ولي عهد أبوظبي يؤكد حرص الإمارات وقيادتها على تعزيز التعاون مع كازاخستان
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
عقد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، أمس، جلسة مباحثات رسمية مع فخامة قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان، في القصر الرئاسي في العاصمة أستانا.
وفي مستهل اللقاء، رحّب فخامة قاسم جومارت توكاييف بزيارة سموّ ولي عهد أبوظبي والوفد المرافق، مؤكِّداً فخامته متانة العلاقات الثنائية بين جمهورية كازاخستان ودولة الإمارات، ومعرباً عن حرص بلاده على تعزيز روابط التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يعود بالخير والنفع على البلدين وشعبيهما الصديقين.
ونقل سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى فخامة الرئيس قاسم جومارت توكاييف، وتمنياته لفخامته بموفور الصحة والسعادة ولجمهورية كازاخستان وشعبها الصديق دوام التقدم والرفعة والازدهار في شتى المجالات، معرباً سموّه عن شكره وتقديره لكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال اللذين حظي بهما والوفد المرافق له.
ومن جانبه، حمّل فخامة قاسم جومارت توكاييف، سمو ولي عهد أبوظبي تحياته إلى صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله”، وتمنياته لدولة الإمارات وشعبها بدوام التطور والرقي والازدهار.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الإماراتية–الكازاخستانية الوطيدة، وبحث سُبل تنميتها وتعزيز آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، لاسيَّما في قطاعات الاستثمار والطاقة والبنى التحتية والاستدامة وحلول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين، ويسهم في دعم مسيرة التنمية المستدامة والازدهار المشترك.
وأكَّد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، حرص دولة الإمارات وقيادتها على تعزيز التعاون الثنائي مع جمهورية كازاخستان، وتوسيع مجالات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يخدم مصالحهما المشتركة ويعكس رؤية قيادة كلا البلدين نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مختلف القطاعات الحيوية.
كما أشار سموّه إلى أهمية مواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات مشتركة بين دولة الإمارات وجمهورية كازاخستان، والاستفادة من الفرص المتنوعة التي تُتيحها البيئة الاستثمارية في كلا البلدين، إسهاماً في تعزيز الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية، ودفع عجلة التعاون نحو آفاق أوسع تخدم المصالح الاستراتيجية للجانبين.
وشهد سمو ولي عهد أبوظبي وفخامة الرئيس الكازاخستاني، على هامش اللقاء، تبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مسؤولين من كلا الجانبين، في مجالات النقل والمواصلات، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة، والحلول الرقمية والتكنولوجية، والاستثمار المالي والمصرفي، وغيرها من القطاعات الرئيسية ذات الأولوية الوطنية في كلا البلدين.
وفي قطاع النقل والبنى التحتية، تبادلت وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات ووزارة النقل الكازاخستانية مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي وتبادل الخبرات والكفاءات بين البلدين في مجالات تطوير مشاريع النقل والطرق والمواصلات.
وعلى صعيد التعاون القانوني، تبادلت وزارة العدل الإماراتية مع وزارة العدل الكازاخستانية مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في المجالات القانونية وتوطيد العلاقات بين البلدين في هذا المجال، حيث تشمل المذكرة تنظيم فعاليات مشتركة، وإتاحة المعلومات القانونية، وتبادل الخبراء في مجالات نظم المعلومات والطب الشرعي.
وفي قطاع الرعاية الصحية، تبادل صندوق أبوظبي للتنمية وإدارة منطقة تركستان مذكرة تفاهم تهدف إلى تمويل بناء “مستشفى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للنساء والأطفال”، في منطقة تركستان.
وضمن مساعي دولة الإمارات الرامية إلى دعم جهود الاستدامة واستخدام الطاقة المتجددة على نطاق واسع، تبادلت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، ووزارة الطاقة الكازاخستانية، اتفاقاً للمصادقة على مشروع إنشاء محطة لتوليد طاقة الرياح بقدرة 1 جيجاوات في منطقة جامبيل في كازاخستان.
وفي السياق نفسه، تبادلت “مصدر” وصندوق الثروة السيادي الكازاخستاني “سامروك كازانيا” اتفاقية تعاون مشترك تهدف إلى تطوير مشروع يولّد الكهرباء “على مدار الساعة” بقدرة تصل إلى 500 ميجاوات من الحمل الأساسي، كما تشمل الاتفاقية تطوير مشاريع مستقلة لنُظم بطاريات تخزين الطاقة بسعة تصل إلى 2 جيجاوات.
وفي سياق الجهود الهادفة إلى دعم التحوّل الرقمي في كلا البلدين، جرى تبادل اتفاقية تعاون بين شركة AIQ، المتخصصة في مجال توظيف حلول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في تعزيز أداء وكفاءة قطاع الطاقة، وصندوق الثروة السيادي الكازاخستاني “سامروك كازانيا”؛ بهدف دعم التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز في جمهورية كازاخستان، وتسهيل تبادل الخبرات والمعارف التقنية وأفضل الممارسات والتقنيات المتطورة في مجالات الذكاء الاصطناعي.
