عربي21:
2025-05-15@03:41:22 GMT

الشركات الأمريكية تتحضّر للعودة إلى السوق الروسي

تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT

بعد أكثر من عامين على العقوبات الغربية المشدّدة ضد روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، بدأت بعض العلامات التجارية الأمريكية في البحث عن طرق للعودة إلى السوق الروسية، تزامنا مع بداية الحديث الجدّي عن قرب انتهاء الحرب، خصوصا بعد توقيع الاتفاق المعادن النادرة بين واشنطن وكييف، إذ يبدو أنّ الأمور باتت في خواتيمها.



تحاول الشركات الأمريكية العودة إلى السوق الروسي الكبير عبر 3 طرق:

1- عبر وسطاء محليين.

2- من خلال إعادة تسمية العلامات التجارية الغربية.

3- التحضير للعودة المباشرة.

هذه العودة، وإن كانت تحت أيّ شكل من الأشكال الثلاثة المذكورة أعلاه، تثير تساؤلات حول الأسباب الاقتصادية والجيوسياسية التي دفعت الشركات الأمريكية والغربية إلى إعادة النظر في السوق الروسي، وما إذا كان ذلك مؤشرا على قرب انتهاء الحرب الروسية- الأوكرانية.

الانسحاب وتأثيره الاقتصادي

وكما هو معروف، منذ شهر شباط/ فبراير من العام 2022، أعلنت العديد من الشركات الأمريكية الكبرى، مثل ماكدونالدز، وستاربكس، وكوكا كولا، ونايكي، انسحابها من السوق الروسية استجابة للعقوبات الغربية.

ووفقا لتقرير من جامعة "ييل"، فإن أكثر من 1000 شركة غربية خفّضت أنشطتها في روسيا، مما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة تجاوزت، 324 مليار دولار للشركات الأمريكية وحدها. لكن برغم هذه الخسائر، لم تختفِ المنتجات الأمريكية من الأسواق الروسية بالكامل، حيث استمرت بعض الشركات في العمل عبر وسطاء أو من خلال استراتيجيات جديدة.

عودة غير مباشرة

على الرغم من انسحاب الشركات الغربية رسميا، إلّا أنّ بعض العلامات التجارية عادت أو بدأت بالعودة عبر شركات محلية أو عبر إعادة تسمية المنتجات والخدمات، مثلا ماكدونالدز عادت بشكل غير مباشر عبر سلسلة "فكوسنو إي توتشكا"، حيث لا تزال العديد من المنتجات تحمل الطابع والنكهة الأصلية نفسها.

وكذلك شبكة مقاهي "ستاربكس" الأمريكية، تم استبدالها بعلامة "Stars Coffee"، التي تستخدم المفاهيم التسويقية والتصميم الداخلي نفسها المشابه للمقاهي الأمريكية.

وكذلك شركة المشروبات الغازية الشهيرة "كوكا كولا"، لا تزال منتجاتها متوفرة في السوق الروسي، برغم إعلان انسحابها، وذلك عبر وسطاء ووكلاء في دول صديقة لروسيا مثل كازاخستان وأرمينيا.

الأسباب الاقتصادية الكامنة خلف العودة

قد يسأل المراقبون: لماذا تحاول الشركات الغربية التحايل على العقوبات؟ وهل هي إلى هذا الحدّ مستعدة للسير بعكس توجهات دولها الأم؟ الإجابات على هذين السؤالين بسيطة.

السبب الأول هو جاذبية السوق الروسية: فبرغم العقوبات، تظل روسيا واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم، حيث يبلغ عدد سكانها قرابة 144 مليون نسمة، بينهم طبقة متوسطة لا تزال لديها قدرة شرائية كافية لجذب تلك العلامات التجارية.

فوفقا لـ"معهد أبحاث السوق الروسي" (Romir)، فإنّ إنفاق الأُسر على السلع الاستهلاكية انخفض بنسبة 15 في المئة فقط في 2023 مقارنة بما قبل الحرب، وهو تراجع أقل ممّا توقعته أغلب التحليلات الأولية مع بداية انطلاق الحرب في أوكرانيا.

أمّا السبب الثاني، فهو استراتيجيات الالتفاف على العقوبات: بعض الشركات الأمريكية والأوروبية تعتمد منذ بداية الحرب وما استتبعها من عقوبات، على الوسطاء في دول غير خاضعة للعقوبات، مثل كازاخستان وتركيا وغيرهما من الدول، أو من خلال البيع عبر الإنترنت بواسطة منصات تابعة لجهات خارجية.

السبب الثالث خلف الاهتمام بالسوق الروسي، هو: "ضغوط المستثمرين". فبعض الشركات وخصوصا تلك التي تعاني من تراجع في الأسواق الأخرى، ترى في روسيا "فرصة" لتعويض خسائرها، خصوصا مع بداية الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ضد أغلب حلفائه الغربيين. فمثلا، أشارت "ناسداك" إلى أنّ بعض الشركات التي غادرت روسيا قد شهدت انخفاضا في الإيرادات بنسبة 5 إلى 10 في المئة سنويا.

