جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-01@04:18:15 GMT

بين إفراط القوة وفرط الانتظار

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

بين إفراط القوة وفرط الانتظار

 

 

 

سالم بن محمد العبري

حين أخذت المُقاومة بأسباب التَّحرك في السابع من أكتوبر ألفين وثلاثة وعشرين لم يكن قرارا غافلا عن استقراء الواقع الفلسطيني والعربي والدولي، لكن ربما لم يتصوروا هذا الوهن والذل؛ بل والخيانة من بعض الأطراف العربية وعلى رأسها سلطتهم المنكوسة وقد لا يكونون تصوروا هذا الاحتواء الغربي الأمريكي لشبه النظام الدولي، وإن بدت المحكمة غير مَيِّتةٍ مِيتةً مؤكدة.

وأظن أنَّ كل أطراف الصراع الدولي لم يتصوروا أنَّ الأمر سيمتد للفترة التي قد تحول حولين لإتمام الرضاعة فلا مجال للندم ولا حتى للإعلام والتنسيق والتخطيط؛ فكل القوى المقاومة بات أمرها مستحيلا في ظل الاختراق العربي والعالمي المدعوم بالثورة التكنولوجية والاستخباراتية الغربية والعربية العميلة المأجورة وفي ظل الإفقار المحكم المخطط للمُحيط العربي حول فلسطين كتسليط القصير الأمريكي مما ضاعف آثاره فقرًا ومنعًا.

وإذا بدا أن هذه الجولة ممتدة فإنَّ الاستعمار والرجعية العربية والدولية وجدت فيها فرصة لتحكم أنيابها وتنشر قواها وخبراتها ولتضرب في كل الجهات ولكل القوى القريبة والبعيدة وتنفيذ خططها المبرمة منذ عقود، ها هي تنفذ عملية اغتيال نصرها بطريقة معقدة اشتركت فيها كل الأيادي والأدوات، مستغلين الفترة الزمنية وتوافق الحناجر العربية والعالمية للتخلص من ظاهرة وشخصية وكاريزما لن تعوض في زمن قصير، وسوف تتحمل الأيدي الآثمة المسؤولية التاريخية عن هذه الجريمة، كما تحملت الرجعية الإسلامية جريمة مقتل آل النبي والتمثيل بجثثهم؛ فهذه القوى قد أجمعت أمرها على تحويل المرحلة إلى لحظة فاصلة، فتخلَّصت أولًا من فرق أو جيش الرضوان الذي كان السيد حسن نصر الله يُفاخر به، ويعتمد عليه لنقل المعركة إلى داخل فلسطين في الجليل. وقد فعلت إسرائيل ذلك بتفجير البيجر وشقيقاته؛ فهم يصنعون القنبلة المخصصة للقضاء على أشرف وأكرم وأخلص النَّاس، وقد جمعت كل البيانات، وشارك بعض العرب، مؤسسات وأفرادا أعماهم حقد المذاهب والملل، ولم يفرقوا بين اختلاف فكري غالبُه غيْبيّ، وبين عدو مشترك تاريخي وواقعي وواضح وضوح آيات الله وسننه، والفكر الذي أوجده الاستعمار باستلاب الثروات وخلق طبقة قارونية صغيرة تستحوذ على غالبية الثروات وأدوات الإنتاج والتشغيل وربطتها بها؛ فهي لا تهتم إلا بالوكالات والبنوك وخدمات القوى الغازية، حتى في حروبها وهي تحتل العراق وليبيا وسوريا، واليوم تبيد غزة إنسانًا وبُنيانًا وحجرًا، تذكر ذلك الطبيب الذي كنَّا نستشفي بعياداته فإذا بها لا تحمل نشاطه وإذا به موردا لحاجيات القوات الأمريكية والدولية التي تتنقل من غزو إلى غارة.

وقد أجهزت تلك القوى على نصرها وأشباله وجنوده وعلى فرق عماد مغنية وأثخنت الحزب وجنوب لبنان وضاحية بيروت، حتى صارت كعاد وثمود وأصحاب الرس، إذن فلنقطع الحبل السُري للمقاومة، ونحط بسوريا من الشرق بسد أممي، يمنع الحشد الشعبي من التنقل بسوريا، وإلا فالإبادة والإسقاط لكل طائرة تحاول الوصول لسوريا.

