حين تطالب البنوك ويعجز المواطن: القروض في زمن الخراب ، أسئلة قانونية واقتصادية
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
بقلم : احمد التجاني دلدوم الختيم _
مستشار قانوني
????ليست الحرب حدثا عابرا" في حياة الأمم والشعوب ، بل هي قوة قاهرة بكل ما تعنيه الكلمة من أثر ، تعيد ترتيب العلاقات القانونية وتفرض على التشريعات أن تواجه الواقع بما يليق بتعقيده ، وقد كانت المشاريع الصغيرة والكبيرة في السودان ضحية مباشرة لهذه الحرب ، إذ دمرت بالكامل أو تعطلت بشكل شبه دائم ، وانهارت سلاسل الإنتاج والتوزيع، فبات آلاف المقترضين (أفرادا ومؤسسات) عاجزين تماما عن الوفاء بالتزاماتهم تجاه البنوك التي منحتهم القروض أو المرابحات قبل اندلاع النزاع .
????في هذا الوضع الكارثي تتفجر الأسئلة القانونية الحارقة :
1. هل تظل العقود المصرفية قائمة وملزمة رغم زوال محل الالتزام وضياع رأس المال وتدمير المشروع بالكامل ؟
2. أليس في استمرار المطالبة بالسداد في مثل هذه الحالات ، إخلالاً بمبدأ حسن النية في تنفيذ العقود ، وافتئاتاً على روح العدالة العقدية ذات نفسها ؟
3. ما مدى انطباق نظرية القوة القاهرة أو الظروف الطارئة على هذه الحالات ؟ وهل يمكن التمييز بين العميل المتعثر بسبب الحرب والعميل الممتنع عن السداد تعسفا" ؟
4. هل يملك البنك من حيث المبدأ حق التنفيذ على الضمانات (ان وجدت) في وقت استثنائي كهذا ، أم يجب تعليق هذه الإجراءات لحين قيام تسوية عادلة ؟
5. أين تقف مسؤولية الدولة في هذا المشهد؟ هل تعد جهة متفرجة ، أم يجب أن تضطلع بدور تنظيمي وتعويضي لحماية طرفي العلاقة (المواطن والنظام المصرفي) ؟
هذه الأسئلة ليست افتراضية ، بل هي حقيقية وواقعية وماثلة في آلاف الملفات التي تنتظر مصيرها على مكاتب البنوك ، أو ربما في رفوفها المدمرة ،
????وعطفا علي ذلك ، فإن العدالة تقتضي اجتراح حلول استثنائية لهذه الظروف من بينها :
1. إعمال مبدأ القوة القاهرة أو الظروف الطارئة المنصوص عليه في قانون المعاملات المدنية بما يتيح تعليق أو إنهاء الالتزام حين يستحيل تنفيذه أو يرهق أحد الطرفين إرهاقًا جسيماً .
2. إنشاء آلية تسوية شاملة تضم ممثلين للبنوك والعملاء والجهات العدلية، لفحص الحالات حالةً بحالة، وتحديد ما يستحق الجدولة أو الإعفاء أو التعليق .
3. اقتراح تشريع خاص بمعالجة الديون المتأثرة بالحرب ، يراعي التوازن بين استقرار القطاع المصرفي وضمان الإنصاف للمدينين المتضررين .
4. الاستفادة من تجارب الدول الأخرى ، لا سيما تلك التي شهدت نزاعات مسلحة أو أزمات اقتصادية كبرى، وطبقت سياسات إعادة هيكلة الديون بشفافية وعدالة.
????ما نحن بصدده في سودان الحرب هو ليس ترفا" لغويا" أو جدلًا قانونيًا مجردًا ، بل محاولة جادة لصياغة معالجات تراعي مبدأ العدالة الإجرائية ، وتعلي من شأن روح النص لا شكله ، وتضع المواطن (لا مجرد المال) في قلب المعادلة القانونية ..
والله ولي التوفيق وهو يهدي السبيل ????
