تتجه الأنظار اليوم إلى منطقة الخليج، حيث يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة تشمل السعودية، وقطر، والإمارات، وسط تطلعات متبادلة بين الجانبين لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.


حيث تأتي تلك الزيارة  في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحديات حادة، تعكس سعي واشنطن لاستقطاب رؤوس أموال خليجية، فيما تعمل دول الخليج على تأمين مصالحها الاستراتيجية وتعزيز شراكاتها مع الحليف الأمريكي.

استثمارات بمليارات الدولارات في صدارة المحادثات


يصل ترامب إلى العاصمة السعودية، الرياض، اليوم 13 مايو، حيث يلتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل أن يشارك في قمة قادة دول الخليج في اليوم التالي، وسيختتم جولته بزيارة الدوحة وأبوظبي.

 


الملف الاقتصادي سيكون في مقدمة أجندة الزيارة، حيث تسعى الإدارة الأمريكية للإعلان عن تدفقات استثمارية خليجية ضخمة إلى السوق الأمريكي، في إطار سياسة "أمريكا أولًا" التي يروّج لها ترامب، لا سيما مع تراجع النمو الاقتصادي الأمريكي في الربع الأول من العام للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.

وفي هذا السياق، سيُعقد منتدى استثماري سعودي أمريكي في الرياض بمشاركة عدد من كبار التنفيذيين من كبرى الشركات الأمريكية مثل "بلاك روك"، و"ألفابت"، و"آي بي إم"، ما يشير إلى طموح مشترك نحو شراكات اقتصادية استراتيجية.

سباق التسلح وصفقات التسليح تلوح في الأفق


من أبرز محاور الزيارة المرتقبة، صفقات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية، والتي يُتوقع أن تتجاوز 100 مليار دولار وتشمل صواريخ وأنظمة رادار وطائرات نقل.
ويبدو أن الرياض تسعى لضمان آلية مشتريات أكثر كفاءة تتيح لها الوصول السريع إلى الذخيرة والمعدات العسكرية الأمريكية، خصوصًا بعد أن شهدت العلاقات بين البلدين توترًا في عهد إدارة بايدن، التي أوقفت صفقات الأسلحة الهجومية عام 2021، قبل أن تستأنفها لاحقًا.

الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات: الخليج يبحث عن الريادة التكنولوجية

لا تقتصر أهداف الزيارة على الجانب الدفاعي أو المالي، بل تمتد إلى ملف الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات والسعودية، لتأمين موقع متقدم في هذا القطاع الحيوي.
ومن المتوقع أن تناقش الاجتماعات القادمة إمكانية تسهيل وصول هذه الدول إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات الأمريكية المتقدمة، خاصة بعد أن ألغت إدارة ترامب بعض القيود السابقة التي فرضتها إدارة بايدن على تصدير الرقائق الإلكترونية.

رؤية 2030 والطموح السعودي لجذب الاستثمارات الأمريكية

 


فيما يركز ترامب على جذب الأموال الخليجية إلى بلاده، تعمل السعودية على هدف موازٍ يتمثل في دفع الاستثمارات الأمريكية نحو برنامج "رؤية 2030"، الذي يهدف لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط، عبر مشاريع ضخمة مثل مدينة "ذا لاين"، ومجالات الترفيه والسياحة والتعدين.

لكن على الرغم من هذه الطموحات، سجل الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية انخفاضًا للعام الثالث على التوالي في 2024، متأثرًا بانخفاض أسعار النفط وتراجع ثقة المستثمرين بسبب الأعباء المالية المتزايدة.

الإمارات تلتزم باستثمار تريليوني وتطمح للريادة في الذكاء الاصطناعي
من جهتها، أعلنت الإمارات التزامها باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة، في قطاعات تشمل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والطاقة.


ويرى مراقبون أن هذه الأرقام تعكس طموحات استراتيجية بعيدة المدى، رغم التحديات المرتبطة بسرعة تنفيذها على أرض الواقع.

