كشف وزير خارجية رواندا أوليفييه ندوهونغيريهي، في تصريحات أدلى بها الأحد الماضي، عن بدء مفاوضات بين بلاده والولايات المتحدة بشأن اتفاق محتمل لاستقبال المهاجرين المبعدين من الولايات المتحدة.

وقال ندوهونغيريهي، في مقابلة مع محطة "رواندا تي في" الحكومية، إن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى ولم يتم التوصل بعد إلى تفاصيل دقيقة حول كيفية سير الأمور، مؤكدًا أن الاتفاق سيكون ذا طابع ثنائي بين البلدين.

تأتي هذه المفاوضات في وقت يشهد فيه العالم تزايدًا في التوترات حول قضايا الهجرة، خاصة مع سياسة الإدارة الأميركية الحالية التي تسعى إلى تنفيذ "أكبر عملية ترحيل" في تاريخ البلاد.

وتثير هذه الخطوة تساؤلات عن مدى توافقها مع سياسات الهجرة في دول أخرى مثل المملكة المتحدة وأستراليا، حيث فشلت خطط مماثلة في الماضي.

سياسة الترحيل في عهد ترامب

الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بتنفيذ "أكبر عملية ترحيل" في تاريخ الولايات المتحدة، قد نجح في تنفيذ العديد من عمليات الترحيل إلى دول مثل السلفادور ودول أخرى.

ورغم الضجة الإعلامية التي أثارتها حملته ضد المهاجرين، فإن الإحصاءات أظهرت أن إدارة ترامب قد قامت بترحيل عدد أقل من المهاجرين في فبراير/شباط مقارنة بإدارة جو بايدن في الشهر نفسه من العام السابق.

إعلان رواندا وملف المهاجرين

أظهرت رواندا، التي يعتبرها البعض بلدًا معنيا بسياسات الهجرة بشكل مثير للجدل، استعدادها منذ وقت طويل لاستقبال المهاجرين المبعدين من الدول الغربية.

ففي عام 2022 وقع رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون اتفاقًا مع حكومة رواندا يقضي بترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى هذه الدولة الأفريقية، إلا أن الاتفاق واجه مشاكل قانونية إذ منعت محاكم بريطانية وأوروبية تنفيذ الطائرات المقررة لترحيل المهاجرين على خلفية مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.

كذلك فشل اتفاق مشابه مع أستراليا في تحقيق أهدافه المقررة.

وفي تصريحات حديثة لوزير خارجية رواندا، أكد أن المناقشات مع الولايات المتحدة لا تزال في المراحل الأولى، ولكنه أشار إلى أن الاتفاق المحتمل قد يتضمن تمويلًا أميركيا لبرنامج يشمل مساعدات مالية وفرص عمل للمهاجرين الموجودين في رواندا، مما يعكس التزام البلاد المستمر بالتعاون الإنساني.

وفي هذا السياق، شدد على أن الصفقة المحتملة ستكون جزءًا من إستراتيجية رواندا لتقديم حلول للهجرة.

التفاصيل المتوقعة للاتفاق

تدور التقارير الإعلامية حول إمكانية أن يتضمن الاتفاق استقبال رواندا للمهاجرين الذين لديهم سجلات جنائية والذين أنهوا مدة عقوبتهم في الولايات المتحدة.

فبدلًا من احتجازهم، كما هو الحال في بعض البلدان الأخرى، يُتوقع دمج هؤلاء المهاجرين في المجتمع الرواندي من خلال برامج الدعم الاجتماعي.

وتشير بعض التقارير إلى أن تكلفة هذا البرنامج قد تكون أعلى من تكلفة ترحيل المهاجرين إلى دول أخرى مثل السلفادور، نظرًا لالتزام رواندا بتقديم الدعم الاجتماعي وبدائل الاحتجاز للمهاجرين.

التحديات القانونية والإنسانية

تواجه رواندا، رغم استعدادها لاستقبال المهاجرين المبعدين، أيضًا انتقادات حادة بشأن سجلها في حقوق الإنسان، إذ تُتهم بانتهاكات حقوق الإنسان، خاصة في ما يتعلق بالحريات السياسية.

إعلان

هذا في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تدعم حكومة رواندا المتمردين في المنطقة الشرقية الغنية بالمعادن.

وعلى الرغم من التحديات السياسية، فإن المفاوضات بين رواندا والولايات المتحدة تثير تساؤلات جديدة حول السياسات الدولية للهجرة، وقدرة الدول الصغيرة على التعامل مع الضغوط من الدول الكبرى بشأن هذا الملف. وتبقى هذه المفاوضات تحت مراقبة المجتمع الدولي، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية والسياسية المعقدة في المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسواق الأسهم بعد اتفاق الولايات المتحدة والصين على خفض التعريفات الجمركية

مايو 12, 2025آخر تحديث: مايو 12, 2025

المستقلة/- ارتفعت أسواق الأسهم يوم الاثنين بعد أن صرّح الرئيس ترامب بأن محادثات نهاية الأسبوع أسفرت عن “إعادة ضبط كاملة” في شروط التجارة بين الولايات المتحدة والصين، وهي خطوة تُسهم إلى حد ما في تهدئة المواجهة عالية المخاطر بين البلدين.

