كيزاد شرق بورسعيد.. شراكة مصرية إماراتية نحو مركز صناعي عالمي
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
في خطوة جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والإمارات، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، توقيع اتفاقية استراتيجية بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي، لتطوير منطقة "كيزاد شرق بورسعيد".
وتهدف الاتفاقية، إلى تحويل المنطقة إلى مركز صناعي ولوجستي متكامل يعزز من مكانة مصر كمحور عالمي للتجارة والصناعة، ويعكس قوة العلاقات بين البلدين في مجالات التنمية الكبرى.
وتستهدف الاتفاقية تطوير منطقة صناعية ولوجستية على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا في شرق بورسعيد، بتكلفة استثمارية تُقدّر بحوالي 120 مليون دولار في المرحلة الأولى.
المشروع، الذي يتضمن أيضًا تطوير رصيف بحري ومحطة شحن متعددة الأغراض، يعزز من القدرة التنافسية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ويضعها في مكانة محورية على خارطة الاقتصاد العالمي.
وفي هذا السياق، أكد المحلل الاقتصادي، إسلام الأمين، أن اتفاقية تطوير منطقة "كيزاد شرق بورسعيد" تمثل خطوة استراتيجية بالغة الأهمية على طريق تعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أنها تعكس تطور نموذج الشراكة الاستثمارية بين الدولتين من مجرّد تبادل تجاري إلى تعاون تنموي مستدام.
وأضاف الأمين في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن "المشروع لا يقتصر على كونه مجرد تطوير لمنطقة صناعية جديدة، بل يعكس تحولًا نوعيًا في رؤية مصر لتفعيل دور محور قناة السويس كمركز عالمي لسلاسل الإمداد والصناعات التصديرية، وهو ما ينسجم مع الاتجاه العالمي لنقل الصناعات إلى مواقع استراتيجية ذات كفاءة لوجستية وبنية تحتية متقدمة".
وأوضح أن استقطاب استثمارات بهذا الحجم، وضمن إطار تعاقدي طويل الأجل، يعزز من ثقة المستثمرين الدوليين في البيئة الاقتصادية المصرية، ويُبرز قدرتها على تقديم حوافز تنافسية، مشددًا على أن "اتفاقيات من هذا النوع تمثل أدوات حقيقية لتحفيز النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، وتنويع مصادر الدخل، خاصة في القطاعات المرتبطة بالصناعة والخدمات ذات القيمة المضافة".
واختتم الأمين تصريحه بالتأكيد على أن المشروع يرسّخ مكانة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كمنصة إقليمية رائدة، ويُعد نموذجًا يُحتذى في إدارة الشراكات الاستثمارية بين الدول الشقيقة بما يحقق مصالح اقتصادية مشتركة ومستدامة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قناة السويس كيزاد شرق بورسعيد بورسعيد مركز صناعي کیزاد شرق بورسعید مرکز صناعی
إقرأ أيضاً:
الفريق أسامة ربيع: قناة السويس تطور أسطولها البحري وتعزز قدرتها الاستيعابية
أوضح الفريق أسامه ربيع ان التحديات العالمية والظروف الطارئة التي أثّرت على حركة التجارة الدولية، وتواصل هيئة قناة السويس تنفيذ خطة طموحة لتطوير أسطولها البحري وتعزيز قدراتها الملاحية، في إطار استراتيجية متكاملة بدأت منذ عام 2019، بهدف الحفاظ على ريادة القناة كأحد أهم الممرات الملاحية في العالم.
وكشف الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، عن اقتراب انضمام عشر قاطرات جديدة إلى أسطول الهيئة، بما يعزز من جاهزية القناة للتعامل مع مختلف السيناريوهات التشغيلية، وضمان عبور آمن وفعّال للسفن.
وجاء ذلك في ندوة نظّمتها الجمعية البحرية المصرية تحت عنوان "التحديات التي تواجه قناة السويس في ضوء المتغيرات الإقليمية والعالمية، بحضور كلًا من أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، واللواء بحري عصام بدوي، رئيس مجلس إدارة الجمعية البحرية المصرية، والدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، بالإضافة إلى المحامي الدولي خالد أبو بكر.
وأشار ربيع إلى أن الفترة من 2019 وحتى 2024 شهدت عبور 121،902 سفينة بإجمالي حمولات صافية بلغت نحو 7.154 مليار طن، فيما حققت القناة إيرادات تراكمية تُقدر بـ39.919 مليار دولار، ما يعكس قوة القناة كمصدر رئيسي للعملة الصعبة والدخل القومي.
واستعرض رئيس الهيئة تطور الأداء الملاحي خلال هذه السنوات، موضحًا أن الحمولات الصافية ارتفعت تدريجيًا من 1.207 مليار طن في عام 2019 إلى ذروة تاريخية بلغت 1.568 مليار طن في 2023، قبل أن تتراجع في 2024 إلى 525 مليون طن نتيجة للظروف الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، بانخفاض نسبته 66.5%.
وفي إطار جهود التطوير، نجحت الهيئة في استكمال مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة بشقيه (التوسعة والازدواج)، والذي دخل حيز التشغيل مؤخرًا. ويسهم هذا المشروع في تعزيز الأمان الملاحي وتقليص تأثيرات التيارات المائية على السفن، إلى جانب زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بنحو 6 إلى 8 سفن إضافية يوميًا.
كما قطعت الهيئة خطوات متقدمة على صعيد تدعيم أسطولها البحري، بانضمام 24 وحدة بحرية حديثة ومتنوعة خلال السنوات الماضية، في خطوة تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات المقدّمة للسفن العابرة، ومواكبة الطفرات في حركة النقل البحري.
بهذه الإنجازات، تؤكد قناة السويس قدرتها على التكيف مع المتغيرات، واستعدادها الدائم للحفاظ على مكانتها الاستراتيجية كممر ملاحي عالمي حيوي، يدعم الاقتصاد المصري ويرتقي بمستوى الخدمات البحرية.