الشركات الصينية تطرح تطويرات ثورية في عالم السيارات الكهربائية

◄ شركة "بي واي دي" تحقق مبيعات ضخمة بـ4.27 مليون سيارة في 2024

"لي أوتو" و"ليبموتور" تسجلان زيادات كبيرة في المبيعات

◄ تراجع مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا وأمريكا

◄ انتقال تبنّي السيارات الكهربائية من الدول الغنية إلى النامية

 

الرؤية- سارة العبرية

حافظت الصين على تربُّعها على عرش السيارات الكهربائية في العالم، بإنتاج 10 ملايين سيارة في عام 2024 وحده، وسط توقعات بنمو كبير في هذا العدد خلال العام الجاري 2025؛ الأمر الذي يُسلط الضوء على التقدم التقني الهائل الذي تُحرزه الصين في هذا المضمار، على الرغم من التحديات التكنولوجية التي تفرضها قرارات الولايات المتحدة الأمريكية بمنع الصين من الحصول على رقائق أشباه الموصلات المتقدمة، وكذا الإجراءات الحمائية التي تتزامن مع حرب تجارية يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العام.

وبهذا المعدل من إنتاج السيارات الكهربائية تحتل الصين المركز الأول، مسجلةً نسبة نمو سنوي يصل إلى 30%، وسط توقعات ببلوغ معدل 12 مليون سيارة بنهاية العام الجاري.

وأسهم هذا الإنتاج الضخم في هيمنة الصين على حصة تمثل 60% من سوق السيارات الكهربائية العالمي، لتتفوق بذلك على دول أوروبا والولايات المتحدة مجتمعةً.

وتقود نهضة صناعة السيارات الكهربائية في الصين شركة "بي واي دي" (BYD)، التي حققت قفزة ملحوظة في مبيعاتها مع نهاية عام 2024. وسجلت "بي واي دي" مبيعات ضخمة بلغت 4.27 مليون سيارة كهربائية وهجينة تعمل بالكهرباء، بينما سجلت شركة "لي أوتو" (Li Auto Inc) تسليم أكثر من 500 ألف سيارة، ونجحت شركة "ليبموتور" (Leapmotor) - الشريكة لشركة "ستيلانتيس" (Stellantis) - في مضاعفة مبيعاتها إلى أكثر من 293 ألف سيارة، ومن جهة أخرى فشلت بعض العلامات التجارية الشهيرة مثل "نيو" (Nio Inc) و"إكس بينغ" (Xpeng Inc) في تحقيق أهدافها رغم الزيادة الملحوظة في الطلب في نهاية العام.

وأشار تقرير حديث لوكالة بلومبيرج إلى أن البلدان التي تُظهر انفتاحًا أكبر تجاه دخول شركات السيارات الصينية، تُسجِّل معدلات أعلى في تبنّي السيارات الكهربائية مقارنة بالدول التي تفرض قيودًا جمركية صارمة، وتجاوزت السيارات الكهربائية 50% من مبيعات السوق الصينية، مع تسارع اتجاه الشركات نحو الأسواق الدولية، مما أحدث تغييرًا في معادلة التبنّي العالمي للسيارات الكهربائية.

وسجلت البرازيل نموًا هائلًا في مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة تزيد عن 500% بين عامي 2022 و2024، في حين سجلت تايلاند زيادة بنسبة 279% وأستراليا 145%، وأصبحت المملكة المتحدة أكبر سوق في أوروبا من حيث نسبة اختراق السيارات الكهربائية، رغم نموها المتواضع.

اللافت في هذه الأسواق هو الترحيب الكبير بالعلامات التجارية الصينية، ففي تايلاند شكلت السيارات الكهربائية 12% من إجمالي المبيعات العام الماضي، وكان معظمها من العلامات الصينية. وفي أستراليا، تم إلغاء الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية في 2022، مما جعل "بي واي دي" تحتل المركز الثاني بعد "تسلا" من حيث المبيعات. كما افتتحت "بي واي دي" مصانع في البرازيل، جنبًا إلى جنب مع شركات مثل "جي إيه سي" و"غريت وال موتور"، استجابة لخطط الحكومة لإعادة فرض ضرائب جمركية بين 10 و35% بحلول منتصف 2026، بهدف تحفيز الاستثمار المحلي.

قيود تؤثر على النمو

وعلى النقيض، شهدت ألمانيا تراجعًا في مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 35%، في حين حققت الولايات المتحدة نموًا طفيفًا فقط. ويُعزى هذا التراجع إلى الرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها هذه البلدان، والتي تتجاوز 100% في الولايات المتحدة، وتصل إلى 45% في الاتحاد الأوروبي على السيارات الصينية.

ورغم هذه القيود، دفعت المنافسة التي تفرضها الشركات الصينية حتى في الأسواق التي لم تحقق فيها حصة كبيرة بعد الشركات الغربية إلى تحسين عروضها وإطلاق نماذج كهربائية أكثر قدرة على المنافسة. وعلق التقرير بالقول: "الشركات لا تقوم بتعطيل أسواقها المربحة بنفسها، بل تحتاج إلى منافس يفعل ذلك. وقد لعبت تسلا هذا الدور لسنوات، لكن الشركات الصينية تقترب الآن بسرعة".

