أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، مقتل ضابط وجندي من وحدة النخبة الهندسية “يهلوم”، إثر تفجير نفق خلال عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما بثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو يظهر أحد الأسرى الإسرائيليين وهو يوجه رسالة مؤثرة إلى الجمهور الإسرائيلي بعد نجاته من قصف إسرائيلي استهدف مكان احتجازه تحت الأرض.

وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن النقيب نوعام رافيد (23 عاماً) من بلدة شعاري تيكفا، والرقيب يحلي شارور (20 عاماً) من بلدة عومر، قتلا خلال العمليات التي شهدتها رفح يوم أمس السبت. وأضاف أن جنديين آخرين أُصيبا في الحادث ذاته، أحدهما إصابته خطيرة والآخر متوسطة.

وبحسب مصادر ميدانية، وقع الانفجار أثناء محاولة القوات الإسرائيلية تفكيك نفق مفخخ، ما أسفر عن الخسائر في صفوف وحدة “يهلوم”، المتخصصة في التعامل مع الأنفاق والمتفجرات.

وارتفع بذلك عدد القتلى من الجيش الإسرائيلي، الذين سُمح بنشر أسمائهم منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، إلى 853 جندياً، وفق آخر الإحصائيات الرسمية.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، ضمن الاستعدادات الجارية لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، والتي تشهد تصعيداً غير مسبوق منذ استئناف الهجمات منتصف مارس الماضي.

“القسام” تنشر فيديو لأسير ينجو من القصف ويوجه نداء للإسرائيليين
في تطور ميداني متزامن، نشرت كتائب القسام مقطع فيديو يظهر فيه أحد الأسرى الإسرائيليين بعد نجاته من قصف إسرائيلي استهدف مكان احتجازه تحت الأرض. وتضمن الفيديو مشاهد لمحاولات عناصر من القسام إنقاذ الأسرى من بين الأنقاض، عبر عمليات حفر داخل الأنفاق.

ويُعرّف الأسير عن نفسه في الفيديو بـ”الأسير رقم 24″، ويظهر وهو مصاب في الرأس واليد، قائلاً:
“تم قصفنا بعد وقف إطلاق النار ونجونا من الموت. ثم قُصفنا مرة أخرى ونحن في باطن الأرض. هذه هي نتائج الحرب من أجل إخراج الأسرى التي يتحدث عنها نتنياهو”.

وأشار إلى أن حالته الصحية متدهورة في ظل غياب الرعاية الطبية، مؤكداً أنه لا يعلم شيئاً عن زميله الذي كان معه أثناء القصف.

ووجه الأسير نداءً مباشراً إلى الشارع الإسرائيلي، قائلاً: “لو كان ابن نتنياهو هنا، لتوقفت الحرب وأُعيد الجميع. نحن الآن تحت الأرض، وهناك 59 أسيراً في غزة. كيف ستحتفلون بعيد الاستقلال بينما نحن هنا؟”

وختم حديثه قائلاً: “من فضلكم، لا تبقوا في بيوتكم. هذه ليست حرباً نفسية كما يقول نتنياهو، الحرب النفسية الحقيقية هي التي أعيشها الآن. وقد يكون هذا الفيديو هو الأخير الذي تراه عائلتي”.

يأتي هذا التطور في ظل تزايد المؤشرات على تصعيد العمليات العسكرية في قطاع غزة، في وقت تشهد فيه جهود التهدئة تعثراً، وسط تبادل الرسائل النفسية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مع تزايد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية للإسراع في استعادة الأسرى.

الجيش الإسرائيلي يستدعي آلاف جنود الاحتياط استعداداً لتوسيع الهجوم على غزة

أصدر الجيش الإسرائيلي، السبت، أوامر استدعاء لآلاف من جنود الاحتياط، في خطوة تشير إلى استعدادات ميدانية لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، وفقاً لما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.

وذكر موقع “واي نت” الإخباري أن جنود الاحتياط سيتم نشرهم على الحدود الشمالية مع لبنان وفي الضفة الغربية المحتلة، وذلك ليحلوا محل الجنود النظاميين الذين سيتوجهون للمشاركة في هجوم بري موسع على غزة.

ويأتي هذا التطور بعد يوم من تقارير أفادت بأن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) صادق على خطط لتنفيذ عملية عسكرية موسعة داخل القطاع، وسط تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة.

وفي سياق متصل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تأجيل زيارته الرسمية إلى أذربيجان، التي كانت مقررة في الفترة من 7 إلى 11 مايو الجاري. وأرجع المكتب القرار إلى “التطورات الأمنية الأخيرة في غزة وسوريا”، بالإضافة إلى “الجدول الدبلوماسي والأمني المكثف”.

وكان من المقرر أن يلتقي نتنياهو خلال الزيارة بالرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، إلا أن موعد الزيارة الجديد لم يُحدد حتى الآن.

