ما هي أهداف زيارة ترامب إلى الرياض ودول الخليج؟
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
تتجه الأنظار اليوم إلى منطقة الخليج، حيث يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة تشمل السعودية، وقطر، والإمارات، وسط تطلعات متبادلة بين الجانبين لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.
حيث تأتي تلك الزيارة في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحديات حادة، تعكس سعي واشنطن لاستقطاب رؤوس أموال خليجية، فيما تعمل دول الخليج على تأمين مصالحها الاستراتيجية وتعزيز شراكاتها مع الحليف الأمريكي.
يصل ترامب إلى العاصمة السعودية، الرياض، اليوم 13 مايو، حيث يلتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل أن يشارك في قمة قادة دول الخليج في اليوم التالي، وسيختتم جولته بزيارة الدوحة وأبوظبي.
الملف الاقتصادي سيكون في مقدمة أجندة الزيارة، حيث تسعى الإدارة الأمريكية للإعلان عن تدفقات استثمارية خليجية ضخمة إلى السوق الأمريكي، في إطار سياسة "أمريكا أولًا" التي يروّج لها ترامب، لا سيما مع تراجع النمو الاقتصادي الأمريكي في الربع الأول من العام للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.
وفي هذا السياق، سيُعقد منتدى استثماري سعودي أمريكي في الرياض بمشاركة عدد من كبار التنفيذيين من كبرى الشركات الأمريكية مثل "بلاك روك"، و"ألفابت"، و"آي بي إم"، ما يشير إلى طموح مشترك نحو شراكات اقتصادية استراتيجية.
سباق التسلح وصفقات التسليح تلوح في الأفق
من أبرز محاور الزيارة المرتقبة، صفقات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية، والتي يُتوقع أن تتجاوز 100 مليار دولار وتشمل صواريخ وأنظمة رادار وطائرات نقل.
ويبدو أن الرياض تسعى لضمان آلية مشتريات أكثر كفاءة تتيح لها الوصول السريع إلى الذخيرة والمعدات العسكرية الأمريكية، خصوصًا بعد أن شهدت العلاقات بين البلدين توترًا في عهد إدارة بايدن، التي أوقفت صفقات الأسلحة الهجومية عام 2021، قبل أن تستأنفها لاحقًا.
لا تقتصر أهداف الزيارة على الجانب الدفاعي أو المالي، بل تمتد إلى ملف الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات والسعودية، لتأمين موقع متقدم في هذا القطاع الحيوي.
ومن المتوقع أن تناقش الاجتماعات القادمة إمكانية تسهيل وصول هذه الدول إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات الأمريكية المتقدمة، خاصة بعد أن ألغت إدارة ترامب بعض القيود السابقة التي فرضتها إدارة بايدن على تصدير الرقائق الإلكترونية.
فيما يركز ترامب على جذب الأموال الخليجية إلى بلاده، تعمل السعودية على هدف موازٍ يتمثل في دفع الاستثمارات الأمريكية نحو برنامج "رؤية 2030"، الذي يهدف لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط، عبر مشاريع ضخمة مثل مدينة "ذا لاين"، ومجالات الترفيه والسياحة والتعدين.
لكن على الرغم من هذه الطموحات، سجل الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية انخفاضًا للعام الثالث على التوالي في 2024، متأثرًا بانخفاض أسعار النفط وتراجع ثقة المستثمرين بسبب الأعباء المالية المتزايدة.
الإمارات تلتزم باستثمار تريليوني وتطمح للريادة في الذكاء الاصطناعي
من جهتها، أعلنت الإمارات التزامها باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة، في قطاعات تشمل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والطاقة.
ويرى مراقبون أن هذه الأرقام تعكس طموحات استراتيجية بعيدة المدى، رغم التحديات المرتبطة بسرعة تنفيذها على أرض الواقع.
تأتي زيارة ترامب في لحظة حساسة، إذ تتصاعد المخاوف من تبعات الحرب التجارية التي أشعلها بقراراته الجمركية، إضافة إلى ضغوط داخلية تتعلق بأداء الاقتصاد الأمريكي.
وفي الوقت نفسه، تسعى الدول الخليجية لتعزيز موقعها على الخارطة الاقتصادية العالمية من بوابة الشراكة مع واشنطن.
