#سواليف

رغم تصاعد الحديث في الأوساط السياسية والإعلامية عن خلاف غير مسبوق بين #واشنطن ودولة #الاحتلال الإسرائيلي، وتحديدًا بين الرئيس الأميركي دونالد #ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو، فإن التحالف الاستراتيجي بين البلدين لا يزال راسخًا في عمقه. غير أن مؤشرات متزايدة من داخل دوائر القرار في واشنطن تعكس حالة من التململ تجاه سياسات #حكومة_نتنياهو، ما يطرح تساؤلات جدية حول حدود هذا التحالف ومستقبله في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن التوتر القائم لا يعكس قطيعة مؤسسية، بقدر ما يعبر عن أزمة ثقة متصاعدة في شخص نتنياهو، نتيجة مواقفه التي تعرقل جهود واشنطن في ملفات إقليمية حساسة

تحالف متين

مقالات ذات صلة مصر.. وفاة قاضي محاكمات مرسي وصاحب حكم الإعدام بحقه 2025/05/11

وقال عبدالعزيز العنجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز “ريكونسنس” للبحوث والدراسات وعضو نادي الصحافة الوطني بواشنطن، إن “الخلاف المتصاعد بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يعكس قطيعة بين الحليفين، بل يمثل مرحلة توتر معقّدة تُغذيها اعتبارات شخصية وتقاطعات استراتيجية، أبرزها تعطيل نتنياهو لمسار التطبيع مع السعودية، ورفضه حل الدولتين، إلى جانب خطواته التصعيدية في غزة والضفة، التي تهدد استقرار الأردن ومصر وتربك الحسابات الأمنية الأميركية التي تشكّلت على مدى عقود”.

وأشار العنجري في حديثه لـ”قدس برس”، إلى أن التحالف الأميركي-الإسرائيلي لا يزال قائمًا ومتينًا، ويحظى بدعم مؤسسات كبرى. لكن ما يميّز التوتر الراهن، برأيه، هو أن شخصيات أميركية وازنة بدأت تطرح علنًا أن حكومة نتنياهو لم تعد “حليفًا موثوقًا” للولايات المتحدة، وهو طرح بدأ يتردد داخل دوائر صنع القرار في واشنطن.

وأوضح أن تآكل الثقة يستهدف نتنياهو شخصيًا، لا إسرائيل كحليف استراتيجي. ولفت العنجري إلى أن التاريخ يشهد على قدرة هذا التحالف على تجاوز الخلافات المؤقتة، مستشهدًا بأزمة صفقة طائرات الأواكس عام 1981، حين أصر الرئيس رونالد ريغان على إتمام الصفقة مع السعودية رغم معارضة اللوبي الإسرائيلي، قائلاً: “وقتها قالت نيويورك بوست: ريغان يقول لإسرائيل: لا تتدخلي. ومع ذلك، تجاوز التحالف العاصفة، وخرج أقوى”.

من جانبه، رأى الباحث في الشأن السياسي والاستراتيجي، سعيد زياد، أن المؤشرات السلبية الصادرة من واشنطن بشأن العلاقة مع إسرائيل لا يمكن تجاهلها، واصفًا إياها بأنها غير مسبوقة من حيث الكثافة والنبرة.

وكتب زياد في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “هذه المؤشرات لا تعني بالضرورة بداية فراق استراتيجي بين واشنطن وتل أبيب، لكنها تعكس صدامًا جديًا، تُترك فيه إسرائيل وحدها في مواجهة ملفات ساخنة، كالحرب في اليمن، والمفاوضات مع إيران، والتفاهمات مع تركيا بشأن سوريا، وصولًا إلى التصعيد الجاري في غزة”.

#مسرحية_إعلامية؟

بدوره، أعرب الخبير في الإدارة الاستراتيجية، مراد علي، عن شكوكه إزاء ما يُروَّج له في الإعلام الإسرائيلي بشأن وجود قطيعة بين ترمب ونتنياهو، واعتبر أن الأمر قد يكون جزءًا من “مسرحية إعلامية” تهدف إلى تحسين صورة ترمب قبيل زيارته المرتقبة للمنطقة.

