البلاد – بغداد
وسط حضور لافت لقادة وزعماء ومسؤولين عرب وشخصيات دولية بارزة، انطلقت اليوم (السبت) في العاصمة العراقية بغداد أعمال الدورة الرابعة والثلاثين للقمة العربية، في ظل تطورات إقليمية ودولية متسارعة، تتصدرها الحرب في غزة، مؤكدة رفضها للتهجير، ودعم السيادة الفلسطينية، والمضي في حلول سياسية وسلمية تحفظ كرامة الشعوب، وتعيد التوازن إلى علاقات العرب فيما بينهم ومع العالم.

كما ثمنت قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رفع العقوبات عن سوريا بطلب من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية، عادل الجبير في كلمة المملكة بالقمة، إن إعلان ترمب رفع العقوبات عن سوريا فرصة عظيمة من أجل بناء التعافي ودعم التنمية، وإعادة الإعمار والازدهار في سوريا، مؤكداً رفض السعودية الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مشدداً على أهمية دعم الحكومة السورية في مواجهة التحديات الأمنية، وضرورة تكثيف الجهود العربية للتصدي لأي محاولات من شأنها زعزعة استقرار سوريا.
وأشار الجبير إلى أن “الظروف الاستثنائية للقضية الفلسطينية تتطلب مواصلة الجهود المشتركة لرفع المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، بجانب وقف جرائم وانتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلية، التي تمثل انتهاكاً صارخاً لقوانين الأمم المتحدة والقوانين والقرارات والأعراف الدولية”. وشدد على استدامة وقف النار في غزة، والرفض القاطع لأي محاولات للتهجير القسري أو فرض حلول لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة من أجل تقرير مصيره.
ولفت إلى أن السعودية مستمرة في عملها الدؤوب تجاه إيجاد حل للأزمة السودانية عبر مواصلة الحوار بين أطراف النزاع، وصولاً لوقف كامل لإطلاق النار وإنهاء الأزمة ورفع المعاناة عن الشعب السوداني الشقيق، بجانب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والمحافظة على سيادة السودان ووحدته، واستقراره، وسلامة مؤسساته، معلناً مواصلة الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، بجانب دعم العملية السياسية للوصول إلى اتفاق يمني لإنهاء الأزمة.
وأكد الجبير أن المملكة تدعم جهود رئيس الجمهورية اللبنانية نواف سلام من أجل إصلاح المؤسسات، وحصر السلاح بيد الدولة، معرباً عن أمل بلاده بأن تحقق الحكومة اللبنانية تطلعات الشعب اللبناني الشقيق والمحافظة على أمن لبنان، واستقراره، ووحدة أراضيه. وأضاف: “بينما نواصل جهودنا المشتركة لمواجهة ما تشهده منطقتنا من تحديات سياسية وأمنية، نؤكد ضرورة تعزيز وتوسيع العمل العربي المشترك، وبلورة المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية، ومواصلة مسيرة التطور والتنمية، بما يخدم مصالحنا ويحقق تطلعات شعوبنا نحو مستقبل مزدهر وآمن”.
وتتزامن القمة مع استمرارية الحرب في غزة، حيث تواصل إسرائيل غاراتها الجوية وتوسع عملياتها العسكرية. وكان وزراء الخارجية العرب قد أقروا في قمة طارئة عقدت في القاهرة في مارس الماضي خطة لإعادة إعمار غزة كبديل للمقترح الأمريكي الذي قدمه الرئيس السابق دونالد ترامب، والداعي إلى تهجير سكان القطاع ووضعه تحت إدارة أمريكية.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أوائل القادة الذين وصلوا إلى بغداد للمشاركة في القمة. وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال القمة، مشدداً على دعم قرارات قمة القاهرة السابقة.
وتنعقد القمة في ظل تغييرات داخل سوريا، حيث يعمل الرئيس الجديد أحمد الشرع على فتح صفحة جديدة مع العالم العربي والمجتمع الدولي، بعد رفع العقوبات الأمريكية عن دمشق. ويترأس وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وفد بلاده في القمة، فيما تستمر بغداد في التعامل بحذر مع الملف السوري، مع التطلع إلى إعادة بناء علاقات ثنائية قائمة على المصالح المشتركة.
وتجري القمة بينما تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني. وبوساطة عمانية، أجرت إدارة ترامب أربع جولات من المحادثات مع طهران، حيث أكد ترامب مؤخراً أنه يقترب من التوصل إلى اتفاق جديد، محذراً إيران من مواجهة عسكرية في حال فشل التفاوض.
وتُعقد قمة بغداد بعد 12 عاماً من القمة السابقة التي استضافتها العاصمة العراقية عام 2012، والتي جرت في ظروف أمنية صعبة آنذاك وسط الحرب الأهلية السورية وتحديات داخلية في العراق. أما حالياً فتتزين شوارع بغداد بأعلام الدول العربية الـ22، في مشهد يعكس استقراراً نسبياً شهدته البلاد بعد عقود من الحروب.
قمة بغداد الرابعة والثلاثون لجامعة الدول العربية، تمثل منصة مهمة لإعادة التأكيد على الثوابت العربية في القضية الفلسطينية، وسط تحديات إقليمية تتصل بسوريا، وإيران، وملفات الأمن الإقليمي.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: القمة العربية في بغداد رفع العقوبات عن سوريا عادل الجبير رفع العقوبات

