الجزيرة:
2025-12-01@19:06:23 GMT

هولندا تلوّح بالفيتو ضد شراكة أوروبا مع إسرائيل

تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT

هولندا تلوّح بالفيتو ضد شراكة أوروبا مع إسرائيل

في ظل الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، ارتفع صوت احتجاج قوي من داخل الاتحاد الأوروبي، معلنا أنه حان وقت المحاسبة.

وقد دعا وزير الخارجية الهولندي رسميا -وفق ما جاء في صحيفة الغارديان البريطانية- إلى مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، مستندا إلى المادة الثانية من الاتفاقية، التي تنص على أن احترام حقوق الإنسان هو أساس العلاقات الثنائية.

واللافت أن الوزير الهولندي هدد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد "خطة العمل المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل"، في حال لم تُجرَ المراجعة المطلوبة.

وقد وجّه رسالة رسمية بهذا الخصوص إلى رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كايا كالاس.

وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها موقف بهذه الصراحة من دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، يطعن في شرعية استمرار التعاون المميز مع دولة تنتهك القانون الدولي الإنساني بشكل منهجي.

المادة 2 من الاتفاقية: نص معطل؟

تُعد اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، الموقعة عام 1995، أساس التعاون السياسي والتجاري والعلمي بين الطرفين.

وتنص المادة الثانية منها على أن "العلاقات بين الطرفين تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية"، كشرط جوهري للتعاون.

ولكن لسنوات، طالبت منظمات حقوق الإنسان ونواب في البرلمان الأوروبي بوقف التعاون مع إسرائيل، مؤكدين أن الاتحاد الأوروبي ينتهك تعهداته الخاصة، بتجاهله الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة والمستمرة للقانون الدولي.

لماذا هذه الخطوة مهمة؟

لأول مرة، تربط دولة عضو في الاتحاد الأوروبي بشكل علني التعاون مع إسرائيل باحترام حقوق الإنسان.

وقد يؤدي الفيتو الهولندي إلى تعطيل أو تأجيل خطة العمل المشتركة مع إسرائيل.

وهذا التطور قد يُشجع دولا أوروبية أخرى على التخلي عن الصمت والتواطؤ السياسي.

وقد يشكّل الموقف الهولندي نقطة تحول في سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل، إذا ما تبنته دول أخرى. أما إن بقي موقفا معزولا، فإن الاتحاد الأوروبي يخاطر بفقدان مصداقيته كمدافع عن القيم وحقوق الإنسان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الاتحاد الأوروبی حقوق الإنسان مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

هل يفقد الغرب الأوروبي اتزانه؟ كيف تحول مركز القوة السابق إلى مصدر تهديد للاستقرار العالمي

تشهد أوروبا الغربية اليوم تحوّلاً لافتاً في سلوكها السياسي والدبلوماسي، تحوّل جعلها أحد أخطر مصادر الاضطراب في العالم.

 المفارقة أن هذه المنطقة، التي بُني النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية بالكامل لمنعها من إشعال صراع عالمي جديد، تبدو الآن الأكثر استعداداً لخطاب التصعيد، والأكثر اندفاعاً في رسم ملامح مواجهة قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدود القارة.

الأزمة الداخلية والانغلاق السياسي #الأزمة_الداخلية

الأزمة الأولى داخلية، ترتبط بطبيعة الأنظمة السياسية والاجتماعية في أوروبا الغربية. منذ منتصف القرن العشرين، استطاعت حكومات هذه الدول خلق قدر كبير من الاستقرار الداخلي، ما أدى مع الوقت إلى جمود سياسي واجتماعي حاد. لم تعد هناك ثورات، ولا موجات تغيير واسعة، ولا أحزاب قادرة على إعادة صياغة المشهد. النخب السياسية راسخة بشكل يمنع أي تجديد، بينما المجتمعات باتت أكثر بروداً وأقل تأثيراً في تحديد مستقبلها.

 هذا الانسداد الداخلي دفع أوروبا إلى تصدير توترها للخارج، إذ النخبة التي لا تستطيع التجديد داخلياً تلجأ لخلق أدوار ومواجهات خارجية توحي بالقوة.

القلق من فقدان المركز الدولي #تراجع_المكانة

الأزمة الثانية خارجية، ترتبط بالمكانة الدولية التي كانت أوروبا الغربية تتربع عليها عقوداً طويلة. فقد كانت دولها ثقلاً اقتصادياً وسياسياً يجعل صوتها مسموعاً ومهاباً. 

