الثورة نت:
2025-12-14@11:54:12 GMT

هل سينقذون غزة من الجوع؟! 

تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT

هل سينقذون غزة من الجوع؟! 

ربما من أسوأ ما على النظام العربي مواجهته هو أن تكون الشعوب العربية فاقدة للثقة فيه وفي قدرته على فعل شيء انتصارا لقضايا بلدان المنطقة.

قُبيل قمة بغداد التي جاءت عقب أشهر قليلة من قمة القاهرة، اتسمت معظم التحليلات وحتى تدوينات الناشطين- أكانت لهم علاقة بالسياسة أو عابري وسائل تواصل- بالتشاؤم وأحيانا بالسخرية.

وهذه الظاهرة تتكرر دائما، وليست مسألة طارئة، فموقف النظام العربي تجاه قضايا الأمة -وعلى رأسها القضية الفلسطينية- كانت دائما سلبية وعاجزة عن الخروج بصوت صريح وملزم لتمكين الشعب الفلسطيني من أن يعيش على أرضه حرا مستقلا، فكيف ونحن طوال ما يقارب العامين نشهد جريمة إبادة جماعية بحق هذا الشعب ولم نر أي تحرك عربي مؤثر لإنقاذ المواطنين في غزة.

لم تختلف قمة بغداد عن قمة القاهرة، فالدافع واحد هو غزة مع إضافة سوريا هذه المرة، والمخرجات، بيان مغلوب على أمره.. نعم قد يكون وحّد الكلمة لكن حاجة الواقع قد تجاوزت هذا الإنجاز إلى التحرك الفعلي لوضع نهاية لما يعيشه الفلسطينيون.

المؤلم أنه طوال المأساة الفلسطينية لم يكن هناك فعلا عربي ملموس ومؤثر لصالح القضية، والمشكلة تبدو اليوم أكثر إيلاما مع ظهور حالة من التماهي مع الأهداف الأمريكية والصهيونية في الأراضي المحتلة.

ربما كان موفقا في قمة القاهرة ظهور ذلك الصوت الموّحد والرافض لتهجير الفلسطينيين من بلادهم، لكن ولأن الأمر لم ينتقل من خانة الكلام إلى خانة الفعل ولو بممارسة الضغط، يعود موضوع التهجير إلى الواجهة وبقوة مدعوما بحالة الود المتبادلة بين ترامب -صاحب المشروع- وبعض الأنظمة العربية.

ولا يبدو أن قمة بغداد ستمثل تحولا في شكل التعاطي مع جرائم الاحتلال، بحيث تنتقل بهذه المُطالبة إلى خانة الفعل، وإن كانت ستتحرك لوضع سياسة إعمار لغزة المدمرة. لذلك الشارع العربي لا يثق بأي اجتماع لقادة أنظمة دولنا العربية ولا ينتظر منه شيئاً مختلفاً عما ألفوه في كل القمم السابقة.

انعقدت القمة وغزة في ذروة الجوع والعطش بسبب الحصار غير الإنساني الذي يفرضه الكيان الصهيوني، فضلا عن استمرار الآلة العسكرية في تدمير ما تبقى من المدمر أصلا، فهل أمكن لهذه القمة على الأقل فرض إدخال المساعدات الإنسانية وفورا؟!

قمة كهذه كان من الطبيعي أن تكون طارئة جدا، وأن تخصص للعمل على وضع آلية لرد العدوان الإسرائيلي عن غزة، وأن تخرج بقرارات مدعومة بتأكيدات على تنفيذها ومتابعة ذلك، في ما يشبه حالة الاستنفار لفرض إرادة الأمة في الانتصار لجزء منها، ولا يعني الأمر بالضرورة التحرك العسكري فهذا الأمر يمكن في مرحلة لاحقة، بعد مرحلة الضغط، فوطننا العربي لا تزال بيده الكثير من أوراق الضغط التي يمكن أن تجبر بها أمريكا بصورة أكيدة لإلزام العدو الإسرائيلي باحترام القانون الدولي وإيقاف عدوانه عن غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين.

لا شيء من ذلك يبدو أنه سيحدث، فالقمة اتفقت على التزام ذات الدبلوماسية الأنيقة في صيغة البيان، مع رفع حِدة بعض المفردات أحيانا ولا أكثر، وإن كنا -رغم كل ذلك- سنمنح أنفسنا مساحة من حسن الظن وسنترقب في ما سيتبع من تحركات لجهة تحويل مضامين البيان في ما يتعلق بغزة المحاصرة إلى فعل ينقذ النساء والأطفال والشيوخ.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حكايات سودانيين هربوا من الرصاص ببلادهم ليواجهوا الجوع في تشاد

في مخيم "كارياري" شرقي تشاد، يواجه آلاف اللاجئين السودانيين واقعا مريرا، فبعد رحلة شاقة وطويلة قطعوها سيرا على الأقدام للوصول إلى تشاد هربا من الرصاص القاتل، وجدوا أنفسهم بمواجهة معاناة مريرة في ظل نقص أساسيات الحياة من مأوى ومأكل وشراب.

