نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية تقريرًا يسلّط الضوء على ميل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستخدام مفردات مبالغ فيها لوصف إنجازاته، وذلك في سياق الاتفاق التجاري المؤقت الذي تم التوصل إليه مؤخرًا مع الصين، مؤكدة أن هذا الاتفاق كشف ارتباك سياسته التجارية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بعض الكلمات تتكرر كثيرًا في مفردات ترامب إلى درجة تفقد معها معناها، ومن أبرزها كلمة "تاريخي"؛ حيث استخدمتها إدارته مجددًا يوم الاثنين الماضي لوصف الاتفاق الذي أُبرم في عطلة نهاية الأسبوع بسويسرا بين الولايات المتحدة والصين، والذي يقضي بهدنة تمتد 90 يومًا في الحرب التجارية بين القوتين، بناءً على مبادرة من ترامب.



وبيّنت الصحيفة أن الاتفاق، بلا شك، يحمل أهمية معينة: فهو يمنح الشركات والمستهلكين متنفسًا في علاقة تجارية بلغ حجمها 660 مليار دولار العام الماضي؛ حيث ستستأنف السفن الصينية الإبحار نحو ميناء لوس أنجلوس، وسيعود المستهلك الأمريكي لشراء المنتجات الآسيوية الرخيصة، في حين شهدت الأسواق المالية ارتفاعًا ملحوظًا مع انقشاع أجواء التوتر. لكن هل يرقى هذا الاتفاق فعلًا ليكون "تاريخيًا".

وأوضحت أن هذا الوصف يبدو مبالغًا فيه، خاصة أن الاتفاق يعالج أزمة كان ترامب نفسه من أشعل فتيلها قبل ستة أسابيع، حين أعلن، في الثاني من أبريل/نيسان، فرض رسوم جمركية أحادية الجانب على عشرات الشركاء التجاريين في حدث تلفزيوني من حديقة البيت الأبيض. وشملت تلك الرسوم تعريفة بنسبة 34 بالمئة على معظم المنتجات الصينية، إضافة إلى نسبة 20 بالمئة كانت مفروضة سابقًا، بهدف الضغط على ثلاث دول—الصين والمكسيك وكندا—بذريعة وقف تهريب الفنتانيل، وهو أفيون قوي مسؤول عن نحو 75 بالمئة من الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة.



وأشارت الصحيفة إلى أن وتيرة الرسوم تصاعدت في الأسبوع التالي في سياق مواجهة متصاعدة بين واشنطن وبكين، حتى بلغت 145 بالمئة على المنتجات الصينية، التي ردّت بدورها بفرض رسوم بنسبة 125 بالمئة على الواردات الأمريكية. بعد محادثات جنيف، تم تخفيض الرسوم الأمريكية على الصين إلى 30 بالمئة، تشمل 10 بالمئة تعريفة عامة و20 بالمئة خاصة بالفنتانيل، بينما احتفظت قطاعات مثل الصلب والألمنيوم والسيارات بتعريفة قدرها 25 بالمئة على جميع الدول، كما أكد ترامب في مؤتمر صحفي.

وبيّنت أن الإيرادات التي كان ترامب يطمح لجمعها من هذه الرسوم — وهي كلمة أخرى تتكرر كثيرًا في خطابه، يصفها بـ"أجمل كلمة في القاموس" — ستضطر للانتظار. ففي 9 أبريل / نيسان، خفّض ترامب ما سمّاه برسوم "مقابلة"، رغم أنها لا تنطبق على هذا التوصيف بدقة، ليُبقي فقط على التعريفة الأساسية بنسبة 10 بالمئة. كما منح باقي الدول مهلة 90 يومًا للتوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة. آنذاك، تنبأ ترامب بأن الاتفاقات ستُبرم سريعًا، لأن تلك الدول كانت، حسب تعبيره الحرفي، "تتوسل لإرضائه... لتقبيل مؤخرته".

وقالت الصحيفة إن تراجع ترامب عن تهديداته جاء تحت ضغط الأسواق، وتداعيات سياساته المتشددة على الدين العام والدولار، فضلًا عن انتقادات داخل حزبه الجمهوري ومناشدات رجال الأعمال والمستثمرين. وحينها، دافع ترامب ومؤيدوه عن التراجع باعتباره جزءًا من إستراتيجية مدروسة، وليست خطوة ندم. وقدّم ترامب هذا التحوّل باعتباره دليلًا على "موهبته في التفاوض"، وهو ما وصفه سابقًا بـ"فن التفاوض"، العنوان ذاته الذي اختاره لأول كتبه.

