في تحول نوعي يعكس توجه الدولة نحو العدالة الوظيفية والاستفادة من الخبرات الميدانية، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتنسيق مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، عن رفع الحد الأقصى للسن المسموح به للتقديم في مسابقة وظائف "معلم مساعد" إلى 45 عامًا، بشرط أن يكون المتقدم قد سبق له العمل كمعلم بالحصة، ومسجلًا بقاعدة بيانات الوزارة.

جاء هذا القرار خلال اجتماع موسع بين وزير التعليم الدكتور محمد عبداللطيف، ورئيس الجهاز المهندس حاتم نبيل، بمقر الجهاز بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم الاتفاق على إطلاق المسابقة رسميًا خلال شهر يونيو 2025، مع اعتماد عدد من التيسيرات غير المسبوقة.

اعتراف بالجهود وتحويل المؤقت إلى دائم

أوضح وزير التربية والتعليم أن هذه الخطوة تمثل تكريمًا عمليًا لجهود آلاف المعلمين المؤقتين الذين أسهموا في سد العجز داخل المدارس الحكومية خلال السنوات الأخيرة، رغم التحديات التي واجهتهم سواء في الدخل أو في الاستقرار المهني.

وأكد الوزير أن الوزارة حريصة على منح الأولوية في التعيين لمعلمي الحصة الذين ثبت تفانيهم على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن المسابقة لن تكون مفتوحة للعامة، بل محصورة فقط على من عملوا بالحصة ومسجلين ضمن قواعد البيانات الرسمية.

وشدد على أن الوزارة ستقوم بتنقيح ومراجعة بيانات المتقدمين للتأكد من استحقاقهم، معربًا عن ثقته في أن هذه الخطوة ستكون بوابة للاستفادة من طاقات وخبرات مهملة لفترة طويلة.

الجهاز الإداري يتطور.. ويدعم التعليم
بدوره، أكد رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة المهندس حاتم نبيل أن الجهاز يولي اهتمامًا خاصًا لهذا الملف، نظرًا لحيويته وأثره المباشر على جودة الخدمات التعليمية المقدمة.

وأشار إلى أن الجهاز يعمل حاليًا على إعادة تصميم الدورة المستندية والإجراءات الإدارية الخاصة بالمسابقة، بهدف تسريع الإجراءات دون الإخلال بالدقة والشفافية، مشددًا على التزام الجهاز بدعم وزارة التعليم في توفير الكوادر المؤهلة لسد العجز.

كما كشف نبيل أن الامتحان الإلكتروني المقرر للمتقدمين سيخضع لتعديلات مهمة، تراعي طبيعة الفئة المستهدفة، وتشمل إلغاء اختبار اللغة الإنجليزية لغير المتقدمين لشغل وظائف معلمي هذه المادة، ما يعني إزالة أحد أهم العوائق التي كانت تقف أمام كثير من المعلمين سابقًا.

منصة يونيو.. تفاصيل متوقعة وإقبال منتظر

من المرتقب أن يُعلن عن تفاصيل المسابقة كاملة خلال يونيو المقبل، على أن تتضمن الشروط العامة، وآليات التقديم الإلكتروني، والمستندات المطلوبة، ومواعيد الاختبارات، وأماكنها. ويتوقع أن تشهد المنصة الإلكترونية للجهاز إقبالًا كثيفًا فور فتح باب التقديم، خصوصًا بعد رفع السن المسموح به، الذي كان يقف حاجزًا أمام مئات المعلمين المؤهلين.

ويتزامن ذلك مع مساعٍ حكومية واضحة لتوظيف معلمي الحصة ممن أثبتوا كفاءتهم، خاصة مع تزايد الحاجة إلى معلمين في ظل توسع المدارس الجديدة، وتحسين نسب المعلم للطالب.

رؤية جديدة للتوظيف.. لا مكان للمؤقت
تمثل هذه المسابقة خطوة تعكس توجه الدولة نحو إنهاء ثقافة "المعلم المؤقت" وتحقيق الاستقرار الوظيفي للكفاءات، خصوصًا أولئك الذين قدموا خدمات تعليمية فعلية في ظروف صعبة.

ويؤكد خبراء تربويون أن رفع السن إلى 45 عامًا يُعد تحولًا جذريًا، ليس فقط من حيث إتاحة الفرصة، بل من حيث الاعتراف بخبرة المعلم كمكون أساسي في عملية التوظيف، وهو ما قد يفتح الباب أمام نماذج مماثلة في قطاعات أخرى لاحقًا.

في سياق رؤية 2030: التعليم أولوية وطنية

يأتي هذا القرار في سياق رؤية مصر 2030 التي تضع التعليم في قلب خطط التنمية، وتعتبر المعلم محور التغيير الحقيقي في المنظومة التعليمية. ويعكس التعاون بين وزارة التعليم والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة روح التكامل بين مؤسسات الدولة لإحداث تغيير فعلي في السياسات التوظيفية القائمة.