وتبنِّي السيارات الكهربائية في الدول النامية بدأ يتجاوز الدول الغنية؛ إذ أصبحت تايلاند الآن تتفوق على الولايات المتحدة في نسبة تبنّي السيارات الكهربائية، كما تقدمت البرازيل على اليابان في هذا الصدد.

أما بالنسبة لشركة "زيكر" (Zeekr) التابعة لـ"جيسيانغ جيلي" (Zhejiang Geely)، فقد ارتفعت معدلات تسليم السيارات بنسبة 87% لتصل إلى 222 ألف و123 سيارة العام الماضي، لكنها أخفقت في تحقيق هدفها البالغ 230 ألف سيارة. وفي نفس العام، سلمت مجموعة "جيلي" للسيارات، بما في ذلك علامتها التجارية الرئيسية، 2.18 مليون سيارة بزيادة 32% مقارنة بالعام السابق.

وتعكس هذه النتائج التنافس الشديد في أكبر سوق للسيارات في العالم؛ حيث شهدت الشركات الكبرى حرب أسعار قوية على حساب الشركات الأصغر. كما تأثرت صادرات السيارات الكهربائية الصينية بتوترات تجارية مع شركاء رئيسيين مثل الاتحاد الأوروبي، مما دفع الحكومة الصينية إلى تمديد التسهيلات الخاصة بالتداول في المركبات القديمة لتحفيز المبيعات المحلية.

ويتوقع كوي دونغشو الأمين العام لجمعية سيارات الركاب في الصين، أن شركات كبرى- مثل "جيلي" و"بي واي دي"- قد تشهد استمرارًا في هذا الزخم في عام 2025، إضافة إلى النمو المتوقع من شركات مثل "شاومي". وأشار إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية المحلية قد تصبح أكثر أهمية في ظل الضغوط المتزايدة على الصادرات بسبب القضايا الجيوسياسية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير المالية: ندعم جهود تعزيز قدرة الشركات العامة على تحقيق الأرباح

أكد أحمد كجوك وزير المالية، أننا حريصون على الاستغلال الأمثل للموارد والأصول المملوكة للدولة، من خلال دعم جهود تعزيز قدرة الشركات العامة على النمو وتحقيق الارباح على نحو يتكامل مع جهود الدولة الهادفة لدفع النشاط الاقتصادى المصرى فى إطار رؤية شاملة ومتسقة للسياسات المالية والاقتصادية المحفزة للإنتاج والتصدير، استهدافًا لبناء اقتصاد أكثر تنافسية وجذبًا للمزيد من التدفقات الاستثمارية.

وقال كجوك، فى لقائه مع المهندس محمد شيمى وزير قطاع الأعمال العام بمقر وزارة المالية بالعاصمة الإدارية، إننا نعمل على تيسير إجراءات التسويات المالية بين شركات قطاع الأعمال العام والجهات التابعة لوزارة المالية لضمان الاستدامة المالية والحياد الضريبى والتنافسي.

وأكد المهندس محمد شيمي، أن الوزارة تعمل على حسن استغلال الأصول المملوكة لشركات قطاع الأعمال العام التابعة واستثمارها بالشكل الأمثل بما يحقق أكبر عائد ممكن، من خلال استراتيجية متكاملة وخطط تنفيذية محددة وواضحة لتحسين الأداء وتطوير نظم الإدارة ورفع كفاءة التشغيل، بما يضمن تحقيق قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد الوطني.

وأشار إلى أن خطة الوزارة ترتكز على تعظيم عوائد الأصول وتحويلها إلى مصدر مستدام لدعم النمو الاقتصادي، عبر مشروعات تطوير وإعادة هيكلة ترفع من إنتاجية الشركات وتزيد قدرتها التنافسية محليًا ودوليًا.

وأكد أن التكامل والتنسيق المستمر بين مؤسسات الدولة يعد ركيزة أساسية لتحقيق الأهداف التنموية في إطار رؤية الدولة لبناء اقتصاد قوي ومستدام.

طباعة شارك وزير المالية الشركات المصرية العامة النشاط الاقتصادي

مقالات مشابهة

  • نشرة المرأة والمنوعات.. فيل عملاق يقتحم طريقا سريعا في الهند.. هاجم السيارات وأثار الفوضى.. 10 ملايين مشاهدة.. شاب يوثق موهبة والدته في صناعة العرائس ويكتسح تيكتوك.. احذر عدم تنظيف أسنانك
  • خلاف على قطعة أرض.. نقل جثة بطل سباق السيارات هيثم سمير لتشريحها بمستشفى بنها
  • 10 ملايين مشاهدة.. شاب يوثق موهبة والدته في صناعة العرائس ويكتسح تيكتوك
  • أخبار السيارات| رجل يقاضي تويوتا لسبب غريب.. وأرخص سيارة نيسان رياضية بـ7000 دولار
  • ألمانيا تسجل أكبر زيادة في حالات إفلاس الشركات منذ أكتوبر
  • %17.5 حصة «الصينية» من إجمالي مبيعات السيارات في الإمارات
  • 7.2 مليار جنيه تمويلات لشراء سلع استهلاكية خلال مايو 2025.. الأجهزة الكهربائية في المقدمة
  • تراجع مبيعات تسلا في اثنين من أكبر أسواق أوروبا مع تقدم منافستها الصينية
  • تباطؤ مبيعات السيارات في الصين وسط حملة حكومية لوقف حرب الأسعار
  • وزير المالية: ندعم جهود تعزيز قدرة الشركات العامة على تحقيق الأرباح