وقالت الصحيفة بالنظر إلى ما يجري على الساحة الاقتصادية في فترته الرئاسية الثانية، يبدو من المغري الاعتقاد بأن هذا "الفن في التفاوض" ما هو في الواقع إلا "فن التراجع".

توقعات منخفضة
وأفادت الصحيفة بأن من أصل مهلة التسعين يومًا التي منحها ترامب للتوصل إلى اتفاقات تجارية، انقضى 33 يومًا دون نتائج تُذكر، باستثناء اتفاق جزئي مع المملكة المتحدة أُعلن عنه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع كير ستارمر، وقد وصفه ترامب مرة أخرى بـ"التاريخي"، بل وذهب إلى حد مقارنته بإعلان تشرشل لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

وكشفت الصحيفة عن كيف كان الفريق الاقتصادي لترامب يسابق الزمن لتحقيق أي إنجاز يُعرض كاختراق، في ظل مفاوضات لم تكتمل بعد مع كل من الهند واليابان وكوريا الجنوبية. وفي الوقت ذاته، جرى تصوير لقاء جنيف مع الصين على أنه مبادرة من بكين، وهو ما نفته الحكومة الصينية رسميًا. وبحسب وسائل إعلام أمريكية، كان ترامب يرغب في إبرام اتفاق يرافقه خلال أولى جولاته الخارجية في ولايته الثانية، والتي شملت السعودية وقطر والإمارات.


وأوضحت أن ترامب نشر عشية اللقاء، عبر منصته "تروث"، اقتراحًا بخفض الرسوم الجمركية، في خطوة وصفها التقرير بأنها "مناورة مألوفة" تهدف إلى خفض سقف التوقعات قبيل التفاوض. ومع ذلك، فإن ما تم تحقيقه حتى الآن لا يتجاوز تأجيلًا جديدًا صُوّر على أنه إنجاز كبير. ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت هذه الهدنة ستمهد لاتفاق فعلي، أو ما إذا كان لقاء جنيف سيحقق ما وعد به ترامب من "فتح كامل للسوق الصيني" وخفض أسعار الأدوية.

وقالت إن المحللين أبدوا تشككًا أكبر بكثير من الرئيس ترامب، إذ أجمعوا على أن الصين خرجت من اجتماع سويسرا بأفضل النتائج، بينما تبدو المكاسب الأمريكية محدودة، ولا تتعدى معالجة أزمة كان ترامب نفسه قد تسبب بها. ووفقًا لرايان سويت، كبير الاقتصاديين في "أكسفورد إيكونوميكس"، فإن الاتفاق لم يبدد حالة عدم اليقين التي خلقتها الرسوم الجمركية، كما أنه من غير الواضح كيف تعتزم الإدارة التفاوض مع عشرات الدول خلال فترة قصيرة كهذه.

وفي ختام التقرير، أشارت الصحيفة إلى بروز سكوت بيسنت، رئيس الوفد الأمريكي في جنيف، كأحد أقرب الشخصيات إلى ترامب في الملف التجاري، متفوقًا على شخصيات أكثر تشددًا مثل بيتر نافارو وهاوارد لوتنيك. وإذا نجح بيسنت، المعروف بنهجه الأكثر اعتدالًا، في إخراج واشنطن من مأزق الحرب التجارية التي أطلقتها بنفسها، فقد يجد ترامب نفسه مضطرًا لاختراع مفردة جديدة، إذ إن وصف "تاريخي" لن يكون كافيًا هذه المرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب الاتفاق التجاري الصين التراجع امريكا الصين ترامب التراجع الاتفاق التجاري صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالمئة على کان ترامب

إقرأ أيضاً:

عن موعد إجراء الانتخابات البلدية والتحديات التي تواجهها... ماذا كشف وزير الداخلية؟

 أكد وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجّار في حديث الى مجلة "الامن"، ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها، وستكون مرآةً حقيقية لإرادة الناس وتجديد الحياة السياسية في لبنان".