أما هذا الذي يرى في نفسه خليفةً للمسلمين، فقد أقفل كل هواتفه وعيونه وأفئدته؛ فهو لا يسمع ولا يبصر لأي نداء أو رجاء، حضر عزرائيل لقبض روح سوريا، فلا حول ولا قوة لخليفة قد جرى عليه القلم الأمريكي الإسرائيلي. أفلم تسمعوا تحذير نتنياهو، وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان!

لقد منحتمونا الفرصة حين لم تدخلوا الخليل مع نهاية شتاء 2024، كُنا نتحضَّر للرد والكشف، لكنكم طال انتظاركم وحساباتكم غير المُوفقة، فقد أفرطتم بالشعور بالقوة التي تواجهونا بها، نحن العالم كله، أفرطتم في الشعور بالقوة، وتناسيتم قرآنكم، "وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا". نعم أفرطتم في الشعور بالقوة حتى فرّطتم في الانتظار ومددتم الميقات مرارا من خريف 2023 إلى ربيع وصيف 2024، دعونا نسخن الصيف لنقضي عليكم في خريف 2025، وذلك ما كان وما حدث؛ فالعرب نفسهم طويل، ونومهم أطول، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الشيوخ يرفض تقييد استخدام ترامب للمزيد من القوة ضد إيران

رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يقوده الجمهوريون، الجمعة محاولة من الديمقراطيين لمنع الرئيس دونالد ترامب من استخدام المزيد من القوة العسكرية ضد إيران، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس أنه سيدرس قصف إيران مجددا.

جاء التصويت بأغلبية 53 صوتا مقابل 47 ضد قرار صلاحيات الحرب الذي يتطلب موافقة الكونغرس على المزيد من الأعمال العسكرية ضد إيران.




وأعلن ترامب أنه "أوقف على الفور" جهود تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، بعد تصريحات للمرشد الأعلى علي خامنئي بشأن إمكانية شن هجمات جديدة ضد الولايات المتحدة.

جاء ذلك في بيان نشره على منصة "تروث سوشيال"، الجمعة، ردا على تصريحات خامنئي التي ذكر فيها أن هجمات مشابهة لتلك التي استهدفت القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر "قد تتكرر".

وقال ترامب إنه كان يعمل خلال الأيام القليلة الماضية من أجل رفع العقوبات المفروضة على إيران ومنحها فرصة للتعافي الكامل والسريع.


واستدرك: "لكن بدلاً من ذلك تلقيت عبارات مليئة بالغضب والكراهية والاشمئزاز، ولذلك أوقفت على الفور كل الجهود بشأن رفع العقوبات وغيرها".

ولفت إلى ضرورة أن تعود إيران إلى مسار النظام العالمي، وإلا فإن الأمور "ستسوء أكثر" بالنسبة إلى حكومة طهران.

ووصف الرئيس الأمريكي المسؤولين الإيرانيين بأنهم "غاضبون دائماً، وعدائيون، وتعساء".
وأردف: "انظروا ماذا جنوا من ذلك؟ بلد محترق ومدمر لا مستقبل له، وجيش منهار، واقتصاد مروع، والموت يحيط بهم من كل جانب".

مقالات مشابهة

  • تيار المعلم النقابي : غياب النقابة أضر بالتعليم والطالب وفرط بحقوق المعلمين
  • مجلس الأمن يمدد ولاية القوة الأممية في الجولان ستة أشهر
  • نداء لصناع القرار.. 1052 مُعلِّمة ينتظرن الإنصاف
  • إسرائيل تنهار من الداخل: حين تصير القوة عبئًا على الذات!
  • و أمرت النيابة العامة بحبس مالك السيارة المتسببة في حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية لتمكينه المتهم من قيادتها رغم علمه بعدم حيازته رخصة تجيز له قيادة تلك المركبة. جاء ذلك في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الحادث المروري المروع الذي وقع
  • انتصار يعيد رسم موازين القوة
  • نعيم قاسم: خيار المقاومة في لبنان ليس محل مساومة
  • أحمد سالم يكتب: طريق دمنهور – دسوق كارثة أخرى في الانتظار
  • الحرب والسلام.. هل تعلمنا الدرس من الأزمة الأخيرة؟
  • الشيوخ يرفض تقييد استخدام ترامب للمزيد من القوة ضد إيران