طريقة تقسيم الأضحية وحكم التصدق منها والفئات المستحقة
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
تقسيم الأضحية.. تُعد الأضحية من أهم الشعائر الدينية التي يقوم بها المسلمون في عيد الأضحى، وهي سنة مؤكدة في الإسلام، يتبع بها المسلمين سنة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وتتميز هذه الشعيرة بالتقرب إلى الله بالذبح من الأنعام.
ويتساءل العديد من المسلمين عن كيفية تقسيم الأضحية وما هو حكم التصدق منها، بالإضافة إلى معرفة الفئات المستحقة للأضحية، وتوفر «الأسبوع» في هذا التقرير جميع التفاصيل المتعلقة بالأضحية، بدءًا من كيفية تقسيمها إلى أحكام التصدق منها.
تعتبر الأضحية من الأنعام (الإبل، البقر، الغنم) التي يتم ذبحها بعد صلاة عيد الأضحى المبارك وفقًا لوقت محدد، وتختلف طريقة تقسيم الأضحية من مذهب فقهي لآخر، لكن هناك عدة آراء تم تداولها بين العلماء والمذاهب.
1- الرأي الأول (الحنفية والحنابلة):
يفضل تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء.
- ثلث للمضحي: حيث يمكن للمضحي وأسرته تناول هذا الجزء.
- ثلث للفقراء والمحتاجين: يعتبر التصدق على الفقراء جزءًا أساسيًا من عملية الأضحية.
- ثلث للإهداء: وهو الجزء الذي يهدى إلى الأقارب والجيران.
وفي حال كان المضحي قادرًا على الصدقة أكثر من ثلث الأضحية، فيجدر به أن يفعل، خاصةً إذا كان قادرًا على ذلك.
2. الرأي الثاني (الشافعية):
يرى الشافعية أن الأضحية يجب أن تُوزع بشكل رئيسي على الفقراء والمحتاجين، وأنه يُستحب أن يأخذ المضحي منه القليل فقط.
3. الرأي الثالث (المالكية):
المالكية يرون أن الأضحية لا تُشترط فيها طريقة معينة في التقسيم، ويجوز للمضحي أن يوزع الأضحية كما يشاء، يمكنه أن يأكل منها، ويتصدق بها، ويهدي منها دون التقيد بثلث أو ربع.
حكم التصدق من الأضحيةيتفق العلماء على أن التصدق من الأضحية أمر مستحب، إلا أنهم يختلفون في حكمه من حيث الوجوب أو الاستحباب:
القول الأول (الشافعية والحنابلة):
يرون أنه يجب التصدق من لحم الأضحية. ويستدلون بآية القرآن الكريم: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، وقول الله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، بناءً على ذلك، فالتصدق من الأضحية يعد فرضًا حتى يجزئ عن الشخص.
القول الثاني (الحنفية والمالكية):
يرون أن التصدق من الأضحية ليس واجبًا بل هو مستحب، ويجوز للمضحي أن يأكل من الأضحية كلها أو يتصدق بجزء منها حسب رغبته.
الفئات المستحقة للأضحية1- الفقراء والمحتاجين:
يُعد الفقراء من أكثر الفئات المستحقة للأضحية، فمن خلال التصدق من الأضحية، يتحقق الفقراء من استفادة حقيقية من الأضحية، من الأفضل أن يتم توزيع جزء من الأضحية على الفقراء الذين يعانون من ضائقة مالية، خاصةً في المناطق التي تكثر فيها الحاجة.
2- الأقارب والجيران:
من السنة في الإسلام أن يُهدى جزء من الأضحية للأقارب والجيران، وهذا من باب البر والصلة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوزع الأضحية على أهله وأصحابه.
3- المضحي وأسرته:
يُعتبر تناول المضحي وأسرته من الأضحية أمرًا جائزًا، بشرط ألا يأخذوا منها أكثر من ثلث الأضحية وفقًا للأراء الفقهية الشائعة.
4- اليتامى والأرامل:
في حال وجود يتامى أو أرامل في المجتمع، فيجب أن يتم توزيع الأضحية عليهم باعتبارهم من الفئات التي تستحق المساعدة والعون.
5- العمال والمحتاجين في أماكن العمل:
إذا كانت الأضحية تخص شخصًا يعمل في مكان جماعي (مثل أماكن العمل)، فيجدر بالمضحي أن يوزع بعضًا منها على العمال المحتاجين إلى ذلك.