وتساءل عبر تغريدة نشرها في حسابه على منصة “إكس”: “هل الهدف هو إظهار الرئيس الأميركي بمظهر المتحرر من الهيمنة الإسرائيلية والداعم لمصالح العرب والمسلمين، تمهيدًا لعقد تفاهمات قد تبدو ظاهريًا داعمة، لكنها تخدم أجندات أخرى؟”

واختتم قائلاً: “علينا ألا ننسى أن السياسة الأميركية تجاه إسرائيل لا تُبنى على مشاعر شخصية، بل على مصالح استراتيجية راسخة، تتجاوز الخلافات الظاهرية بين الأفراد”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف واشنطن الاحتلال ترمب نتنياهو حكومة نتنياهو

إقرأ أيضاً:

عاجل- السفير الأميركي في تل أبيب يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة

أعلن السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، مساء السبت، تجديد دعم بلاده لفكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم تصاعد الرفض الإقليمي والدولي لهذا الطرح، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي دخل شهره الثامن، موقعًا عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين.

وقال هاكابي، خلال مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، إن الولايات المتحدة "لا تملك خطة تفصيلية لليوم التالي في غزة"، لكنه أشار إلى دعم واشنطن لـ "فتح المجال أمام الراغبين في مغادرة القطاع"، معتبرًا أن إعادة إعمار غزة مستقبلًا "ستكون بمشاركة دول الخليج العربي".

ترامب يستعد لجولة خليجية مرتقبة: ملفات غزة واليمن على الطاولة عاجل- ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 2720 شهيدًا و7513 مصابًا منذ استئناف العمليات في مارس اتهام مباشر لحماس وتجاهل لدور إسرائيل

وفي تصريحات أثارت جدلًا واسعًا، حمّل هاكابي حماس مسؤولية تأخير التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، زاعمًا أنها "العقبة الوحيدة" أمام إحراز تقدم في المفاوضات، دون الإشارة إلى الدور الإسرائيلي في عرقلة المساعي الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب.

ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في مختلف أنحاء القطاع، خاصة في رفح، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية وشيكة بسبب الحصار ونقص الإمدادات الأساسية.

جولة مرتقبة لترامب دون زيارة إسرائيل

وحول الجولة الإقليمية المرتقبة للرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، أوضح السفير هاكابي أن الزيارة ستركز على "الفرص الاقتصادية" في المنطقة، نافيًا وجود أي دلالات سياسية لتجاهل إسرائيل ضمن برنامج الجولة.

وأضاف أن ترامب "أمضى وقتًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من أي زعيم عالمي آخر"، في محاولة لطمأنة القيادة الإسرائيلية بشأن العلاقات الثنائية المتينة.

رفض عربي لخطة التهجير ومبادرة مصرية بديلة

وكان ترامب قد روّج منذ 25 يناير الماضي لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض قاطع من القاهرة وعمّان، وانضمت إليهما معظم الدول العربية ومنظمات إقليمية ودولية، التي أكدت تمسكها بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ورفضها لأي مشاريع ترحيل قسري.

وفي هذا السياق، طرحت مصر خطة بديلة لإعادة إعمار قطاع غزة بدعم عربي وإسلامي، دون المساس بوحدة الشعب الفلسطيني أو تهجيره، إلا أن الخطة قوبلت برفض واضح من كل من ترامب ونتنياهو، مما يثير تساؤلات حول نوايا الأطراف الداعمة للعدوان الإسرائيلي.

عدوان مستمر على غزة بدعم أميركي

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر2023، تواصل إسرائيل تنفيذ هجمات مكثفة على قطاع غزة بدعم أميركي مفتوح، وسط اتهامات دولية متزايدة بتورطها في "إبادة جماعية" ضد المدنيين الفلسطينيين، إذ بلغ عدد الشهداء والمصابين أكثر من 172 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، حسب إحصائيات رسمية فلسطينية.

ورغم التحذيرات الدولية المتكررة، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية دون اعتبار للقانون الدولي أو قرارات الأمم المتحدة، ما يهدد بتفجير الأوضاع في المنطقة وزيادة عزلة تل أبيب على الصعيد الدولي.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: لا يوجد خلاف مع ترامب وليس هناك نية للاعتراف بدولة فلسطينية
  • انقسام حقيقي ام مناورة؟.. خلاف أميركي اسرائيلي بشأن ايران وغزة
  • الرئيس الأمريكي ترامب يزور السعودية غدًا
  • إن بي سي : علاقة متوترة بين ترامب ونتنياهو لـ 3 أسباب
  • عاجل- السفير الأميركي في تل أبيب يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
  • في ظل زيارته للمنطقة.. التوتر بين ترامب ونتنياهو إلى أين؟
  • توتر في العلاقة بين ترامب ونتنياهو: اتهامات بالتلاعب وقطيعة سياسية تلوح في الأفق
  • ما فرص التوصل لاتفاق بشأن غزة في ظل التجاذب الأميركي الإسرائيلي؟
  • استدعاء الاحتياط الإسرائيلي تحت المجهر.. مناورة سياسية أم ضرورة حربية؟