الجزيرة:
2025-05-17@17:24:17 GMT

أبرز الملفات على طاولة الزعماء في قمة بغداد

تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT

أبرز الملفات على طاولة الزعماء في قمة بغداد

تشهد العاصمة بغداد اليوم انعقاد القمة العربية الرابعة والثلاثين، والتي تُعدّ ذروة الجهود التحضيرية التي بذلتها القيادة العراقية برئاسة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني. وتُنظر إلى هذه القمة على أنها فرصة استراتيجية للعراق لاستعادة موقعه الإقليمي في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن، بعد سنوات من التقييمات السلبية التي طالته من منظمات دولية حقوقية، ومن العديد من دول المنطقة والعالم.

أيضًا، لدى العراق رسائل إيجابية تجاه العمل العربي المشترك، خاصةً بعد تزايد الشعور الرسمي والشعبي العراقي بارتخاء قبضة التدخل الإيراني في العراق والإقليم، حيث سيسعى لتقديم نفسه كشريك اقتصادي مهم مع جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية، ودول الخليج العربي، ولبنان، وأيضًا مع الحكومة السورية الممثلة برئيسها أحمد الشرع.

وسيحاول العراق العمل مع جامعة الدول العربية لجعل التمثيل الرسمي للحاضرين بأعلى مستوياته؛ لتكون نتائج القمة بأفضل حالاتها وليس كباقي القمم السابقة التي لم تقدم، فعليًا، حلولًا ناجعة لقضايا الأمة سواء الإيجابية منها أم السلبية؛ فمواضيع مثل التكامل الاقتصادي والسوق العربية المشتركة، وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، ودرء العدوان أو المخاطر عن دول عربية عديدة تعاني الفقر والتدخل بشؤونها الداخلية والحرب الداخلية والعدوان الخارجي ومشاكل أخرى.

إعلان

ملفات عديدة تبحثها القمة العربية في بغداد على رأسها قضية غزة التي بلغت مستويات أحرجت غالبية الدول العربية لتجاوز إسرائيل كل الخطوط الحمراء، وسعت لاستمرار حربها، ليس لأغراض تخليص "الرهائن"، كما تدّعي، بل لإدامة عمليات القتل بحق سكان غزة وبكل الوسائل العسكرية، أو من خلال الحرمان المتعمد من وسائل إدامة الحياة بمنع دخول المواد الغذائية والدوائية والمياه الصالحة للشرب.

وليس بعيدًا عن غزة بات موضوع الأمن القومي العربي، مسألة مهلهلة ومجرد عبارة لا وجود لها على أرض الواقع، فبعد الحرب على لبنان، وسلسلة الهجمات الإسرائيلية على سوريا، واحتلال أجزاء جديدة في هذا البلد العربي المحوري، وكذلك سلسلة الغارات الأميركية والإسرائيلية والبريطانية المدمّرة على اليمن وبناه التحتية، كل ذلك أفضى إلى فقدان الشعوب العربية الأمل في المستقبل، أو في قدرات بلادهم.

موضوع سوريا بحكمها الجديد يمثل أحد أركان القمة الرابعة والثلاثين، وهو أحد رهانات السوداني على نجاح القمة؛ حيث أكد أكثر من مرة على أن وجود الرئيس السوري أحمد الشرع على رأس الوفد السوري مهم جدًا معتبرًا "أمن سوريا جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي العراقي".

وأيضًا لأهميته في توضيح رؤية سوريا الجديدة التي تحتاج إلى الدعم العربي؛ لتكريس الاستقرار والسلام الأمني والسياسي والاقتصادي، وإعادة الإعمار في سوريا وعدم تركها لتدخلات دولية ومنظمات إرهابية تربك الأمن القومي العربي برمته.

قضية أخرى يفترض أن يناقشها القادة العرب؛ تلك هي ما يجري في جمهورية السودان، ذاك البلد العربي الكبير بمواقفه وعطائه وتاريخه، حيث يعيش حالة خطيرة من الدمار بأدوات داخلية مدعومة من أطراف عديدة إقليمية ودولية.

إن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أدّت إلى " أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، بحسب تقارير الأمم المتحدة، حيث فّر أكثر من 12.5 مليون شخص من منازلهم، فيما يعاني حوالي نصف سكان السودان من نقص الأغذية والأدوية. ومما يزيد مخاطر الوضع في السودان تطلع (الدعم السريع) لتشكيل حكومة مستقلة سمتها "سلام ووحدة" في الأراضي التي تسيطر عليها.