تتم الأضحية في وقتها الشرعي الذي يبدأ بعد صلاة عيد الأضحى المبارك. يبدأ الوقت الشرعي من بعد صلاة العيد في اليوم الأول من عيد الأضحى (يوم النحر)، وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وفي حال تم ذبح الأضحية قبل الصلاة أو بعد غروب الشمس في اليوم الثالث عشر، فلا تجزئ الأضحية.
هل يجوز لأحد التنازل عن أضحيته أو ضحيتين؟في حالة كان الشخص قد اشترى أكثر من أضحية ولم يعد في استطاعته توزيعها بالكامل، يمكن التنازل عن جزء من الأضحية لأشخاص آخرين خاصةً إذا كان ذلك يتوافق مع المذهب الفقهي المتبع.
هل يجوز التصدق من لحم الأضحية لجار غير مسلم؟نعم، يجوز للمسلم أن يعطي جزءًا من الأضحية لجاره غير المسلم في حال كان بينهما علاقة طيبة، وذلك من باب الإحسان والبر، وجاء في الحديث النبوي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». (رواه الترمذي).
اقرأ أيضاًأهم الإرشادات لاختيار الأضحية المثالية في عيد الأضحى 2025| خاص
مسح الوجه بدم الأضحية.. تحذير من مرض جلدي بسبب عادة منتشرة في عيد الأضحى
هل يجوز إخراج أموال بديلا عن الأضحية؟.. أمين الفتوى يجيب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أضحية عيد الأضحى سنن الأضحية الفئات المستحقة تقسيم الأضحية الأضحية في الإسلام الأضحية عن الميت الأضحية في عيد الأضحى العقيقة والأضحية الفئات المستحقة تقسیم الأضحیة عید الأضحى فی حال جزء من
إقرأ أيضاً:
ما المساعدات التي دخلت قطاع غزة؟ ومن المستفيد منها؟
غزة- أعلن الجيش الإسرائيلي، أول أمس السبت، أنه بدأ بتوجيهات من المستوى السياسي سلسلة عمليات لتحسين الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، بإسقاط المساعدات من الجو وتحديد ممرات إنسانية يسمح عبرها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن بغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية.
ويأتي الإعلان الإسرائيلي مع اشتداد التجويع الذي يعصف بأكثر من مليوني فلسطيني في غزة بعد مرور 5 أشهر على إغلاق إسرائيل المحكم لمعابر القطاع، ومنع دخول إمدادات الغذاء والدواء.
وتجيب الأسئلة التالية على تفاصيل التجويع التي يعيشها سكان غزة، وآليات إدخال المساعدات التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكميات المواد الغذائية التي يحتاجها القطاع يوميا.
كيف تعمقت المجاعة في قطاع غزة؟
منذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع معابر قطاع غزة منقلبا بذلك على اتفاق التهدئة الموقع في 18 يناير/كانون الثاني، والذي نص على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميا إلى قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، اعتمد سكان القطاع على المواد الغذائية التي كانت لديهم، والتي بدأت تنفد تدريجيا من الأسواق، حتى انتشر التجويع بين السكان وظهرت عليهم علامات وأمراض سوء التغذية سيما مع نقص المواد الأساسية من مشتقات الحليب واللحوم والدواجن والخضراوات، كما طال المنع الأدوية ومستلزمات النظافة الشخصية.
وأدى التجويع إلى وفاة 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا، حسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، بعدما منع الاحتلال منذ ذلك الوقت -وحتى الآن- إدخال أكثر من 80 ألف شاحنة مساعدات ووقود.
كيف عادت المساعدات إلى غزة؟في 27 مايو/أيار الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتماد آلية جديدة لتوزيع المساعدات تعتمد على "مؤسسة غزة الإنسانية" الممولة أميركيا ويديرها ضباط خدموا في الجيش الأميركي، وافتتحت نقطة توزيع في المناطق الغربية لـرفح التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ومن ثم أقيمت نقطة أخرى في ذات المدينة، وبعدها نقطة ثالثة في محور نتساريم وسط قطاع غزة الخاضع لسيطرة جيش الاحتلال أيضا.