وفي مجال تطوير حلول الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، تبادلت شركة AIQ و”كازاخ غاز”، الشركة الوطنية الرائدة في قطاع الغاز في جمهورية كازاخستان، اتفاقية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز تبادل الخبرات والمعارف بين الجانبين، وتمكين “كازاخ غاز” من الاستفادة من الحلول المتطورة والفعّالة التي توفرها شركة AIQ على صعيد توظيف حلول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في التحليلات الجيولوجية وعمليات استكشاف واستخراج وإنتاج الغاز بأحدث وأدق التقنيات.
وفي سياق توطيد التعاون المالي والاستثماري بين دولة الإمارات وكازاخستان، تبادل بنك أبوظبي التجاري وصندوق الثروة السيادي الكازاخستاني “سامروك كازانيا” مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون مشترك؛ بهدف دعم المشاريع الاستراتيجية في مجالات الطاقة البديلة والبنية التحتية، وتقديم الخدمات المالية والاستشارية، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتمويل المشاريع، بما ينسجم مع مبادئ الحوكمة والاستدامة والمسؤولية الاجتماعية التي يتبنّاها بنك أبوظبي التجاري في مختلف عملياته ونشاطاته.
وفي قطاع خدمات الطيران، تبادلت “تيرمينالز هولدينج”، الشركة الإماراتية المتخصصة في مجال حلول الطيران، ووزارة النقل الكازاخستانية، اتفاقية تعاون مشترك لتطوير البنية التحتية لقطاع الطيران، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتوسيع نطاق الخدمات الجوية بين البلدين.
وفي سياق دعم القطاع التكنولوجي في جمهورية كازاخستان، تبادلت شركة “بريسايت”، الرائدة في مجال تحليل البيانات الضخمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، اتفاقية تعاون استراتيجي مع وزارة التنمية الرقمية والابتكار وصناعة الطيران الكازاخستانية. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تسليم جهازَين من الحواسيب فائقة الأداء من طراز (NVIDIA H200)، وإنشاء مركز بيانات متطور يخدم مشروع المدينة الذكية في أستانا. وتأتي هذه الخطوة في إطار دعم مساعي وخطط كازاخستان في جهودها في مجال التحول الرقمي، وتعزيز بنيتها التحتية الرقمية، وتمكينها من الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة فائقة الأداء في مختلف القطاعات الحيوية.
وفي مجال الموانئ والنقل البحري والخدمات اللوجستية، تبادلت مجموعة موانئ أبوظبي مذكرة تفاهم مع شركة “كازمورترانسفلوت” تتعلق بتوسيع أسطول سفن المجموعة في بحر قزوين عبر بناء واستئجار أربع سفن حاويات مصممة للعمل في بحر قزوين، تصل سعتها إلى 780 حاوية نمطية. وتهدف المذكرة إلى دعم حركة التجارة البحرية بين دولة الإمارات وجمهورية كازاخستان، وتوفير حلول نقل متكاملة تسهم في تطوير البنية التحتية البحرية، وتوسيع نطاق الخدمات اللوجستية الإقليمية والدولية.
حضر اللقاء ومراسم تبادل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو ولي عهد أبوظبي.
وكان سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وصل إلى القصر الرئاسي في العاصمة الكازاخستانية أستانا، حيث كان في مقدمة مستقبلي سموّه لدى وصوله فخامة قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان.
وجرت لسموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان مراسم استقبال رسمية، حيث اصطحب فخامة قاسم جومارت توكاييف سموّ ولي عهد أبوظبي إلى منصة الشرف، وعُزف خلال المراسم السلامان الوطنيان لدولة الإمارات وجمهورية كازاخستان، ثم استعرض سموّه وفخامة الرئيس الكازاخستاني ثلّةً من حرس الشرف الذين اصطفوا لتحيتهما في باحة القصر الرئاسي.
وخلال مراسم الاستقبال، صافح سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان كبار مستقبليه من الوزراء والمسؤولين في الحكومة الكازاخستانية، فيما صافح فخامة الرئيس قاسم جومارت توكاييف أعضاء الوفد الإماراتي المرافق لسموّه.
ويرافق سمو ولي عهد أبوظبي، خلال هذه الزيارة، وفد رسمي رفيع المستوى يضمُّ عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
برعاية منصور بن زايد.. شخبوط بن نهيان يشهد حفل تخريج طلبة «مدارس الإمارات الوطنية» بمجمعات أبوظبي
أبوظبي (وام)
برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، شهد معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، احتفال «مدارس الإمارات الوطنية» بتخريج الدفعة 18 من طلبة مدارسها في كلٍ من مجمعات «مدينة أبوظبي» و«مدينة محمد بن زايد» و«مدينة العين» في أبوظبي، البالغ عددهم 664 طالباً وطالبة.