أما اليوم، فقد تغيّر المشهد العالمي جذرياً؛ صعود الصين، وظهور الهند، واستعادة روسيا لمكانتها، وتمدد العالم النامي، جعل أوروبا تواجه واقعاً جديداً لم تعتده من قبل: لم تعد محور النظام العالمي.

الصراع مع روسيا والصين #التوتر_الخارجي

النتيجة هي أن أوروبا الغربية لجأت لتبني خطاب تصعيدي، موجه أساساً نحو روسيا، ثم الصين، رغم غياب أي صدام حقيقي مع الأخيرة. 

هذا السلوك يوضح أن المشكلة ليست خارجية بل انعكاس لأزمة داخلية، حيث يسعى القادة لإظهار القوة والخطورة على الساحة العالمية خوفاً من فقدان المكانة.

خطر الاستقرار الأوروبي على العالم #الخطر_العالمي

تُظهر الأزمة أن أوروبا الغربية أصبحت لاعبا عالي الخطورة على المسرح الدولي، خاصة في ظل وجود قوتين نوويتين داخل حدودها، بريطانيا وفرنسا، واعتمادها على دعم الولايات المتحدة لضمان استمرار مكانتها. 

أما صعود مجموعة بريكس فيزيد من شعور الأوروبيين بأن العالم قادر على إعادة تنظيم نفسه بدونهم، مما يعمّق القلق ويزيد من احتمال التصعيد العسكري والخطاب العدواني.

غياب القدرة على التكيّف #الجمود_السياسي

مع هذه التحديات، يفتقد الغرب الأوروبي القدرة على التكيّف مع واقع متعدد الأقطاب.

 بدل البحث عن حلول دبلوماسية أو اقتصادية جديدة، تلجأ أوروبا إلى الصراخ ورفع وتيرة التهديدات، محاولةً فرض دور لم تعد قادرة على الحفاظ عليه بوسائلها التقليدية. 

لكن هذا القلق هو المحرك الرئيس لسلوكها الدولي، ويجعل أي خطوة خاطئة محتملة في الساحة الأوروبية تحمل تأثيرات عالمية مباشرة.

خلاصة تحليلية #التحليل_الأوروبي

باختصار، أوروبا الغربية اليوم تتحرك بدافع الخوف وليس الثقة. الخوف من فقدان الدور والمكانة، والخوف من عالم جديد متعدد الأقطاب، والخوف من فقدان النفوذ أمام صعود قوى صاعدة مثل الصين والهند وبريكس، يجعلها لاعبا غير مستقر ومصدر تهديد للاستقرار العالمي. 

وبدل التكيف مع التغيرات الجديدة، اختارت الاندفاع في التصعيد والتهديد، مما يجعل مستقبل الاستقرار الدولي أكثر هشاشة، خاصة مع تصاعد التوترات مع روسيا والصين والاعتماد على الولايات المتحدة في حماية مكانتها

طباعة شارك ترامب ماكرون اوروبا الدبلوماسيه رينال عويضه

مقالات مشابهة

  • هل يفقد الغرب الأوروبي اتزانه؟ كيف تحول مركز القوة السابق إلى مصدر تهديد للاستقرار العالمي
  • الاتحاد الأوروبي: جنوب أوروبا معرض لخطر الحرب الهجينة التي تشنها روسيا
  • سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة: انضمام مصر لهورايزون أوروبا يعد أعلى مستوى من التعاون
  • الاتحاد الأوروبي: إسرائيل تمنع مفوضة الاتحاد من دخول غزة
  • قومي حقوق الإنسان يشارك في لقاء إقليمي بالأردن لتعزيز حقوق المرأة ومنع العنف
  • القومي لحقوق الإنسان يشارك في لقاء إقليمي بالأردن لتعزيز حماية حقوق المرأة ومنع العنف
  • أكسون: الديمقراطية وحقوق الإنسان في صميم شراكة الاتحاد البرلماني الدولي والمتوسطي
  • توليا أكسون: الديمقراطية وحقوق الإنسان محور شراكة البرلمان الدولي والمتوسطي
  • وزير العدل: الدولة تتبنى رعاية حقوق الإنسان وضمان سلامته
  • النيابة الفرنسية تفتح تحقيقاً في جرائم حرب على خلفية قتل طفلين فرنسيين في غزة