زيارة استراتيجية في توقيت دقيق

 


تأتي زيارة ترامب في لحظة حساسة، إذ تتصاعد المخاوف من تبعات الحرب التجارية التي أشعلها بقراراته الجمركية، إضافة إلى ضغوط داخلية تتعلق بأداء الاقتصاد الأمريكي.


وفي الوقت نفسه، تسعى الدول الخليجية لتعزيز موقعها على الخارطة الاقتصادية العالمية من بوابة الشراكة مع واشنطن.

تظل الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت هذه الزيارة ستثمر عن اتفاقات بحجم التوقعات المعلنة، أو ستكون مجرد خطوة رمزية في سياق إعادة تشكيل العلاقات الأمريكية الخليجية. لكن المؤكد أن الطرفين يسعيان لتحقيق أكبر قدر من المكاسب في معركة المصالح الممتدة من وول ستريت إلى الخليج العربي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التعاون الاقتصادي الاستثمارات الخليجية الاقتصاد الامريكي قمة قادة دول الخليج منتدى استثماري سعودي أمريكي صفقات الأسلحة الذكاء الاصطناعي اشباه الموصلات رؤية 2030 الاستثمار الأمريكي في السعودية الإمارات الشراكة الاقتصادية الحرب التجارية العلاقات الأمريكية الخليجية ترامب ولي العهد السعودي

إقرأ أيضاً:

الخريف يبدأ زيارة إلى أثينا.. السعودية واليونان تعززان الشراكة والاستثمار الصناعي والتعديني

البلاد (الرياض)
بدأ وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريّف زيارة رسمية إلى جمهورية اليونان، يرأس خلالها وفدًا رفيع المستوى من منظومة الصناعة والتعدين، وذلك بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين البلدين، وتطوير التعاون الثنائي في القطاعين الصناعي والتعديني.
تأتي الزيارة امتدادًا للشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين البلدين، التي رسمت ملامحها الزيارة التاريخية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء- حفظه الله- إلى اليونان عام 2022، التي أعلن خلالها عن إنشاء مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي-اليوناني، ثم عزَّزتها زيارة رئيس الوزراء اليوناني إلى المملكة في يناير الماضي.
يستهل الوزير الخريّف زيارته إلى العاصمة اليونانية أثينا بسلسلة اجتماعات ثنائية مع وزراء ومسؤولين يونانيين، وسيرأس اجتماع طاولة مستديرة بين الجانبين لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في التصنيع المتقدم والتعدين،، وجولة ميدانية في أحواض بناء السفن”Elefsis”، للاطلاع على التجربة اليونانية في الربط اللوجستي بين قارتي آسيا وأوروبا، وبحث تعزيز التعاون في الصناعات البحرية. يذكر أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بلغ 1.82 مليار ريال سعودي في عام 2024.

مقالات مشابهة

  • النائب العام يتوجه فى زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية
  • النائب العام يتوجه في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية
  • لحصوله على الجنسية السعودية.. محمد هنيدي يشارك في تاجر السعادة بموسم الرياض
  • رينارد يتوعد بالعودة للمونديال ويكشف كواليس استعداد السعودية لموقعة إندونيسيا
  • النادي الثقافي المصري الأمريكي والهيئة القبطية الأمريكية يهنئان السيسي والقوات المسلحة بذكرى نصر أكتوبر
  • الأردن ودول الخليج يعززون التعاون الشبابي
  • بمشاركة المملكة.. منتدى "الأمن" يناقش تطوير التعاون بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي
  • الخريف يبدأ زيارة إلى أثينا.. السعودية واليونان تعززان الشراكة والاستثمار الصناعي والتعديني
  • السعودية تكشف حقيقة تأشيرة الزيارة العائلية
  • السعودية تسمح لأبناء السودانيين الوافدين بتأشيرات زيارة بالدراسة في المدارس السعودية والعالمية بالمملكة