وتُعزز هذه المسابقة من قدرة الدولة على الاستفادة من الإمكانات البشرية الموجودة بالفعل، بدلًا من البحث فقط عن عناصر جديدة، وهو توجه يساهم في تحقيق كفاءة أكبر في إدارة الموارد البشرية، واستثمار الخبرات المتراكمة داخل المدارس.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مسابقة معلم مساعد وزارة التربية والتعليم معلمي الحصة الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة رفع سن التقديم وظائف تعليمية محمد عبداللطيف حاتم نبيل امتحان إلكتروني معلم حتى سن 45 التوظيف في التعليم سد عجز المعلمين رؤية مصر 2030 العدالة الوظيفية

إقرأ أيضاً:

عبدالله بن زايد يترأس اجتماع اللجنة التوجيهية لـ«بريكس» 2025

أبوظبي: (وام)

ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، اجتماع اللجنة التوجيهية لمجموعة «بريكس» الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي بحضور عدد كبير من الوزراء والمسؤولين وممثلي الجهات الحكومية المشاركة في أعمال المجموعة.

وتم خلال الاجتماع استعراض أبرز مستجدات مشاركة دولة الإمارات في مجموعة «بريكس»، وبحث سبل تعزيز هذه المشاركة وضمان أعلى مستويات التنسيق بين جميع الجهات المعنية في الدولة.

مشاركة فعالة ومؤثرة

وأكد سموه خلال الاجتماع أهمية تكثيف وتنسيق جهود مختلف الجهات المعنية لتحقيق مشاركة فعالة ومؤثرة في المجموعة، وبما يعكس مكانة دولة الإمارات ودورها المسؤول في تعزيز العمل متعدد الأطراف مع جميع الشركاء الفاعلين في العالم.

وتضمن الاجتماع عرضاً تقديمياً قدمه سعيد مبارك الهاجري، مساعد الوزير للشؤون الاقتصادية والتجارية بوزارة الخارجية و«شيربا» دولة الإمارات لدى مجموعة «بريكس»، حيث لخص العرض مستجدات المشاركة الإماراتية في المجموعة، وأولويات دولة الإمارات في التعاطي مع أبرز محاور عمل المجموعة.

كما تم خلال الاجتماع مناقشة دور مختلف الجهات، والمبادرات المقترحة لتعزيز مشاركتها ضمن مسارات مجموعة «بريكس»، بما في ذلك الاقتصاد والمالية، والطاقة والنقل، والمناخ والزراعة، والعلوم والتكنولوجيا، والعدالة، والصحة، والثقافة، والرياضة.

وشملت المناقشات التحضيرات الجارية للقمة المرتقبة لمجموعة «بريكس»، التي ستعقد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، خلال الفترة من 6 إلى 7 يوليو 2025.

حضر الاجتماع محمد هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية، وريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزير دولة لشؤون التعاون الدولي، وسهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، والدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة، وسارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، وعبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، والدكتور عبد الرحمن بن عبد المنان العور، وزير الموارد البشرية والتوطين ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، وعبدالله سلطان النعيمي، وزير العدل، والدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، وزيرة التغير المناخي والبيئة، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التجارة الخارجية، وأحمد الصايغ، وزير دولة، ونورة الكعبي، وزير دولة، وخالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات المركزي، وحميد أبوشبص، رئيس جهاز الإمارات للمحاسبة، والدكتور علي راشد النعيمي، عضو المجلس الوطني الاتحادي ورئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية، ومريم عيد المهيري، رئيس مكتب أبوظبي الإعلامي.

كما حضر الاجتماع اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية، ومبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة، وعمر السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وعلي راشد النيادي، مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والدكتور يوسف السركال، مدير مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ومحمد سيف السويدي، المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية، والمهندس ماجد المسمار، المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، وشهاب أبو شهاب، المدير العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، وسلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية.

وحضر الاجتماع سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، وسالم الجابري، مساعد وزير الخارجية للشؤون العسكرية والأمنية، وعبدالله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة، والدكتورة مها بركات، مساعد وزير الخارجية للشؤون الطبية وعلوم الحياة، وعمران شرف، مساعد وزير الخارجية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وصالح السويدي، سفير الدولة لدى جمهورية البرازيل الاتحادية، والدكتور عبد الناصر الشعالي، سفير الدولة لدى جمهورية الهند، وخميس الشميلي، الأمين العام لمجلس السلك الدبلوماسي والقنصلي في وزارة الخارجية ومساعد «شيربا» الإمارات في «بريكس».

مقالات مشابهة

  • ثورة 30 يونيو.. كيف غيرت شكل الحياة في مصر خلال 12 عاما؟
  • مسفر الهزاع يوضح: أفضل طرق استثمار وقت الأبناء في الصيف.. فيديو
  • محللون سياسيون: ثورة 30 يونيو كانت بوابة مصر لمرحلة جديدة من البناء والتنمية
  • إجراءات جديدة لتقنين وضع اليد على أراضي الدولة |مشروع قانون
  • عبدالله بن زايد يترأس اجتماع اللجنة التوجيهية لـ«بريكس» 2025
  • 8 مليارات استثمارات و53 فرصة بنجران
  • قدرتك على تحمل النقد والتعاطي معه تحدد فرصة بقائك في أي مشهد سياسي
  • واقعة عمراني
  • رئيس الوزراء في ذكرى 30 يونيو: الثورة كانت بداية تصحيح المسار وبناء الدولة الحديثة
  • موعد انطلاق مسابقة الدوري المصري الممتاز 2025-2026