مصادر تكشف عن مساعٍ حكومية لتوفير دعم لمخطط مواجهة الحوثيين
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
كشفت مصادر دبلوماسية يمنية، ومصدر في مكتب الرئاسة، أن الحكومة اليمنية تقوم بنشاط دبلوماسي واسع لحشد الدعم لخطواتها في حسم ملف الأزمة اليمنية، خلال الفترة المقبلة، وتقديم رؤية واستراتيجية اليمن الجديد الذي أعدّته الحكومة والأطراف السياسية.
ونقل "العربي الجديد" عن المصادر قولها إن "التوجيهات لوزارة الخارجية وسفراء اليمن في الخارج هي لتكثيف حركتهم وتوسيعها، لتشمل الحصول على دعم سفراء الدول العربية في كل تلك البلدان والمنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية للتحرّك والحشد معاً، ودعم موقف الحكومة لضرورة إنهاء الحرب والانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة وإعادة بنائها لإنهاء الأزمة الإنسانية التي تزداد بسبب استمرار بقاء السيطرة الحوثية".
ووفق تلك المصادر "تتضمّن المهمة تقديم صورة واضحة لرؤية الحكومة المعترف بها دولياً واستراتيجيتها، حول اليمن الجديد لما بعد الحوثيين، بما يتضمّن خياري الشرعية لإنهاء الانقلاب الحوثي: خيار سلام من دون حرب، بتسليم الحوثيين السلاح وسحب مقاتليهم من المدن، ومشاركتهم في الحكومة، فيما الخيار الثاني الحرب البرّية، ويتضمّن في المقام الأول إقناع الدول والحكومات والمنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية لرفع الفيتو عن هذه العملية".
أما فيما يخص مرحلة ما بعد الحوثي، فإن الرؤية المتضمنة لهذه التحركات، وفق المصادر، "تركّز على شكل الدولة ومؤسساتها والمشاركة السياسية والحقوق والحركات ودور المرأة وحق الأقليات والجوانب الاقتصادية ومكافحة الإرهاب والملاحة الدولية، وتشكيل المؤسسات العسكرية والأمنية".
في هذا السياق، عُقدت لقاءات موسّعة في عواصم عدة، في مقدمتها دول مجلس الأمن دائمة العضوية وسلطنة عُمان، لبحث الملف.
وكانت وكالة سبأ التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً قد أشارت إلى لقاء نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى نعمان بالسفراء العرب في مقر بعثة الجامعة العربية في واشنطن، والذي أكد أنّه نقل رسائل من الحكومة اليمنية، وفي مجملها أن تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن يستلزم مساراً شاملاً يتضمن الشراكة مع الحكومة اليمنية وتعزيز قدراتها ودعمها في مختلف المجالات، وأهمية أن يكون التوجه لاستقرار اليمن وتحقيق الأمن والتعافي الاقتصادي، واستعادة الدولة ضامناً لاحتواء أي تهديدات إقليمية ودولية وحماية التجارة الدولية وخليج عدن.
ودعا المجموعة العربية لتبني هذه الرؤى والرسائل في نقاشاتها مع الجانب الأميركي جماعياً أو ثنائياً. وأشار إلى استمرار الدعم الإيراني للحوثيين وتداعيات ذلك على استقرار المنطقة وممرات التجارة العالمية وأمنها، مضيفاً أن الحوثيين أفشلوا كل جهود السلام وجرّوا اليمن إلى صراعات متتالية، وتدخلات عسكرية دولية مباشرة، مؤكداً أن قرار تصنيف الحوثيين منظمةً إرهابيةً أجنبيةً في الولايات المتحدة كان نتيجة طبيعية لهذه الممارسات الإرهابية داخلياً وإقليمياً وفي ممرات التجارة الدولية.
