48 ساعة تهز كوكب الأرض .. زلازل تضرب تركيا وكاليفورنيا واليابان وتثير رعب العالم
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
شهد العالم سلسلة من الهزات الأرضية المتعاقبة التي ضربت عدداً من المدن الكبرى، مثيرةً القلق في أوساط السكان والسلطات المعنية بالزلازل والكوارث.
وتأتي هذه الهزات في إطار نشاط زلزالي متصاعد، رُصد بشكل ملحوظ خلال الـ 48 ساعة المنصرمة، وشمل مناطق في تركيا، الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، ودول أخرى، ما يدفع الخبراء إلى التساؤل حول طبيعة هذا التصاعد ومدى تأثيره في المدى القريب.
في تركيا، سجلت هيئة الكوارث والطوارئ زلزالاً بلغت قوته 5.0 درجات على مقياس ريختر في منطقة "كولو" التابعة لولاية قونية، وسط البلاد.
وقع الزلزال على عمق 10 كيلومترات فقط، ما جعله محسوساً بشكل واضح في العاصمة أنقرة والمدن المجاورة.
3 زلازل تضرب كاليفورنيا في 24 ساعة
زلزال يضرب أنقرة أثناء مصافحة أردوغان لـ زيلينسكي
وكالة الأرصاد اليابانية: زلزال بقوة 4.5 يضرب هوكايدو على عمق 90 كم
بعد زلزال كريت| "حماية إلهية" لأم الدنيا.. وعباس شراقي: موقع مصر الجيولوجي في أكثر الأماكن الآمنة بالعالم
وعلى الرغم من أن الزلزال لم يسفر عن ضحايا، إلا أنه أثار مخاوف حقيقية من تكرار سيناريو الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في فبراير 2023.
اللافت أن هذا الزلزال جاء بعد سلسلة من الهزات في منطقة مرمرة، مما دفع السلطات التركية إلى تكثيف أعمال الترميم والتحصين، لا سيما في المواقع الأثرية الحساسة مثل "آيا صوفيا" في إسطنبول، التي تشهد حالياً أضخم عملية ترميم منذ أكثر من 15 قرناً، بسبب هشاشتها أمام الزلازل المستقبلية.
أما في الولايات المتحدة، فقد شهدت ولاية كاليفورنيا ثلاث هزات أرضية خلال يوم واحد فقط، تركزت في منطقة "ألامو"، حيث بلغت أقوى هذه الهزات 2.9 درجات.
ورغم أنها تُصنّف ضمن الزلازل الخفيفة، إلا أن تكرارها يسلّط الضوء مجدداً على خطورة الصدع الزلزالي المعروف باسم "سان أندرياس"، الذي يهدد مناطق شاسعة من الولاية باحتمالية زلزال كبير قد يقع في أي وقت.
ورصدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) نشاطًا زلزاليًا على طول صدع سان أندرياس، الذي يمتد لمسافة 800 ميل من رأس ميندوسينو شمالًا إلى بحر سالتون جنوبًا، بحسب ما أوردته صحيفة ديلي ميل.
في حين تراوحت قوة زلازل يوم الجمعة بين 2.5 و2.9 درجة، فقد خلص العلماء إلى أنه يمكن الشعور بقوة 2.5 درجة أو أكثر، وقد تسبب إصابات وأضرارًا.
لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات أو أضرار حتى الآن.
ودعت السلطات الأمريكية السكان إلى مراجعة خطط الطوارئ المنزلية، خصوصاً في المناطق الأكثر عرضة للهزات.
وفي أقصى شرق آسيا، ضرب اليابان زلزال بقوة 5.0 درجات في جزيرة هوكايدو، وبعمق 101 كيلومتر، إضافة إلى زلزال سابق ضرب شمال شرق محافظة آموري قبل ثلاثة أيام، بلغت شدته 5.3 درجات، أعقبه عدد من الهزات الارتدادية.
وتعد اليابان، التي تعد واحدة من أكثر دول العالم استعداداً لمثل هذه الكوارث، لم تسجل خسائر كبيرة، غير أن المؤسسات العلمية اليابانية بدأت تراقب هذا النشاط المتصاعد عن كثب.
