية دفاع مشترك، التي تتعرض لصعوبات كبيرة لإقرارها في الكونغرس، خاصة من الديمقراطيين، فيبدو أن السعودية قد تخلت عنها في المرحلة الحالية لعدة أسباب، أهمها أن الحصول على أغلبية الثلثين المطلوبة لإقرار الاتفاقية صعب للغاية، خاصة في حال عدم تضمنها تقدما واضحا على العملية السلمية، كما أن العلاقة السعودية الإيرانية اليوم، قد تحسنت كثيرا ما يقلل من حاجة السعودية لمثل هذه الاتفاقية مع الولايات المتحدة.

سيزور الرئيس ترامب الرياض في الثاني عشر من أيار/مايو المقبل.. والأغلب أنه سيسمع رغبة سعودية كبيرة في توثيق العلاقة مع واشنطن وعدم ربطها مع اتفاقية تطبيعية مع إسرائيل، التي باتت الرياض تدرك استحالتها في هذه المرحلة. ما يحصل حاليا هو تفكيك المطالب السعودية لمثل هذه الاتفاقية ومعاملتها بالقطعة، ومن دون ربطها مع بعضها بعضا.


يبقى السؤال الرئيسي في طبيعة الرد الأمريكي، هل سيكتفي ترامب بصفقة الأسلحة كما في استعداد السعودية لاستثمار مئات المليارات من الدولارات في الاقتصاد الأمريكي، ويتنازل عن هدفه المعلن في ضم السعودية للاتفاقات «الإبراهيمية»، وهو أمر ممكن، أم أنه سيصر على مثل هذه الاتفاقية التطبيعية ويضغط على الرياض للقبول بها؟ وفي الحالة الثانية، هل ستصر المملكة على موقفها الرافض لمثل هذه الاتفاقية في ظل التعنت الإسرائيلي؟ إن تم ذلك، فالعلاقة الأمريكية السعودية قد تشهد بعض التشنجات في المرحلة المقبلة. لذا، تكتسب زيارة ترامب للمملكة الشهر المقبل اهمية خاصة، ستنعكس نتائجها ليس على العلاقة السعودية الأمريكية فحسب، وإنما على المنطقة بأسرها.

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه السعودية ترامب الولايات المتحدة السعودية الولايات المتحدة ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة هذه الاتفاقیة إدارة ترامب مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف؟

تمكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الثلاثاء من إقناع إسرائيل وإيران بضرورة وقف إطلاق النار بين البلدين. ولكن ما الذي حدث حقا؟ وأي طرف خرج أقوى من هذا الصراع؟

في التقرير التالي يسعى الزميل جون بساروبولوس من موقع الجزيرة الإنجليزية من خلال 4 محطات إلى الإجابة على العديد من الأسئلة التي طرحت في أعقاب توقف حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا تخلت روسيا عن إيران في حربها مع إسرائيل؟list 2 of 2المجنون يطارد ظله.. ثلاثون عاما من "القنبلة النووية بعد قليل"end of list

فقد انقلبت الأوضاع بين إسرائيل وإيران من تصعيد الحرب إلى هدنة، ويبدو أن ما أسماه ترامب "حرب الـ12 يومًا" بين إسرائيل وإيران قد انتهت، على الأقل في الوقت الراهن. حيث ادعى كل من ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة إيران أن وقف القتال جاء وفقا لشروطهم.

إذن، ما الحقيقة؟ ماذا حققت إسرائيل؟ هل تمكنت إيران من الدفاع عن أصولها الإستراتيجية؟ وهل تمثل الهدنة طريقا إلى السلام؟

1/ كيف جرت الأحداث؟

في وقت متأخر من ليلة السبت الماضي، وبناء على طلب إسرائيل، دخلت الولايات المتحدة الحرب الإسرائيلية -الإيرانية بشن ضربات على منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، "مدمرة إياها بالكامل"، على حد تعبير ترامب.

ويوم الاثنين، ردت إيران بإطلاق صواريخ على قاعدة العديد الجوية في قطر، وبدا أن الشرق الأوسط على شفا حرب أوسع وأطول.