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
شرطة الاحتلال تعتقل 40 متظاهرًا في احتجاجات تطالب بوقف الحرب وإعادة الأسرى
أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أنها اعتقلت نحو 40 متظاهراً خلال احتجاجات شهدتها عدة مدن للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة وإعادة الأسرى.
وشهدت إسرائيل إضراباً واسعاً نظّمته عائلات الأسرى في أكثر من 350 موقعاً، تخلله إغلاق عشرات الطرق الرئيسية، بينها طريق أيالون والطرق السريعة 1 و6 و4.
الرئيس الفلسطيني يصدر مرسوماً بتشكيل لجنة صياغة الدستور المؤقت تمهيداً للانتخابات
أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، مرسوماً رئاسياً يقضي بتشكيل لجنة خاصة تتولى إعداد وصياغة الدستور المؤقت، في إطار الانتقال من مرحلة السلطة إلى مرحلة الدولة.
وبحسب المرسوم، ستعمل اللجنة كمرجع قانوني لصياغة الدستور المؤقت بما يتوافق مع وثيقة إعلان الاستقلال ومبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، إضافة إلى المواثيق والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
ويهدف هذا الإجراء إلى وضع مشروع دستور يرسخ قواعد النظام الديمقراطي القائم على سيادة القانون، والفصل بين السلطات، وضمان الحقوق والحريات العامة وحمايتها، إضافة إلى تعزيز مبدأ التداول السلمي للسلطة، تمهيداً لإجراء الانتخابات وتأسيس مؤسسات دولة فلسطين.
حماس: الاحتلال يخطط لاقتحام غزة وارتكاب موجة جديدة من الإبادة والتهجير
اتهمت حركة حماس رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي بالاستعداد للمصادقة على خطط تهدف إلى احتلال مدينة غزة، معتبرة أن ذلك يمهد لمرحلة جديدة من الإبادة وعمليات التهجير الجماعي.
وقالت الحركة إن الحديث عن إدخال خيام إلى جنوب القطاع بذريعة إنسانية ليس سوى محاولة للتغطية على ما وصفته بـ"جريمة وحشية" يجري التحضير لها.
وأضافت أن قوات الاحتلال تنفذ في الوقت الراهن هجمات عنيفة على أحياء غزة الشرقية والجنوبية، في إطار خطة تستهدف "الإبادة والتدمير الشامل للحياة".
كما حمّلت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية عن ارتكاب جرائم جديدة، شملت القصف والمجازر وتشريد المدنيين في جنوب غزة على مرأى العالم.
مستوطنون يُهاجمون منزلاً ويُروعون سكانه في رام الله
هاجم مستوطنون، اليوم الأحد، منزلا في قرية أم صفا شمال غرب رام الله.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى أن مجموعة من المُستوطنين داهمت منزلا يعود للمواطن محمد عبيات في المنطقة الشرقية، وحاولت الاعتداء عليه وإلحاق أضرار مادية به.
وتصدى لهم المواطنون، ويجبرونهم على الانسحاب إلى البؤرة الجديدة المقامة على جبل الراس.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأحد، إن خطط احتلال غزة وتهجير سكانها جريمة حرب كبرى تعكس استهتار الاحتلال بالقوانين الدولية والإنسانية.
اقرأ أيضًا.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأضاف بيان الحركة :" حديث الاحتلال عن إدخال خيام جنوب غزة تحت عنوان إنساني تضليل مكشوف للتغطية على جريمة تهجير ومجزرة وشيكة".
وتابع :" ما يجري في غزة مرتبط بالضفة حيث تتواصل الاقتحامات واعتداءات المستوطنين لإكمال مشروع الطرد والاقتلاع".
قال ميكي زوهار، وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، إن إغلاق الطرق الرئيسية وتعطيل حياة المواطنين خطأ فادح، على حد قوله.
وتابع :"هذه الصور بمثابة مكافأة للعدو الذي سيراها ويسعد بها".
وأضاف قائلاً :"يجب توجيه الغضب والاحتجاج للضغط غلى حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن".
ويأتي تعليق زوهار في ظِل الأزمة التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي بسبب استمرار حرب غزة وارتفاع حدة المُظاهرات المناهضة لها.