تمر اليوم ذكرى ميلاد واحدة من أبرز نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية، الفنانة الراحلة ماجدة الصباحي، التي لم تكن مجرد ممثلة تؤدي أدوارًا عاطفية أو اجتماعية، بل كانت نموذجًا لفنانة مثقفة وواعية، حملت على عاتقها هموم وطنها وقضايا مجتمعها، ونجحت في أن تبني لنفسها مكانة خاصة في قلوب الجمهور وفي ذاكرة السينما ورغم رحيلها الجسدي، تظل أعمالها حاضرة ومؤثرة، تتناقلها الأجيال وتستلهم منها المعاني.

البدايات الخفية لموهبة كبيرة

وُلدت ماجدة الصباحي في السادس من مايو عام 1931 بمحافظة الغربية، تحديدًا في مدينة طنطا، لأسرة مصرية متوسطة الحال. منذ صغرها، كانت تمتلك شغفًا بالفن، إلا أن دخولها عالم التمثيل لم يكن أمرًا بسيطًا، بل فعلته خلسة ودون علم أهلها، مما دفعها لتغيير اسمها الحقيقي "عفاف الصباحي" إلى "ماجدة". 

لم يكن هذا مجرد قرار فني، بل بداية قصة كفاح طويلة خاضتها من أجل أن تفرض نفسها في عالم كان يهيمن عليه النجوم الكبار.

بداية فنية شكلت انطلاقة لأسطورة سينمائية
 

انطلقت ماجدة نحو عالم الأضواء عام 1949 من خلال فيلم "الناصح" أمام إسماعيل ياسين، لتفتح لنفسها أبوابًا لم تكن تُفتح إلا للمتميزين. 

لم تكتف بالتمثيل فحسب، بل أسست شركة إنتاج سينمائي حملت اسمها، وبدأت من خلالها مغامرة مختلفة، حيث ركزت على إنتاج أفلام تلامس هموم المجتمع وتخاطب العقل والوجدان، وقدّمت من خلالها أدوارًا خالدة.

ماجدة والسينما الوطنية

لم تكن ماجدة فنانة باحثة عن الشهرة فقط، بل كانت تؤمن بأن للفن رسالة، لذلك اختارت أن تقدم أفلامًا وطنية تُخلد في ذاكرة الشعوب. 

جاء فيلم "جميلة" الذي جسدت فيه دور المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد ليكون علامة فارقة، ليس في مسيرتها فقط، بل في تاريخ السينما العربية. 

كما قدّمت أعمالًا أخرى مثل "العمر لحظة" الذي سلط الضوء على الصحافة أثناء حرب أكتوبر، و"النداهة" الذي استلهم أجواءه من الفلكلور الشعبي المصري، لتؤكد قدرتها على التنوع والبُعد عن القوالب التقليدية.

حياة شخصية هادئة وظلت أمًا وفية

في عام 1963، تزوجت ماجدة من الفنان إيهاب نافع، وكانت قصة حبهما حديث الوسط الفني. لكن زواجهما لم يدم طويلًا، وانفصلا بعد أربع سنوات، ومع ذلك ظلّت العلاقة بينهما ودّية، خصوصًا بعد إنجاب ابنتهما الوحيدة "غادة نافع". 
ومنذ تلك اللحظة، قررت ماجدة أن تكرّس حياتها لتربية ابنتها وتدعيم مسيرتها الفنية.

الوداع الأخير

في صباح يوم 16 يناير 2020، رحلت ماجدة عن عالمنا عن عمر ناهز 88 عامًا، تاركة وراءها إرثًا فنيًا يصعب نسيانه.

شُيعت جنازتها من مسجد مصطفى محمود في المهندسين، وشيعها الجمهور والنقاد ونجوم الفن بكثير من الحزن والتقدير. 

دُفنت في مقابر العائلة بمدينة السادس من أكتوبر، وانهالت كلمات التأبين من كل حدب وصوب، تؤكد أن ماجدة لم تكن مجرد فنانة، بل رمزًا لجيل كامل.

التكريمات والجوائز

طوال مشوارها، نالت ماجدة العديد من الجوائز، منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وتمثيل مصر في مهرجانات عالمية كبرلين وفينيسيا ودمشق، فضلًا عن ترؤسها لجمعية السينمائيات.

وقد لعبت دورًا محوريًا في الدفاع عن حقوق المرأة في الوسط الفني، وكانت صوتًا فاعلًا في لجان السينما بالمجالس القومية المتخصصة.

رحيل ماجدة


رحلت ماجدة جسدًا، لكن تأثيرها لا يزال يتردد في أروقة الفن، كلما أُعيد عرض فيلم من أفلامها أو استُعرضت سيرة فنانة غيرت كثيرًا من نظرة المجتمع للفن ودوره. 

ستظل رمزًا للفن الهادف، وواحدة من القلائل الذين مزجوا بين الإبداع والإنتاج والتأثير الوطني في وقت واحد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السينما العربية جميلة بوحيرد ذكرى ميلاد ماجدة المناضلة الجزائرية

إقرأ أيضاً:

ماجدة منير: التشخيص هو جوهر التمثيل

نشرت الفنانة ماجدة منير عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مجموعة من الصور التي توثق أبرز أعمالها الفنية، معبرة عن اعتزازها بمهنة التمثيل.

لقاء سويدان تحتفل بعيد ميلادها الـ51 وسط حضور نجوم الفن 22 أغسطس.. سعد لمجرد في أضخم حفلات الصيف بالساحل الشمالي هنادي مهنا تكشف عن شخصيتها في “بتوقيت 2028” بمسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» تامر عاشور يتواجد في ليبيا يوم 21 أغسطس .. أعرف السبب دنيا سمير غانم تدعم كريم محمود عبدالعزيز وزوجته بعد انتشار شائعات انفصالهما منة فضالي بإطلالة صيفية وتصريحات جريئة تثير الجدل على السوشيال ميديا "سلامة قلبك".. نانسي عجرم تدعو لأنغام بالشفاء دينا فؤاد تتألق في شوارع كان الفرنسية.. صور بعد شائعات الارتباط والانفصال.. كريم محمود عبد العزيز يعود لزوجته ويلغي متابعة دينا الشربيني علاء زينهم: عادل إمام كان يفتخر بقصة كفاحي وعملي في شركة تأمين وسائق تاكسي

وكتبت معلقة: «أنا مشخصاتية ولي الشرف، فكلمة مشخصاتي مأخوذة من التشخيص، وهو جوهر فن التمثيل وفنه الأصيل، حيث تكمن قيمته في القدرة على تقمص الشخصيات والتنقل بينها وتجسيد ملامحها النفسية والجسدية والانفعالية بكل إتقان».

وكانت ماجدة منير قد شاركت مؤخرًا في مسلسل «سراب» بجانب كوكبة من النجوم، من بينهم خالد النبوي، يسرا اللوزي، جيهان الشماشرجي، هاني عادل، دياموند بو عبود، أحمد وفيق، إنجي المقدم، محمد كيلاني، وأحمد مجدي، بالإضافة إلى عدد آخر من الفنانين.

المسلسل يتألف من 10 حلقات، من إنتاج سالي والي، ويعتمد في كل حلقة على عرض الأحداث من منظور إحدى الشخصيات، وهو من تأليف هشام هلال وإخراج أحمد خالد.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده.. سيد زيان أيقونة الكوميديا المصرية الذي ظل حاضرا بضحكاته
  • ما قصة الوطن الأزرق الذي تتهيأ له مدافع البحر التركية؟
  • ذكرى ميلاد حسين كمال.. مخرج الواقعية وصاحب 27 فيلما خالدا في ذاكرة الفن
  • الإفراج عن 25 من المغرر بهم في تعز تزامناً مع ذكرى المولد النبوي
  • كانت أم وجدة حنينة..رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى ميلاد هدى سلطان
  • ٢٥ أغسطس.. «المدينة على الشاشة» يدمج سحر السينما بروح التراث في قلب القاهرة
  • في ذكرى ميلاد هدى سلطان.. رانيا فريد شوقي: «أم إخواتي وأمنا كلنا»
  • ماجدة منير: التشخيص هو جوهر التمثيل
  • ذكرى ميلاد هدى سلطان.. عندما هددها الفنان محمد فوزي بالقتل
  • حبيبة القلوب.. رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى ‎100 عام على ميلاد هدى سلطان| خاص