ترقب في طهران لزيارة ترامب لمنطقة الخليج
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
طهران- على وقع التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، يحزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، غدا الاثنين، حقائبه قاصدا منطقة الخليج، في حين يتسع التباين في الخطوط الحمراء بين واشنطن وطهران بشأن برنامج إيران النووي، ما يجعل الأجندة التي يحملها في جعبته محل اهتمام واسع لدى الأوساط الإيرانية.
وقبيل زيارته، أعلن ترامب وقفا لإطلاق النار مع الحوثيين، لكن تصعيد المقاومة الفلسطينية في غزة يذكّره بوعده إبان حملته الانتخابية لوقف العدوان على القطاع المحاصر، ما يرسم علامات استفهام عن مدى التزام ترامب بمهلة شهرين -التي أوشكت على الانتهاء- للتوصل إلى اتفاق نووي جديد أو اللجوء إلى الخيار العسكري.
وبينما يستذكر الإيرانيون رؤية ترامب قبل نحو 100 يوم -في خطاب التنصيب- وقوله "أميركا أولا"، ومواقفه المتكررة التي تعتبر الصين التهديد الأول لبلاده، تستحوذ جولته الخليجية على القسم الأكبر من نقاشات الأوساط السياسية في طهران، بحثا عن تحليل لما ستخلِّفه الزيارة على الملفات الإقليمية.
أسبوع "مصيري"وفي حين يقرأ خبراء إيرانيون الزيارة في سياق مساعي ترامب لعقد صفقات بمئات المليارات لتحسين اقتصاد بلاده، وتعويض الأضرار جراء حرب الرسوم الجمركية لا سيما مع بكين، تصف شرائح أخرى الأسبوع الجاري بـ"المصيري" لمستقبل المنطقة خلال الأشهر والسنوات المقبلة.
إعلانويعتقد أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة الخوارزمي، يد الله كريمي بور، أن الزيارة تحظى بأهمية كبيرة جدا، انطلاقا من توقيتها والأجندة التي يحملها ترامب، موضحا أنها تأتي عقب الجولة الرابعة من المفاوضات النووية وإصرار طرفيها على عدم النزول من على شجرة الخطوط الحمراء.
وفي تعليق نشره على حسابه بمنصات التواصل، يرجح كريمي بور، أن يبحث ترامب سبل خفض التوتر أو إنهاء الحروب بالشرق الأوسط وعلى رأسها العدوان على غزة والحد من نشاط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع، كما لم يستبعد أن يفكر ترامب باعتراف بلاده -ولو بشكل منقوص- بتشكيل دولة فلسطين.
ويعتقد أن مواجهة الصين ستبقى الهم الأساس للإدارة الأميركية خلال الفترة المقبلة، وعليه، يضطر ترامب للتباحث مع أصدقائه الخليجيين بشأن قضايا الطاقة ومنها النفط والغاز لتعزيز الدولار الأميركي، ما سيجعل المطالب الإسرائيلية في المرتبة التالية الآن.
ملفات عربيةفي المقابل، يولي إيرانيون آخرون أهمية في الملفات التي سيبحثها العرب مع ترامب، ويعتقد الباحث الإستراتيجي آرين خانقاهي رضائي، أن الدول العربية المجاورة تخشى احتدام التوتر بالمنطقة من بوابة الصراع الإسرائيلي الإيراني لا سيما على الأراضي اللبنانية والسورية واليمنية، ما يرفع احتمالات نشوب حرب إقليمية تنعكس سلبا على الاقتصادات الخليجية.
وفي مقال مطول تحت عنوان "الساحر في الصحراء" نشره بصحيفة "اعتماد"، يعتقد رضائي، أن الدول العربية ستطالب ترامب بإعادة النظر في سياسات واشنطن حيال سوريا الجديدة وإلغاء قانون قيصر عنها تمهيدا لعودة دمشق للمعادلات الإقليمية.
وحسب رضائي، فإن بعض الدول العربية المضيفة ستبحث مع ترامب تزويدها بأسلحة متطورة مثل المقاتلات والمضادات الجوية والمُسيَّرات، وكذلك برنامج نووي مدني لموازنة القوة مع إيران، إضافة للمطالبة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وضمانات أمنية لبعض آخر منها.
إعلان محور المقاومةأما الباحث السياسي علي رضا تقوي نيا، فيعتقد أن ترامب يبدو بحاجة إلى مناورة سياسية في الشرق الأوسط -للاستهلاك الداخلي- إثر فشله في تحقيق وعوده الانتخابية لا سيما بشأن وقف العدوان على غزة والحرب على أوكرانيا.
لكنه اصطدم -يقول تقوي نيا- بالحرب على الحوثيين التي كلفته غاليا، وما كان لطائرته أن تهبط في المطارات الخليجية إلا بعد الاتفاق شفهيا بوقف الهجمات المتبادلة بالبحر الأحمر، مستثنيا القصف الحوثي على مطار بن غوريون في إسرائيل.
