وركزت الحلقة الجديدة من برنامج "بانوراما الجزيرة نت" على قراءة خلفيات هذه الاضطرابات، وناقشت الدور الإسرائيلي في إذكاء التوترات، إلى جانب ما تمثله تحركات بعض المكونات كالدروز والأكراد من تحديات إضافية للحكومة السورية.

وأحدث هذه التوترات اندلع في ضواحي العاصمة دمشق، وتحديدا في صحنايا وجرمانا، حيث سقط العشرات من القوات الحكومية في مواجهات دامية أشعل فتيلها تسجيل صوتي منسوب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية وتضمّن إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي بدمشق وتوجه رسالة تهديدlist 2 of 4الأمن السوري ينتشر بجرمانا وبيان أميركي بشأن أحداث العنفlist 3 of 4كاتس يحذر الشرع بعد قصف محيط القصر الرئاسي بدمشقlist 4 of 4الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطيرend of list

ووفق شهادة شهود عيان نقلها مراسل الجزيرة نت، فقد بدأت الأحداث بمناوشات سرعان ما تطورت إلى اشتباكات مسلحة، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار وتشكيل لجنة مشتركة تهدف إلى تهدئة الأوضاع وإيجاد حلول للأزمة.

وأكد محافظ ريف دمشق عامر الشيخ أن العملية الأمنية انتهت بتحييد ما وصفها بـ"المجموعة الخارجة عن القانون"، مشددا على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة للحفاظ على السلم الأهلي ومنع تجدد الفوضى الأمنية.

بنود التهدئة

وتضمّن اتفاق التهدئة بنودا عدة، منها ضمان إعادة الحقوق إلى أصحابها، وجبر الضرر، ومحاسبة المتورطين، إلى جانب الدعوة لوقف التجييش الطائفي والمناطقي، وتأمين حرية الحركة والعبور في المناطق المتضررة.

إعلان

بدوره، دعا المفتي العام لسوريا الشيخ أسامة الرفاعي إلى التوحد ضد الفتنة التي "يشعلها أعداء الأمة"، محذرا من الانزلاق إلى مستنقع قد يدفع الجميع ثمنه، حيث لا رابح في فتنة تفتك بالجميع.

لكن الموقف ازداد تعقيدا بعد أن دخلت إسرائيل على خط الأزمة، إذ أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو -في بيان مشترك مع وزير دفاعه– أنها تتحرك انطلاقا من "التزامها تجاه الدروز في إسرائيل"، متذرعة بحمايتهم في سوريا.

في المقابل، أكدت الحكومة السورية رفضها أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، مشددة على أن سيادة البلاد ليست موضع نقاش، وأن الدولة ملتزمة بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون تمييز.

ووجّه مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون دعوة فورية لوقف الهجمات الإسرائيلية، مؤكدا أن التصعيد في هذا التوقيت يهدد الاستقرار الهش بالمنطقة ويقوض جهود الحل السياسي.

أجندة إسرائيلية

وبحسب محللين، فإن الادعاء الإسرائيلي بحماية الدروز ليس سوى غطاء لأجندة أعمق تستهدف إعادة رسم الخارطة السورية، بما يخدم المصالح الأمنية والسياسية لتل أبيب في المنطقة.

ورأى الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى أن إسرائيل تستغل الزعيم الروحي للطائفة الدرزية موفق طريف أداة ضمن إستراتيجيتها تجاه دمشق، مؤكدا أن الأمر يتجاوز البعد الطائفي إلى ترتيبات إقليمية أوسع.

وفي هذا السياق، حذر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط من الانسياق وراء المشروع الإسرائيلي، معتبرا أن تل أبيب تسعى إلى تفكيك النسيج الدرزي وتهجيره واستغلاله في صراعها مع سوريا.

وسلطت الجزيرة نت الضوء على الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أمام مجلس الأمن، والتي ندد فيها بالقصف الإسرائيلي المتكرر، مشيرا إلى أن "سوريا الجديدة" لن تكون مصدرا لعدم الاستقرار في الإقليم.

