سجلت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا في ختام أسبوع اتسم بتقلبات حادة، وسط ترقّب الأسواق لنتائج اجتماع تحالف “أوبك+”، وتزايد المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي نتيجة التوترات التجارية، إلى جانب ضغوط أمريكية جديدة على صادرات النفط الإيراني.

وانخفض خام “برنت” إلى ما دون 62 دولارًا للبرميل، متجهًا نحو خسارة أسبوعية تتجاوز 7%، في حين استقر خام “غرب تكساس الوسيط” بالقرب من 59 دولارًا للبرميل.

ومن المقرر أن يعقد تحالف “أوبك+”، بقيادة المملكة العربية السعودية، اجتماعًا يوم الإثنين المقبل لمراجعة سياسة الإمدادات لشهر يونيو. ويأتي ذلك في أعقاب تقارير تشير إلى إمكانية إقرار زيادة جديدة في الإنتاج، ما يضع الأسواق في حالة ترقّب لقرارات قد تؤثر على التوازن بين العرض والطلب.

تصعيد أمريكي ضد إيران
في الولايات المتحدة، أعلن الرئيس دونالد ترامب عزمه فرض عقوبات ثانوية على الدول والشركات التي تواصل شراء النفط الإيراني، في خطوة تهدف إلى تصعيد الضغط على طهران بعد تعثر المفاوضات النووية مع واشنطن. وقد دفع هذا الإعلان أسعار النفط إلى الارتفاع مؤقتًا خلال تداولات يوم الخميس.

ومنذ بداية عام 2025، فقد النفط نحو 20% من قيمته، مسجّلًا أدنى مستوياته منذ أربع سنوات، ويُعزى ذلك إلى المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود، نتيجة التوترات التجارية المتصاعدة بسبب السياسات الحمائية الأمريكية وفرض رسوم جمركية على واردات متعددة.

وقد عززت البيانات الاقتصادية الأخيرة من حدة هذه المخاوف، حيث أظهرت مؤشرات انكماش الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأول من العام، إلى جانب تراجع أداء قطاع التصنيع الصيني، ما أثار شكوكًا بشأن وتيرة الطلب العالمي على الطاقة خلال الفترة المقبلة.

“أوبك+” قد تُغرق السوق بالإمدادات
وفي تطور آخر، زادت المخاوف من تخمة محتملة في الإمدادات، بعد تحركات تحالف “أوبك+” لإعادة تشغيل قدرات إنتاجية متوقفة. ووفقًا لاستطلاع أجرته وكالة “بلومبرغ”، يتوقع المتعاملون أن يُقر التحالف زيادة جديدة في الإنتاج خلال الاجتماع المقبل.

وكان التحالف قد فاجأ الأسواق الشهر الماضي بإعلانه ضخ 411 ألف برميل يوميًا في مايو، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الكمية التي كانت مخططة في البداية.

الذهب يتراجع مع عودة شهية المخاطرة
وفي سياق آخر، يتجه الذهب نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية متتالية هذا العام، مع عودة شهية المخاطرة إلى “وول ستريت” بدعم من أرباح قوية لشركات التكنولوجيا، وتقلّص رهانات الأسواق على خفض وشيك في أسعار الفائدة الأمريكية.

وتداول المعدن الأصفر دون تغيير يُذكر صباح اليوم، مستقرًا بالقرب من 3240 دولارًا للأونصة، ليُسجل خسائر أسبوعية تتجاوز 2%، بعد صدور تقرير أظهر انكماش نشاط التصنيع الأمريكي في أبريل بوتيرة فاقت التوقعات.

وأدت البيانات الصناعية إلى تقليص التوقعات بشأن حجم التيسير النقدي المرتقب من مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وتُسعّر الأسواق الآن خفضًا بمقدار ربع نقطة مئوية بحلول يوليو، وسط مخاوف من استمرار مستويات الفائدة المرتفعة.

