صحيفة البلاد:
2025-08-13@00:32:58 GMT

التلفزيون والنهاية المحتومة

تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT

التلفزيون والنهاية المحتومة

يجفل البعض من الناس، وخاصة الكبار منهم، من التقنية إلى الدرجة التي يرفض فيها تبنّي نظام جديد؛ كأن يغيّر المرء هاتفه الجوال من أبل إلى أندرويد أو العكس، وذلك بسبب أنه لا يريد إرباك خريطة التفكير التي اعتاد عليها في نظام التشغيل الذي يعرفه من خلال الاستجابة للأوامر، وطرق التفاعل مع الرسائل والمكالمات وتطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة، وسبل فتح الهاتف أو إغلاقه، أو تعديل إعداداته المعقدة.

فقط الأطفال والمراهقون بارعون في التعامل مع هذه الأجهزة، ربما بسبب الأوقات الطويلة التي يقضونها تحت رحمة شاشاتها وأوامرها.
قبل الهواتف النقالة، عاصر الكبار، أو جيل ما قبل الألفية، التلفزيون بلونيه الأبيض والأسود والملون، حتى وصل التلفزيون إلى مرحلة الدش الفضائي الذي يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة هذه الأيام بعد انتشار ما يمكن أن أسمّيه شبكات العزل الاجتماعي، التي اصطلح على تسميتها شبكات التواصل الاجتماعي، رغم أنها بعيدة كل البعد عن أي تواصل اجتماعي. وقع أحد أفراد هذا الجيل المخضرم في معضلة تقنية تتعلّق ببرمجة تلفزيونه الفضائي من جديد، واستعان بصديق في برمجة وترتيب القنوات الفضائية، التي تساعده في قضاء وقت التقاعد الطويل، وفي غياب من ابتلعتهم شبكات العزل إياها. كان يريد القنوات الإخبارية؛ كالعربية وأخواتها تحمل الأرقام العشرة الأولى؛ لكي يسهل عليه الوصول إليها، لكن صاحبنا الخبير بالتقنية تدخّل بذائقته وقال له:”مالك والأخبار؟ ابتعد عنها! الرقم الأول والرقم الثاني محجوزان لأفضل قناتين يمكن أن تشاهدهما: قناة القرآن الكريم وقناة السنة النبوية. لن تجد أفضل منهما مهما شرّقت وغرّبت. يمكنك أن ترتّب بقية القنوات بعدهما بالقنوات السعودية الرسمية ثم ما شئت بعد ذلك”. لم يتدخّل بعدها بذائقته وتركه يملي ما يريد من قنوات تراوحت بين الإخبارية والرياضية حتى وصلت إلى عشرين قناة فقط، ثم طلب حذف بقية القنوات التي وصلت في جهازه القديم إلى المئات بين الإذاعية والتلفزيونية. قال بوضوح:”من هو المجنون الذي يشاهد كل هذا؟”
حاول هذا الخبير التقني أن يوضح لصاحبنا العصر الجديد الذي نعيشه وأن التلفزيون لم يعد فضائياً، وأنه بإمكانه اختيار المحتوى الذي يريد من خلال ما يعرف بالتلفزيون الذكي المزوّد بإمكانية الاتصال بالإنترنت، وسماع ما يريد عن طريق إصدار الأوامر بالصوت، وسوف يشتغل أمامه في طرفة عين وبجودة عالية كما لو كان يعيش داخله؛ لكن صاحبنا الجميل تظاهر بأنه لم يسمع أي شيء. قال له هذا التقني الخبير:” لن تكون مضطرًا إلى تركيب دش فضائي فوق السطوح وإدخال عامل بنغلاديشي للمنزل؛ من أجل تركيب هذا الصحن الفضائي الذي قد يتعرض للرياح والأمطار التي قد تغير من اتجاهاته نحو القمر الصناعي المطلوب.” تظاهر صاحبنا أنه لم يسمع أي شيء.
كان في نفس المكان الذي يتحدثان فيه شاب غارق في عالم اليوتيوب وتيك توك وتويتر لا يحفل كثيراً بهذا النوع من الحديث، ولم ينتبه إلى أن أحدهم كان يرفع فنجانه طمعًا بالمزيد من القهوة، التي أصبحت باردة.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

صاحب متجر المثلجات الوحيد الحائز على نجمة ميشلان يريد صنع آيس كريم شهي فقط

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يوجد أكثر من 3 آلاف مطعم حول العالم حاصل على نجمة "ميشلان" واحدة على الأقل. ولكن واحدًا منها فقط يُعد مخصصًا بالكامل لبيع المثلجات. ولتجربته، عليك السفر إلى تايوان.

يقع مطعم "Minimal" في زقاق بمدينة تايتشونغ، بجوار جادة "Calligraphy Greenway" المظللة بالأشجار.

تأسس المطعم على يد الشيف، آرفين وان، عام 2021، وقد أُدرج في دليل "ميشلان" الخاص بتايوان الذي صدر في أغسطس/آب من 2024.

لكن بعد بضعة أشهر فقط من حصوله على النجمة، اتخذ وان قرارًا جريئًا يعكس الضغوط التي يواجهها كثير من الطهاة، إذ تخلى عن قائمة التذوّق التي كانت تقدَّم في مساحة منفصلة داخل المطعم، واختار التركيز فقط على بيع المثلجات الخاصة للطلبات الخارجية.

مقالات مشابهة

  • ليفربول يريد دعم الدفاع بجويهي وليوني
  • تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك بـ نايل سات 2025.. استمتع ببرامج عالم الحيوان والطبيعة
  • ليفاندوفسكي يريد العودة إلى المنتخب
  • تأثير كيسلر يقترب!.. تحذيرات من كارثة الحطام الفضائي
  • بحث التعاون المشترك.. رئيس الأعلى للإعلام يستقبل رئيس الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية
  • المصنفات تضبط المتهمين ببث 3 محطات تليفزيونية غير مرخصة
  • صاحب متجر المثلجات الوحيد الحائز على نجمة ميشلان يريد صنع آيس كريم شهي فقط
  • أعيدوا الحياة إلى النشرة المحلية!
  • كذبة أن الجيش الأخلاقي لا يريد دخول غزة