وفي موقف لافت، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إسرائيل تحاول تصدير نار الحرب من فلسطين ولبنان إلى سوريا، مستغلة مناخ الانفتاح السياسي بعد التغييرات في دمشق، مؤكدا أن أنقرة لن تسمح بفرض أمر واقع جديد في المنطقة.

إعلان الساحل والشرق

وبموازاة ذلك، يشهد الساحل السوري تحركات مثيرة للجدل عقب إعلان رامي مخلوف رجل الأعمال المعروف وابن خال الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد تشكيل فصيل مسلح بقيادة العميد سهيل الحسن المتهم بارتكاب مجازر خلال سنوات الثورة.

وتثير هذه التحركات مخاوف من عسكرة إضافية للمشهد في مناطق يفترض أنها مؤيدة للنظام، مما يشير إلى تصدعات داخل البنية الموالية ويعيد إلى الأذهان تجارب المليشيات الموازية التي نشطت في المراحل السابقة.

أما في الشرق فقد أثارت وثيقة صادرة عن مؤتمر سياسي كردي عقد في القامشلي جدلا واسعا بعد مطالبتها بتطبيق نظام لا مركزي، وهو ما قوبل برفض قاطع من الرئاسة السورية التي اعتبرته مقدمة لتقسيم البلاد وإنشاء كيانات منفصلة.

وأكدت دمشق أن أي محاولات لفرض واقع فدرالي أو إدارة ذاتية تتعارض مع وحدة سوريا، مشددة على أن الحوار مع الأكراد لن ينجح إلا في ظل الالتزام بوحدة الأراضي والسيادة الوطنية.

ورأى الكاتب والباحث الفلسطيني سعيد الحاج أن القرارات النهائية بشأن هذه الملفات لا تزال رهينة الحوار المرتقب بين الإدارة السورية والأطراف الكردية، مشيرا إلى أن المشهد سيزداد وضوحا في الأسابيع المقبلة.

2/5/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الرئيس السوري: إسرائيل تصدر الأزمات للدول الأخرى

قال الرئيس السوري: “إننا نسير في المسار الصحيح، وكل الخطوات التي اتخذناها تصب في مصلحة البلاد”، متابعا: “إسرائيل تصدر الأزمات للدول الأخرى”.

أحمد الشرع: الانتخابات الرئاسية في سوريا ستجرى بعد 4 سنواتسوريا : قوات إسرائيلية تطلق النار لترهيب المدنيين بمحيط بلدة بيت جن

وأضاف: “نحترم اتفاق 1974 والبحث عن اتفاقات أخرى يدخلنا في مكان خطر”، وتابع: “هناك دعم دولي لانسحاب إسرائيل لما قبل الثامن من ديسمبر”.

ولفت إلى أن سوريا تعيش في أفضل ظروفها الآن، منوها إلى أن “مخاوف إسرائيل غير مبررة فنحن من نتعرض لهجمات وليس العكس”.

طباعة شارك الرئيس السوري إسرائيل سوريا

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوري: قلقون من سياسات إسرائيل التي تتعارض مع استقرارنا
  • التوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري
  • الرئيس السوري: إسرائيل تصدر الأزمات للدول الأخرى
  • غرف سرّية على الساحل السوري لإسقاط دمشق.. موسكو تضيّق على مخلوف وماهر الأسد بعد تحرّكات مريبة
  • ماذا وراء زيارة وفد مجلس الأمن إلى سوريا؟.. دعم أم رقابة؟
  • ملف دمشق: أكثر من 70 ألف صورة تكشف فظاعات السجون السورية
  • العزبي: حقول النفط السورية وراء إصرار إسرائيل على إقامة منطقة عازلة
  • عودة اللاجئين تعزز نمو الاقتصاد السوري بأكثر من المتوقع
  • مصطفى بكري: لا بد من وجود موقف قوي للشعب السوري العظيم تجاه الضربات الإسرائيلية
  • من وراء اغتيال أبو شباب.. حماس أم إسرائيل؟ (فيديو)