إعلان

تستهدف قمة بغداد إعادة حسابات المنظومة العربية بما ينسجم وحجم المتغيرات في العلاقات الدولية، وتغيرات موازين القوى في العالم وإسقاطاتها على الوطن العربي بجميع أقطاره، والذي شهد تراجعًا للدور الإيراني وتطورًا للدور التركي وللخطر الإسرائيلي، إذ يحتاج العرب إلى اتخاذ سياسات متوازنة تجاه كل التطورات وعدم الانخراط في إستراتيجيات فردية تضعف من قدرة العرب على إحداث فارق في هذه التوازنات بما تملكه الأمة من قدرات وثروات وموقع إستراتيجي وممرات بحرية حيوية.

يستهدف العراق أيضًا إعادة تقديم نفسه إلى المنظومة العربية بعد أن حول -إلى حد كبير- طبيعة علاقته مع النظام الإيراني من (تبعية) إلى علاقات ودية واقتصادية تستند إلى مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

لكن تصريحات عدد من قادة الكتل والفصائل العراقية الموالية لإيران الذين هددوا باغتيال الرئيس أحمد الشرع عند قدومه إلى بغداد، وأطلقوا شعارات طائفية تجاه آخرين، قد تربك هذا الهدف.

يرتبط هذا الرهان أيضًا بإزاحة الصورة المشوشة التي ينظر منها إلى العراق ضمن النظام العربي، بفعل كل السلبيات التي رافقت النظام السياسي الجديد في العراق منذ عام 2003 والذي جسد ممارسات طائفية وتصريحات مستفزة لزعامات وأنظمة عربية بذاتها.

ويستهدف السوداني من خلال كسب هذه الرهانات تحقيق هدفه الأساس في جذب الاستثمارات بجميع مجالات الطاقة والإعمار وإعادة العراق ليمارس دوره المحوري كدولة عربية مركزية في المشهد القومي العربي الأمني والاقتصادي مع الإبقاء على دوره كوسيط عربي في أي توترات مع الجانب الإيراني.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

