بين أنقاض حي الرمال في مدينة غزة، حيث حلّت الخيام مكان المنازل المدمرة، تعلو أصوات العود والكمان والناي، متحديةً دويّ الطائرات وهدير المسيّرات، في مشهد يجسّد مقاومة الحياة آلة الموت الإسرائيلية.

غزة تشهد مقاومة ثقافية بالموسيقى رغم الدمار الإسرائيلي والحصار المستمر منذ 2023 (الأناضول)

وعلى الرغم من الدمار الشامل الذي طال المدينة، وانعدام أبسط مقومات الحياة، بما فيها الأنشطة الفنية والثقافية، يصرّ مجموعة من الموسيقيين والمدرّسين على إحياء "ورشة موسيقى متنقلة" بين الخيام، لتعليم الشباب والأطفال عزف الآلات الموسيقية، كشكل من أشكال الصمود والشفاء النفسي من جراح الحرب.

الموسيقيون الفلسطينيون ينظمون ورشاً متنقلة لتعليم العود والكمان كعلاج نفسي للأطفال والناشئة (الأناضول)

إسماعيل داود، مدرّس العود السابق في معهد إدوارد سعيد للموسيقى، يوضح أن الهدف هو إدخال لحظات من الفرح إلى قلوب الصغار واليافعين، وإيصال رسالة للعالم بأن الفلسطينيين، رغم كل ما يعانونه، شعبٌ يحب الحياة ويمسك بها بكل ما أوتي من قوة.

إسماعيل داود يؤكد أن الموسيقى رسالة للعالم بأن الفلسطينيين شعبٌ يحب الحياة ويتمسك بها (الأناضول)

أما رائد دهشان، أحد الطلاب المتعلمين على العود، فيصف الموسيقى بأنها "علاج نفسي" ينتشله من واقع الحرب المرير. يقول إن النغمات تجعله ينسى -ولو لوهلة- القصف والجوع والفقد، وتنقله إلى عالم آخر، حيث الجمال لا يزال ممكنا.

إسرائيل تواصل حربها على القطاع رغم إدانة دولية، متسببة في استشهاد عشرات الآلاف وتجويع الملايين (الأناضول)

وفي مدينة لم تسلم فيها حتى المدارس والمستشفيات والمراكز الثقافية، يؤكد دهشان أن المقاومة لا تعني فقط حمل السلاح، بل أيضا التمسك بالهوية والجذور رغم محاولات الاحتلال طمسها. "نحن باقون هنا، ولن نرحل، لأن هذه أرضنا، وليس لنا سواها"، يقول بثقة.

المحاكم الدولية تحاول محاسبة قادة إسرائيل بتهم جرائم حرب وإبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين (الأناضول)

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربها على القطاع، متجاهلة نداءات المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد قرابة 54 ألفا و900 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفق مصادر محلية، بينما حذّرت منظمات إغاثة من مجاعة تهدد أكثر من مليوني نسمة في القطاع المحاصر.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات

إقرأ أيضاً:

مستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس موقف مصر المشرف تجاه الفلسطينيين

ثمن حزب مستقبل وطن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعمة للقضية الفلسطينية والتي تعكس موقف مصر المشرف تجاه الأشقاء الفلسطينيين والتزامها الإنساني بتقديم المساعدات الإغاثية لسكان القطاع رغم كل التحديات، وبذل كافة الجهود لتخفيف المعاناة التي يعيشها أهالي غزة.

وأعرب الحزب في بيان له اليوم الإثنين، عن كامل تقديره لتلك التصريحات، مشيرًا إلى أنها تمثل امتدادًا للدور التاريخي المخلص الذي تقوم به مصر إزاء القضية الفلسطينية، سعيًا لفتح آفاق لحلول سياسية ترسي أسس السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط.

وفي وقت سابق، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ثبات الموقف المصري فيما يخص القضية الفلسطينية والحرب التي يتعرض لها قطاع غزة، قائلا: «بقول الكلام ده في الوقت ده بالذات، فيه كلام كتير بيتقال، مهم الناس تعرف وأفكرهم بالمواقف الإيجابية التي تدعو إلى إيقاف الحرب وحل الدولتين وإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية".

وشدد الرئيس السيسي، خلال كلمة له حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، على ضرورة إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات لنجدة أهالي القطاع، مؤكدًا أنه الأوضاع داخل القطاع أصبحت مأساوية.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يستعرض مستجدات صياغة رؤية استراتيجية لتجديد الخطاب الديني

الرئيس السيسي يوجه نداءً عاجلا للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأشقاء العرب بشأن غزة

الرئيس السيسي: معبر رفح هو للأفراد وتشغيله لا يرتبط بالجانب المصري فقط بل من الجانب الآخر

مقالات مشابهة

  • الفلاحي: إسرائيل يمكنها توسيع عملياتها بغزة لكنها ستدفع الثمن
  • FT: العالم خذل الفلسطينيين وتجويع غزة وصمة عار
  • «الهلال الأحمر الفلسطيني» يثمن جهود مصر في دعم الفلسطينيين منذ بداية الحرب على غزة
  • جمعية الإغاثة في غزة: مصر وقفت سدا منيعا أمام تهجير الفلسطينيين
  • عصابات إسرائيل وعملاؤها يسرقون مساعدات أهل غزة
  • مستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس موقف مصر المشرف تجاه الفلسطينيين
  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • بريطانيا: هدن إسرائيل الإنسانية لا تكفي لتخفيف معاناة الفلسطينيين
  • وزير خارجية بريطانيا: هدن إسرائيل الإنسانية لا تكفي لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة
  • بريطانيا: هدن إسرائيل غير كافية لتخفيف معاناة الفلسطينيين