صالون معهد التخطيط يناقش معضلات المشروع الحداثي: من تحلل السياق إلى وهن الأخلاق
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
استضاف الدكتور أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، الأستاذ الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، في ثالث حلقات صالون المعهد للعام الأكاديمي 2024/2025، تحت عنوان "معضلات المشروع الحداثي: من تحلل السياق إلى وهن الأخلاق"، وذلك بحضور نخبة من الشخصيات العامة، والوزراء السابقين، والمتخصصين، والمهتمين بالشأن الفكري والثقافي.
في مستهل اللقاء، أوضح الأستاذ الدكتور أشرف العربي أن هذه الحلقة تهدف إلى تسليط الضوء على الأزمة الأخلاقية التي عصفت بالمشروع الحداثي، وما أفرزته تحولات ما بعد الحداثة من واقع اجتماعي وثقافي جديد أفضى إلى تآكل القيم وتراجع البنى الأخلاقية.
وأشار إلى ضرورة تقديم مقترحات وحلول لمواجهة هذه الأزمة، خاصة في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع، والتحديات العالمية المتعاقبة.
من جانبه، قدّم الأستاذ الدكتور أحمد زايد طرحًا فكريًا معمقًا حول مفهوم الحداثة، مؤكدًا أنها تمثل حالة مستمرة من الانفتاح والتجدد، وقوة دافعة نحو التغيير وتحطيم الثوابت الجامدة، بما في ذلك التقاليد والموروثات.
وبيّن أن مشروع الحداثة كان القوة الدافعة وراء النظام الرأسمالي، لكنه أيضًا ارتبط بمفاهيم السيطرة والاستعمار.
واستعرض الدكتور زايد المسارات التي مر بها المشروع الحداثي، مشيرًا إلى أنه انحرف عن المبادئ الأخلاقية التي تأسس عليها منذ فلاسفة العصور القديمة مثل أرسطو وأفلاطون وابن رشد، مرورًا بالعصور الوسطى وعصر النهضة الذي جسّد قيم الخير والجمال والعقد الاجتماعي.
وأكد زايد أن هذا الانحراف أدى إلى تراجع الأخلاق، وظهور سياقات اجتماعية هشة، وانتشار نزعات فاشية وشعبوية وأصولية، إلى جانب عودة أساليب الهيمنة التقليدية. كما أشار إلى أن التقدم التكنولوجي قد خلق مجتمعات متسارعة الإيقاع يصعب على الأفراد مواكبتها أو التكيّف مع متطلباتها، مما نتج عنه تآكل مفهوم المتعة وتفاقم مشاعر القلق والخطر.
وتناول زايد أخلاقيات ما بعد الحداثة، التي تتسم بغياب الثوابت وصعوبة التنبؤ بالمستقبل، مؤكدًا أن العلاقة بين الفرد وذاته أصبحت أكثر حضورًا من علاقته بالمجتمع، في ظل تلاشي المعايير العامة. ورأى أن الأخلاق تبدأ من داخل الفرد، وتُبنى على وعيه الذاتي بالمعرفة وأهمية العيش المشترك، بما يُمكنه من التكيّف الواعي مع المجتمع.
واختتم الدكتور زايد حديثه بالتأكيد على أهمية إعادة الاعتبار للأخلاق من خلال حداثة إنسانوية جديدة، تُعلي من شأن الفرد، وتناهض تغوّل السوق، وتسهم في بناء ذات إنسانية داخل منظومة مجتمعية متكاملة تشمل الأسرة والتعليم والثقافة. كما دعا الطبقة المتوسطة إلى مراجعة خطابها الأخلاقي ودورها المجتمعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معهد التخطيط القومي الاستعمار التخطیط القومی
إقرأ أيضاً:
قومي البحوث: المشروع القومي للطرق يستخدم بويات مصرية مضيئة بنسبة تصنيع محلي 75%
كشف الأستاذ بمعهد بحوث الصناعات الكيماوية بالمركز القومي للبحوث الدكتور أحمد إسماعيل، عن إنتاج بويات الطرق بتقنية الرش على الساخن، التي تسمى البويات الفسفورية المضيئة ليلا، وذلك بخامات مصرية محلية تصل نسبة المكون المحلي فيها إلى 75%، وتستخدم في العلامات الأرضية وتحديد المسارات، وذلك ضمن مبادرة "بديل المستورد" التي أطلقها المركز.
وقال إسماعيل، في تصريح اليوم /الأربعاء/، إن هذا المنتج تم استخدامه بالفعل في المشروع القومي للطرق الذي تنفذه الدولة، ويتضمن إنشاء 7 آلاف كم من الطرق، ويستهلك كميات ضخمة من بويات الطرق، مشيرا إلى أنه تم توفير استيراد البويات بالكامل لـ7 آلاف كيلو بفضل المنتج المحلي.
وأضاف أن البويات المنتجة تتمتع بدرجة عالية من الثبات في الظروف البيئية المختلفة، مما يجعلها مناسبة لمتطلبات البنية التحتية للطرق، كما أنها تحقق وفرا اقتصاديا كبيرا في هذا المجال، مشيرا إلى أن المصانع بدأت بالفعل في تصدير هذا المنتج إلى عدد من الدول العربية والإفريقية، مما يعزز من مكانة المنتج المصري في الأسواق الإقليمية والدولية.
يذكر أن مبادرة "بديل المستورد" التي أطلقها المركز القومي للبحوث، تهدف إلى تقديم حلول تكنولوجية تسهم في معالجة القضايا القومية، من خلال تعزيز الوعي بمخرجات البحث العلمي التطبيقي وتسليط الضوء على الابتكارات والحلول البحثية الوطنية، كما تهدف إلى دعم منتجات البحث العلمي المحلي كبدائل فعالة ومنافسة للمنتجات المستوردة.
وفي هذا السياق، تقوم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتعاون مع المركز القومي للبحوث، بإطلاق سلسلة من الحلقات التعريفية بعنوان "بديل المستورد 2025"، التي تركز على إبراز المنتجات البحثية المصرية القابلة للتطبيق الصناعي، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز الوعي المجتمعي بقدرات البحث العلمي الوطني.