«إعلان بغداد»: مبادرات العراق انطلاقة حيوية لتطوير آليات العمل العربي الجماعي

أكد القادة العرب أن المبادرات العراقية، التي طرحت خلال أعمال القمة العربية الـ34 في بغداد اليوم، تمثل رؤية شاملة لمعالجة التحديات المشتركة وانطلاقة حيوية لتطوير آليات العمل العربي الجماعي في سبيل تحقيق التنمية والاستقرار والرفاه لشعوب الأمة العربية.
وأشاد القادة في «إعلان بغداد»، الصادر في ختام أعمال القمة العربية وخلال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد، بتلك المبادرات واعتبروها ركيزة مهمة لإحداث نقلة نوعية في مسيرة العمل العربي المشترك، وتجسيد روح التضامن والتكامل بين الدول العربية.
وثمّن القادة العرب استضافة العراق للقمتين، معربين عن تقديرهم للتقدم المحرز في مسار التنمية الاقتصادية، والدور الفاعل الذي يضطلع به في دعم قضايا الأمة وتعزيز التعاون العربي في مختلف المجالات.
ونوه «إعلان بغداد» بإطلاق العراق عدة مبادرات، وفي مقدمتها إنشاء «الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من آثار الأزمات» حيث أعلنت حكومة جمهورية العراق عن التبرع بمبلغ قدره 40 مليون دولار أميركي لصالح الصندوق، تخصص 20 مليون دولار أميركي منها لدعم الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، و20 مليون دولار أميركي لدعم جهود إعادة الإعمار في الجمهورية اللبنانية.
وتضمنت المقترحات العراقية أيضا مبادرة لدعم الشعب السوري تحت عنوان «العهد العربي»، تسعى إلى دعم الانتقال السياسي الشامل في سوريا، وبناء نظام ديمقراطي يضمن الحقوق والحريات، إلى جانب الدعوة لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى إعادة إعمار سوريا، وتسهيل عودة النازحين واللاجئين بشكل آمن وكريم.
ورحب «إعلان بغداد» بدعوة العراق للمشاركة في مشروع «طريق التنمية»، بوصفه مشروعًا استراتيجيًا يربط الدول العربية بالأسواق العالمية، ويُسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي إلى جانب إطلاق مشروع شامل للإصلاح الاقتصادي العربي خلال العقد المقبل يستهدف بناء فضاء اقتصادي عربي متكامل قادر على المنافسة، ويعزز من الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويراعي أبعاد العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية.
وفي قطاع الأمن الغذائي، طُرحت مبادرة لتعزيز إنتاج الحبوب في المنطقة من خلال سياسات زراعية ومائية مدروسة، ترتكز على البحث العلمي والتخطيط المستدام لضمان استدامة الموارد للأجيال القادمة.
وفي المجال التكنولوجي، قدّمت العراق مبادرات رائدة في الذكاء الاصطناعي، شملت إنشاء مركز عربي متخصص تستضيفه بغداد، وإطلاق مبادرة للبحث العلمي والتقنيات المتقدمة، بما يسهم في تعزيز الأمن الرقمي والتنمية المعرفية وفق ضوابط أخلاقية تراعي خصوصية المجتمعات العربية.
واقترح العراق تشكيل تحالف عربي لحماية الموارد المائية، لمواجهة تحديات شح المياه وتغير المناخ، وضمان حقوق الدول العربية المائية في إطار الأمن القومي العربي.
وفي الشأن البيئي، أعلنت بغداد عن مبادرة عربية لمواجهة التغير المناخي، انطلاقًا من الواقع البيئي العربي، إلى جانب إطلاق مركز لحماية البيئة من مخلفات الحروب، بهدف دعم الدول المتأثرة بالنزاعات المسلحة في إزالة الألغام والمخلفات الحربية.
وفي إطار الأمن والاستقرار، تم طرح مقترح إنشاء مركز عربي لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف يتخذ من بغداد مقرًا له، مع توفير التمويل اللازم لتأسيسه ودعمه، إلى جانب الدعوة إلى إنشاء غرفة تنسيق أمني عربي مشترك، تُعنى بتوحيد الرؤية الأمنية لمواجهة التحديات الإقليمية.
وشملت المبادرات الأمنية أيضًا إنشاء مركزين متخصصين في مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، انطلاقاً من الحاجة الملحة لتعزيز قدرات الدول العربية في مواجهة هذه الظواهر العابرة للحدود.
وتضمنت المبادرات كذلك مقترحًا لتعزيز التعاون مع مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والأنشطة المالية غير المشروعة.
وفي المجال الثقافي والاجتماعي، دعت العراق إلى تأسيس مجلس عربي للتواصل الشعبي والثقافي لتعزيز التفاهم بين الشعوب العربية وتوثيق روابط الأخوة.
وشملت المبادرات العراقية إطلاق مقترح عربي لتوفير ملاذات آمنة للمتضررين من الكوارث والنزاعات، وتعزيز أمن السكن في الدول المتأثرة، من خلال إنشاء صندوق لدعم مشاريع الإسكان وإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة.

أخبار ذات صلة نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يشارك في القمة العربية في بغداد انطلاق أعمال القمة العربية الـ 34 في بغداد المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • «إعلان بغداد»: مبادرات العراق انطلاقة حيوية لتطوير آليات العمل العربي الجماعي
  • منصور بن زايد يشارك في القمة العربية التي بدأت أعمالها في بغداد
  • نائب إطاري يدعو السوداني إلى التعامل بالمثل مع الدول العربية التي حضرت للقمة بمستويات أدنى
  • عاجل- السيسي يُشيد بعودة العراق القوية إلى محيطه العربي ويؤكد دعم مصر للتكامل الاقتصادي العربي
  • بغداد تحتضن القمة العربية الـ34.. .فلسطين في صدارة الملفات وسط أزمات إقليمية مشتعلة
  • لبنان على طاولة البحث.. هذه أبرز ملفات قمة بغداد غداً
  • الرئيس الفلسطيني أول الحاضرين.. وصول الزعماء لبغداد للمشاركة في القمتين العربية والتنموية
  • تركيز كبير على دعم صمود الشعب الفلسطيني.. أبرز محاور القمة العربية
  • بدء الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في بغداد.. غزة واليمن والسودان أبرز الملفات