ووجّه كلمة وجدانية في مناسبة عيد قوى الأمن الداخلي ال١٦٤، متحدثًا عن المؤسسة التي نشأ فيها، وعرفها من الداخل، ويفتخر بأنه ابنها ويتشرف بالانتماء اليها، مؤكدًا أن "قوى الأمن هي ضمانة المواطن".

وشرح ماذا يعني إعادة العمل بقاعة محكمة سجن رومية، عارضًا لبعض الحلول لمشكلة اكتظاظ السجون، ومقترحًا إعادة إدارة السجون إلى مصلحة السجون بوزارة العدل حسب القانون.

سئل: كيف تقيّمون سير العملية الانتخابية البلدية والاختيارية التي حصلت؟

أجاب: "سارت بشكل ممتاز بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي كانت موجودة، علمًا أن التحضير لها جرى في فترة قصيرة بعد تشكيل الحكومة. لكن الإصرار والجهد اللذين بُذلا جعلا الانتخابات تُنجز وتسير بشكل جيد، بل ممتاز".

سئل: هل هناك دروس مستخلصة من هذه التجربة سيتم اعتمادها في الاستحقاق النيابي المقبل؟

أجاب: "طبعًا، بالنسبة إلي كانت تجربة جديدة. لقد كانت أول انتخابات يتم التحضير لها في فترة قصيرة وأشرفتُ عليها شخصيًا وتحملتُ المسؤولية كاملة مع فريق العمل في الوزارة بدءًا من التحضيرات إلى مواكبة العملية الانتخابية بالكامل. كنا نجري جلسة تقييم أسبوعية لتلافي الثغرات والاستفادة من الأمور الإيجابية ونطوّرها. ونحن نجري الآن عملية تقييم شاملة للاستفادة منها في الانتخابات النيابية المقبلة إن شاء الله".

سئل: هل تعتقدون أن نتائج الانتخابات تعكس فعلًا إرادة الناس؟

أجاب الحجار: "وضعنا شعار "الحياد التام" ونفّذناه منذ بداية الانتخابات، الحياد كان بتوجيهات من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ومن وزارة الداخلية والبلديات، كما اعتمدنا مبدأ الشفافية وكانت كل الإجراءات واضحة أمام الرأي العام. تابعَنا الإعلاميون مباشرة، وفتحت لهم أبواب الوزارة لتزويدهم بكل ما يريدون من معلومات عبر الشاشات التي وضعت في غرفة العمليات المركزية وفي الباحة الداخلية. عملية الفرز، إصدار النتائج، كل الأمور جرت وفق أعلى معايير الشفافية. بذلنا جهدًا كبيرًا لملاحقة المال الانتخابي وكل المخالفات، وسعينا للمحافظة على النزاهة الكاملة. كل هذه الأمور ساهمت في إنجاح العملية الانتخابية، وجاءت النتائج لتعكس فعليًا إرادة الناس الذين عبروا عن رأيهم بحرية تامة".

سئل: " إذا لم تحصل تطورات أمنية إقليمية أو محلية، نحن على أبواب صيف واعد. هل اتخذتم تدابير لتأمين الأجواء الأمنية للسياح؟

أجاب: "رغم الظروف التي تتحدث عنها، وضعنا خطة أمنية قبل أسابيع لحماية السياح، سواء من اللبنانيين القادمين من الخارج ومن الدول العربية أم الغربية، عبر خلق أجواء مريحة. بدأنا هذه التدابير في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت عبر زيادة عدد الكونتوارات وتسهيل المعاملات دخولًا وخروجًا، بالإضافة إلى مشروع تأهيل وتحسين طريق المطار، إنارتها وتجميلها وتخطيطها بتوجيه وإشراف رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، وأنا من بينهم، بالإضافة إلى إجراءات أمنية ظاهرة ومستترة على طول الطريق وصولًا إلى وسط بيروت، كما تشديد التدابير الأمنية في كل لبنان وبصورة خاصة في الاماكن التي يرتادها السياح في العاصمة بيروت والخط الساحلي والجبل".