وكانت مصادر يمنية قد أوضحت لـ"العربي الجديد" أن مشاورات مسقط جاءت بعد ساعات من إعلان الاتفاق بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين، بوقف العمليات العسكرية الأميركية مقابل وقف الحوثيين هجماتهم على السفن الأميركية في البحر الأحمر، مشيرةً إلى أن المشاورات اليمنية العُمانية هذه كانت معدّة مسبقاً، ولها علاقة مع ما دار من محادثات بين الأميركيين والحوثيين بوساطة عُمانية.
لكن دبلوماسياً يمنياً سابقاً، فضّل عدم ذكر اسمه، قال لـ"العربي الجديد"، إنه وفق المعطيات، فإن الحركة الدبلوماسية الأخيرة التي تقوم بها الشرعية بطيئة نوعاً ما ومتأخرة، وكان يفترض أن تكون الحكومة أكثر نشاطاً مع بداية التوتر في البحر الأحمر وباب المندب، وليس الآن.
واستدرك قائلاً: "مع ذلك من الواضح أن هناك جهوداً حثيثة تجري، وتأخذ مسارات عدة، الأول مسار خارجي تقوده وزارة الخارجية من وزير ونائب ووكلاء ومديري الدوائر إلى جانب سفراء اليمن لدى دول العالم والمنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية، فيما هناك مسار يقوده رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وبعض أعضاء المجلس الرئاسي، والمسار الآخر يقوده رئيس وأعضاء التكتل الوطني السياسي، من خلال اللقاءات المكثفة مع سفراء الدول والبعثات الدبلوماسية الممثلين في اليمن، إلى جانب البعثات والهيئة والمنظمات الدولية في اليمن أفراد وجماعات".
وأضاف أن السلطة المعترف بها دولياً، وهي تقوم بهذا الحراك الدبلوماسي في عواصم عدة، تسعى للظهور موحّدة الصف وتحاول الدفع والاستفادة من التكتل الوطني الذي جرى تشكيله قبل أربعة أشهر في العاصمة المؤقتة عدن، لإيصال هذه الرسالة، من خلال لقاءات جماعية، لا فردية، تشارك فيها كل المكونات والأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة، بواسطة القيادات أو ممثلين لها.
ولفت إلى أن تحقيق أهداف هذا الحراك الدبلوماسي والحصول على نتائج مباشرة غير واضح، فهذه تعّد محاولة ونجاحها أو فشلها مرتبطان بفاعلية وسائل الضغط والقدرة على إقناع هذه الدول، وتقديم الضمانات، وما زالت دول الرباعية (السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة) تحديداً داعمة لهذه المساعي، بعد لقاءات مسقط وطهران.
مع ذلك، فإن بعض السياسيين والمراقبين يرون أن السلطة المعترف بها دولياً، وفيما تتناسى الانقسامات والخلافات الداخلية، تسعى إلى تسويق نفسها من جديد، واستغلال التطورات الإقليمية والدولية والرغبة في إنهاء حرب اليمن، لذلك تحاول إظهار نفسها في مركز القوة والقدرة على إدارة المشهد والأزمة، وتلميع صورتها، وتعيد تصدير نفسها من بوابة الأزمة الإنسانية والصراع في البحر الأحمر.
