تقرير يفضح «كذبة» مشروع الرصيف الأمريكي على شاطئ غزة
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
فضح تقرير أمريكي كذب الأرقام التي أعلنتها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بشأن عدد الجنود المصابين أثناء إنشاء رصيف المساعدات العائم على شاطئ غزة العام الماضي.
وكشف تقرير صدر عن مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أمس الثلاثاء، أن أكثر من 60 جنديًا أُصيبوا خلال عملية إنشاء رصيف المساعدات العائم في غزة، خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن، وهو رقم يفوق بكثير ما تم الكشف عنه سابقًا.
ورغم عدم وقوع وفيات أو هجمات مباشرة معروفة على الرصيف، قالت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق إن ثلاثة جنود أُصيبوا بإصابات لا تتعلق بالقتال أثناء دعم الرصيف في مايو، وتم إجلاء أحدهم طبيًا وهو في حالة حرجة.
لكن التقرير الجديد الذي أصدره المفتش العام بالبنتاجون أشار إلى أن العدد الحقيقي للإصابات بلغ 62.
وجاء في التقرير: "استنادًا إلى المعلومات المقدّمة، لم نتمكن من تحديد ما إذا كانت أي من هذه الإصابات الـ62 قد حدثت أثناء تأدية الواجب، أو خارج الخدمة، أو كانت نتيجة لحالات طبية موجودة مسبقًا".
وكان الرصيف، الذي أعلن عنه بايدن خلال خطاب بثه التلفزيون أمام الكونغرس في مارس 2024، مشروعًا ضخمًا تطلّب تنفيذُه مشاركة نحو ألف جندي أمريكي.
إلا أن سوء الأحوال الجوية وصعوبات التوزيع داخل غزة حدّت من فاعلية ما وصفه الجيش الأمريكي بأنه "أكبر جهد له لتوصيل المساعدات على الإطلاق في الشرق الأوسط".
ولم يعمل الرصيف سوى قرابة 20 يومًا فقط، بينما بلغت تكلفته نحو 230 مليون دولار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رصيف بايدن في غزة الرصيف الأمريكي وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون رصيف غزة رصيف المساعدات وزارة الدفاع الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد سقوط الهيبة الأمريكية؟
مع سقوط صاروخ يمني في مطار بن غوريون في الأراضي المحتلة، تتكشف تداعيات هزت الهيبة الأمريكية في المنطقة، لم يكن هذا الحدث مجرد ضربة عسكرية، بل كان بمثابة لحظة فاصلة تضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع الواقع الجديد الذي يفرضه صعود قوة محورية في المنطقة، هي اليمن، فشل أنظمة الدفاع الجوية الإسرائيلية المتقدمة، التي تُمولها الولايات المتحدة، في اعتراض هذا الصاروخ يُعدّ انتكاسة غير مسبوقة يضع إدارة واشنطن في مأزق كبير.
منظومات الدفاع الجوية التي لطالما اعتُبرت درع “إسرائيل” الأول، والتي تحمل توقيع التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، عجزت عن التصدي لهذا الهجوم. وهذا الفشل يضعف مصداقية العقيدة الأمريكية التي تدعي التفوق العسكري، ويثير التساؤلات حول جدوى الاستثمارات الضخمة التي ضختها واشنطن في تعزيز التفوق الإسرائيلي. لم يكن الأمر مجرد اختراق أمني إسرائيلي، بل هو إشارة إلى أن موازين القوى في المنطقة قد تغيرت، وأن المحور المناهض للهيمنة الغربية أصبح قادرًا على التسلل إلى قلب العدو وضرب أبرز مواقعه الاستراتيجية.
هذا الفشل الأمني يُبرز عجز الولايات المتحدة عن ضمان حماية حلفائها الرئيسيين في المنطقة، ويضعها في مواجهة حتمية مع واقع جديد؛ فكل تصعيد عسكري قد يؤدي إلى اتساع نطاق المواجهة، بينما التراجع سيؤدي إلى تآكل هيبة القوة الأمريكية ويضعف من قدرتها على إدارة الصراعات في الشرق الأوسط، هذا الوضع لا يضر فقط بالسمعة الأمريكية، بل له آثار اقتصادية كبيرة، فبفشل منظومات الدفاع، تتقلص الثقة في الأسلحة الأمريكية، مما سيؤثر على حجم الطلب عليها، وهو ما يعني تداعيات اقتصادية مباشرة على صناعة الدفاع الأمريكية.
من جهة أخرى، فإن تداعيات الفشل الدفاعي تؤثر أيضًا على اقتصاد “إسرائيل”، التي ستطالب بمزيد من الدعم العسكري الأمريكي لتعويض العجز في منظومات الدفاع. ومع تزايد المطالبات بتوفير منظومات جديدة، سيتحمل الاقتصاد الأمريكي عبئًا ماليًا إضافيًا في وقت يعاني فيه من أزمات اقتصادية داخليّة.
صنعاء من خلال هذه الضربة، أرسلت رسالة واضحة مفادها أن هذا الهجوم لم يكن مجرد رد فعل، بل كان جزءًا من معركة استراتيجية دفاعًا عن غزة والفلسطينيين، اليمن لم يعد مجرد داعم معنوي للقضية الفلسطينية، بل أصبح طرفًا فاعلاً عسكريًا قادرًا على تغيير مجريات الأحداث. هذه التحولات ستجبر واشنطن على إعادة النظر في سياستها تجاه المنطقة، فالتصعيد قد يقود إلى جبهات جديدة يصعب على أمريكا تحمل تبعاتها.
ما حدث في بن غوريون يمثل بداية مرحلة جديدة في الصراع الإقليمي، مرحلة يُحتمل أن تكون أكثر تعقيدًا وأقل قدرة على السيطرة بالنسبة للولايات المتحدة، سقوط الهيبة الأمريكية لم يكن مجرد حادث، بل كان تحولًا استراتيجيًا يهدد بنهاية التفوق العسكري الذي لطالما اعتمدت عليه واشنطن للحفاظ على نفوذها في الشرق الأوسط.