إقرأ أيضاً:

بمشاركة الرئيس السيسى| انطلاق القمة العربية الـ34 فى بغداد.. نواب: فرصة لاستعادة الدور العربى .. وبلورة موقف واحد تجاه التحديات الراهنة

برلماني: قمة بغداد تستهدف عودة الهدوء للمنطقة وتوحيد الصف العربينائب: قمة بغداد محطة هامة لتحقيق التكامل الاقتصادي والأمنيبرلماني: قمة بغداد تأكيد على الموقف العربي المشترك لدعم غزة

توجه الرئيس السيسي اليوم إلى العاصمة العراقية بغداد، وذلك للمشاركة في الدورة العادية الرابعة والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.


وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي بأن الرئيس سيلقي كلمة مصر خلال القمة، حيث يستعرض رؤية مصر بشأن التحديات التي تواجهها المنطقة، وعلى رأسها التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، وسبل استعادة الاستقرار الإقليمي.


ويسعى العراق من خلال استضافته للقمة إلى تقديم نموذج جديد في العمل العربي المؤسسي، يقوم على تجاوز الخلافات الثنائية والتركيز على القضايا المصيرية، وخاصة ما يتعلق بفلسطين.

في هذا الصدد،  قال النائب إبراهيم الديب، عضو مجلس النواب، إن القمة العربية التى تستضيفها بغداد فرصة لتوحيد الرؤى العربية ولم الشمل العربي، وبلورة موقف واحد تجاه التحديات الراهنة التي تشهدها المنطقة بالكامل فى ظل اتساع دائرة الصارع، وفى نفس الوقت تأكيد على الدور المصري المحوري فى حماية الأمن القومي العربي.
 

وأوضح الديب، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، أكد دعم مصر لكافة الجهود الرامية إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، مشيراً إلى الأهمية البالغة التي تكتسبها القمة التنموية في هذا السياق، وأن القمة خطوة تعكس عودة العراق القوية إلى محيطه العربي، ودعم مصر لجميع الجهود الرامية إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وهو ما يؤكد الدور المنشود من القمة فى ظل الدعم المصرى غير المحدود للجهود التى تستهدف نشر السلام فى المنطقة.
 

وأكد الديب، أن القمة تستهدف وضع حزمة من الحلول الجذرية للتحديات التي تشهدها المنطقة والصراعات والتوترات الجيوسياسية التي تهدد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وضرورة لم الشمل العربى فى مواجهة التحديات الراهنة، ودعم كافة الجهود الرامية لتعزيز التضامن العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية، ومساندة الدول التي تمر بأزمات سياسية وأمنية واقتصادية، في سبيل تحقيق الاستقرار الشامل.

وأشار النائب إبراهيم الديب، إلى أن القمة تتطرق إلى العديد من الملفات، مع التأكيد على أن مواجهة المستجدات الدولية والاقليمية لم يعد قاصرا على السياسة، وإنما يمتد إلى أبعاد أخرى، أبرزها خلق شراكات تحمل طبيعة اقتصادية ولكنها في واقع الأمر تساهم في تعزيز حالة التقارب بين الدول العربية، في لحظات فارقة فى تاريخ المنطقة.


من جانبه، أكد النائب عادل اللمعي، عضو مجلس الشيوخ، أن انطلاق القمة العربية الرابعة والثلاثين بالعاصمة العراقية بغداد، يأتي بالتزامن مع استمرار القصف الإسرائيلي الغاشم على الأراضي الفلسطينية، وخطوات الكيان الصهيوني نحو تصفية القضية الفلسطينية من خلال تنفيذ مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني، حيث تتم عملية التنفيذ بشكل تدريجي إستناداً على حرب الإبادة الممنهجة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بلا هوادة منذ أكتوبر عام 2023 والتي أدت حتى الآن إلى تدمير معظم أنحاء القطاع واستشهاد وإصابة وفقد عشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين.

وأضاف "اللمعي"، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة بغداد يؤكد على الموقف المصري الراسخ نحو دعم القضية الفلسطينية والرفض القاطع لمخطط التهجير القسري ومايحدث على أرض غزة لجعلها غير قابلة للحياة حتى يتم تهجير أصحاب الأرض إلى الخارج، وسط صمت من المجتمع الدولي على حجم الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن قمة بغداد التي تنطلق اليوم تمثل محطة محورية في مسار التنسيق الإقليمي وتعزيز الأمن القومي العربي، في ظل ما تمر به المنطقة من تحديات جيوسياسية متصاعدة، مضيفا أن انعقاد القمة في هذا التوقيت يحمل أهمية خاصة لمصر، لا سيما مع ما تشهده قناة السويس من تحولات وظروف استثنائية تتطلب دعمًا وتفاهماً إقليميًا لضمان استقرار الملاحة الدولية وسلامة سلاسل الإمداد.