وفي وسط الصحراء، اضطر اللاجئون السودانيون للاستعاضة عن الخيام بأغصان الأشجار والعصي الجافة، في حين يكابدون الصعاب لتأمين بعض الطعام والماء لسد جوع وعطش أطفالهم.

وفي ظل الواقع المأساوي والمؤلم الذي وجدت فاطمة نفسها وأسرتها فيه، أصبحت هذه السيدة مضطرة لصنع حياة من العدم، لذلك استخدمت قطع القماش المهترئة التي تملكها وبعض العصي الجافة التي جمعتها من العراء لبناء مأوى بسيط يأوي عائلتها المكونة من 8 أفراد، بعد أن عزّت الخيام وتأخرت المساعدات.

وفي مخيم كارياري تتشابه قصص الهروب من جحيم الحرب في السودان، لكن التفاصيل تحمل وجعا خاصا لكل أسرة.

وتروي فاطمة لمراسل الجزيرة فضل عبد الرازق، بكثير من المرارة تفاصيل رحلة اللجوء المريرة إلى تشاد والتي استمرت 15 يوما سيرا على الأقدام، ولم تكن مشقتها في طول المسافة فحسب، بل واجهت مع أسرتها "قطاع الطرق" الذين يترصدون الفارين.

تقول فاطمة بلهجة سودانية مثقلة بالخوف الذي لم يغادرها بعد "الطريق كان مليئا بالمسلحين، يطلبون المال قسرا، ومن لا يملك المال لا يمر، لفينا ودرنا وسيرنا على الأقدام حتى وصلنا إلى هنا".

مأوى من لا مأوى له

الضغط الهائل على المنظمات الإنسانية جعل من الاستجابة السريعة أمرا أشبه بالمستحيل، خاصة مع تزايد الأعداد يوميا، بينما الموارد تتضاءل، ليجد اللاجئون أنفسهم وجها لوجه مع الطبيعة القاسية.

وتصف إحدى اللاجئات للجزيرة المشهد بدقة مؤلمة: "نحن نجلس في الوادي، "بلا طعام، ولا أي مقومات للحياة" وتضيف أن الناس "يفترشون الأرض ويلتحفون الشجر".

نداءات الاستغاثة التي تطلقها هؤلاء النسوة تتلخص في مطلب واحد: "ساعدونا لنبقى على قيد الحياة".

إعلان

وإذا كان المأوى "ناقصا"، فإن الحصول على شربة ماء بات معركة يومية، وترصد كاميرا الجزيرة صفوفا تمتد لعشرات الأمتار أمام نقاط توزيع المياه.

إذ يقف اللاجئون ساعات طوال تحت شمس تشاد الحارقة، وفي نهاية هذا الانتظار المرهق، قد لا يحصل الفرد إلا على لترات قليلة، لا تكاد تبلغ الحد الأدنى من معدل الاستهلاك الآدمي اليومي.

بصيص أمل

وسط هذا المشهد القاتم، تبرز قصص صغيرة للنجاة، تحكي لاجئة أخرى "زينب"، كيف تمكنت بعد عناء من تسجيل اسمها في قوائم برنامج الأغذية العالمي.

وتصف البطاقة التي يمحنها لها برنامج الأغذية العالمي، أنها "بطاقة الحياة"، إذ ستتمكن من شراء بعض المواد الغذائية من السوق المحلي، لتسد رمق أطفالها بعد جوع طويل.

ويختصر هؤلاء الفارون من الموت يومهم في "كارياري" بين محاولات ترقيع مأواهم الهش، والوقوف في طوابير الانتظار الطويلة.

وعلى الرغم من قسوة الواقع، يظل الأمل هو الزاد الوحيد؛ الأمل في أن تكون هذه المحطة القاسية بداية لطريق أكثر أمنا واستقرارا، بعيدا عن دوي الرصاص الذي خلفوه وراء ظهورهم.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء حرب بين الجيش السوداني والدعم السريع اندلعت منذ أبريل/نيسان 2023 بسبب خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.

مقالات مشابهة

  • مؤكدة الالتزام بدعمهم.. الجامعة العربية تحيي اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • الجوع يهدد نحو 22 مليون مواطن.. السودان يواجه مجاعة متزايدة!
  • انطلاق فعاليات المنتدى العربي الإفريقي للشباب من القاهرة إلى الأقصر
  • "بين القاهرة وفلسطين".. أمسية ببيت الشعر العربي الأحد
  • تراث الجمال العربي يتوج عالميًا… الكحل التونسي على لائحة اليونسكو
  • أكثر من 12 مليون شخص في ميانمار يواجهون الجوع الحاد العام المقبل
  • في ذكرى ميلاده.. «نجيب محفوظ» رجل صاغ القاهرة من طين الحكايات وصنع للروح العربية مرآتها الحقيقية
  • الجوع والبرد يجتمعان في غزة.. والسيول تزيد الطين بِلة (فيديو)
  • حكايات سودانيين هربوا من الرصاص ببلادهم ليواجهوا الجوع في تشاد
  • عائلات في لبنان تعاني من الجوع.. والأرقام تكشف وضع الأطفال