حضر الاحتفال معالي أحمد محمد الحميري، الأمين العام لديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة مدارس الإمارات الوطنية، ومعالي أحمد جمعة الزعابي، مستشار رئيس الدولة، ومعالي محمد عبدالله الجنيبي، رئيس الهيئة الرئاسية للمراسم والسرد الاستراتيجي، والدكتور عبدالله مغربي، وكيل ديوان الرئاسة لقطاع الدراسات والبحوث، والدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني، ومحمد سالم الظاهري، نائب رئيس مجلس إدارة «اتحاد الإمارات للجوجيتسو». وتضمن الحفل عرض فيلم قصير سلّط الضوء على مسيرة «مدارس الإمارات الوطنية» وإنجازاتها كصرح تعليمي رائد محلياً وإقليمياً ودولياً.
نقلات نوعية
وأعرب معالي أحمد بن محمد الحميري، الأمين العام لديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة مدارس الإمارات الوطنية، عن بالغ شكره وامتنانه لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على اهتمامه المتواصل بتطوير المنظومة التعليمية في الدولة، كما ثمّن معاليه الرعاية الكريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مؤكداً أن هذا الدعم كان له الأثر الكبير في ترسيخ مكانة «مدارس الإمارات الوطنية» كنموذج وطني رائد، يُسهم في إعداد جيل واعٍ، يعتزّ بهويته الوطنية وقيمه الأصيلة، ومؤهّل بجدارة لمواكبة متطلّبات عصر المعرفة والتطور.
وأشار معاليه إلى أن المدارس تشهد نقلات نوعية بتأسيس «مراكز التدريب التقني والمهني» وإطلاق «برنامج المنح الدراسية للمتفوقين والموهوبين»، وتعزيز الذكاء الاصطناعي في المنظومة التعليمية، وإقامة المخيمات الصيفية لدعم الطلبة المتميّزين سلوكياً وأكاديمياً، إضافةً إلى توفير بيئة تعليمية متميّزة، مدعومة بكوادر أكاديمية وإدارية عالمية، وبنية تحتية متطورة، وشراكة فاعلة مع أولياء الأمور والمؤسسات المجتمعية.
الدفعة الأكبر
من جانبه، عبّر لاتشلان ماكينون، المدير العام لمدارس الإمارات الوطنية، عن ترحيبه بالحضور في حفل تخريج دفعة سنة 2025، التي تُعدّ الأكبر في تاريخ المدارس، حيث تضمّ 930 خريجاً وخريجة من مجمعات أبوظبي والشارقة ورأس الخيمة، وأكّد أن «مدارس الإمارات الوطنية»، التي تأسست برؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، واصلت تطورها وازدهارها تحت قيادة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، حتى أصبحت منارة للتميّز والابتكار في التعليم، مضيفاً أن المدارس خرّجت حتى اليوم أكثر من 5000 طالب وطالبة، يُسهمون بفاعلية في خدمة الوطن وتنميته، ويُجسّدون القيم الراسخة التي تأسست عليها المدرسة.
ودعا ماكينون الخريجين إلى الاقتداء بتوجيهات القيادة الرشيدة، مستشهداً بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأن «الثروة الحقيقية للوطن تكمن في الشباب الذي يتسلّح بالعلم والمعرفة».
كلمة الخريجين
ألقت الطالبة فاطمة جاسم الزعابي كلمة نيابةً عن الخريجين، عبّرت فيها عن شكرها للقيادة الرشيدة على رعايتها مسيرة النهضة، مؤكدةً أن التخرّج يُمثّل بدايةً لمرحلة جديدة من التحصيل العلمي والمساهمة في خدمة الوطن.
وفي ختام الحفل، قام معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان بتكريم الخريجين، كما قدّم معالي أحمد بن محمد الحميري هدية تذكارية لمعاليه تقديراً له لتشريفه حفل التكريم.
يُذكر أنه تم افتتاح «مجمع مدينة محمد بن زايد» بإمارة أبوظبي سنة 2002، وهو أول مجمعات أبوظبي، تلاه «مجمع مدينة العين» سنة 2006، و«مجمع مدينة أبوظبي» سنة 2008، وتُعدّ برامجه الأكاديمية مرخصة بالكامل كمدرسة بكالوريا دولية (IB)، وقد بلغ عدد خريجيها لهذه السنة 664 طالباً وطالبة، وتفخر المجمعات بمشاركاتها المتعدّدة في خدمة المجتمع، إذ حازت على عدد من الجوائز على مستوى الدولة، كما نال طلبتها ومعلموها عدداً من الجوائز في مختلف المجالات.