سئل: ما أسباب ارتفاع معدل السرقات والجريمة؟

أجاب: "أحيانًا نلاحظ، حسب الإحصاءات، ارتفاعًا في بعض أنواع الجرائم مثل النشل والسرقات في بعض المناطق، وخصوصًا في بيروت، لكن في المقابل نلاحظ تراجعًا في سرقات السيارات. وارتفاع السرقات قابله ارتفاع بنسبة التوقيفات بحدود 25%، ما يدل على فعالية قوى الأمن الداخلي في مكافحة هذه الظواهر، والتي تعود لأسباب متعددة، من بينها الأزمة الاقتصادية، الحرب التي مرت على لبنان، النزوح السوري واللبناني، والتراكمات من السنوات الماضية قبل انتخاب فخامة رئيس الجمهورية أو تشكيل الحكومة. نحن الآن نعمل بشكل جدي وفعّال على مكافحة هذه الظواهر في بيروت والمدن الكبرى وكل المناطق".

سئل: هل تنسّقون مع الأجهزة الأمنية الأخرى؟

أجاب: "طبعًا. كما تعلم، يرأس وزير الداخلية مجلس الأمن الداخلي المركزي، ومنذ استلامي مهامي عملت على عقد اجتماعات متتالية لهذا المجلس، وهو الإطار الأمثل للتنسيق بين جميع الأجهزة الأمنية من جيش وأمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وغيرها. وحرصت على أن يكون المجلس هو منصة للعمل الأمني المشترك، وقد أعطينا توجيهات للتنسيق الكامل بين القادة الأمنيين، وهذا أعطى نتائج إيجابية في الانتخابات البلدية وسنراها في المرحلة المقبلة، سواء في التحضير لموسم الاصطياف أو في الإجراءات الأمنية الأخرى".

سئل: ماذا تقول للمواطن اللبناني وللسائح الذي يزور لبنان؟

أجاب الحجار: "أقول لهم إن لبنان ينتظرهم، والشعب اللبناني يفتح قلبه لكل سائح أو مغترب. لبنان بلد فريد يتمتع بطقس جميل، وضيافة مميزة، وعلاقات طيبة مع الجميع، وأمن جيّد بفضل الإجراءات التي بدأناها من المطار. لا أنكر أن الوضع الأمني في المنطقة ضاغط، لكن اللبناني يمتلك إرادة الحياة. فرغم وجود الاحتلال الإسرائيلي، أجرينا الانتخابات في الجنوب وسار لبنان بأجندة الدولة، ونجحنا في الجنوب وفي كل لبنان، بفضل إرادة الحياة والبقاء التي نملكها".

سئل: "لعل موقف الحكومة الأخير بضرورة حياد لبنان يبعده عن المخاطر؟

أجاب: "أكيد. نحن لا نرغب بأن يدخل لبنان في مشاكل أكبر منه. نريده بمنأى عن تداعيات الأحداث في المنطقة".

سئل: هل يمكن أن نطمئن الشعب اللبناني أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها؟

أجاب: "كما أجرينا الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، بعد التأجيل الذي حصل لثلاث مرات متتالية، أرى أنه لا يوجد أي سبب يمنع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها. إنه استحقاق مهم لتجديد الحياة السياسية. وزارة الداخلية منكبة على التحضيرات، والحكومة ستواكب ذلك. وهذا قرار متخذ على أعلى المستويات".

وعن أبرز التحديات في التحضير لهذه الانتخابات؟

قال الحجار: "أشارك في اجتماعات اللجان النيابية لمناقشة التعديلات المقترحة على قانون الانتخابات، كتصويت المغتربين والبطاقة الممغنطة. وقد شُكلت لجنة وزارية برئاستي مع عدد من الوزراء المعنيين للنظر في هذه التعديلات. كل هذه الأمور تهدف إلى ضمان إجراء الانتخابات في وقتها رغم التحديات الأمنية والإدارية"، مضيفا "طموحنا هو إجراء الانتخابات إلكترونيًّا بكبسة زر، لكن ذلك يتطلب تحضيرات وبنية تحتية، ونحن نعمل على ذلك، ولكن قد لا تكون جاهزة للانتخابات المقبلة. نحن بصدد العمل على بطاقة هوية إلكترونية (Digital ID)  ونعمل على تأمين التمويل اللازم. أما البطاقة الممغنطة، فالموضوع قيد الدراسة وكل ذلك مرتبط بالتعديلات على قانون الانتخاب، ونحن نواكبها".