ومن المعروف أن الفائدة المرتفعة تؤثر سلبًا على الذهب، الذي لا يُدرّ عائدًا، مما يقلل جاذبيته مقارنة بالأصول ذات العوائد الثابتة.

عوامل تدعم الذهب رغم التراجع
في موازاة ذلك، تراجعت جاذبية الذهب كملاذ آمن هذا الأسبوع، مع تحسن المعنويات في الأسواق، مدفوعة بنتائج أرباح الشركات والتقدم المحتمل في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وعدة دول.

ومع ذلك، حملت نتائج بعض عمالقة التكنولوجيا، مثل “أبل” و”أمازون”، إشارات تحذيرية، إذ توقعت الشركتان بيئة أعمال أكثر صعوبة في الأشهر المقبلة، في ظل استمرار ارتفاع تكاليف الرسوم الجمركية.

وتواصل الأسواق تقييم التأثيرات المتسارعة لأجندة الرسوم الجمركية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي هذا السياق، صرّح نائب الرئيس، جي دي فانس، أن اتفاقًا تجاريًا مع الهند سيكون ضمن أولويات الإدارة، مع استمرار المفاوضات مع كل من اليابان، كوريا الجنوبية، والدول الأوروبية.

ورغم موجة البيع الحادة، لا يزال الذهب مرتفعًا بنسبة تقارب 25% منذ بداية العام، بعد أن سجّل مستوى قياسيًا فوق 3500 دولار الأسبوع الماضي. لكن الارتفاع السريع أثار شكوكًا بشأن احتمالية المبالغة في التقييم، مما دفع الأسعار إلى التراجع مؤخرًا.

ويُعزى هذا الارتفاع إلى لجوء المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن، وسط تزايد المخاوف من أن السياسات غير التقليدية للبيت الأبيض قد تُسهم في تباطؤ اقتصادي عالمي.

وقد أسهم طلب المضاربين في الصين، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية العالمية، في دعم الاتجاه الصعودي للذهب خلال الأشهر الماضية. ويترقب المستثمرون تقرير الوظائف الأمريكي المقرر صدوره اليوم الجمعة، باعتباره أحد أبرز المؤشرات الاقتصادية لهذا الأسبوع.

وسجل سعر الذهب الفوري 3242.97 دولارًا للأونصة في الساعة 8:23 صباحًا بتوقيت سنغافورة، بانخفاض أسبوعي بلغ 2.3%. فيما بقي مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري دون تغيير، بعد ارتفاع بنسبة 0.5% في الجلسة السابقة.

وفي أسواق المعادن الأخرى، استقرت أسعار البلاتين، بينما ارتفعت الفضة والبلاديوم بشكل طفيف.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أسعار الذهب أسعار النفط اجتماع أوبك بلس العقوبات الأمريكية دولار ا

إقرأ أيضاً:

تجاوز حاجز 4.000 دولار للأوقية.. الذهب يتلألأ عالميا للأسبوع الثامن على التوالي

سجلت أسعار الذهب أداء لافتا خلال الأسبوع المنقضي، إذ واصل المعدن النفيس مكاسبه للأسبوع الثامن على التوالي، متجاوزا مجددا حاجز 4، 000 دولار للأوقية، وسط تصاعد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وازدياد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية.

وأنهى الذهب تعاملات الأسبوع الماضي على ارتفاع نسبته 3.38%، مسجلا 4، 018.30 دولار للأوقية، وفقا لبيانات منصة ماركت ووتش.

وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، واصل الذهب مساره الصاعد محققا مكاسب قوية بلغت 20.92%، قبل أن يعزز أداءه بشكل أكبر بارتفاع نسبته 26.60% خلال ستة أشهر.

وقفزت مكاسب المعدن النفيس إلى 52.82% خلال العام الجاري، في أداء استثنائي يعكس تزايد ثقة المستثمرين به وتنامي الإقبال عليه كأحد أهم الملاذات الآمنة والأصول التحوطية في ظل التوترات الجيوسياسية وارتفاع مستويات الضبابية الاقتصادية العالمية.

