عربي21:
2025-05-15@03:33:38 GMT

غزة: بين نيران الإبادة وتحذيرات الوكالات الأممية

تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT

وسط أصوات القصف والغارات، وبين الركام وأصداء صرخات الضحايا من الأطفال والنساء، تتكشف كل لحظة فصول جديدة من المأساة الإنسانية والكارثة التي يشهدها قطاع غزة، فالاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في تصعيده الدموي، مستهدفا كل مظاهر الحياة، دون رادع يوقف حربه المستمرة للإبادة الجماعية.

في جنوب وشمال قطاع غزة، سُجلت أبشع الجرائم بحق الغزيين والمرضى والكوادر الطبية والصحفيين، حيث تحولت أماكن عديدة إلى ساحة حرب بفعل الغارات الجوية والقصف المدفعي المكثف، بهدف إفراغ القطاع من سكانه ودفعهم نحو النزوح والتهجير.



في ظل هذه الظروف، أعلنت منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، التي تقدم وجبات الطعام لسكان غزة منذ بداية الأزمة، توقفها عن طهي وجبات جديدة بسبب نفاد الإمدادات الغذائية والوقود. وأكدت المنظمة أنها قدمت في غزة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية أكثر من 130 مليون وجبة و26 مليون رغيف خبز، إلا أن حصار الاحتلال حال دون استمرار هذه الخدمة.

تتزامن هذه الأزمة الكارثية مع تحذيرات من وكالات الأمم المتحدة، مثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من أن قطاع غزة يواجه مجاعة وشيكة. ويعزى ذلك إلى استمرار الحصار الشامل الذي يفرضه الاحتلال، وحرمان السكان من الغذاء والمياه والرعاية الصحية. وقد ورد ذلك في تقرير جديد بعنوان "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، والذي أظهر أن جميع سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.1 مليون نسمة، يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي، في وضع لا مثيل له في أي سياق إنساني آخر في العالم اليوم.

وفقا للتقرير، صُنّف 93 في المئة من السكان ضمن المرحلتين الثالثة والخامسة من أصل خمس مراحل تحدد مستويات انعدام الأمن الغذائي. ويُقدّر أن 244 ألف شخص (12 في المئة) يعيشون في المرحلة الخامسة، وهي حالة مجاعة كارثية. بالإضافة إلى ذلك، يعاني 925 ألف شخص (44 في المئة) من حالة طوارئ غذائية، بينما يواجه الباقون أزمة غذائية حادة.

وكشفت بيانات الأمم المتحدة أن حوالي 470 ألف شخص يعانون حاليا من مجاعة فعلية، وأن 71 ألف طفل و17 ألف أم بحاجة إلى علاج فوري من سوء التغذية الحاد. وتشير التقديرات إلى أن 60 ألف طفل إضافي سيحتاجون إلى علاج مباشر منذ بداية عام 2025.

وتوقعت الوكالات أيضا استمرار تدهور الوضع الغذائي بين شهري أيار/ مايو وأيلول/ سبتمبر 2025، دون أي تحسن متوقع، مع بقاء جميع السكان في حالة أزمة غذائية أو أسوأ.

وأوضحت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن نحو 75 في المئة من أراضي غزة الزراعية دُمرت بسبب العمليات العسكرية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كما تضررت ثلثا آبار المياه الزراعية، ما أدى إلى انهيار شبه كامل في إنتاج الغذاء المحلي.

وعلى الرغم من توزيع أكثر من 2100 طن من الأعلاف والمستلزمات البيطرية، إلا أن هذه الإمدادات لا تزال غير كافية. وتقدر المنظمة أن ما يقرب من 20 إلى 30 في المئة من الثروة الحيوانية معرضة للموت في حال استمر منع دخول المستلزمات البيطرية والرعاية اللازمة.


ووفقا للتقرير، هناك أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية متوقفة على المعابر، دون السماح بدخولها، علما بأنها تكفي لإطعام حوالي مليون شخص لمدة أربعة أشهر. وفي الوقت نفسه، نفدت جميع مخزونات الغذاء في القطاع وشهدت تراجعا حادا، وقد أغلقت جميع المخابز المدعومة أبوابها بسبب نفاد مخزون دقيق القمح ووقود الطهي منذ أواخر شهر نيسان/ أبريل.

وأكدت الوكالات الأممية أن استمرار منع دخول المساعدات يُعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيات جنيف التي تُلزم أطراف النزاع بتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين، وتحظر استخدام التجويع كسلاح في الحرب. ووفقا لتعريف "المجاعة" في القانون الدولي، يُعتبر التجويع المتعمد للسكان المدنيين جريمة حرب، بل ويُمكن تصنيفه ضمن جرائم الإبادة الجماعية إذا رافقه حرمان ممنهج من سبل الحياة الأساسية، وهو ما تؤكده مؤشرات التقرير الأممي.

إلّا أن هذه التحذيرات لم تجد أي استجابة عملية من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية، ولا من الحكام العرب، الذين يكتفون بتصريحات باهتة ومواقف شكلية، تاركين غزة تواجه مصيرها وحيدة.