لكن في غضون ساعات، أعلن ترامب على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به "تروث سوشيال" أنه "تم الاتفاق بشكل كامل بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار بشكل كامل وتام".

ووصف ترامب ذلك بأن "حرب الـ12 يومًا… كان من الممكن أن تستمر لسنوات وتدمر الشرق الأوسط".

وبعد 4 ساعات من الموعد المقرر لبدء وقف إطلاق النار، شنت إسرائيل هجومًا على إيران ردا على ما قالت إنه صاروخان باليستيان دخلا مجالها الجوي، أطلقا من إيران، وقد دمرت إسرائيل في هجومها الانتقامي هذا محطة رادار قرب طهران.

ترامب مصر على أن الضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية مدمرة، رغم الجدل بشأن صحة تصريحاته (الجزيرة)

غضب ترامب بشدة. وقال للصحفيين "أنا غير راض على الإطلاق عن هجوم إسرائيل هذا الصباح". "لدينا دولتان تتقاتلان بشراسة منذ فترة طويلة لدرجة أنهما لا تعرفان ماذا تفعلان."

إعلان

وقد أعلنت إيران أنها لم تطلق تلك الصواريخ، عاد سريان وقف إطلاق النار، وتحدث ترامب إلى نتنياهو.

2/ ماذا حققت إسرائيل؟

لطالما زعمت إسرائيل أن إيران هي التهديد الوجودي الأول لها، لكنها لم تضرب من قبل منشآت طهران النووية. وفي 13 يونيو/حزيران الحالي، تجاوزت الخط الأحمر وقصفت المنشآت السطحية لمصنع تخصيب الوقود في نطنز ومجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية. وردت إيران بإطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل.

وتزعم إسرائيل أن ما قامت به كان دفاعا استباقيا عن النفس، لكن ليس ثمة من يتفق معها أن إيران تطور قنبلة نووية.

وقد تمكنت إسرائيل من إقناع الولايات المتحدة بالانضمام إليها في هجماتها على إيران. ففي الحروب السابقة مثل حربي عام1967 و1973، قدمت الولايات المتحدة دعما ماديا لإسرائيل عندما تعرضت للهجوم، لكنها لم تساعدها من خلال المشاركة العملياتية المباشرة. وقد شكر نتنياهو ترامب على "وقوفه إلى جانبنا".

3/ هل تمكنت إيران من الدفاع عن برنامجها النووي؟

تمكنت إسرائيل من إلحاق أضرار جسيمة بأهداف سطحية في إيران، وتزعم الولايات المتحدة أنها دمرت منشآت نووية تحت الأرض. لكن في حين تظهر صور الأقمار الصناعية أن الصواريخ الأميركية أصابت أهدافها، لا يوجد تأكيد مستقل للتحقق مما تم تدميره، وسيتطلب ذلك إجراء عمليات تفتيش ميدانية.

وقال رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة الأمم المتحدة للرقابة النووية، بعد الضربات الأميركية على المنشئات النووية الإيرانية: "في الوقت الحالي، لا أحد -بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية– في وضع يسمح له بتقييم الأضرار تحت الأرض في فوردو بشكل كامل". وأضاف "نظرًا للحمولة المتفجرة المستخدمة، والطبيعة شديدة الحساسية للاهتزازات التي تتميز بها أجهزة الطرد المركزي، من المتوقع أن تكون الأضرار التي لحقت بها كبيرة للغاية".
كما لا يُعرف مكان 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب الذي قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تمتلكها.

إيرانيون يتظاهرون وسط العاصمة طهران تنديدا بالضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع كثيرة في إيران (غيتي إيميجز)

وقد أشار رئيس لجنة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي ، إلى أن البرنامج النووي سيخرج سالما من هذه المواجهات. وقال في بيان نشرته وكالة أنباء مهر شبه الرسمية أمس الثلاثاء: "خطة عملنا هي منع أي انقطاع في الإنتاج أو الخدمات".

4/ ما احتمال شن ضربة أخرى على إيران؟

ما اتفقت عليه إسرائيل وإيران هو وقف لإطلاق النار. ولم يبرما اتفاقا للسلام. وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، يقول الخبراء إن هناك -بشكل عام- مسارين محتملين في المستقبل.