ولم يصدر الجيش الإسرائيلي حتى الآن أي تعليق رسمي بشأن عملية استدعاء جنود الاحتياط أو تفاصيل العملية العسكرية المرتقبة في غزة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إسرائيل وحماس الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة قطاع غزة الجیش الإسرائیلی جنود الاحتیاط قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

لاعب جمباز يفقد ساقيه وحلمه في القصف الإسرائيلي على غزة

في قلب خيمة متواضعة وسط أنقاض غزة المدمرة، يجلس الفتى أحمد الغلبان (16 عاما)، يتأمل صورا على هاتفه المحمول تجمعه بشقيقه التوأم محمد، وهما يؤديان حركات جمباز بخفة الأطفال وحلم الرياضيين.

لكن ذكريات أحمد اليوم باتت مريرة، بعد فقد ساقيه وشقيقه في ضربة جوية إسرائيلية استهدفتهم شمالي بيت لاهيا في مارس/آذار الماضي.

أحمد الغلبان فتى غزي فقد ساقيه في قصف إسرائيلي (رويترز)

وقد بدأ أحمد وشقيقه محمد مشوارهما في الجمباز منذ كانا في السابعة، وتعلّق الطفلان سريعا بالرياضة التي منحت جسديهما قوة، وفتحت لهما أبواب عروض في غزة وخان يونس ورفح، لكن حلمهما لم يكتمل، إذ باغتتهما قذيفة إسرائيلية أثناء محاولتهما الإخلاء، عقب صدور الأمر من الجيش الإسرائيلي.

محمد الغلبان توأمه، استشهد في الهجوم نفسه (رويترز)

وفي ذلك اليوم، فقد أحمد ساقيه وأربعة من أصابع يده اليسرى، بينما ارتقى محمد شهيدا إلى جانب خاله وابنة خاله الطفلة ذات 6 أعوام.

القصف الإسرائيلي دمر حلم التوأم في رياضة الجمباز (رويترز)

ويروي أحمد لحظات الألم والخسارة وقد غلبه الصبر، إذ بقي يردد آيات من القرآن ويدعو لشقيقه المحتضر، بينما كان الأخير يهمس بـ"الله أكبر" و"لا إله إلا الله"، حتى أسلم الروح، ونُقل أحمد في "تكتك" صغير إلى المستشفى، وبدأ فصل جديد من المعاناة.

رياضة الجمباز كانت شغف أحمد وتوأمه منذ الطفولة (رويترز)

ولم يعد الفتى قادرا على الحركة، ولا يغادر فراشه في الخيمة التي باتت مأواه. ومع ذلك، يتمسك بحلمه في الحصول على أطراف صناعية تساعده على المشي من جديد، ومواصلة ما بدأه مع شقيقه الراحل.

قصة أحمد تجسد معاناة أطفال غزة في الحرب (رويترز)

ويقول: "كنت أدعو الله ألا يصيبني في قدمي، لأن الجمباز وكرة القدم كانتا حياتي، لكن هذا قدري، وساقاي سبقتاني إلى الجنة".

وقصة أحمد واحدة من آلاف القصص التي ترويها أنقاض غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار والقصف والنزوح المستمر.

عائلة أحمد تأمل في سفره للعلاج والحصول على أطراف صناعية (رويترز)

وبين تلك الروايات، يقف أحمد الغلبان شاهدا حيّا على مأساة جيل فلسطيني بأكمله، حُرم من الطفولة، ومن الحلم، لكنه لا يزال يتمسك بالأمل في أن يسير يوما من جديد، وربما يقف على خشبة عرض، ليروي للعالم حكايته.. دون أن ينطق بكلمة.

مقالات مشابهة

  • لاعب جمباز يفقد ساقيه وحلمه في القصف الإسرائيلي على غزة
  • القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية قوامها 10 جنود في بيت لاهيا
  • قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي تقتحم مدينة رام الله وتداهم بعض محلات الصرافه فيها
  • قرار غير مسبوق .. إسرائيل تستدعي مئات الآلاف من جنود الاحتياط
  • قرار غير مسبوق.. إسرائيل تستدعي مئات الآلاف من جنود الاحتياط
  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر بالإخلاء لسكان محافظة خان يونس و"بني سهيلا" و"عبسان" و"القرارة" في قطاع غزة
  • على وقع القصف.. روسيا وأوكرانيا تستكملان صفقة تبادل الأسرى
  • مصادر طبية في غزة: 38 قتيلًا و204 مصابين وسط وجنوبي قطاع غزة من جراء القصف الإسرائيلي خلال آخر 24 ساعة
  • وسط تدهور الأوضاع الإنسانية.. ارتفاع عدد القتلى الصحفيين في غزة بسبب القصف الإسرائيلي
  • القسام تكشف تفاصيل مقتل جنود إسرائيليين في عملية مزدوجة بخان يونس