وتؤكد سلسلة الزلازل التي ضربت الكرة الأرضية ضرورة الاستعداد الدائم لمثل هذه الكوارث الطبيعية، لاسيما مع تطورات المناخ العالمي، وزيادة الكثافة السكانية في المدن الكبرى.
كما تعيد إلى الواجهة أهمية تحديث أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز البنى التحتية المقاومة للهزات، وهو ما يتطلب تنسيقاً دولياً وجهوداً بحثية مستمرة لفهم طبيعة هذه الظواهر، والتقليل من آثارها المحتملة على البشر والمنشآت.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تركيا الهزات الأرضية الزلازل الولايات المتحدة الأمريكية اليابان هيئة الكوارث والطوارئ أنقرة جنوب تركيا آيا صوفيا ولاية كاليفورنيا
إقرأ أيضاً:
القمر العملاق يُنير سماء العالم العربي الليلة
هذه الظاهرة تعرف باسم القمر العملاق، وهي مزيج بين علم الفلك الدقيق والانبهار الإنساني القديم بالضوء الفضي الذي يسبح فوقنا منذ ملايين السنين.
فالقمر يدور حول الأرض في مدار بيضاوي الشكل، لا دائري تام، هذا المدار يقترب من الأرض في بعض الأحيان، ويبتعد عنها في أحيان أخرى.
يعني ذلك أن المسافة بين القمر والأرض تختلف خلال الشهر الواحد، وعندما يكون القمر في نقطة الحضيض (أقرب نقطة له إلى الأرض) ويحدث في الوقت نفسه أن يكون في طور البدر الكامل، نراه أكبر وأكثر إشراقا، وهذه هي لحظة القمر العملاق.
تكون المسافة بين الأرض والقمر في هذه الحالة نحو 360 ألف كيلومتر فقط أو ما حول ذلك، أي أقل بنحو 25 ألف كيلومتر من متوسط المسافة المعتادة.
وخلال ظاهرة القمر العملاق، يكون حجم القمر أكبر بنسبة تقارب 14% وأكثر سطوعا بنسبة 30% من القمر المعتاد، هذه الفروق تدرك بوضوح عند وجوده قريبا من الأفق، حين يتعزز تأثير خداع القمر البصري الذي يجعله يبدو أضخم مما هو عليه فعلا.
لاحظ أن القمر لا يبدو في الواقع عملاقا كما يظهر في الصور المنتشرة على الإنترنت، إذ إن تلك الصور تلتقط بتقنيات محددة، حيث يكون المصوّر بعيدا مسافة كافية عن المنازل أو الجبال ثم يلتقط الصورة.
أما القمر فمهما كان عملاقا، فلا يزال بإمكانك أن تغطيه بإصبع يدك، لأن مساحته في السماء هي 0.5 درجة فقط، ويمكن لك تجربة ذلك في أي ليلة.
وتحدث ظاهرة القمر العملاق 3 إلى 4 مرات سنويا في العادة. والسبب هو اختلاف طول الشهر القمري (29.5 يوما) عن الفترة المدارية الكاملة للقمر حول الأرض (27.5 يوما).
وقد سُجلت حالات نادرة تزامن فيها القمر العملاق مع الكسوف الكلي للقمر، فتحدث ما تعرف بظاهرة القمر العملاق الدامي، حيث يُلقي ظل الأرض على القمر لونا نحاسيا أحمر نتيجة لتشتت الضوء في الغلاف الجوي. آخر هذه الأحداث كان في مايو/أيار 2022، وستتكرر الظاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 2032.
لطالما ربط الناس بين القمر العملاق والكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين، لكن الدراسات الجيولوجية والفلكية تؤكد أن هذه الارتباطات لا تستند إلى دليل علمي.
صحيح أن اقتراب القمر يزيد من قوة الجذب على المحيطات، مما يسبب ما يُعرف بالمدّ الحضيضي، بيد أن تأثيره لا يتجاوز بضعة سنتيمترات في ارتفاع الموج مقارنة بالمدّ العادي، ولا يسبب أي "إجهاد جيولوجي" كما يُشاع.