أدى الانقطاع الكبير للكهرباء في إسبانيا والبرتغال وفرنسا، الإثنين، في "اضطراب" خدمة الإنترنت في إحدى شركات الاتصالات في المغرب، وفق ما أفادت في إعلان لزبائها.

وقالت الشركة، وهي فرع لأورانج الفرنسية، في حسابها على فيسبوك: "نحيطكم علما بأن اضطراب شبكة الإنترنت راجع إلى انقطاع كهربائي واسع في إسبانيا والبرتغال، مما أثر على الروابط الدولية".

في المقابل، لم تشر السلطات المغربية إلى أي تأثير لانقطاع الكهرباء في الجارتين الإيبيريتين على المملكة.

وانقطع التيار الكهربائي على نطاق واسع في إسبانيا والبرتغال، ما أدى إلى تعطل شبكات الهاتف المحمول والإنترنت وتوقف القطارات، وفق ما أعلن مسؤولون.

وفي البرتغال المجاورة، قالت شركة الكهرباء في بيان إن شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها تأثرت بانقطاع الكهرباء، مضيفة أن الانقطاع حدث بحدود منتصف النهار.

وأصدر مركز الأمن الإلكتروني الوطني البرتغالي بيانا قال فيه إنه لا توجد علامة على أن الانقطاع كان بسبب هجوم إلكتروني.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات شبكة الإنترنت إسبانيا البرتغال المغرب انقطاع الكهرباء إسبانيا الإنترنيت شبكة الإنترنت إسبانيا البرتغال أخبار المغرب فی إسبانیا

إقرأ أيضاً:

اضطراب وأسى

تبدو فكرة أكثر من ممتازة، من دون أدنى شك، هي تلك التي تعمل عليها حاليا «دار الرافدين» (بيروت - بغداد) والمتمثلة في «تكملة» ترجمة أعمال الكاتب الألماني -السويسري توماس مان. وأقول تكملة، لأن ما صدر لغاية اليوم من كتب لــ مان بالعربية، لا تشكل كلّ أعماله الأدبية والفكرية، على الرغم من أن رواياته الأساسية - مثل «الجبل السحري» و«الموت في البندقية» و«الدكتور فوستوس» وغيرها - انتشرت بالعربية من عقود طويلة؛ إلا أن «مكتبته» (بلغة الضاد) لا تزال ناقصة. فنحن لو نظرنا فعلا إلى لائحة هذه الكتب، لوجدنا أن الكثير منها، لا يزال «غريبا» عن لغتنا وبعيدا عنها.

من هنا، جاءت ترجمة روايته الاستثنائية «يوسف وأخوته» (التي صدرت قبل أشهر قليلة بأربعة أجزاء من ترجمة محمد إسماعيل شبيب) لتسدّ ثغرة في هذا الجدار الكبير الذي شيّده الكاتب، والتي يعيد فيها «سرد القصة التوراتية، لكنه يمزج فيها أيضا علم النفس والفلسفة»، ليحول هذا السرد التوراتي إلى «ملحمة تجمع الأسطورة والتاريخ بالأفكار الحديثة»، و«يجعل منها فعلا واحدة من قمم الأدب العالمي الفريدة»؛ (علينا أن لا ننسى أنه كتبها قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها، في الوقت الذي اختار فيه مغادرة مسقط رأسه احتجاجا على وصول النازية إلى سُدّة الحُكم، والتي سنعود إليها قريبا).

كان أبناء توماس مان وأقاربه يلقبونه بــ «الساحر»، إذ كان شغوفا بكلّ شيء، مثلما كان بطبيعته مولعا بالسحر، (وفق ما قرأنا عنه). هذا الولع، نجده في قصته الطويلة (أو نوفيلا) «ماريو والساحر»، التي صدرت حديثا بالعربية في كتاب واحد، مع قصة أخرى بعنوان «اضطراب وأسى مبكر» (نقلهما إلى العربية فلاح رحيم)، مع العلم أن الساحر الذي يصوره مان، هو منوم مغناطيسي يثير القلق في ساحة ألعاب، في إيطاليا. هذا القلق، ليس في واقع الأمر، سوى ممارسته - على جمهوره الصغير - سُلطة تضاهي سُلطة الدكتاتوريين على الحشود. لذا فإن القراءة الفعلية الممكنة لهذه الــ «نوفيلا»، ليست في العمق سوى سيرة عائلة إيطالية، تقرر الذهاب في عطلة، وكأنها تقع تحت سلطة الساحر «موسوليني»، بمعنى آخر، نحن أمام هجاء لاذع للفاشية، التي كانت تقترب كثيرا من نازية هتلر في ألمانيا، وكأن الروائي يريد القيام بجردة حساب لأنظمة أوروبية قادت البشرية إلى حرب مدمرة لا تزال تعاني منها لغاية اليوم. وبشكل أعمّ يمكننا القول إن هذه القصة الطويلة هي - في العمق أيضا - استنطاق لطبيعة الإرادة الفردية وحدود حريتها، يوسع فيها استكشافه للمجهول حيث يكون فيها صاحب كتاب «الجبل السحري» في بيئته الحقيقية.