سئل: هل تعدون الناس بانتخابات نيابية نزيهة أيضًا؟

أجاب: "الجميع شهد على نزاهة وشفافية الانتخابات البلدية والاختيارية، والدولة كانت على الحياد التام، ونفتخر بذلك. الفضل ليس لي وحدي، بل لكل فريق العمل، من المدراء العامين إلى الموظفين والضباط والإعلاميين. كان عملاً جماعيًّا، وقوى الأمن الداخلي أدت واجبها بالكامل. أعدكم بأن تكون الانتخابات النيابية المقبلة نزيهة وشفافة، وأن تعكس صناديق الاقتراع تطلعات الناس، وأن تجدد الحياة السياسية لمستقبل أفضل للبنان".

سئل: كيف تقيّمون وضع مؤسسة قوى الأمن الداخلي في ظل الأوضاع الاقتصادية الضاغطة؟

أجاب: "عانت قوى الأمن الداخلي كما غيرها من المؤسسات من الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد. ومع ذلك، أثبتت أنها ضمانة أمن المواطنين. لم تتأخر يومًا عن تأدية مهامها، وأنا واكبت عملها حتى بعد تقاعدي وحاليًّا كوزير للداخلية. هذه المؤسسة تستحق كل دعم. نعمل حاليًا على تحسين رواتب الضباط والعناصر والموظفين المدنيين، وكلهم لهم حقوق يجب على الدولة أن تلبيها.أنا أعرف مشاكل وهموم المؤسسة قيادة وضباطًا وعناصر وسأبقى صوتهم بهدف تحقيق مطالبهم المحقة".

وعن خطة تطوير قوى الأمن الداخلي؟

قال الحجار: "قوى الأمن الداخلي لم تتوقف يومًا عن التطور. كنت في قيادة معهد قوى الأمن الداخلي، وأعددت الخطة الاستراتيجية 2018–2022 التي ساهمت بنقلة نوعية. حاليًا، أعمل على خطة استراتيجية لوزارة الداخلية، وطلبت من قوى الأمن الداخلي إعداد خطة خاصة بها. وسأتابع ذلك مع اللواء المدير العام للبناء على ما تحقق، واستكمال تطوير المؤسسة".

وحول مناسبة عيد قوى الأمن، والكلمة التي توجهها للضباط والعناصر،  قال الحجار: "أعتز أنني ابن قوى الأمن الداخلي، وأفتخر أنني خرجت من هذه المؤسسة. أقول لرفاقي من كل الرتب: يجب أن تكونوا قدوة في مواجهة الأزمات والصعاب. حقوقكم أمانة، وسأسعى دائمًا لتحقيقها. كونوا كما عرفتكم دائمًا على قدر تطلعات المواطنين".

سئل: ماذا يعني فعليًّا إعادة العمل بقاعة محكمة سجن رومية؟

أجاب: "شاركت بوضع الحجر الأساس لهذه القاعة يوم كنت قائدًا لمعهد قوى الأمن. وتم تشييدها، لكنها لم تعمل لفترة طويلة، ومؤخرًا بعد التنسيق مع وزير العدل مشكورًا والذي أوجه له تحية، عملنا على إعادة العمل في القاعة وبالفعل تم إنجاز عدد كبير من المحاكمات وهي ما زالت مستمرة بهدف تخفيف الاكتظاظ في سجن روميه المركزي والاسراع في الاحكام".

سئل: قلتم إن السجن يجب أن يكون إصلاحيًّا لا عقابيًّا. ماذا يعني ذلك في لبنان؟

أجاب الحجار: "السجن يجب أن يؤهل السجين لا أن يعاقبه فقط. سجن رومية بني كمؤسسة إصلاحية، وكان فيه مشاغل تعليمية، لكنها تحولت إلى غرف بسبب الاكتظاظ. نعمل الآن على إعادة تأهيل المساجين للانخراط في المجتمع، وقد بدأنا بذلك في سجن الأحداث في الوروار بدعم من الاتحاد الأوروبي وأصدقاء من لبنان. نريد أن تكون هذه التجربة نموذجًا. فالسجين هو مواطن جنح لكن لا يمكن حذفه من المجتمع"، مضيفا "نعمل على تخفيف الاكتظاظ، ونأمل في إعادة إدارة السجون إلى وزارة العدل كما ينص القانون، بحيث تبقى قوى الأمن مسؤولة عن الحماية الخارجية فقط، وهذا يعني التحول إلى ادارة سجون متخصصة من قبل إدارة متخصصة".