إعلانوأبقت المساعدات الأميركية سكان غزة في دوامة المجاعة، ولم تحدث تغييرا على واقعهم المعيشي الصعب لعدة أسباب:
تقام نقاط التوزيع في مناطق خطيرة "مصنفة حمراء" ويسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. لا يوجد آلية معتمدة بتوزيع المساعدات، ويغيب أي قاعدة بيانات للقائمين عليها، وتترك المجال للجوعى للتدافع والحصول على ما يمكنهم، دون عدالة في التوزيع. يضع القائمون على هذه المراكز كميات محدودة جدا من المساعدات لا تكفي لمئات الأسر الفلسطينية، وتبقي معظم سكان القطاع بدون طعام. ساهمت مراكز التوزيع الأميركية بنشر الفوضى وتشكيل عصابات للسطو عليها ومنع وصول المواطنين إليها. يتعمد الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على الذين اضطروا بسبب الجوع للوصول إلى هذه المراكز، مما أدى لاستشهاد أكثر من 1100 فلسطيني من منتظري المساعدات، وأصيب 7207 آخرون، وفقد 45 شخصا منذ إنشائها، حسب وزارة الصحة بغزة. أغلقت المؤسسة الأميركية نقطتي توزيع خلال الأيام الماضية، وأبقت على واحدة فقط غربي رفح، مما فاقم أزمة الجوع.
وفي 28 مايو/أيار الماضي، أعلن جيش الاحتلال أنه سيسمح بإدخال المساعدات إلى غزة عبر المعابر البرية التي يسيطر عليها، وذلك عقب الاتفاق بين أميركا وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) القاضي بإطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر مقابل السماح بتدفق المساعدات للقطاع.
ومنذ ذلك الحين، لم يلتزم جيش الاحتلال بالاتفاق، وسمح بمرور غير منتظم وبعدد شاحنات محدود جدا عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة، ومنفذ زيكيم شمال غرب القطاع، ومحور نتساريم وسط غزة، لكن الاحتلال:
يرفض وصول المساعدات إلى المخازن، ويمنع توزيعها عبر المؤسسات الدولية. يستهدف عناصر تأمين المساعدات بشكل مباشر، مما أدى لاستشهاد 777 شخصا، واستهداف 121 قافلة مساعدات منذ بداية الحرب. يريد البقاء على حالة الفوضى واعتماد المواطنين على أنفسهم في التدافع للحصول على القليل من الطعام، وفي معظم الأحيان يفشلون في ذلك. يستدرج المواطنين لمصايد الموت، ويطلق النار عليهم.بعد ارتفاع الأصوات المنادية بضرورة وقف تجويع سكان قطاع غزة والضغط الذي مارسته المؤسسات الدولية، والتحرك الشعبي سواء العربي أو الأوروبي الرافض لمنع دخول المواد الغذائية، أعلن الجيش الإسرائيلي، أول أمس السبت، السماح بإدخال المساعدات بما فيها تلك العالقة على الجهة المصرية من معبر رفح والسماح بمرورها عبر معبر كرم أبو سالم.
ورغم أن الاحتلال حاول إظهار أنه سمح لتدفق المساعدات بكميات كبيرة، إلا أن قراره جاء لامتصاص الغضب المتصاعد، وذلك ما تؤكده الكميات المحدودة جدا التي سمح بإدخالها إلى قطاع غزة، أمس، واقتصرت على 73 شاحنة فقط دخلت من معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، ومنفذ زيكيم شماله، و3 عمليات إنزال جوي فقط بما يعادل أقل من حمولة شاحنتين.
من يستفيد من المساعدات الواردة لغزة؟مع رفض الاحتلال الإسرائيلي عمليات تأمين وصول المساعدات إلى مخازن المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة، وتعمده إظهار مشاهد الفوضى بين الفلسطينيين، يتجمع مئات الآلاف من المواطنين يوميا أمام المنافذ البرية التي تدخل منها المساعدات، وكذلك مراكز التوزيع الأميركية رغم خطورة ذلك على حياتهم، ويتدافعون بقوة على أمل الحصول على أي من المساعدات الواردة، ويضطرون لقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام في سبيل ذلك.
إعلانوأفرزت هذه الحالة التي يعززها الاحتلال الإسرائيلي ظهور عصابات للسطو على المساعدات وبيعها في الأسواق بأسعار مرتفعة.
تُقدر الجهات المختصة حاجة قطاع غزة من المساعدات بـ600 شاحنة يوميا، و500 ألف كيس طحين أسبوعيا، و250 ألف علبة حليب شهريا للأطفال لإنقاذ حياة 100 ألف رضيع دون العامين، بينهم 40 ألفا تقل أعمارهم عن عام واحد، مع ضرورة السماح بتأمينها ووصولها للمؤسسات الدولية بهدف توزيعها بعدالة على سكان القطاع، والسماح بإدخال البضائع للقطاع الخاص التي توفر جميع المواد والسلع التي يحتاجها الفلسطينيون يوميا.