وجاءت المكاسب الأخيرة مدفوعة بتصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد عبر منصة تروث سوشيال أنه لا يرى سببا للاجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينج خلال أسبوعين في كوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستفرض زيادة "هائلة" في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية.

وتعززت المخاوف في الأسواق مع إعلان جديد من الرئيس الأمريكي مساء أمس الجمعة، أكد فيه أن الولايات المتحدة ستفرض تعريفات إضافية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية اعتبارا من 1 نوفمبر 2025، ردًا على ما وصفه بـ الموقف العدواني بشكل استثنائي من الصين تجاه التجارة.

وقال ترامب إن الصين وجهت رسالة عدائية للغاية إلى العالم تتضمن نيتها فرض ضوابط تصدير واسعة النطاق على تقريبا كل منتج تصنعه، مما سيؤثر على جميع الدول دون استثناء.

وتلقى الذهب دعما إضافيا مع مواصلة البنوك المركزية حول العالم تعزيز احتياطاتها من المعدن النفيس بوتيرة ملحوظة، كما شهدت الأسواق تدفقات قوية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، ما يعكس ثقة المستثمرين في استمرار الاتجاه الصعودي.

وإلى جانب ذلك، دعمت توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة جاذبية الذهب باعتباره أصلا لا يدر عائدا ثابتا، في حين أدى تراجع الدولار الأمريكي تحت ضغط التوترات الاقتصادية إلى جعل الذهب المقوّم بالدولار أكثر تنافسية لحائزي العملات الأخرى، ما زاد من مكاسبه.

وامتد الزخم الصعودي إلى الفضة، حيث ارتفعت بنسبة 2.2% إلى 50.21 دولار للأوقية، بعد أن لامست مستوى قياسيا عند 51.22 دولار في جلسة سابقة.

وحققت الفضة مكاسب قوية بلغت نحو 70% منذ بداية العام، مدفوعة بالمخاوف من نقص الإمدادات وارتفاع الطلب الصناعي والاستثماري على المعدن.

وفي ظل استمرار التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، يترقب المستثمرون تفاصيل إضافية بشأن التعريفات والضوابط المرتقبة مطلع نوفمبر، والتي قد تدفع الأسواق إلى موجات جديدة من التقلب.

كما يتوقع محللون أن يبقى الذهب في موقع قوة، خاصة مع تراجع الأسهم واحتمالات خفض الفائدة الأمريكية، ما يمنح المعدن النفيس أفضلية ملحوظة كملاذ آمن.

وبينما تظل حالة عدم اليقين مرتفعة، يؤكد الأداء التاريخي للذهب خلال الأشهر الماضية أن المستثمرين يعيدون بناء مراكزهم التحوطية تحسبا لأي تطورات سياسية أو اقتصادية مفاجئة، ما يعزز التوقعات باستمرار الاتجاه الصعودي للمعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار الذهب خلال التعاملات المسائية
  • النفط يتراجع إلى أدنى مستوى في 5 أشهر
  • النفط يتراجع إلى أدنى مستوى في 5 أشهر بعد تهديد ترامب للصين
  • النفط يتكبد خسائر أسبوعية مع تصاعد التوترات التجارية ومخاوف الطلب العالمي
  • تجاوز حاجز 4.000 دولار للأوقية.. الذهب يتلألأ عالميا للأسبوع الثامن على التوالي
  • ترامب يعلن فرض رسوم 100% على الصين والنفط ينهار والذهب يواصل الارتفاع
  • تراجع أسعار النفط مع انحسار التوترات الجيوسياسية واستمرار مخاوف فائض الإمدادات
  • النفط يهوي وسط تفاؤل بتراجع التوترات في الشرق الأوسط.. والذهب يواصل مكاسبه
  • ارتفاع أسعار النفط مع مؤشرات لإنهاء الحرب في غزة.. والذهب يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثامن تواليًا
  • ارتفاع أسعار النفط والذهب عالميًا