تبدأ «ماريو والساحر» (التي تدور أحداثها حوالي العام 1926، أي مع بدء صعود الفاشية الإيطالية) بتأملات مفاجئة، في ذلك الوقت، وكأن السياحة الجماعية كانت متقدمة جدا. يصور توماس مان أجواءً ثقيلةً ومزعجةً، مشيرًا إلى بعض الحوادث التي لم يألفها كسائحٍ في إيطاليا. يُدرك القارئ وطأة الفاشية الآخذة في التصاعد. مع اقتراب نهاية الإقامة، يأتي ساحر ليُقدّم عرضه في بلدة ساحلية صغيرة، فيذهب الجميع، سكانًا وسياحًا، إلى العرض. الساحر، الفارس سيبولا، وهو في الواقع مُنوّم مغناطيسي، كما أسلفنا، شخصية كريهة ومشوّهة، تُثير مشاعر غير سارة وتُزعج الكاتب، وفي النهاية تُبهر جمهوره رغم ازدرائه له. (لن أضيف المزيد لتجنب حرق الأحداث). هل هذه قصة رمزية تُدين الفاشية التي تُفسد العقول؟ ربما، لكن معنى النهاية يُخلّف أيضًا شعورًا بعدم الارتياح مع ارتياح الراوي عند وقوع حادثة مأساوية. ومع تأثير سُلطة هذا المنوم المغناطيسي ذي القوة المقلقة التي تنتهك خصوصية الجمهور وتدوس كرامته، يُثير توماس مان، بأسلوبه «الأسطوري» وبوسائله الجمالية البحتة، مشكلة التماهي مع القائد المُرعبة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى إمكانية وجود خط مقاومة.

حظيت هذه القصة، التي مُنعت في إيطاليا قبل ثلاث سنوات من وصول هتلر إلى السلطة، بإشادة واسعة كتحفة فنية سردية، لكن يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها استحضارٌ مُبشّر. في غموضها المُقلق، تظل «ماريو والساحر» نصًا مُلفتًا، بأسلوب الكاتب البارع ووصفه الدقيق والنادر.

أما النص الثاني «اضطراب وأسى مبكر»، وعلى الرغم من تشويقه، إلا أننا نقع فيه على لحظات فكاهية، وطريقة في رؤية الأشياء تبدو لي معاصرة بشكل غريب. أو ربما خالدة. لكنها خفيفة الظل، وممتعة نوعًا ما (ربما يجدها البعض أكثر امتاعا من النص الأول). يعود تاريخ «اضطراب...» إلى العام 1925، وهي عن معاناة الشباب، فيما لو أحببنا أن نختصرها بكلمة واحدة؛ وهي تتحدث عن الدكتور كورنيليوس، وهو شخص أكاديمي متقدم في السن - إن لم يكن قد كبر بالفعل - مستقر في عائلته وحياته البرجوازية، يلاحظ في حفل نظمه ابنه الأكبر كيف يتغير العالم ويبدو له مضطربًا. اضطراب في كل مكان، حتى في تعلقه بابنته لوريت ذات الخمس سنوات، ابنته المفضلة من بين أطفاله الستة. اضطراب في المجتمع - حيث يتصرف هؤلاء الشباب بغرابة! - اضطراب في عالمه، اضطراب في عائلته - لماذا لا يستطيع ابنه بيرت مواكبة أصدقائه؟ - اضطراب في كل مكان. والأسوأ من ذلك كله، الاضطراب الذي أحدثه حب لوريت الأول العابر، ولكنه حقيقي للغاية، والذي جعلها تشعر بحزن شديد لدرجة أنها لن تهتم لا لأبيها ولا لأي شخص آخر، ربما لساعة أو ساعتين. يتابع توماس مان بتواضع مخاوف الدكتور كورنيليوس في مواجهة عالم لم يعد ملكه، وأسئلته، وانسحابه الوشيك المحتمل من الحياة الاجتماعية. ويتابع بنفس التحفظ مخاوفه كأب يرى أبناءه يهربون من محيط الأسرة، المراهقة والطفولة، حتى لأصغرهم، ولو للحظة. نصٌّ بنكهة المرارة... عن تلك الفترة التي بدأت فيه أوروبا تفقد كل الروابط العائلية والتي قادتها إلى التفكك الاجتماعي وبالتالي إلى الحروب المتناسلة التي لم تنته منها. وكأن ما يكتبه توماس مان كان بمثابة رؤية متقدمة لما حدث لاحقا، وعلى جميع الصُعُد.

صحيح أن هاتين القصتين، لا تُجَاريا روائع الكاتب الأخرى، لكنهما تبقيان شهادة فعلية عن كاتب راء، عرف كيف يقرأ لحظته التاريخية الراهنة، من دون أن يسقط في الأيديولوجيا المباشرة، ليقدم في النهاية أدبا يستحق أن نكتشفه بعد.

إسكندر حبش كاتب وصحفـي من لبنان

مقالات مشابهة

  • إسبانيا تشيد بالتنسيق النموذجي مع المغربي لتنظيم عملية مرحبا 2025
  • اضطراب وأسى
  • انقطاع وتباطؤ الإنترنت يعزل الإيرانيين عن العالم
  • تقارير: انقطاع الإنترنت في محافظات إيرانية
  • إسطنبول بلا ماء غدًا.. ما القصة؟!
  • مافيا تستغل عبور الجالية لتهريب السيارات من إسبانيا إلى المغرب
  • مصر تستعد لطرح مناقصة لاستيراد الوقود لتجنب انقطاع الكهرباء خلال صيف 2025
  • مياه القناة تعلن عن كسر مفاجئ بخط السلام الرئيسي.. وانقطاع الخدمة
  • من جديد.. انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات في وسط وجنوب قطاع غزة
  • الكهرباء الوطنية الأردنية: جاهزون لمواجهة أي أزمة بعد انقطاع الغاز من حقل ليفياثان