سئل: هل تملكون رؤية شاملة لإصلاح السجون؟

أجاب: "نعم. نحتاج إلى بناء سجون جديدة، وإدارة حديثة تحت إشراف وزارة العدل. هناك خطة لم تُنفّذ سابقًا لأسباب متعددة، ونأمل تنفيذها قريبًا"".

وختم الحجار: "أتمنى أن أكون وزير الناس. دائمًا كان يقال بأن وزير الداخلية والبلديات هو الحاكم الإداري للجمهورية، إلا أنني أقول بأن طموحي هو أن أكون خادمها الإداري. هذه هي السياسة كما أفهمها: التضحية والعمل ونذر النفس والشفافية والابتعاد عن الطموحات الشخصية والمصالح... والعمل من أجل الناس. سأبقى أتابع شكواهم وأتفاعل معهم مباشرة. الأمن، السير، الدراجات، وكل الملفات ستكون أولويتنا، وسيكون الهم الأمني للناس هو الشغل الشاغل بالنسبة إلي، وسنُطلق قريبًا خدمة الشكاوى المباشرة للمواطنين. أنا حاليًّا اتلقى الشكاوى وأعالجها لكن في القريب سنطلق هذه الخدمة لأنه من حق المواطن أن يحصل على حقه عند أي تقصير أو خلل في المرافق التابعة لوزارة الداخلية".

