لجريدة عمان:
2025-12-09@10:34:43 GMT

افتتاحية.. معضلة التحول إلى الطاقة المتجددة

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

افتتاحية.. معضلة التحول إلى الطاقة المتجددة

يعيش العالم لحظة يمكن أن توصف بالرومانسية في رسم مسار علاقته بالطاقة المتجددة، ويبدو الأمر ظاهريا وكأنه قضية محسومة: الاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري لصالح مصادر أنظف وأكثر استدامة. لكن الواقع الاقتصادي والاستراتيجي أكثر تعقيدا بكثير مما يبدو في هذه الصورة الرومانسية التي نتصورها أمامنا الآن. فما يُروج له كمسار تقني واضح، هو في الحقيقة معضلة مركبة تتشابك فيها اعتبارات السيادة الوطنية، والربحية الصناعية، واستقرار الأسواق، وتوازنات القوى الجيوسياسية.

المعضلة لا تكمن فقط في الانتقال إلى طاقات بديلة، بل في إدارة التحول ذاته: من سيموّله؟ من سيقوده؟ ومن سيدفع ثمن تباطؤه أو تسارعه؟ في الاقتصادات الريعية، كما في بعض دول الخليج، يتحول هذا التحدي إلى اختبار لمصداقية الخطط التنموية بعيدة المدى.

الهيدروجين الأخضر، مثلا، يُطرح اليوم كمصدر واعد للطاقة وصناعة المستقبل، لكن الأسئلة الكبرى حول جدواه التجارية، وتكلفة إنتاجه، وبنية توزيعه، ما زالت بلا إجابات واضحة. في الوقت نفسه، يُعاد تعريف أمن الطاقة: من تأمين الإمدادات الأحفورية إلى ضمان استقرار الشبكات الكهربائية، وسلاسة سلاسل التوريد الجديدة، وقدرة النظم الاقتصادية على التكيف مع صدمات العرض والطلب في أسواق الطاقة المتجددة، التي تتسم حاليا بتقلبات أعلى من تلك التقليدية.

ثم يأتي الذكاء الاصطناعي كلاعب حاسم، لا في تسريع الابتكار فحسب، بل في إدارة تعقيدات منظومة طاقة أكثر لا مركزية ومرونة. تكمن الفرصة هنا في أن تسهّل الأدوات الرقمية اتخاذ القرار الاستثماري، وتحسين كفاءة الاستهلاك، والتنبؤ بالطلب، وتعزيز التكامل بين مصادر الطاقة المتجددة والتقليدية على السواء.

أما الاقتصاد الدائري، فهو ليس مجرد مفهوم بيئي، بل استراتيجية اقتصادية لمواجهة اختلالات النمو القائم على الاستنزاف. تقف سلطنة عُمان – التي تتبنى هذا النهج – أمام فرصة نادرة لدمج الاستدامة في جوهر إنتاجها الوطني، لكن ذلك يتطلب إصلاحات هيكلية جريئة، من سوق العمل إلى النظام الضريبي، ومن الحوكمة البيئية إلى منظومة الابتكار المحلي.

التحول في الطاقة، إذن، ليس خطا مستقيما، بل حقل تنازعي تتقاطع فيه مصالح المستثمرين، والدول، والتقنيات، والمجتمعات. في هذا العدد من ملحق جريدة عُمان الاقتصادي، نفتح نقاشا معمقا حول سُبل تحويل معضلة التحول إلى فرصة استراتيجية. ويجد القارئ الكثير من المقالات والحوارات والتحليلات التي تحاول بلورة تصور حول المعضلة في طريق فهمها أولا والبحث عن حلول عملية لها منذ العتبات الأولى وقبل أن نتفاجأ بتفاصيل العلاقة الرومانسية التي تتشكل بيننا وبين الطاقة المتجددة التي تشغل العالم أجمع هذه الأيام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الطاقة المتجددة

إقرأ أيضاً:

قبول مبدئي لتحالف الطاقة المتجددة وتوطين التكنولوجيا بقيادة جامعة أسوان ضمن تحالف وتنمية

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي القبول المبدئي للتحالف الاستراتيجي"أنظمة الطاقة المتجددة وتوطين التكنولوجيا" بمشاركة جامعة أسوان، لتكون أحدي التحالفات التسعة المعتمدة ضمن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، في خطوة تعزز دور جنوب الصعيد كمنطقة واعدة للابتكار والتنمية المستدامة.

