لجريدة عمان:
2025-05-14@11:38:30 GMT

افتتاحية.. معضلة التحول إلى الطاقة المتجددة

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

افتتاحية.. معضلة التحول إلى الطاقة المتجددة

يعيش العالم لحظة يمكن أن توصف بالرومانسية في رسم مسار علاقته بالطاقة المتجددة، ويبدو الأمر ظاهريا وكأنه قضية محسومة: الاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري لصالح مصادر أنظف وأكثر استدامة. لكن الواقع الاقتصادي والاستراتيجي أكثر تعقيدا بكثير مما يبدو في هذه الصورة الرومانسية التي نتصورها أمامنا الآن. فما يُروج له كمسار تقني واضح، هو في الحقيقة معضلة مركبة تتشابك فيها اعتبارات السيادة الوطنية، والربحية الصناعية، واستقرار الأسواق، وتوازنات القوى الجيوسياسية.

المعضلة لا تكمن فقط في الانتقال إلى طاقات بديلة، بل في إدارة التحول ذاته: من سيموّله؟ من سيقوده؟ ومن سيدفع ثمن تباطؤه أو تسارعه؟ في الاقتصادات الريعية، كما في بعض دول الخليج، يتحول هذا التحدي إلى اختبار لمصداقية الخطط التنموية بعيدة المدى.

الهيدروجين الأخضر، مثلا، يُطرح اليوم كمصدر واعد للطاقة وصناعة المستقبل، لكن الأسئلة الكبرى حول جدواه التجارية، وتكلفة إنتاجه، وبنية توزيعه، ما زالت بلا إجابات واضحة. في الوقت نفسه، يُعاد تعريف أمن الطاقة: من تأمين الإمدادات الأحفورية إلى ضمان استقرار الشبكات الكهربائية، وسلاسة سلاسل التوريد الجديدة، وقدرة النظم الاقتصادية على التكيف مع صدمات العرض والطلب في أسواق الطاقة المتجددة، التي تتسم حاليا بتقلبات أعلى من تلك التقليدية.

ثم يأتي الذكاء الاصطناعي كلاعب حاسم، لا في تسريع الابتكار فحسب، بل في إدارة تعقيدات منظومة طاقة أكثر لا مركزية ومرونة. تكمن الفرصة هنا في أن تسهّل الأدوات الرقمية اتخاذ القرار الاستثماري، وتحسين كفاءة الاستهلاك، والتنبؤ بالطلب، وتعزيز التكامل بين مصادر الطاقة المتجددة والتقليدية على السواء.

أما الاقتصاد الدائري، فهو ليس مجرد مفهوم بيئي، بل استراتيجية اقتصادية لمواجهة اختلالات النمو القائم على الاستنزاف. تقف سلطنة عُمان – التي تتبنى هذا النهج – أمام فرصة نادرة لدمج الاستدامة في جوهر إنتاجها الوطني، لكن ذلك يتطلب إصلاحات هيكلية جريئة، من سوق العمل إلى النظام الضريبي، ومن الحوكمة البيئية إلى منظومة الابتكار المحلي.

التحول في الطاقة، إذن، ليس خطا مستقيما، بل حقل تنازعي تتقاطع فيه مصالح المستثمرين، والدول، والتقنيات، والمجتمعات. في هذا العدد من ملحق جريدة عُمان الاقتصادي، نفتح نقاشا معمقا حول سُبل تحويل معضلة التحول إلى فرصة استراتيجية. ويجد القارئ الكثير من المقالات والحوارات والتحليلات التي تحاول بلورة تصور حول المعضلة في طريق فهمها أولا والبحث عن حلول عملية لها منذ العتبات الأولى وقبل أن نتفاجأ بتفاصيل العلاقة الرومانسية التي تتشكل بيننا وبين الطاقة المتجددة التي تشغل العالم أجمع هذه الأيام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الطاقة المتجددة

إقرأ أيضاً:

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يدعم أول مشروع للطاقة المتجددة الهجينة في مصر

أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن دعمه لقطاع الطاقة المتجددة في مصر من خلال تقديم تمويل مرحلي بقيمة 30 مليون دولار أمريكي لشركة أوبيليسك للطاقة الشمسية، وهي شركة ذات غرض خاص مملوكة لشركة Scatec ASA الرائدة عالمياً في تطوير الطاقة المتجددة والعميل الاستراتيجي الرئيسي للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

خط الرورو يربط مينائي دمياط بترييستي وروتردام أسبوعيًا عبر ممر تجاري متكاملرئيس جمعية شباب الأعمال يشيد بدور وزارة البيئة في دعم الاستثمار الأخضر

يأتي القرض المرحلي بهدف المساهمة في تمويل الالتزامات المالية اللازمة لإنشاء محطة طاقة شمسية كهروضوئية تعمل بالتيار المتردد بقدرة 1 جيجاوات، وتزويدها بنظام تخزين طاقة بطاريات بقدرة 200 ميجاوات/ساعة في منطقة نجع حمادي بمحافظة قنا.

وسيكون هذا المشروع من أوائل مشاريع الطاقة المتجددة الهجينة في مصر، ويُتوقع أن يُصبح تجربة رائدة في تطبيق هذه التقنية في البلاد.

سيدعم المشروع تحول مصر إلى الطاقة الخضراء مع الإسهام في الحفاظ على استقرار شبكة الكهرباء وموثوقيتها في ظل الطلب المتزايد على الكهرباء.

ويجري إنشاء المشروع في إطار ركيزة الطاقة التي يقودها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ضمن المنصة الوطنية لبرنامج نوفي لمحور العلاقة بين المياه والغذاء والطاقة، التي أطلقتها مصر خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين الذي عُقد في شرم الشيخ، بهدف إطلاق العنان لإمكانات مصر لتصبح مركزًا رائدًا للطاقة المتجددة في المنطقة.

 ومن المتوقع أن يُخفِّض المشروع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مصر بمقدار 1,357,000 طن سنويًا.

يشار إلى أن مصر هي عضو مؤسس في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ومنذ بدء عمليات البنك في مصر عام 2012، استثمر البنك أكثر من 13.8 مليار يورو في 201 مشروع في جميع أنحاء البلاد، شملت القطاع المالي، والصناعات الزراعية والتصنيع، والخدمات، بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية في قطاعات الطاقة والمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى مساهماته في تطوير قطاع النقل.

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بنك متعدد الأطراف يشجع مبادرات القطاع الخاص وريادة الأعمال في أكثر من 36 اقتصاداً عبر 3 قارات. البنك مملوك لـ 75 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وبنك الاستثمار الأوروبي. تستهدف استثمارات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن تجعل الاقتصادات في المناطق التي يستثمر بها تنافسية وشاملة وجيدة الإدارة وخضراء وقادرة على التصدي للتحديات ومتكاملة. 

طباعة شارك البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية قطاع الطاقة دولار أمريكي الطاقة المتجددة أوبيليسك محطة طاقة شمسية

مقالات مشابهة

  • معضلة الانتقال إلى الطاقة المتجددة كيف نَجِد مسارا عمليا إلى الأمام؟
  • تعاون بين "فالي" و"أوكيو للطاقة البديلة" لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة
  • حسام هيبة: الفيوم والمنيا الأعلى نمواً في جذب الاستثمارات كثيفة العمالة
  • العراق ثامن العرب في الطاقة المتجددة
  • كيف ساهم توفر الطاقة في جذب الاستثمارات بالمناطق الأولى بالتنمية؟
  • «البنك الأوروبي» لإعادة الإعمار يمول الطاقة المتجددة في مصر بقيمة 30 مليون دولار
  • البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يدعم أول مشروع للطاقة المتجددة الهجينة في مصر
  • وفد سوري يشارك في مؤتمر الكويت للطاقة المستدامة
  • "أوكيو" توقع اتفاقيات بملياري دولار في قطاع الطاقة المتجددة