قد يساعد استئناف عمليات التفتيش التي تجريها الأمم المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية وإبرام معاهدة جديدة مع إيران -ربما على غرار خطة العمل الشاملة المشتركة التي وضعها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في اتفاق عام 2015- في تخفيف الضغط الدولي على إيران بشأن برنامجها النووي، على الرغم من أن ترامب هو الذي انسحب من ذلك الاتفاق وليس إيران.

وهنا يمكن للقوى الأوروبية أن تلعب دورا، وقد اجتمعت ثلاث من هذه القوى، وهي المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، في محاولة لتجنب الضربات الأميركية. وقد فشلت هذه المحاولة، لكن على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع بمفرده الضغط على إيران للتوصل إلى حل وسط، فإنه يمكنه أن يكون قوة موازية لقوة أميركا وإسرائيل.

إعلان

ووفقا لما صرح به يوانيس كوتولاس، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة أثينا، للجزيرة: "فإن إيران ستحاول إشراك الأوروبيين دبلوماسيًا من خلال اقتراح تعزيز الرقابة والالتزامات في برنامجها النووي".

وبحسب كوتولاس: "يمكن للولايات المتحدة أن تقبل برنامجا نوويا سلميا وقد صرح بذلك بالفعل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. ومن المرجح ألا تحاول الولايات المتحدة فرض تغيير النظام"… "أوروبا هي الآن المخرج الوحيد لإيران. روسيا غير موثوقة".

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يشارك بمظاهرة في طهران تنديدا بمشاركة أميركا في ضرب مواقع نووية (أسوشيتد برس)

 

لكن إسرائيل حاولت في السابق إفشال أي اتفاق نووي بين الغرب وإيران، ومن غير المرجح أن تقبل اتفاقا جديدا. وثمة أسئلة من قبيل هل ستكون إيران مستعدة للتنازل، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي السابق مع طهران، ثم غيرت شروطها خلال المحادثات الأخيرة، وانضمت في النهاية إلى إسرائيل في قصف المنشآت النووية الإيرانية بينما كان من المفترض أن تتفاوض على اتفاق؟

يجيب على ذلك علي أنصاري أستاذ التاريخ الإيراني في جامعة سانت أندروز في اتصال مع الجزيرة:

"هذا يعتمد حقا على الديناميكيات داخل البلاد وكيفية صياغة أي تراجع، لكن هناك بالفعل دعوات لوقف تخصيب اليورانيوم من قبل نشطاء داخل البلاد".
حتى الآن، تبدو إيران مصرة على المضي قدما في برنامجها النووي. ففي يوم الاثنين الماضي، وافقت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني على مشروع قانون يدعو إلى تعليق تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل.

في غضون ذلك، أكد ترامب أمس الثلاثاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنه لن يسمح باستئناف برنامج إيران النووي.وإذا استمر هذا التوتر الأساسي على ما هو عليه، فإن جولة أخرى من الضربات والضربات المضادة بين إسرائيل وإيران والتي يمكن أن تجر الولايات المتحدة إلى الصراع، قد تكون مجرد مسألة وقت.

مقالات مشابهة

  • الهيئة السعودية للمياه توقّع اتفاقية لتمويل مشروع إنشاء منظومتي إنتاج الجبيل والخبر بقيمة (650) مليون دولار
  • من الفائز بالحرب الإسرائيلية الإيرانية؟
  • ترامب يُشعلها : أنقذنا إسرائيل وسنُسقط محاكمة نتنياهو
  • ويتكوف سيكشف معلومات هامة عن التطبيع مع إسرائيل.. دولة جديدة؟
  • أبوزريبة: البعثة الأممية انحرفت عن دورها ويجب تجميد العلاقة معها فورًا
  • الصحافة الإسرائيلية: كيف تبدو إسرائيل بعد 12 يوما من الضربات الإيرانية؟
  • هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف؟
  • العراق يحصل على عضوية في اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي
  • ‏توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين هيئة المساحة الجيولوجية السعودية والمركز الوطني للأرصاد
  • السعودية ومصر ترحبان بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران