مجزرة بحق نازحين بغزة وحماس تطالب بلجم الاحتلال
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
واصل الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، فيما طالبت حركة حماس العرب والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم وإرغام الاحتلال على وقف العدوان.
وأفادت مصادر طبية للجزيرة بأن 37 فلسطينيا استُشهدوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء.
وفي مخيم البريج وسط غزة، سقط 18 شهيدا في مجزرة نتجت عن قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين.
وأكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن معظم المصابين في القصف حالتهم حرجة.
وأضاف المتحدث أن الوضع في المستشفى كارثي بسبب المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم البريج، مشيرا إلى أن الأطباء يضطرون "للمفاضلة" بين الجرحى، حسب حالتهم، نتيجة نقص الإمكانات الطبية.
وقال إنه لا توجد أدوية كافية بغرف العمليات للتعامل مع العدد الكبير من ضحايا مجزرة المدرسة في البريج.
وأفاد مراسل الجزيرة بإصابة فلسطينيين في قصف مسيرة إسرائيلية منزلا في منطقة بطن السمين في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
كذلك، أفاد المراسل باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف مسيرة إسرائيلية على منطقة غرب دير البلح وسط قطاع غزة.
إعلانوأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 52 ألفا و615 شهيدا و118 ألفا و752 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي ذات السياق، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه سيكون بالإمكان إعلان النصر في غزة خلال عدة أشهر.
وأضاف "غزة ستكون مدمرة وسيتم تركيز سكانها بين محور موراغ والجنوب تمهيدا لإخراجهم. يجب أن يتعرض العرب لنكبة جديدة كرد على السابع من أكتوبر".
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مصادقة الاحتلال على خطط توسيع عمليته في قطاع غزة قرار صريح بالتضحية بالأسرى الإسرائيليين.
وأضافت أن الاحتلال "يعيد إنتاج دورة الفشل التي بدأها قبل 18 شهرا دون أن ينجح في تحقيق أي من أهدافه المعلنة".
وجاء في بيان للحركة أن "تصريحات نتنياهو تؤكد إصراره على ارتكاب مزيد من جرائم الحرب بحق الأبرياء في القطاع بغطاء أميركي كامل".
وأكدت الحركة أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة لن ترهبهم تهديدات وخطط رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.
ودعت الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي "لتحمل مسؤولياتهم ولجم الاحتلال الفاشي وكبح جرائمه".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مدارس “النصيرات” بغزة.. تلاميذ ينعشون فصولاً دمرها الاحتلال
الثورة / متابعات
وسط ركام الحرب وفي ظل غياب المقاعد، يجلس مجموعة من الطلاب بمدرسة الرازي التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة على قطع بالية من القماش، محاولين انتزاع حقهم في التعليم من قلب الدمار.
دفاترهم على الأرجل، وجدران الصفوف متهالكة بفعل القصف، لكنهم يصرّون على الحضور والتعلم، في مشهد يلخص معاناة آلاف الأطفال في قطاع غزة، الذين يواصلون الدراسة رغم المجاعة، والدمار، والخطر المحدق.
هذه المشاهد تكررت في مراكز تعليمية عدة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في مناطق غرب خان يونس والمنطقة الوسطى، بعد أن توقفت معظم أنشطة التعليم بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 19 شهراً وأوامر الإخلاء.
وفي 15 مارس 2025م، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إنها افتتحت 130 مقرا تعليميا مؤقتا في غزة، ما أتاح التعلم المباشر لنحو 47 ألف طفل بأنحاء القطاع.
في أحد الصفوف شبه المدمّرة، يجلس الطفل يزن الغصين، واضعًا دفتره على ركبتيه، يقول : “نتعلم رغم ظروف الحرب والقصف وقلة الأدوات.. نوجّه رسالة للعالم: أوقفوا الحرب وأدخلوا المساعدات والمستلزمات التعليمية”.
الحق بالتعليم
رغم الابتسامة الخجولة على وجه يزن، إلا أن نظراته تحمل قلقًا يتجاوز عمره.. يسأل متى ستنتهي الحرب، ومتى يعود إلى مقعده الخشبي الذي حُطم في الحرب.
ليس وحده من يتحدى الظروف، فإلى جانبه أدهم الخطيب يؤكد أنه وزملاءه يصرّون على ممارسة حقهم في التعليم.
ويضيف “نواصل حقنا في التعليم جلوساً على الأرض رغم الحرب والحصار، ونتمنى انتهاء الحرب لنعود إلى منازلنا ومدارسنا ونتعلم مثل أطفال العالم”.
ومع انطلاق العام الدراسي الجديد في قطاع غزة، خلت العديد من الغرف الصفية من المقاعد والطاولات، ما اضطر الطواقم التعليمية لتوجيه الطلبة للجلوس على الأرض، بعد فرش سجاجيد صلاة مهترئة أو قطع من النايلون.
هذا الوضع تسبب، وفق شكاوى أولياء الأمور، في تشتيت انتباه الطلاب وإصابتهم بآلام في الظهر، نتيجة غياب الحد الأدنى من مقومات الراحة داخل الصفوف.
ويأتي ذلك بالتزامن مع أزمة حادة في توفر القرطاسية، وعلى رأسها الكتب المدرسية، التي كانت توزع مجانًا على الطلبة في بداية كل عام دراسي قبل اندلاع حرب الإبادة المستمرة.
واستهدف الجيش الإسرائيلي بصورة مباشرة أكثر من 400 مدرسة في قطاع غزة، منذ بدئه حرب الإبادة، وفق تقرير لوكالة “أونروا” .
وأشارت الأونروا إلى أن 88% من مدارس القطاع تحتاج إلى ترميم أو إعادة تأهيل كاملة، وأن أكثر من 70% من المدارس معظمها مدارس لجأ إليها النازحون الفلسطينيون تعرضت لاستهداف مباشر من الجيش الإسرائيلي.
ويشارك الطالب أسامة الهباش زملاءه الرأي، قائلا: “نأتي إلى المدرسة رغم الدمار والخطر.. مدارسنا مستهدفة، لكننا نتمسك بحقنا في التعلم”.
ويضيف: “قادمين نتعلم رغم الاستهدافات.. نتمنى أن تنتهي الحرب ونعود إلى الطاولات والكراسي كباقي أطفال العالم”.
ووفق إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي، فإن الجيش الإسرائيلي قصف على مدى أكثر من 15 شهرا من بداية الإبادة ألفاً و166 منشأة تعليمية، منها 927 مدرسة وجامعة وروضة أطفال ومركزاً تعليمياً دُمرت بالكامل، إضافة إلى استشهاد 12 ألفا و800 طالب و800 معلم وإداري.
وقدر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، قيمة الأضرار والخسائر في قطاع التعليم بفعل الحرب الإسرائيلية، بأكثر من ملياري دولار.
وفي 22 يناير الماضي، أعلنت وزارة التعليم في غزة، أن 95% من المباني المدرسية والتعليمية تعرضت لأضرار مختلفة فيما خرجت 85% منها عن الخدمة نتيجة تدميرها بشكل كلي أو جزئي خلال أشهر الإبادة.
ومنذ بدء إسرائيل حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر 2023م، يواجه أطفال القطاع أوضاعا كارثية، حيث أفادت تقارير حكومية فلسطينية بأن الأطفال والنساء يشكلون ما يزيد على 60% من إجمالي ضحايا الإبادة الجماعية المتواصلة.
ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما 43% من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 مليون نسمة مع نهاية عام 2024م، توزعوا بواقع 3.4 مليون في الضفة الغربية و2.1 مليون بقطاع غزة، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.