وأوضح النائب عادل اللمعي، أن قناة السويس تمثل شريانًا حيويًا ليس لمصر وحدها، بل للاقتصاد العالمي بأسره، وأن أي تصعيد في المنطقة، سواء في الخليج أو البحر الأحمر، ينعكس مباشرة على الأمن البحري وعلى المصالح الاستراتيجية للدول المشاركة في القمة، مشيراً إلى أن مصر تنظر إلى قمة بغداد كفرصة لإعادة ترتيب الأولويات الإقليمية والتأكيد على أهمية العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات، من خلال الخروج بنتائج عملية تنعكس على استقرار المنطقة و وقف إطلاق النار.


في سياق متصل، أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، بأن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة بغداد اليوم تعكس التزام مصر الثابت بدعم وحدة الصف العربي وتعزيز التعاون المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن تلك القمة تمثل محطة مهمة في تنسيق الجهود العربية في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات سياسية واقتصادية، مشددًا على أن انعقاد هذه القمة يأتي في توقيت بالغ الحساسية، ويتطلب طرح ملفات رئيسية على رأسها: تعزيز الأمن القومي العربي، مواجهة التدخلات الخارجية في الشأن العربي، ودعم الاستقرار في الدول التي تعاني من أزمات، وفي مقدمتها فلسطين وسوريا واليمن.

وأضاف "أبو الفتوح " ، أن القمة تمثل فرصة حقيقية لوضع رؤية عربية موحدة للتعامل مع التحديات الراهنة، وتحقيق التكامل الاقتصادي العربي، مشيرًا إلى أن مصر تظل دائمًا داعمة لأي جهد عربي يسعى لتعزيز التضامن والوحدة والعمل المشترك، لاسيما إزاء الوضع الراهن في غزة والذي يحمل في طياته أزمات لا متناهية تهدد الأمن داخل المنطقة وتمثل تحدى وخطر كبير للأمن القومي المصري .

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن القمة العربية الرابعة والثلاثين بالعاصمة العراقية، يجب أن تتبنى موقف عربي موحد تجاه القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مع التأكيد على وقف العدوان الإسرائيلي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، وأيضا رفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، خاصة من القوى الإقليمية والدولية التي تسعى لزعزعة الاستقرار أو فرض أجندات خاصة، مؤكداً على أهمية تعزيز التعاون الأمني بين الدول العربية لمواجهة التهديدات المشتركة.

وطالب الدكتور جمال أبو الفتوح، بضرورة أن
تناقش القمة الأزمات الاقتصادية بالمنطقة لكي نخرج بخطة عربية مشتركة للتعافي الاقتصادي، تشمل دعم الدول المتضررة من الأزمات والحروب، وتعزيز التكامل الاقتصادي والتجاري، مع التأكيد على أهمية دعم جهود المصالحة العربية – العربية، وتأكيد أهمية الحوار في حل الخلافات بين الدول الشقيقة، مع وضع آلية تنفيذية لمتابعة ما يُتفق عليه في القمة، لضمان تحويل التوصيات إلى خطوات عملية ملموسة.

طباعة شارك الرئيس السيسي بغداد القضية الفلسطينية غزة فلسطين قمة بغداد مجلس النواب

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مؤتمر صحفي بختام أعمال القمة العربية الـ34 في بغداد: “إعلان بغداد” يؤكد أهمية دعم سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها
  • قمة بغداد ترفض تهجير الفلسطينيين وتدعو لعملية سياسية شاملة في سوريا
  • الجبير: المملكة تجدد رفضها الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا.. وترفض تهجير الفلسطينيين تحت أي ظرف
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني في كلمة سوريا خلال القمة العربية في بغداد: يشرفني أن أنقل إليكم تحيات السيد الرئيس أحمد الشرع وتحيات الشعب السوري المتمسك بعروبته
  • الرئيس السيسي: لا بد من استثمار رفع العقوبات الأمريكية لمصلحة الشعب السوري
  • عاجل- الرئيس السيسي: مصر تنظم مؤتمر دولي للتعافي وإعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار
  • بمشاركة الرئيس السيسى| انطلاق القمة العربية الـ34 فى بغداد.. نواب: فرصة لاستعادة الدور العربى .. وبلورة موقف واحد تجاه التحديات الراهنة
  • مستشار السوداني لـ”سبوتنيك”: القمة العربية تمثل فرصة استراتيجية للعراق لاستعادة مكانته الإقليمية
  • وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال مؤتمر صحفي في أنطاليا التركية: الرئيس ترمب سيصدر إعفاءات أولية من العقوبات عن سوريا، وهذه فرصة تاريخية لسوريا