ليبيان إكسبرس: البعثة الأممية «خارج حسابات الشارع»
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
تشهد العاصمة طرابلس موجة غضب شعبي متزايدة تجاه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في ظل شعور واسع بين المواطنين بأن البعثة لم تعد جزءًا من الحل، بل تحوّلت إلى عبء على العملية السياسية، وسط مطالبات بإعادة تقييم دورها أو حتى إنهائه بالكامل.
ورصد موقع ليبيان إكسبرس خلال جولة ميدانية آراء عدد من المواطنين الذين عبّروا عن استيائهم مما وصفوه بـ”غياب البعثة عن الشارع الليبي”، معتبرين أن وجودها لم يُسهم في تحسين الأوضاع السياسية أو الاقتصادية، ولم ينعكس بأي نتائج ملموسة على حياة الناس اليومية.
وتزامن هذا التذمر الشعبي مع احتجاجات نُظّمت أمام مقر البعثة الأممية في طرابلس، رفع خلالها المتظاهرون شعارات غاضبة تندد بما اعتبروه استمرارًا لتدهور الأوضاع في البلاد، مطالبين بسحب البعثة، ومتهمين إياها بالعجز عن تقديم حلول حقيقية.
وقال المواطن رمضان خالد إن البعثة فقدت مصداقيتها، ولم تعد طرفًا محايدًا في أي تسوية سياسية، بل أصبحت ـ حسب تعبيره ـ أحد أطراف الأزمة. ودعا إلى طردها من البلاد، نظرًا لما وصفه بـ”عدم الجدية في التعامل مع الملف الليبي”.
أما السيدة فوزية بن علي، فأكدت أن دور البعثة يقتصر على الاجتماعات الشكلية والتنقلات الدولية، دون أي نتائج عملية على أرض الواقع. في حين رأى الباحث الدكتور إبراهيم محمد أن البعثة تعيد طرح نفس الأفكار القديمة التي سبق أن طُرحت في السنوات الماضية، دون تحديد إطار زمني أو آليات واضحة للتنفيذ، مما يفقد تحركاتها المصداقية.
واتّهم عدد من المواطنين البعثة بتبنّي أجندات خارجية لا تعبّر عن تطلعات الليبيين، بل تخدم مصالح دولية بعيدة عن الواقع المحلي.
وكانت البعثة قد أعلنت، في 4 فبراير 2024، عن تشكيل لجنة استشارية مكوّنة من عشرين خبيرًا ليبيًا، ضمن مساعيها لإحياء المسار السياسي، وذلك في إطار مبادرتها متعددة المسارات التي عرضتها على مجلس الأمن الدولي خلال جلسته في 16 ديسمبر 2023.
وفي 20 مايو 2024، كشفت البعثة عن نتائج عمل اللجنة، مشيرة إلى أنها تمثّل “مشورة ليبية” يمكن الاستفادة منها في المراحل القادمة من العملية السياسية، بهدف تحقيق توافق شامل، وتوحيد مؤسسات الدولة، والمضيّ نحو إجراء الانتخابات.
وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة سياسية خانقة، تتمثل في وجود حكومتين متنافستين على الشرعية: الأولى يرأسها أسامة حماد، وتتمركز في بنغازي، وقد كُلّفت من قبل مجلس النواب في مطلع عام 2022، وتدير مناطق الشرق ومعظم الجنوب، أما الثانية، فهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتتمركز في طرابلس، وتدير مناطق الغرب الليبي.
ورغم استمرار مساعي البعثة لتيسير العملية السياسية، تبقى الثقة الشعبية بها في أدنى مستوياتها، وسط تصاعد مشاعر الإحباط والقلق من أن تتحول التحركات الأممية إلى مبادرات شكلية لا تغيّر من الواقع شيئًا.
يُشار إلى أن هذه ليسا المرة الأولى التي تتعرض فيها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لانتقادات شعبية، لكنها تأتي هذه المرة في سياق بالغ التعقيد، حيث تراكم الإحباط لدى المواطنين من جولات حوارية مطوّلة لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة، وسط استمرار الانقسام السياسي والمؤسساتي وغياب أفق واضح للحل.