في ظل هذه الخيانة العربية والتواطؤ الدولي، يقف الفلسطينيون في غزة وحدهم في مواجهة آلة القتل والحصار، لكن صمودهم يبقى شاهدا على عار الصامتين والمتآمرين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات غزة حصار الاحتلال مجاعة المساعدات احتلال غزة مساعدات حصار مجاعة مدونات قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المئة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تشير إلى إحراز "تقدم جوهري" في المحادثات التجارية مع الصين

تحدث الجانب الأميركي عن إحراز « تقد م جوهري » في نهاية محادثات مع الصين استمر ت يومين وعقدت في جنيف في إطار السعي إلى خفض التوترات التي أج جتها الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في تصريح مقتضب لصحافيين عقب محادثات مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ « أحرزنا تقد ما جوهريا ».

من جهته، شد د الممثل التجاري الأميركي جاميسون غرير على أن الخلافات بين الجانبين « ليست كبيرة بالقدر الذي كنا نتصور ».

ولم ي جب بيسنت ولا غرير على أي سؤال، وقد لفت الأول إلى أن تفاصيل خطة قيد المناقشة ستقد م الإثنين.

في معرض تعليقه السبت على المحادثات، بدا كأن ترامب يسعى إلى عود على بدء، بعدما فرض رسوما جمركية باهظة على صادرات صينية إلى الولايات المتحدة بمئات مليارات الدولارات. وهو ما استدعى ردا بالمثل من جانب بكين.

ووصف ترامب المحادثات في جنيف بأنها « جيدة جدا » واعتبرها « إعادة ضبط كاملة جرى التفاوض عليها بطريقة ودية لكن بناءة ».

وأوضح في منشور على منصة تروث سوشال مساء السبت « نريد أن نرى انفتاح الصين على الأعمال التجارية الأميركية، لصالح كل من الصين والولايات المتحدة »، مضيفا « تم إحراز تقدم كبير ».

وقال نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ الأحد للصحافيين في جنيف إن واشنطن وبكين ات فقتا على إنشاء « آلية تشاور » في ملف التجارة.

وأوضح الممثل التجاري للصين لي تشينغانغ أن الآلية ستتيح التواصل في ما يت صل بالتجارة والمسائل التجارية.

وعكس التمثيل الرفيع للبلدين في المحادثات أهمية هذا التواصل بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وعقدت المحادثات المغلقة في مقر إقامة الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة في جنيف على ضفاف بحيرة ليمان.

وقال الخبير الاقتصادي في سيتي غروب ناثان شيتس لوكالة فرانس برس « تعكس هذه المفاوضات حقيقة أن وضع العلاقات التجارية، مع هذه الرسوم الجمركية المفروضة، ليست في صالح الولايات المتحدة، ولا في صالح الصين ».

وتمثل المحادثات أول لقاء مباشر بين مسؤولين رفيعي المستوى في البلدين منذ فرض ترامب الشهر الماضي تعرفات إضافية وصلت إلى 145 في المئة على السلع الواردة من الصين، إضافة إلى الرسوم المفروضة في الأساس.

ورد ت بكين التي تعه دت محاربة رسوم ترامب الجمركية « حتى النهاية »، من خلال فرض رسوم بنسبة 125 في المئة على المنتجات الأميركية.

ونتيجة لذلك، تراجع التبادل التجاري بشكل ملحوظ بين البلدين، كما شهدت الأسواق العالمية اضطرابات قوية.

واعتبر شيتس أن « فرض مثل هذه التعرفات الجمركية طرح خاسر للطرفين ».

والجمعة، أبدى ترامب ني ته التهدئة باقتراحه خفض الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية، من 145 في المئة إلى 80 في المئة.

لكن سرعان ما أشارت المتحدثة باسمه كارولاين ليفيت إلى أن واشنطن لن تخفض تعرفاتها الجمركية من جانب واحد، وأن على الصين تقديم تنازلات أيضا.

واعتبر غاري هوفباور من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي أن مجرد عقد المباحثات « يعد خبرا جيدا للتجارة والأسواق المالية »، لكنه أعرب مع ذلك عن « شكوكه الكبيرة بشأن عودة العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة إلى وضعها الطبيعي ».

وأكد أن « الرسوم الجمركية البالغة 145% باهظة جدا »، مضيفا أنه حتى لو تم خفضها إلى 70 أو 80% بحسب ما ي طرح حاليا، فإن مستوى المعاملات بين البلدين سينخفض إلى النصف.

ودخلت الصين المباحثات مدفوعة بإعلانها الجمعة ارتفاع صادراتها بنسبة 8,1 في المئة في نيسان/أبريل، أي أعلى بأربع مرات مما توقعه المحللون، بينما تراجعت صادراتها إلى الولايات المتحدة بحوالى 18 في المئة.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يحث جميع الأطراف في ليبيا دعم جهود وساطة البعثة الأممية
  • في الذكرى الـ77 للنكبة: تهجير جديد في هذا القرن تحت نيران الإبادة
  • هل يثمر حل العمال الكردستاني عن إعادة انتخاب أردوغان؟
  • مؤشر بورصة قطر يربح 21.89 نقطة في مستهل تعاملات اليوم
  • شهداء بقصف على غزة وتحذيرات استمرار خطر المجاعة
  • طرابلس تشتعل بعد اغتيال الككلي.. وتحذيرات للسكان
  • خطاب الكراهية يُذكي نيران حروب مُقبلة في السودان
  • ترامب في الـ100 يوم الأولى.. ازدهار أم بداية الانهيار؟
  • واشنطن تشير إلى إحراز "تقدم جوهري" في المحادثات التجارية مع الصين