الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها لليوم الـ111 على التوالي
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 111 على التوالي، فيما يستمر لليوم الـ 98 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني وتشديد في الإجراءات.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» اليوم السبت، أن قوات الاحتلال تواصل الدفع بآليات عسكرية على مدار الساعة نحو المدينة ومخيمها، حيث تجوب الشوارع الرئيسية، وهي تطلق أبواق مركباتها بشكل استفزازي، ومرورها المتعمد بعكس اتجاه السير، وتعرقل حركة الفلسطينيين والمركبات، وتقوم بنصب الحواجز العسكرية الطيارة في كثير من الأحيان خاصة وسط المدينة.
كما تواصل قوات الاحتلال تشديد إجراءاتها على مدينة طولكرم خاصة من جهتها الجنوبية، حيث أفاد شهود عيان بأن قوة من المشاة انتشرت صباحا أسفل جسر جبارة، واعترضت حركة الفلسطينيين والمركبات، وأوقفت الشبان، ودققت في هوياتهم، وأخضعتهم للاستجواب.
وتشهد المنطقة الجنوبية لطولكرم في الأيام الأخيرة إجراءات استفزازية لقوات الاحتلال، التي تقوم بين الحين والآخر بإغلاق بوابة جسر جبارة لعدة ساعات قبل إعادة فتحها مع نصب حاجز طيار، وسط تفتيش المركبات والتنكيل بركابها، وإعاقة حركة المرور، علما أن هذه المنطقة تعد مدخلا رئيسيا للقادمين من قرى الكفريات وبقية محافظات الضفة، خاصة بعد إغلاق المدخل الشرقي المحاذي لمخيم نور شمس.
وفي السياق، يواصل الاحتلال حصاره الخانق على مخيمي طولكرم ونور شمس ومحيطهما، ومنع سكانهما من الدخول إليهما لتفقد منازلهم التي هجروا منها قسرا، وسط إطلاق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية خاصة خلال ساعات الليل، إضافة إلى اعتداءات ممنهجة على منازل الفلسطينيين والبنية التحتية فيهما، ما حولهما إلى ثكنات عسكرية وخالية من مظاهر الحياة.
وشهد مخيم نور شمس خلال الأيام الماضية هدم ونسف وحرق ما يفوق 20 من المباني السكنية، إضافة إلى مبانٍ أخرى محيطة بها، بما تضمه من شقق سكنية، تم تهجير سكانها قسرا منها خلال العدوان المتواصل.
وتمثلت عمليات الهدم في حارات المنشية، والمسلخ، والجامع، والعيادة، والشهداء، ضمن خطة الاحتلال لهدم 106 منازل وبنايات سكنية في مخيمي طولكرم ونور شمس، ومازال التوتر يسود المخيم، وسط ترقب الأهالي لموجة جديدة من عمليات الهدم، بعد تهجيرهم من منازلهم قسرا، وفرض حصار خانق عليه.
كما اقتحمت آليات الاحتلال ضاحية ذنابة شرق طولكرم، وجابت الشوارع الرئيسية بسرعة كبيرة وصدمت إحدى المركبات المتوقفة بمحاذاة أحد الأرصفة بشكل متعمد، وأحدثت أضرارا فادحة فيها.
ويستمر الاحتلال في الاستيلاء على المنازل والمباني السكنية في شارع نابلس، والحي الشمالي المجاور، محولا إياها إلى ثكنات عسكرية، بعد إجبار السكان على الإخلاء القسري، فيما تواصل الآليات العسكرية تمركزها في المنطقة، علما أن بعض هذه المباني لا تزال خاضعة لسيطرة الاحتلال منذ أكثر من شهرين.
وأسفر العدوان الإسرائيلي وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.
كما تسبب العدوان في حركة نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم ما يزيد عن 25 ألف فلسطيني، وتدمير فاق 400 منزل بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية، ما حولهما إلى مناطق معزولة خالية من مظاهر الحياة.
اقرأ أيضاًارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 53 ألفا و272 شهيدا
مصر تدين استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين
استشهاد 10 فلسطينيين إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي خيم النازحين بخان يونس
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم نور شمس مدينة طولكرم ثكنات عسكرية مخيمي طولكرم ونور شمس الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
وسط استعدادات لعملية عسكرية كبرى في غزة.. تصاعد الخلافات داخل الجيش الإسرائيلي
البلاد (القدس)
تشهد الأوساط العسكرية والسياسية في إسرائيل انقسامات واضحة حول مسار الحرب في قطاع غزة، في وقت يستعد فيه الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية غير مسبوقة، قد تشمل تحريك خمس فرق عسكرية كاملة، مع تصعيد لافت في وتيرة الغارات الجوية، خاصة على مناطق شرق مدينة غزة.