وما يعكسه هذا الحراك الشعبي المتصاعد ليس مجرد اعتراض على أداء بعثة أممية، بل هو مؤشر خطير على اتساع الفجوة بين الشارع الليبي والمؤسسات الدولية، وتآكل الثقة في جدوى المبادرات المطروحة. وإذا كانت البعثة تسعى فعلاً للعب دور فعّال، فإن أولى خطواتها يجب أن تكون في الاستماع الحقيقي لصوت الليبيين، وتقديم خارطة طريق واضحة ذات أطر زمنية واقعية.
إن إطالة أمد الوضع الراهن لا تُبقي ليبيا فقط في حالة جمود، بل تهدد بفقدان ما تبقى من أمل شعبي في أي مسار سلمي.
آخر تحديث: 29 يونيو 2025 - 13:05المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: احتجاجات الأمم المتحدة البعثة الأممية تيته طرابلس مظاهرات هانا تيته
إقرأ أيضاً:
4 لاعبين خارج حسابات ريبيرو.. والعودة مشروطة
بدأ المدرب البرتغالي خوسيه ريبيرو، المدير الفني الجديد للفريق الأول بالنادي الأهلي، في رسم ملامح تشكيلته الأساسية مبكرًا، وهو ما انعكس على قراراته الفنية باستبعاد عدد من اللاعبين من حساباته خلال أول جولتين في الدوري الممتاز.
ورغم انطلاقة الأهلي الجيدة تحت قيادة ريبيرو، بتحقيق أربعة نقاط من تعادل أمام مودرن سبورت وفوز كبير على فاركو، إلا أن بعض الأسماء غابت بشكل لافت عن قائمة المباراتين، ما يُشير إلى أن المدرب قد لا يضعهم ضمن خططه في الفترة الحالية.
وخلت قائمتي الجولتين من أسماء بارزة مثل: محمد أحمد "سيحا"، عمر كمال عبد الواحد، أحمد عبدالقادر، فيما شارك مصطفى العش كبديل في المباراة الأولى، قبل أن يتم استبعاده من الثانية.
ويرجع غياب الرباعي إلى عدم الاقتناع الفني من قبل ريبيرو بما يقدمونه خلال التدريبات، ما جعل المدرب يُفضل الاعتماد على عناصر أخرى أكثر جاهزية وانضباطًا، من وجهة نظره.
ومن المتوقع أن ريبيرو لن يمنح الفرصة لأي من الغائبين ما لم يظهروا جديّة كاملة واجتهادًا في التدريبات، أو في حال حدوث إصابات بين العناصر الأساسية قد تُجبره على إعادة النظر في حساباته.
بالنسبة لـأحمد عبدالقادر، فإن خروجه من المشهد يبدو أكثر تعقيدًا، حيث لم يشارك في التدريبات الجماعية مؤخرًا، وسط أزمة إدارية تتعلق برفضه تجديد عقده مع النادي، إضافة إلى رفضه عروضًا محلية وخارجية خلال فترة الانتقالات الصيفية، ما أثار تحفظًا داخل الجهاز الفني.
أما حارس المرمى الشاب محمد أحمد "سيحا"، فيبدو أنه بعيد تمامًا عن المشاركة، في ظل الاعتماد على مصطفى شوبير كحارس أساسي، مع وجود محمد الشناوي كخيار ثانٍ حاليًا، ما يجعل حصول سيحا على دقائق لعب أمرًا صعبًا للغاية.
الأهلي يعلن موعد عودة إمام عاشور للتدريبات الجماعيةأعلن النادي الأهلي، عن موعد عودة إمام عاشور، لاعب الفريق الأول لكرة القدم للمشاركة في التدريبات الجماعية بعد التعافي من الإصابة.
وتعرض عاشور، لإصابة بكسر في عظمة الترقوة خلال مباراة إنتر ميامي في بطولة كأس العالم للأندية، حيث خضع لعملية جراحية في أحد المستشفيات.
واكتمل شفاء إمام عاشور، حيث من المنتظر أن يعود إلى المشاركة في التدريبات الجماهيرية الإثنين المقبل بدون التحامات قوية، حيث سيتم تقييم موقفه وموعد مشاركته في المباريات بقرار من الجهاز الفني للفريق.
وحقق الأهلي، أمس الجمعة الفوز على فاركو برباعية مقابل هدف، ضمن منافسات الجولة الثانية من مسابقة الدوري المصري الممتاز.
ويستعد الأحمر لمواجهة غزل المحلة الإثنين 25 أغسطس الجاري، ضمن منافسات الجولة الثالثة من المسابقة المحلية.