تظل الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت هذه الزيارة ستثمر عن اتفاقات بحجم التوقعات المعلنة، أو ستكون مجرد خطوة رمزية في سياق إعادة تشكيل العلاقات الأمريكية الخليجية. لكن المؤكد أن الطرفين يسعيان لتحقيق أكبر قدر من المكاسب في معركة المصالح الممتدة من وول ستريت إلى الخليج العربي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التعاون الاقتصادي الاستثمارات الخليجية الاقتصاد الامريكي قمة قادة دول الخليج منتدى استثماري سعودي أمريكي صفقات الأسلحة الذكاء الاصطناعي اشباه الموصلات رؤية 2030 الاستثمار الأمريكي في السعودية الإمارات الشراكة الاقتصادية الحرب التجارية العلاقات الأمريكية الخليجية ترامب ولي العهد السعودي
إقرأ أيضاً:
الكونجرس الأمريكي يناقش ضرب إيران.. انقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين
قدّم مسؤولون بارزون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أول إفادة سرية لأعضاء مجلس الشيوخ بشأن الضربات الأمريكية الثلاث التي استهدفت مواقع نووية إيرانية، في وقت تتصاعد فيه التساؤلات داخل المؤسسة التشريعية حول مدى فاعلية هذه الهجمات، ومستقبل الانخراط العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.
وشارك في الجلسة كل من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) جون راتكليف، ووزيري الخارجية ماركو روبيو والدفاع بيت هيجسيث، إلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، بعد تأجيل سابق للإفادة التي كانت مقررة الثلاثاء الماضي.
الجمهوريون يشيدون بالضربةعقب انتهاء الجلسة، أعرب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ عن تباين في المواقف. فقد أكد السيناتور الجمهوري توم كوتون من ولاية أركنساس أن "الضربة، بالتعاون مع إسرائيل، وجهت صفعة قوية للبرنامج النووي الإيراني"، واعتبر أن التقدم الإيراني قد تراجع بشكل كبير. في المقابل، أعرب السيناتور الديمقراطي كريس مورفي عن قلقه، قائلاً إن "هناك قدرات نووية كبيرة لا تزال قائمة لدى إيران"، ما يشير إلى تحفظات داخل بعض الأوساط بشأن المبالغة في وصف نتائج الهجوم.
نقاش حول تفويض الكونجرس والشفافية الاستخباراتيةتزامنًا مع الإفادة، يتداول أعضاء مجلس الشيوخ مشروع قرار يلزم الرئيس ترامب بالحصول على تفويض من الكونجرس قبل تنفيذ أي هجمات جديدة ضد إيران. واعتبر ديمقراطيون، إلى جانب عدد من الجمهوريين، أن الإدارة تجاوزت صلاحياتها الدستورية بشن الهجوم دون الرجوع إلى الكونجرس أو التشاور معه.
كما طالب نواب بمعرفة التفاصيل الكاملة عن المعلومات الاستخباراتية التي دفعت ترامب لاتخاذ القرار، خاصة في ظل تضارب التقييمات حول نتائج الضربات. فقد أشار تقرير استخباراتي أولي إلى أن الهجمات ربما أخرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، وهو ما يتعارض مع تصريحات ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللذين أكدا أن البرنامج تعرض لـ"دمار كامل".
البنتاجون يصف الضربة بـ"الناجحة تاريخيًا"وخلال مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع الأمريكية، قال وزير الدفاع بيت هيجسيث إن "العملية كانت ناجحة بكل المعايير"، مضيفًا: "سواء أردتم تسميته تدميراً أو دحراً أو محواً، اختاروا ما شئتم من الكلمات، لقد كانت هذه ضربة ناجحة بمقاييس تاريخية".
وفي السياق نفسه، أصدرت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، إلى جانب راتكليف، بيانين يؤيدان ما قاله ترامب بأن المنشآت المستهدفة "دمرت بالكامل وبشكل تام".
وكانت وسائل إعلام أمريكية، من بينها شبكة "سي إن إن" وصحيفة "نيويورك تايمز"، قد نقلت عن مصادر استخباراتية أن الضربات لم تنجح في تدمير المكونات الحيوية للبرنامج النووي الإيراني مثل أجهزة الطرد المركزي ومخزون اليورانيوم المخصب، وهو ما أثار جدلاً حادًا في الأوساط السياسية والإعلامية. وقد بادر ترامب وكبار مسؤوليه إلى نفي هذه التقييمات واتهام الإعلام بتضليل الرأي العام.