الربع الثاني بداية العودة؟

لكن برغم كل هذه الأسباب الاقتصادية والتنموية، يبدو أنّ ثمّة قطبة مخفية أشدّ أهمية.. وهي قرب انتهاء الحرب في أوكرانيا. إذ برغم أّن عودة بعض الشركات الأمريكية إلى روسيا تعكس تغييرا في الظروف الاقتصادية، إلاّ أنّها تقدم إشارات واضحة عن أنّ الحرب الروسية- الأوكرانية شارفت على نهايتها.

فقد كشف الكرملين قبل نحو أسبوع، أنّ التحضيرات جارية لعقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، مضيفا أنّ هذا اللقاء "ينبغي أن يكون مثمرا". وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريحات لمجلة "لوبوان" الفرنسية، إنّ ترامب "لم يحدد موعدا نهائيا لتثبيت وقف إطلاق النار في أوكرانيا.. وروسيا لا تعتبر من المناسب تحديد مواعيد نهائية أيضا".

وقد سبق أن قال رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي كيريل ديمترييف قبل أسابيع، إنّ الصندوق يتوقع عودة عدد من الشركات الأمريكية إلى روسيا في الربع الثاني من عام 2025، وذلك بعد اجتماع أمريكي- روسي مرتقب حول حرب أوكرانيا. كما نقلت وكالة "تاس" عن ديمترييف القول أيضا إنّ العودة "لن تكون سهلة إذ تم بالفعل شغل الكثير من الفرص المتاحة".

ويبدو أنّ عودة الشركات الأمريكية إلى السوق الروسي تعكس واقعا اقتصاديا معقدا، إذ تسعى الشركات إلى تعويض خسائرها والاستفادة من استقرار السوق الروسي. إذ يبقى السؤال مفتوحا حول مدى نجاح هذه الشركات في إعادة بناء وجودها في روسيا، وما إذا كانت هذه العودة ستؤثر على العلاقات الدولية في المستقبل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات روسيا الشركات الاقتصادية اقتصاد امريكا روسيا اوكرانيا شركات مدونات مدونات مدونات قضايا وآراء قضايا وآراء رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرکات الأمریکیة العلامات التجاریة إلى السوق الروسی فی أوکرانیا بعض الشرکات

إقرأ أيضاً:

محطات المفاوضات الروسية الأوكرانية لوقف الحرب.. كيف جرت؟ ولماذا فشلت؟

موسكو- مع انتظار حسم موضوع المفاوضات الروسية الأوكرانية المفترضة في تركيا، والغموض الذي ما زال يلف حظوظ نجاحها بوقف الحرب التي دخلت عامها الرابع بين البلدين، تعود إلى الأذهان سلسلة المفاوضات السابقة لتسوية الخلافات بين الجانبين والتي انعقدت في أكثر من بلد وعلى مستويات تمثيلية مختلفة لكنها باءت جميعها بالفشل.

بعد 3 أيام فقط من اندلاع الحرب بينهما، بدأت روسيا وأوكرانيا رسميا مفاوضاتهما الأولى في 28 فبراير/شباط 2022، وذلك بمبادرة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

انعقدت الجولة الأولى بين وفدي البلدين بمدينة غوميل البيلاروسية، ومثّل الجانب الروسي رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما ليونيد سلوتسكي، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، ونائب وزير الخارجية أندريه رودينكو، والسفير الروسي في مينسك بوريس غريزلوف.

فشل المفاوضات

بينما ضم الوفد الأوكراني وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، ونائب وزير الخارجية ميكولا توتشيتسكي، ومستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا ميخايلو بودولياك.

انعقدت الجولة الثانية من المفاوضات في الثالث من مارس/آذار 2022 بمقاطعة بريست في بيلاروسيا. وفي نهاية الاجتماع، أشار ممثلو البلدين إلى أن النتائج المتوقعة لم تتحقق، ومع ذلك، تمكنت الأطراف من التوصل إلى بعض الاتفاقات بشأن القضايا المتعلقة بالمجال الإنساني.

إعلان

أما الجولة الثالثة فعُقدت في السابع من الشهر نفسه، ولكن لم يتم تحقيق أي تقدم يذكر. وبعد مرور بعض الوقت، تم نقل المفاوضات إلى تركيا. وفي العاشر مارس/آذار 2022، احتضنت أنطاليا مفاوضات بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأوكرانيا ديمتري كوليبا، بمشاركة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو كوسيط.

في أعقاب الاجتماع، صرح كوليبا أن الأطراف لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، بينما أكد لافروف استعداد موسكو لمواصلة عملية التفاوض. ورغم أن وزير الخارجية التركي صرح في حينه بأنه ليس من المتوقع التوصل إلى حل كامل لجميع القضايا في هذا الاجتماع، لكنه وصفه بأنه خطوة أولى مهمة.