ورأى، أن بلاده ساهمت في التهدئة بين صنعاء وواشنطن، بالرغم من أن وتيرة الصراع كانت تسير لصالح سياساتها من أجل إيصال رسالة بأن محور المقاومة لا يزال يمتلك أوراقا قد تفاجأ الجانب الصهيو-أميركي.
ويوضح تقوي نيا، أن طهران تدخلت إيجابيا بين واشنطن وصنعاء لدفع مفاوضاتها النووية المتواصلة مع الأميركيين لحل سياسي، وبين أنه يمكن لبلاده الاستفادة من التجربة اليمنية والصينية لحث ترامب على التراجع عن مواقفه المتشددة حيالها.
ويتابع، أن ترامب قد يجني منافع اقتصادية كبيرة جراء زيارته الخليجية لكنه سيعود "صفر اليدين" بخصوص أمنيته حول تطبيع دول عربية مع إسرائيل، أو التوصل لاتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي، مضيفا أن تلميح ترامب حول عزمه إعلان "خبر مذهل" قبيل الزيارة قد يتعلق بفلسطين أو غزة.
حرب نفسية
وقال الباحث السياسي رضا بردستاني، إن تسريب بعض القضايا للإعلام، يأتي في سياق "الحرب النفسية" التي تمارسها واشنطن للتأثير على سلوك وفدها المفاوض الإيراني في مسقط، وإنها تحمل في طيّاتها مؤشرات سلبية حول جدية أميركا للتوصل إلى اتفاق يضمن عدم تصنيع إيران قنبلة ذرية.
وفي حديثه للجزيرة نت، يعتقد بردستاني أن حل القضايا الشائكة على مدى 46 عاما بين إيران وأميركا لا يمكن خلال 46 يوما ولا في مهلة شهرين، كما يخيّر ترامب بلاده بين الاتفاق بشأن ملفها النووي خلال هذه المدة أو الحل العسكري.
إعلانوأكد أن الأميركيين تفاجؤوا بجدية إيران في المفاوضات المتواصلة وطرحها حلولا لملفها النووي، خلافا للجانب الأميركي الذي يعرف ماذا يريد لكنه يبدو متخبطا بشأن كيفية تحقيقه.
وأكد بردستاني أن بلاده ستراقب عن كثب مباحثات ترامب مع دول الجوار وستعلن مواقفها رسميا بشأن ما سيتمخض عنها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلال الحرب
تعكس عمليات تفجير ناقلات الجند الإسرائيلية التي تقوم بها فصائل المقاومة قوة الأسلحة المستخدمة في هذه العمليات، وتشير إلى التركيز على أهداف يصعب تعويضها خلال الحرب، كما يقول الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي.
وفي الساعات الـ24 الماضية، أعلنت فصائل المقاومة تدمير دبابات وناقلات جند وآليات إسرائيلية في عدة عمليات، كما نشرت صورا لتدمير آليات أخرى في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأمس الثلاثاء، تمكنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- من تدمير ناقلة جند في خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل ضابط و6 جنود، إلى جانب عدد آخر من الجرحى.
ووفقا لما قاله الفلاحي -في تحليل للجزيرة- فإن الناقلة التي دمرت من نوع "بوما"، يستخدمها سلاح الهندسة، وهي مدرعة بشكل كبير ومعدة لتمهيد الطرق للقطعات العسكرية وتفريغها من الألغام.
قطعات عالية التحصين
ويمكن لهذه المركبة حمل 8 جنود، مزودة بـ3 رشاشات خفيفة وأخرى ثقيلة إلى جانب هاون 60 ملم و20 صاروخا لتفجير الألغام، ولديها قدرة كبيرة على تحمل الضربات، مما يعني أن استهدافها قد يحيلها إلى كتلة نار، كما يقول الفلاحي.
وتشير هذه الخسائر إلى قدرة أسلحة القسام على الاختراق وإلحاق خسائر كبيرة في الآليات مما يؤدي إلى تدميرها أو إخراجها من الخدمة، كما أن استهداف جرافات "دي 9″، المضادة للرصاص يؤكد -وفق الخبير العسكري- تركيز المقاومة على القطعات الهندسية التي يصعب تعويضها خلال العمليات.
وتعني هذه العمليات وجود مشكلة لدى جيش الاحتلال في منع مقاتلي المقاومة من الوصول إلى هذه الأهداف بطريقة تحمل جرأة غير مسبوقة في المواجهات المباشرة، حسب الفلاحي، الذي أشار إلى أن أسلحة المقاومة المحلية تبدو مصممة لتدمير هذه الآليات عالية التكلفة.
كما أن استبدال الفرقة 252 بالفرقة 99 التابعة لاحتياط قيادة الجيش الإسرائيلي، تشير إلى حالة الإنهاك التي أصابت الفرقة التي سحبت أو الخسائر الكبيرة التي دفعت إلى سحبها من جبهة القتال، وفق الفلاحي، الذي قال إن عمليات التغيير في التماس لا تتم لهذه الأسباب.
إعلان