ويشير بعض إلى أن الحكومة اليمنية لم تستطع الاستفادة من الفرص التي سنحت لها خلال السنوات الماضية، وآخرها العملية العسكرية الأميركية ضد الحوثيين، ولم تتمكن الحكومة من حشد الدعم الدولي لتمكينها من القضاء على الحوثيين.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحكومة الحوثي مواجهة عسكرية الحوثي المعترف بها دولیا الحکومة الیمنیة فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
الجيش في مواجهة حادث ملتبس في التوقيت والمكان.. الثنائيينتظر تصويب قرار الحكومة
استشهاد ستة جنود من الجيش وجرح خمسة عسكريين آخرين في حادث ملتبس في التوقيت والمكان خلال الكشف على مخزن أسلحة وتفكيك محتوياته داخل منشأة ل"حزب الله" في المنطقة الواقعة بين بلدة مجدلزون- وزبقين في قضاء صور يطرح الكثير من علامات الاستفهام حيال المرحلة المقبلة التي ستوكل فيها مهام اضافية للجيش بموجب القرارات الاخيرة للحكومة، فيما قدر الجيش ان يكون المدافع الاول عن الارض والسيادة والدولة وأن تهرق دماء عناصره فداء عن جميع اللبنانيين، بحسب ما قال الرئيس نجيب ميقاتي أمس. واذا كان بيان قيادة الجيش المختصر شدد على انه" تجري المتابعة لتحديد أسباب الحادثة"، فان هذا لا يلغي وجود تساؤلات مشروعة وفرضيات مطروحة حول ما جرى، خصوصاً وأن فوج الهندسة في الجيش يتمتع بكفاءة عالية، ولم يُعرف عنه ارتكاب أخطاء في المهمات السابقة، مما يبعد فرضية الخطأ البشري أثناء تفكيك الذخائر. وبحسب أوساط متابعة، "فان ما حصل يُعد تطوراً خطيراً في سياق الصراع الدائر جنوباً، ويضع علامات استفهام كبيرة حول توقيته وظروفه الأمنية". وتشدد الاوساط على أن "كل الفرضيات قيد الدراسة، ولا شيء محسومًا حتى صدور نتائج التحقيقات". والجدير بالذكر أن هذا التفجير جاء بعد أقل من 48 ساعة على نشر الكتيبة الفرنسية في قوات "اليونيفيل" صورة للمنشأة في وادي زبقين، والتي تضمّ، بحسب بيان اليونيفيل، صواريخ وأسلحة وذخائر وأنفاقاً. ويقول مصدر عسكري سابق إنه ما دام "الحزب" وفق المعلومات متعاوناً في جنوب الليطاني ومستعداً لمساعدة الجيش وملتزم اتفاق وقف اطلاق النار، لماذا لا يتم التنسيق أكثر بينه وبين الجيش في مثل هذه المهمات، التي يعرف "الحزب" ظروفها الميدانية بشكل أشمل؟".سياسياً، تشير المعطيات إلى أنَّ الاتصالات مستمرة للبحث عن مخرج للوضع الناشئ في اعقاب جلستي الحكومة وانسحاب الوزراء الشيعة منهما. الا ان هذه الاتصالات تصطدم حتى الساعة برفض "الثنائي الشيعي" البحث في اي امر قبل تصويب قرار الحكومة. وبحسب المعطيات، فإن "من بين الافكار الاولية ان ياتي المخرج في تقرير الجيش وفي قرار تصويبي على أساسه يصدر عن جلسة مجلس الوزراء المرتقبة في نهاية اب الجاري"، الا ان هذا الاقتراح يبقى حتى الساعة "غير سالك" على خط "الثنائي". وفي السياق نفسه، يتشاور"حزب الله" مع الرئيس نبيه بري بشأن الخطوات التي يجب ان تتخذ بعد قرار الحكومة، ومن ضمنها خيار الانسحاب من الحكومة او الاعتكاف عن حضور الجلسات مع التشديد على معالجة ما حصل، بالهدوء والروية والخطاب المرن وغير المتشدد". في المقابل، يبرز توجه حكومي متشدد عبرت عنه مصادر رئاسة الحكومة بتأكيدها "أن قرار الحكومة قائم ومجلس الوزراء متمسك به، ونحن بانتظار خطة الجيش". وعن جلسة الحكومة الأسبوع المقبل ومشاركة "الوزراء الشيعة"، تقول المصادر: "حتى الآن ليس هناك مؤشرات بأنهم لن يشاركوا". المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة 6 شهداء للجيش بانفجار "ملتبس" في الجنوب والتحقيقات مستمرة لتحديد الأسباب Lebanon 24 6 شهداء للجيش بانفجار "ملتبس" في الجنوب والتحقيقات مستمرة لتحديد الأسباب