في 29 مارس/آذار 2022، جرت الجولة التالية من المفاوضات بين ممثلي موسكو وكييف في إسطنبول. وفي ختام اللقاء، اقترح الجانب الأوكراني تجميد قضية وضع شبه جزيرة القرم لمدة 15 عاما، فضلا عن إبرام اتفاقية دولية بشأن الضمانات الأمنية، التي ينبغي أن توقّع وتصدق عليها جميع الدول التي تضمن أمن أوكرانيا.

في المقابل، أعلن الوفد الروسي عن نيته تقليص أنشطته العسكرية بشكل كبير في شمال أوكرانيا.

بيان إسطنبول

بحلول نهاية مارس/آذار 2022، أسفرت المحادثات التي بدأت في الأسابيع الأولى للحرب عن ما يُسمى بيان إسطنبول، وهو إطار عمل للتسوية.

كان من شأن الصفقة الأساسية في هذا الإطار أن تتضمن التزام أوكرانيا بالحياد الدائم، واستبعاد عضويتها المحتملة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مقابل ضمانات أمنية صارمة من موسكو، لكن الجانبين فشلا في إبرام الاتفاق واستمرت الحرب حتى الآن ودخلت عامها الرابع.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في 17 مايو/ أيار، كلا من بريطانيا والولايات المتحدة بممارسة الضغوط على الوفد الأوكراني "لإطالة أمد الصراع وزيادة الخسائر في صفوف الجيش الروسي".

إعلان

وفي أعقاب المحادثات التي عقدت في 29 مارس/آذار في إسطنبول، توقف الحوار بين الطرفين فعليا. وحتى الآن، لا يزال كلا الطرفين يعطيان الأولوية لمخاوف الأمن القومي وقضايا أخرى، كوضع المناطق المتنازع عليها، وتخفيف العقوبات عن روسيا، وتمويل إعادة الإعمار الاقتصادي في أوكرانيا بعد الحرب.

في إسطنبول، أعطى كلا البلدين الأولوية لمعالجة أمن ما بعد الحرب على كل شيء آخر. على هذا الأساس، أصرت موسكو على تخلي كييف عن عضوية حلف الناتو، وعدم استضافة أي قوات أجنبية أو إجراء مناورات عسكرية تشمل قوات أجنبية على أراضيها، وقبول بعض القيود على حجم وهيكل جيشها.

وساطة تركية

من جانبها، رفضت كييف فرض قيود على قواتها، وأصرت على حقها في الحصول على ضمانات أمنية من شركائها الغربيين، وقبول موسكو الضمني بأن هذه القوى ستهب للدفاع عن أوكرانيا في حال شنت روسيا هجوما جديدا.

في سبتمبر/أيلول 2022، وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قانونا يستبعد إمكانية التفاوض مع روسيا.

في مقابل ذلك، أعلنت موسكو أنها لن تتخلى عن الأساليب الدبلوماسية لحل النزاع، وستبقي شروطها المقترحة دون تغيير.

،في ليلة 11 مايو/ أيار 2025، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على كييف استئناف المفاوضات المباشرة في إسطنبول يوم 15 من الشهر ذاته، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة للمفاوضات دون شروط مسبقة.

وبينما شكر بوتين الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جهود الوساطة التي بذلها في التسوية الأوكرانية، لم يستبعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال المفاوضات.

من جانبه، وافق الرئيس الأوكراني على الاقتراح، لكنه قال إن المفاوضات لن تبدأ إلا بعد أن تعلن الأطراف عن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما.

مقالات مشابهة

  • «بوتين لن يحضر».. الرئيس الروسي يعتمد رسميًا وفد التفاوض مع أوكرانيا لوقف الحرب
  • وزير الاستثمار يشارك باجتماع مائدة مستديرة موسع يضم رؤساء كبرى الشركات الروسية
  • السفير التركي بالقاهرة: وجود الشركات التركية في مصر له طابع استراتيجي
  • محلل اقتصادي: الشركات الأمريكية ستستثمر في المملكة .. فيديو
  • محطات المفاوضات الروسية الأوكرانية لوقف الحرب.. كيف جرت؟ ولماذا فشلت؟
  • منظومة تمويل ومحفزات للرواد..القويز: 30 % من الشركات المطروحة صغيرة ومتوسطة
  • القويز: 30 % من الشركات المطروحة بالسوق السعودية منشآت صغيرة ومتوسطة
  • القويز: 30% من الشركات المطروحة في السوق السعودية منشآت صغيرة ومتوسطة
  • رئيس هيئة السوق المالية: (30%) من الشركات المطروحة في السوق السعودية منشآت صغيرة ومتوسطة
  • قصة السنغالي مالك جوب.. أفارقة جندوا في الحرب الروسية الأوكرانية