وكشفت مصادر إسرائيلية مطلعة عن وجود خلافات عميقة بين قادة الجيش الإسرائيلي؛ بشأن كيفية التعامل مع الوضع العسكري الراهن في غزة. وأكدت تلك المصادر، وفق ما أورده موقع “والا” الإخباري، أن هناك تيارين داخل المؤسسة العسكرية؛ أحدهما يدفع باتجاه مواصلة العمليات العسكرية الواسعة لتحقيق “النصر الحاسم”، في حين يدعو آخرون إلى ضرورة البحث عن مخرج سياسي ينهي الحرب، خاصة بعد أن طالت لأشهر دون تحقيق أهداف إستراتيجية واضحة.
وفي هذا السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، سيعرض خلال الأيام المقبلة أمام المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) عدة خيارات بشأن غزة، تتراوح بين استكمال احتلال القطاع بالكامل أو الدخول في مفاوضات جادة؛ لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
ميدانيًا، كثف الجيش الإسرائيلي هجماته على مناطق مختلفة من غزة، خاصة في حي التفاح شرق المدينة، وسط استمرار الاشتباكات مع مقاتلي كتائب عز الدين القسام. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الكتائب ما زالت تحتفظ بقدرتها القتالية، وتنتشر في عدة مواقع من خان يونس إلى مدينة غزة، وهو ما يعكس حجم التعقيدات الميدانية التي تواجهها القوات الإسرائيلية رغم مرور أشهر على بدء الحرب.
في غضون ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي، صباح أمس، إنذارات جديدة لإخلاء عدة مناطق شمال قطاع غزة، شملت مدينة غزة وأحياء جباليا، الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التفاح، الدرج، الصبرة، ومعسكر جباليا، ضمن ما وصفه المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي بأنه استعداد “لأعمال عسكرية مكثفة” في تلك المناطق.
وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، يدرس الجيش تنفيذ واحدة من أوسع عمليات إخلاء للسكان الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب، كجزء من التهيئة لعملية برية كبرى؛ تهدف إلى ضرب القدرات المتبقية لحركة حماس. ووفقًا للمعلومات المسربة، تشمل الخطة تحريك خمس فرق عسكرية كاملة – وليس بشكل جزئي كما في العمليات السابقة – مع احتمال استدعاء جديد لجنود الاحتياط.
وترى قيادات عسكرية إسرائيلية أن العملية القادمة قد تكون حاسمة في “كسر شوكة” حماس، لكنها تحمل في طياتها مخاطر عالية، خاصة أن القتال سيتم في مناطق مكتظة بالسكان وشبكات أنفاق معقدة؛ ما قد يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
على الصعيد السياسي، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس، اجتماعًا مهمًا مع كبار قادة الأجهزة الأمنية لمناقشة الخيارات المتاحة، خاصة في ظل تعثر مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس. وكشفت تقارير إعلامية أن الفجوات بين الطرفين لا تزال واسعة، ولم يتم حتى الآن اتخاذ قرار بإرسال وفد تفاوضي إلى القاهرة أو الدوحة.
وفي سياق متصل، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عبر منصته “تروث سوشيال”، إلى الإسراع في إبرام صفقة مع حركة حماس من أجل الإفراج عن المحتجزين في غزة. وكتب ترمب:” اعقدوا صفقة غزة.. وأعيدوا المحتجزين”، في إشارة إلى سعيه الشخصي لدفع العملية التفاوضية نحو الأمام.
ومنذ استئناف العمليات العسكرية في مارس الماضي عقب انهيار الهدنة المؤقتة، صعّدت إسرائيل من وتيرة هجماتها وتوغلت في مناطق واسعة خاصة جنوب القطاع، مع فرض حصار خانق على إدخال المساعدات الغذائية والطبية، كما توعدت السلطات الإسرائيلية بعدم الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا، ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
وفي ظل الانقسام داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وعدم وجود توافق سياسي على إنهاء الحرب أو مواصلة التصعيد، تبقى جميع الخيارات مطروحة على الطاولة. فإما أن تتجه الأمور نحو تسوية تفاوضية بوساطة دولية تعيد الأسرى وتوقف إطلاق النار، أو تتصاعد العمليات نحو مواجهة برية شاملة قد تكون الأوسع منذ بداية الحرب على غزة.