صحيفة البلاد:
2025-08-13@00:30:50 GMT

إدارة اليوم الدراسي في خطة المناهج الجديدة

تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT

إدارة اليوم الدراسي في خطة المناهج الجديدة

مع تسارع التغيرات العالمية، وتزايد متطلبات سوق العمل المعاصر، لم يعد الزمن المدرسي مجرد عدد ساعات تُسجل في جداول الحضور والانصراف، بل أصبح قيمة تربوية إستراتيجية؛ تتطلب إدارة دقيقة ومتوازنة بين تحقيق التحصيل الأكاديمي، وتنمية شخصية الطالب بشكل شامل، ومن هذا المنطلق، تبدو المبادرة التي أطلقها المركز الوطني للمناهج بمثابة فرصة حقيقية لإعادة صياغة مفهوم الزمن التعليمي، وتحويله من إطار روتيني جامد إلى تجربة تربوية غنية وذات أثر فعلي.


إن خطة اليوم الدراسي للعام 1447هـ تتمثل في تحديد إطار زمني لا يتجاوز سبع ساعات يوميًا، تشمل ساعة مخصصة للفترات اللاصفية، مع توزيع الحصص بين ست إلى سبع حصص في اليوم الدراسي، وهذا التعديل ليس مجرد تغيير في الجدول الزمني، بل هو تحول جوهري في كيفية التعامل مع الزمن التربوي، إذ يهدف إلى تجاوز النموذج التقليدي الذي كان يركز على التلقين والحفظ، ليصبح الزمن أداة مرنة تدعم جودة التعلم وتستجيب للاحتياجات المتنوعة للطلبة.
من وجهة نظري، تخصيص ما نسبته 5% من الجدول الأسبوعي للنشاط الطلابي يعد خطوة مهمة، تعكس إدراكًا عميقًا لدور الأنشطة في بناء شخصية الطالب، وتعزيز القيم المجتمعية وصقل مهارات القرن الحادي والعشرين، مثل التفكير النقدي، الابتكار، والعمل الجماعي، وهذه النسبة ليست فقط رقمًا إحصائيًا، بل هي تعبير عن فلسفة تربوية تؤمن بأن التعليم لا يقتصر على الفصول الدراسية فقط، بل يمتد ليشمل فضاءات أوسع تُنمّي المهارات الحياتية، وترسخ العلاقة بين الطالب وواقعه.
إضافة إلى ذلك، يُعَدّ إدخال مقررات اختيارية وأنماط التعلم الذاتي الإلكتروني إحدى الخطوات الحديثة التي تمنح الطالب حرية أكبر في تشكيل مساره التعليمي، وتُعزز من دافعيته الداخلية، وهذه الرؤية تضع الطالب في مركز العملية التعليمية، مما يحوله من متلقٍ سلبي إلى مشارك فاعل يبني معارفه ويتفاعل معها، وهو ما يتماشى مع توجهات التعليم المعاصر الذي يُراعي التنوع والخصوصية.
ومع ذلك، لا يغيب عن الأذهان أن التحدي الحقيقي لا يكمن في صياغة الخطط فحسب، بل يكمن بشكل أكبر في جودة التنفيذ على أرض الواقع، كما أن تدريب المعلمين على مهارات إدارة الحصص المرنة، واستثمار الفترات اللاصفية بفاعلية، هو مفتاح نجاح هذه المبادرة. فإذا ما غاب هذا الجانب، فقد تتحول الفترات المفتوحة إلى أوقات ضائعة، مما يضعف أثر التغيير ويجعل المبادرة مجرد حبر على ورق.
أيضًا، فمن تجربتي خلال عملي سابقًا في التعليم العام، فقد لاحظت أن المدارس التي توفر تدريبًا مستمرًا لمعلميها على إستراتيجيات التعلم النشط، وتنظيم الأنشطة الطلابية بوعي، تحقق نتائج ملموسة في رفع مستوى التحصيل وتنمية مهارات الطلاب.
وفي الختام، فقد تمثل هذه الخطوة جسرًا نحو بناء مدرسة أكثر تكاملًا وفعالية، لكنها لن تُثمر إلا بتضافر جهود الجميع من واضعي السياسات، ومديري المدارس، والمعلمين، وأولياء الأمور. فالتعليم منظومة متكاملة تتطلب انسجامًا في الرؤية والتطبيق. وإذا استُثمر الزمن المدرسي الجديد بذكاء، ووُظفت الأنشطة الطلابية كأدوات تعليمية حقيقية وليس كفقرات ترفيهية فقط، فسوف نُمهّد الطريق لجيل يمتلك المعرفة ويجيد استخدامها بشكل فعّال في حياته اليومية.
كما أن إعادة تعريف اليوم الدراسي ليست مجرد تحديث لجداول زمنية، بل هي فرصة لصناعة تغيير نوعي في جودة التعليم وتطوير الإنسان. وهي مسؤولية مشتركة تتطلب منا جميعًا التحلي بالوعي والالتزام، لنُجهز شبابنا لمتطلبات القرن الحادي والعشرين، ونمكنهم من مستقبل أفضل.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الیوم الدراسی

إقرأ أيضاً:

لأول مرة.. التعليم تتيح لطلاب المدارس كتب مجانية مطبوعة للتقييمات بجميع المواد

أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن جميع المناهج المطورة المقرر تدريسها العام الدراسي القادم ، جاءت بهدف التيسيير على السادة المعلمين والسادة أولياء الأمور وجميع الطلاب، واستماعا لصوت الميدان.

وقالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، نطلق هذا العام لأول مرة تيسييرا على جميع أبنائنا وبناتنا كتبا مطبوعة للتقييمات في جميع المواد الدراسية تخفيفا للأعباء على السادة المعلمين ودون تحميل أي أعباء مالية على السادة أولياء الأمور، وفي إطار نتائج التغذية الراجعة الواردة من الميدان.

وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلتزامها الراسخ بتوفير بيئة تعليمية محفزة وداعمة، ترتكز على تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب، بما يواكب متطلبات الجمهورية الجديدة ويحقق أهداف رؤية مصر 2030.

وكانت قد أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بيانا عاجلا أكدت خلاله أنها أطيب الأمنيات لمعلمي ومعلمات مصر، وطالبات وطلاب مصر وأولياء أمورهم

وخلال بيانها أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، عن جميع المناهج المطوّرة للعام الدراسي الجديد 2025 / 2026 مؤكدة أنها في المواد التالية:

 مادة اللغة العربية: من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي مادة التربية الدينية (الإسلامية والمسيحية): للصفوف من الأول الابتدائي وحتى الثاني الإعدادي مادة الدراسات الاجتماعية: للصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي والثاني الإعدادي مادة اللغة الإنجليزية: من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية مادة العلوم : الصف الثاني الإعدادي  مادة الرياضيات : الصف الثاني الإعدادي


وقالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أنه يمكن الآن تحميل المناهج المطورة للعام الدراسي الجديد 2025 / 2026 من خلال الرابط التالي :

https://studentbooks.moe.gov.eg/ 

مفيش غياب|التعليم: سنتابع نسب حضور الطلاب بالمدارس في العام الجديد وسنحاسب المقصرينقبل العام الدراسي الجديد .. خبر عاجل من وزير التعليم بشأن الكتب المدرسيةتعليمات عاجلة من وزير التعليم بشأن علم مصر المرفوع بجميع مدارس الجمهوريةبشرى سارة من وزير التعليم بشأن نظام البكالوريا المصرية


وأوضحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أنه سيتم تباعًا مشاركة باقي الكتب الدراسية المطوّرة عبر موقع الوزارة.

كما أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أنها ستشارك كتاب مادة الرياضيات للصف الأول الابتدائي، والذي تم تطويره بالتعاون مع الجانب الياباني، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ التعاون بين الدولتين ‎ويولي هذا الكتاب اهتمامًا خاصًا بتنمية المهارات الأساسية وتبسيط المادة العلمية بما يتماشى مع النظام الياباني، وبما يُدرَّس للطلاب في نفس المرحلة باليابان، حيث يعرف النظام التعليمي الياباني بتركيزه على بناء أساس رياضي قوي من خلال تبسيط المحتوى، وهو ما أثبت كفاءته عالميًا.

وتفخر وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالاستفادة من الخبرات الوطنية والدولية في تطوير هذه المناهج، بالتعاون مع مؤسسات وطنية عريقة، وفي هذا الإطار، تتقدم الوزارة بخالص الشكر والتقدير والاعتزاز لمؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة المصرية على التعاون الوثيق في تطوير مناهج مادة التربية الدينية (الإسلامية والمسيحية) ومشاركتهما الفعالة في إعداد محتوى تربوي يرتكز على ترسيخ القيم الأخلاقية والانسانية في نفوس أبنائنا الطلاب.

التعليم : جميع حقوق الملكية الفكرية لهذه المناهج مملوكة للدولة المصرية

وبهذه المناسبة، أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أن جميع حقوق الملكية الفكرية لهذه المناهج مملوكة للدولة المصرية، ممثلةً في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

‏‎وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني أنها تثمن دور المؤسسات الوطنية والدولية التي تعاونت مع الوزارة في هذا الشأن وفي تدريب السادة المعلمين، إذ جاء هذا العمل كثمار لمجهودات حثيثة على مدار أشهر من العمل وورش العمل مع نخبة من كبار الأساتذة الجامعيين الأكاديميين وبالاستعانة بممثلين عن السادة المدرسين وخبراء المناهج في مراجعة المناهج المطورة، في ظل متابعة ومشاركة متواصلة من السيد الوزير محمد عبد اللطيف، والذي أثمر عن تطوير شامل لمناهج اللغة العربية والتربية الدينية والدراسات الاجتماعية واللغة الانجليزية.

طباعة شارك وزارة التربية والتعليم التربية والتعليم التعليم العام الدراسي القادم المناهج المطورة

مقالات مشابهة

  • رابط وخطوات الحصول على المناهج المطورة للعام الدراسي 2025- 2026
  • كاتب: التعليم تحدث ثورة في المناهج لمواكبة التطور العالمي.. تفاصيل
  • التعليم تحدد الأعمار القصوى للالتحاق بمراحل الدراسة الثلاث
  • لأول مرة| التعليم تتيح تحميل المناهج الجديدة قبل بدء الدراسة.. ونسخ مجانية مطبوعة للتقييمات.. ودروس عن “المنسي ومو صلاح” بالمقررات
  • لأول مرة.. التعليم تتيح لطلاب المدارس كتب مجانية مطبوعة للتقييمات بجميع المواد
  • أحمد المنسي ومحمد مبروك ومو صلاح|شخصيات يدرسها طلاب إعدادي بمناهج العربي الجديدة
  • «التعليم»: طرح المناهج المطوّرة إلكترونيًا لكل المراحل وتعاون مصري ياباني في الرياضيات
  • «التعليم» تثمن دور المؤسسات الوطنية والدولية في تدريب المعلمين
  • برنامج تدريبي لتأهيل مُعلمّي التربية الخاصة على مهارات التخاطب وتعديل السلوك