وقد أصدر الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي خطابًا رسميًا يتضمن نتائج التقييم الذي شمل أكثر من 100 مقترح تحالفي على مستوى الجمهورية، خضعت للمفاضلة وفق ثلاثة معايير رئيسية: نوعية الفكرة، جاهزية الشركاء، والقابلية للتنفيذ.

ويعكس اختيار التحالف الذي تقوده جامعة أسوان قدرة الجامعة وشركائها على تقديم نموذج وطني رائد يدعم التحول نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.

جهود جامعيةجامعة أسوان تعزز منظومة الجودة والتقويم الذاتي للارتقاء بالمؤسسة التعليميةمحافظ أسوان: تكثيف الجهود لرفع نسب التنفيذ بمشروع الصرف الصحي بـ غرب سهيل

صرح الدكتور لؤي سعد الدين نصرت رئيس جامعة أسوان ،انه يمثل هذا القبول المبدئي اعترافًا مهمًا بثقة الدولة في جامعة أسوان وقدرتها على قيادة مشروعات وطنية نوعية في مجالات الطاقة المتجددة. نحن ملتزمون بتحويل البحث العلمي إلى تطبيقات عملية وشركات ناشئة تخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جنوب الصعيد.

وأضاف "نصرت" أتقدم بخالص التهنئة لأسرة الجامعة وفريق العمل بقيادة الدكتور محمد عبد العزيز عرابي، وجميع الشركاء الذين ساهموا في هذا الإنجاز.

وأشار الدكتور محمد عبد العزيز عرابي نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، الي نجاح التحالف جاء نتيجة تكامل الجهود الأكاديمية والصناعية والمجتمعية. ونفخر بأن مركز أبحاث إلكترونات القوى وحاضنة النيل للابتكار يشكلان قاطرة العمل داخل التحالف من خلال تطوير حلول مبتكرة للطاقة ودعم تحويل الأفكار إلى شركات ناشئة.

كما يضم التحالف مجموعة من الشركاء الوطنيين، من بينهم جامعة الأزهر،جامعة السويدي، شركة السويدي إلكتريك، شركة سنابل للبحث والتطوير،شركة بكره لتمويل المخاطر، شركتا نورنيشن وأتوم الناشئتان، جمعية أم حبيبة،ويؤدي كل منهم دورًا تكامليًا لدعم البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال في مجال الطاقة المتجددة.

ويركز التحالف على تطوير حلول مبتكرة في الطاقة النظيفة، وتوطين تكنولوجيا إنتاج ونقل وتخزين الطاقة، إضافة إلى دعم تأسيس شركات ناشئة قادرة على خلق فرص عمل مستدامة داخل محافظات جنوب الصعيد.

ويأتي ذلك في إطار رؤية جامعة أسوان لتعزيز دورها الإقليمي في دعم الابتكار وخدمة المجتمع والتنمية الاقتصادية بما يؤكد هذا الإنجاز مكانة جامعة أسوان كإحدى الجامعات الرائدة في ملف الطاقة والبحث العلمي، ودورها في قيادة شراكات وطنية تعزز التنافسية وتحقيق التنمية المستدامة في جنوب مصر.

طباعة شارك اسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

مقالات مشابهة

  • شركات بريطانية كبرى تعتزم ضخ استثمارات ضخمة في مشروعات الطاقة المتجددة بمصر
  • لا تقديم إلكتروني.. تنويه مهم من الطاقة المتجددة بشأن وظائف ديسمبر 2025
  • الطاهر: مصر تتحول للأخضر مواكبة لمعايير الاستدامة العالمية
  • حريق محطة الطاقة الشمسية في نيو ساوث ويلز الأسترالية يثير جدلا واسعا
  • 8 دول عربية تتصدر في تصنيع معدات الطاقة المتجددة
  • قفزة عربية في «الطاقة النظيفة».. تعزيز الإنتاج من الأولويات!
  • طاقثون.. ضخ دماءً شابة في قطاع الطاقة المتجددة بـ 26 فريقاً و13 جامعة
  • قبول مبدئي لتحالف الطاقة المتجددة وتوطين التكنولوجيا بقيادة جامعة أسوان ضمن تحالف وتنمية
  • حملة لرفع الوعي بوظائف المستقبل والاقتصاد الأخضر
  • فوز "العمانية لنقل الكهرباء" بجائزتين في "قيادة الطاقة النظيفة"