السودان يواجه «أسوأ مستويات» انعدام الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
يُعاني ملايين السودانيين أزمة إنسانية حادة، جراء انعدام الأمن الغذائي بمستويات خطيرة، في ظل استمرار النزاع المسلح الذي تشهده البلاد منذ أبريل 2023، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن السودان يواجه أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد، مما يجعل نحو 25 مليوناً يُعانون الجوع، وسط تحذيرات من مجاعة حقيقية تشهدها بعض المناطق السودانية، خصوصاً مع استمرار تراجع القدرة على الوصول إلى الغذاء.
وأفاد المكتب الأممي، بأن النزاع وغياب الأمن، والنزوح، والصدمات الاقتصادية، تُعد من المسببات الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي، حيث أدت هذه العوامل إلى ظهور أزمة غذائية معقدة لا تزال تؤثر على حياة ملايين الأشخاص، لا سيما مع وجود قيود وعراقيل تحد من حركة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين من النزاع. أخبار ذات صلة
انهيار حاد
وأكد المحلل السياسي السوداني، مصعب يوسف، أن احتكار حكومة الأمر الواقع في «بورتسودان»، التابعة للقوات المسلحة السودانية، للمساعدات الإنسانية واستخدامها لتحقيق أهداف سياسية تسبب في تدهور الأوضاع المعيشية لملايين المواطنين في مناطق النزاع، مما أدى إلى تفشي المجاعة وفقدان الغذاء بصورة واسعة، وبالأخص في الولايات التي لا تصلها المساعدات الإنسانية بسبب القيود المفروضة عليها.
وقال يوسف، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية والأممية، عكست واقعاً مؤسفاً للغاية، حيث وثقت الانهيار الحاد في الأمن الغذائي السوداني، والحاجة الماسة والعاجلة إلى المساعدات الإغاثية، مشدداً على ضرورة فتح ممرات آمنة لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين المتضررين في مختلف مناطق النزاع. وأشار إلى أن استمرار النزاع يُنذر بكارثة إنسانية تشمل غالبية الولايات والمدن السودانية، مطالباً بتكثيف الجهود الإقليمية والدولية لرفع القيود والعراقيل أمام حركة المساعدات الإنسانية، وضمان وصولها إلى المحتاجين، بعيداً عن التوظيف السياسي للمساعدات والإمدادات الغذائية الذي تمارسه سلطات الأمر الواقع في «بورتسودان».
ممارسات «الكيزان»
من جانبه، شدد القيادي في حزب المؤتمر السوداني، أيمن عثمان، على أن ممارسات وجرائم «الكيزان»، من عناصر ورموز التنظيمات التابعة لجماعة «الإخوان»، على مدار 30 عاماً أدت إلى انهيار كارثي للأمن الغذائي في السودان، محذراً من خطورة تداعيات النزاع المسلح الذي أدى إلى تدمير الاقتصاد الوطني والبنية التحتية الزراعية.
وأوضح عثمان لـ«الاتحاد» أن ملايين السودانيين يواجهون الجوع الحاد، في ظل استمرار الحرب العبثية الحالية، وتفشي الفساد بصورة مقلقة، مشيراً إلى أن المنظمات الأممية والدولية، أبرزها برنامج الأغذية العالمي، تحذر من خطورة الوضع المروع الذي يعيشه السودان حالياً.
ولفت إلى أن جماعة «الإخوان»، عبر أذرعها داخل القوات المسلحة السودانية، تُعيق حركة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين من النزاع، وتعمل على إفشال المواسم الزراعية، ما تسبب في تفشي المجاعة على نطاق واسع.
وأشار القيادي في حزب المؤتمر السوداني، إلى أن أتباع جماعة «الإخوان»، سواء داخل القوات المسلحة السودانية أو خارجها، يتعاملون كسلطة أمر واقع في «بورتسودان»، ما يثبت مسؤوليتهم المباشرة عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد، مناشداً منظمات المجتمع الدولي للتدخل العاجل لوقف العبث بحياة ملايين المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء، ومحاسبة المتورطين في جرائم الحرب التي تشهدها بعض مناطق النزاع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمن الغذائي المجاعة الإخوان المسلمين القوات المسلحة السودانية السودان بورتسودان المساعدات الإنسانیة الأمن الغذائی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصحة السودانية تقدم معالجة سريرية الناجيات من العنف الجنسي في 25 مركزاً صحياً
تزايدت حالات العنف الجنسي في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، حيث وثقت تقارير أممية تعرض المئات من النساء والفتيات لانتهاكات جسيمة، بينها الاغتصاب الجماعي والاستغلال الجنسي
الخرطوم: التغيير
أعلنت وزارة الصحة السودانية، عن إدخال خدمة المعالجة السريرية للناجيات من الاغتصاب في 25 مركزاً صحياً موزعة ضمن مشروع “تعزيز مرونة المجتمعات” في سبع ولايات متأثرة بالنزاعات والأزمات، وذلك عقب تدريب 29 كادراً طبياً مختصاً.
وأكدت مديرة البرنامج القومي للصحة الإنجابية بالوزارة، أمل محمود، في ختام الورشة التدريبية بمدينة كسلا، أهمية تطبيق المهارات المكتسبة عملياً في المراكز الصحية، مشددة على ضرورة استمرارية التدريب لضمان تقديم رعاية آمنة ومهنية للناجيات من العنف الجنسي.
وجاءت الورشة التي استمرت خمسة أيام، بتنظيم من البرنامج القومي للصحة الإنجابية، وبدعم من منظمة اليونيسيف وتمويل من البنك الدولي، واستهدفت أطباء ومساعدين طبيين.
وتزايدت حالات العنف الجنسي في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، حيث وثقت تقارير أممية تعرض المئات من النساء والفتيات لانتهاكات جسيمة، بينها الاغتصاب الجماعي والاستغلال الجنسي، لا سيما في إقليم دارفور والعاصمة الخرطوم.
ووفقاً لتقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان في أواخر 2024، فإن أكثر من 3,300 حالة عنف جنسي قد تم الإبلاغ عنها في السودان، في حين يُقدّر أن الأعداد الحقيقية تفوق ذلك بكثير نتيجة الخوف من الوصمة وضعف إمكانيات الإبلاغ.
ويُعد دعم الناجيات من العنف الجنسي أحد التحديات الكبرى في النظام الصحي السوداني، في ظل تدهور البنية التحتية وتوقف العديد من المراكز الصحية عن العمل بسبب الحرب، حيث تشير التقديرات إلى أن أقل من 40% من المرافق الصحية تعمل حالياً بكامل طاقتها.
الوسومالاغتصاب العنف الجنسي المتصل بالنزاع وزارة الصحة السودانية