بقلم : احمد التجاني دلدوم الختيم _
مستشار قانوني

????ليست الحرب حدثا عابرا" في حياة الأمم والشعوب ، بل هي قوة قاهرة بكل ما تعنيه الكلمة من أثر ، تعيد ترتيب العلاقات القانونية وتفرض على التشريعات أن تواجه الواقع بما يليق بتعقيده ، وقد كانت المشاريع الصغيرة والكبيرة في السودان ضحية مباشرة لهذه الحرب ، إذ دمرت بالكامل أو تعطلت بشكل شبه دائم ، وانهارت سلاسل الإنتاج والتوزيع، فبات آلاف المقترضين (أفرادا ومؤسسات) عاجزين تماما عن الوفاء بالتزاماتهم تجاه البنوك التي منحتهم القروض أو المرابحات قبل اندلاع النزاع .



????في هذا الوضع الكارثي تتفجر الأسئلة القانونية الحارقة :

1. هل تظل العقود المصرفية قائمة وملزمة رغم زوال محل الالتزام وضياع رأس المال وتدمير المشروع بالكامل ؟
2. أليس في استمرار المطالبة بالسداد في مثل هذه الحالات ، إخلالاً بمبدأ حسن النية في تنفيذ العقود ، وافتئاتاً على روح العدالة العقدية ذات نفسها ؟
3. ما مدى انطباق نظرية القوة القاهرة أو الظروف الطارئة على هذه الحالات ؟ وهل يمكن التمييز بين العميل المتعثر بسبب الحرب والعميل الممتنع عن السداد تعسفا" ؟
4. هل يملك البنك من حيث المبدأ حق التنفيذ على الضمانات (ان وجدت) في وقت استثنائي كهذا ، أم يجب تعليق هذه الإجراءات لحين قيام تسوية عادلة ؟
5. أين تقف مسؤولية الدولة في هذا المشهد؟ هل تعد جهة متفرجة ، أم يجب أن تضطلع بدور تنظيمي وتعويضي لحماية طرفي العلاقة (المواطن والنظام المصرفي) ؟

هذه الأسئلة ليست افتراضية ، بل هي حقيقية وواقعية وماثلة في آلاف الملفات التي تنتظر مصيرها على مكاتب البنوك ، أو ربما في رفوفها المدمرة ،

????وعطفا علي ذلك ، فإن العدالة تقتضي اجتراح حلول استثنائية لهذه الظروف من بينها :

1. إعمال مبدأ القوة القاهرة أو الظروف الطارئة المنصوص عليه في قانون المعاملات المدنية بما يتيح تعليق أو إنهاء الالتزام حين يستحيل تنفيذه أو يرهق أحد الطرفين إرهاقًا جسيماً .
2. إنشاء آلية تسوية شاملة تضم ممثلين للبنوك والعملاء والجهات العدلية، لفحص الحالات حالةً بحالة، وتحديد ما يستحق الجدولة أو الإعفاء أو التعليق .
3. اقتراح تشريع خاص بمعالجة الديون المتأثرة بالحرب ، يراعي التوازن بين استقرار القطاع المصرفي وضمان الإنصاف للمدينين المتضررين .
4. الاستفادة من تجارب الدول الأخرى ، لا سيما تلك التي شهدت نزاعات مسلحة أو أزمات اقتصادية كبرى، وطبقت سياسات إعادة هيكلة الديون بشفافية وعدالة.

????ما نحن بصدده في سودان الحرب هو ليس ترفا" لغويا" أو جدلًا قانونيًا مجردًا ، بل محاولة جادة لصياغة معالجات تراعي مبدأ العدالة الإجرائية ، وتعلي من شأن روح النص لا شكله ، وتضع المواطن (لا مجرد المال) في قلب المعادلة القانونية ..

والله ولي التوفيق وهو يهدي السبيل ????

ahdal5029@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عاجل.. تفاصيل الهزة الأرضية التي شعر بها سكان القاهرة وعدة محافظات

شعر عدد كبير من المواطنين، منذ قليل، بهزة أرضية في القاهرة والجيزة والقليوبية وعدد من المحافظات الأخرى، دون وقوع أي خسائر تُذكر حتى الآن.

وأكدت الشبكة القومية للزلازل أنها رصدت الزلزال فور وقوعه، من خلال أكثر من 70 محطة موزعة جغرافيًا بعناية وفقًا للتاريخ الزلزالي لمصر، مما يجعل من المستحيل مرور أي هزة دون تسجيلها، حتى لو كانت ضعيفة جدًا.

وتجدر الإشارة إلى أن مصر تمتلك واحدة من أحدث شبكات رصد الزلازل في العالم، ويعود تاريخها في هذا المجال لأكثر من 150 عامًا، بينما تسجل الحضارة المصرية القديمة تاريخًا زلزاليًا يزيد عن 5000 سنة، وهو ما يمنح مصر ثقلًا علميًا في التعامل مع هذه الظواهر الطبيعية.

رغم أن مصر بعيدة عن الأحزمة الزلزالية العالمية السبعة، إلا أن قربها من مناطق نشطة زلزاليًا مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر يجعلها أحيانًا عرضة لهزات أرضية متوسطة الشدة، ولكن دون آثار مدمّرة في أغلب الأحيان.

مقالات مشابهة

  • حول البلطجة التي تعرض لها ابراهيم نقد الله في القاهرة! 
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • محافظ القاهرة: مصلحة المواطن هدف مشترك للمحافظة ونواب الشعب
  • البدري: أتوجه بالشكر للرئيس السيسي بعد توجيهه بعودتنا إلى الأراضي المصرية
  • هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله
  • وزير الإنتاج الحربي: شركاتنا تساهم في تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم المواطن
  • الوزير "محمد صلاح": شركة الإنتاج الحربي للمشروعات تساهم في تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي تخدم المواطن
  • حال رفض الزوج في حساب المواطن بسبب "حد الدخل".. هل يمكن للزوجة التقديم كمستقلة؟
  • عاجل.. تفاصيل الهزة الأرضية التي شعر بها سكان القاهرة وعدة محافظات