أسفرت المحادثات في سويسرا عن تخفيضات كبيرة في الرسوم الجمركية المتبادلة التي تراكمت منذ يناير من كلا الجانبين.

ستخفض الولايات المتحدة هذه الرسوم من 145% إلى 30%، بينما ستنخفض الرسوم الجمركية الانتقامية الصينية على السلع الأمريكية من 125% إلى 10%.

صرح الرئيس ترامب للصحفيين بأنه نظرًا لتعليق بعض الرسوم بدلاً من إلغائها تمامًا، فقد ترتفع مرة أخرى خلال ثلاثة أشهر، إذا لم يُحرز أي تقدم إضافي.

ومع ذلك، قال إنه لا يتوقع عودتهم إلى ذروتهم السابقة البالغة 145%.

وقال ترامب بعد الإعلان عن الاتفاق: “لا نهدف إلى إيذاء الصين”، مضيفًا أن الصين “تتضرر بشدة”.

وأضاف: “كانوا يغلقون مصانعهم. كانوا يعانون من اضطرابات كثيرة، وكانوا سعداء للغاية بقدرتهم على فعل شيء معنا”.

وقال إنه يتوقع التحدث إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ “ربما في نهاية الأسبوع”.

رحب المستثمرون بتهدئة التوترات. قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 3.2% بعد الإعلان، بينما ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 2.8%، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 4.3% بنهاية اليوم.

وعادت هذه المكاسب بالمؤشرات إلى نفس مستويات بداية العام تقريبًا، بعد أن تعافت تمامًا من الخسائر التي تكبدتها في أعقاب إعلان الرسوم الجمركية في 2 أبريل، والذي أطلقت عليه إدارة ترامب اسم “يوم التحرير”.

في إطار حملةٍ لمنح الأمريكيين معاملةً أكثر عدلاً في التجارة الدولية، أعلنت الولايات المتحدة عن تعريفةٍ جمركيةٍ أساسيةٍ شاملةٍ على جميع الواردات إليها.

وخضع حوالي 60 شريكًا تجاريًا، وصفهم البيت الأبيض بـ”أسوأ المخالفين”، لتعريفاتٍ أعلى من غيرهم، ومن بينهم الصين.

ردّت بكين بفرض تعريفاتٍ جمركيةٍ من جانبها، مما أدى إلى زيادة الرسوم على كلا الجانبين، مما أدى إلى انخفاضٍ حادٍّ في أسعار الأسهم.

وبموجب الاتفاقية الجديدة، تُخفّض الولايات المتحدة التعريفة الجمركية “المتبادلة” على السلع الصينية التي أعلنتها في “يوم التحرير” إلى 10%. لكنها قالت إن معدل الضريبة الأعلى سيُعلّق لمدة 90 يومًا، بدلاً من إلغائه نهائيًا.

كما تُبقي الولايات المتحدة على التعريفة الجمركية الإضافية البالغة 20%، والتي تهدف إلى الضغط على بكين لبذل المزيد من الجهود للحد من التجارة غير المشروعة في الفنتانيل، وهو عقارٌ أفيونيٌّ قوي.

من جانبها، تُخفّض الصين أيضًا الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها ردًا على إعلان ترامب “يوم التحرير” إلى 10%، مع تعليقها مجددًا لمدة ثلاثة أشهر.

كما وافقت الصين على “تعليق أو إزالة” جميع التدابير غير الجمركية ضد الولايات المتحدة.

لا تزال الرسوم الجمركية السابقة سارية، بما في ذلك رسوم جمركية أعلى على قطاعات محددة مثل الصلب والسيارات.

ومع ذلك، أُلغيت رسوم جمركية انتقامية إضافية، أُضيفت لاحقًا، تمامًا من كلا الجانبين.

يأتي هذا التراجع مع بدء ظهور أولى آثار حرب الرسوم الجمركية، حيث أفادت الموانئ الأمريكية بانخفاض حاد في عدد السفن المقرر وصولها من الصين.

تباطأ إنتاج المصانع في الصين، ووردت تقارير عن قيام بعض الشركات بتسريح عمالها، مع تراجع الطلب الأمريكي.

وأكدت وزارة التجارة الصينية أن الاتفاق خطوة مهمة “لحل الخلافات”، مما سيساعد على “تعميق التعاون”.

مقالات مشابهة

  • الدولار يرتفع والذهب ينخفض بعد اتفاق الولايات المتحدة والصين
  • ارتفاع الدولار بعد اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين
  • ارتفاع أسواق الأسهم بعد اتفاق الولايات المتحدة والصين على خفض التعريفات الجمركية
  • هكذا تتم عملية ترحيل المهاجرين من الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين
  • رايتس ووتش تدعو الولايات المتحدة للامتناع عن ترحيل المهاجرين قسرا لليبيا
  • مسؤول أمريكي: الإسرائيليون قلقون من أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران
  • هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين؟
  • إعلام الكيان: اليمن المنتصر الأكبر من الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية
  • الولايات المتحدة والصين تجريان أول محادثات تجارية في سويسرا