وعايد "كل الزملاء في قوى الأمن الداخلي، قيادة وضباطًا ورتباءَ وأفرادًا، بمن فيهم المتقاعدون"، مؤكدًا "أنه لن يدخر جهدًا مع الحكومة للعمل على إعطائهم حقوقهم، وأن كل الجهود تهدف إلى تقديم أفضل خدمة وضبط الأمن في كل لبنان". مواضيع ذات صلة الحجار: إجراء الإنتخابات في موعدها كان تحدياً أمام الدولة اللبنانية Lebanon 24 الحجار: إجراء الإنتخابات في موعدها كان تحدياً أمام الدولة اللبنانية 29/06/2025 14:41:35 29/06/2025 14:41:35 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام من وزارة الداخلية: أهم ما حصل اليوم هو إجراء الانتخابات ومن المهم تجديد البلديات Lebanon 24 سلام من وزارة الداخلية: أهم ما حصل اليوم هو إجراء الانتخابات ومن المهم تجديد البلديات 29/06/2025 14:41:35 29/06/2025 14:41:35 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا كشف "ChatGPT" عن موعد نهاية حرب إيران - إسرائيل؟ Lebanon 24 ماذا كشف "ChatGPT" عن موعد نهاية حرب إيران - إسرائيل؟ 29/06/2025 14:41:35 29/06/2025 14:41:35 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الداخلية يؤكد: الإنتخابات البلدية والإختيارية في الجنوب قائمة في موعدها Lebanon 24 وزير الداخلية يؤكد: الإنتخابات البلدية والإختيارية في الجنوب قائمة في موعدها 29/06/2025 14:41:35 29/06/2025 14:41:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً عز الدين: على الحكومة تحمّل مسؤولياتها الوطنية في مواجهة العدوان Lebanon 24 عز الدين: على الحكومة تحمّل مسؤولياتها الوطنية في مواجهة العدوان 07:18 | 2025-06-29 29/06/2025 07:18:49 Lebanon 24 Lebanon 24 ضحّى بحياته لإنقاذ طفله.. هكذا قضى محمد غرقاً! Lebanon 24 ضحّى بحياته لإنقاذ طفله.. هكذا قضى محمد غرقاً! 06:57 | 2025-06-29 29/06/2025 06:57:57 Lebanon 24 Lebanon 24 غدًا... تجنبوا سلوك هذا الطريق! Lebanon 24 غدًا... تجنبوا سلوك هذا الطريق! 06:50 | 2025-06-29 29/06/2025 06:50:49 Lebanon 24 Lebanon 24 مسؤول في "القوات" يرد على قاسم: كلامك من الماضي! Lebanon 24 مسؤول في "القوات" يرد على قاسم: كلامك من الماضي! 06:36 | 2025-06-29 29/06/2025 06:36:12 Lebanon 24 Lebanon 24 مطران يوجّه نداءً إلى وزيرة التربية.. ما القصة؟ Lebanon 24 مطران يوجّه نداءً إلى وزيرة التربية.. ما القصة؟ 06:30 | 2025-06-29 29/06/2025 06:30:22 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة خرجت من مخابئها.. إحذروا هذه الأفاعي المُنتشرة في لبنان (فيديو) Lebanon 24 خرجت من مخابئها.. إحذروا هذه الأفاعي المُنتشرة في لبنان (فيديو) 09:30 | 2025-06-28 28/06/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بغاية الجمال... مذيعة الـ"أم تي في" تحتفل بتخرّج إبنتها (صور) Lebanon 24 بغاية الجمال... مذيعة الـ"أم تي في" تحتفل بتخرّج إبنتها (صور) 10:07 | 2025-06-28 28/06/2025 10:07:49 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد 7 سنوات من الزواج.. ممثلة عربية تعلن انفصالها عن زوجها Lebanon 24 بعد 7 سنوات من الزواج.. ممثلة عربية تعلن انفصالها عن زوجها 12:10 | 2025-06-28 28/06/2025 12:10:31 Lebanon 24 Lebanon 24 عن وائل كفوري وزوجته شانا عبود... ماذا قالت سيرين عبدالنور؟ (فيديو) Lebanon 24 عن وائل كفوري وزوجته شانا عبود... ماذا قالت سيرين عبدالنور؟ (فيديو) 08:28 | 2025-06-28 28/06/2025 08:28:02 Lebanon 24 Lebanon 24 "نووي قرب لبنان".. معلومات مثيرة عن "مفاعل سرّي للغاية"! Lebanon 24 "نووي قرب لبنان".. معلومات مثيرة عن "مفاعل سرّي للغاية"! 12:00 | 2025-06-28 28/06/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 07:18 | 2025-06-29 عز الدين: على الحكومة تحمّل مسؤولياتها الوطنية في مواجهة العدوان 06:57 | 2025-06-29 ضحّى بحياته لإنقاذ طفله.. هكذا قضى محمد غرقاً! 06:50 | 2025-06-29 غدًا... تجنبوا سلوك هذا الطريق! 06:36 | 2025-06-29 مسؤول في "القوات" يرد على قاسم: كلامك من الماضي! 06:30 | 2025-06-29 مطران يوجّه نداءً إلى وزيرة التربية.. ما القصة؟ 06:11 | 2025-06-29 الليطاني تبدأ حصاد القمح في عيتنيت ضمن خطة الاستدامة الزراعية فيديو سامر المصري يروي ما فعله به النظام السوري وينتقد زميله تيم حسن! (فيديو) Lebanon 24 سامر المصري يروي ما فعله به النظام السوري وينتقد زميله تيم حسن! (فيديو) 01:40 | 2025-06-28 29/06/2025 14:41:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. ماذا يحدث لجسمك بعد انفجار قنبلة نووية؟ Lebanon 24 بالفيديو.. ماذا يحدث لجسمك بعد انفجار قنبلة نووية؟ 04:10 | 2025-06-26 29/06/2025 14:41:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد صور حملها العارية.. هكذا ردت الفنانة العربية على الهجوم عليها (فيديو) Lebanon 24 بعد صور حملها العارية.. هكذا ردت الفنانة العربية على الهجوم عليها (فيديو) 23:44 | 2025-06-25 29/06/2025 14:41:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • عن موعد إجراء الانتخابات البلدية والتحديات التي تواجهها... ماذا كشف وزير الداخلية؟
  • ترامب يوقف المفاوضات التجارية مع كندا
  • ترامب يهدد بزيادة الرسوم الجمركية على بعض الدول في يوليو
  • ترامب يخطط لإرسال خطاب حول الرسوم الجمركية
  • ترامب: وضعنا 60 مليار دولار في مصانع جديدة
  • صحيفة إسرائيلية: تاريخ ترامب الطويل في تسريب المعلومات السرية
  • الصين تؤكد التوصل إلى تفاصيل الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة
  • يتمحور حول المعادن النادرة.. الولايات المتحدة تعلن توقيع اتفاق تجاري مع الصين
  • ترامب يعلن توقيع اتفاقية تجارية مع الصين.. وعينه على الهند
  • ترمب: وقعنا اتفاقاً مع الصين ونتوقع آخر مع الهند.. قريباً