غليون لـعربي21: إسرائيل تحارب إيران لإعادة هيبة جيشها المكسور في غزة
تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT
في أول زيارة له إلى دمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون أول/ ديسمبر الماضي، تحدث المفكر السوري وأستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون د. برهان غليون إلى "عربي21"، موضحًا أن وجوده اليوم في العاصمة السورية، بعد أكثر من عقد على مغادرتها قسرًا، "يحمل رمزية شخصية ووطنية"، في لحظة مفصلية تمر بها المنطقة من غزة إلى إيران.
وقال غليون: إن القوافل الشعبية المتجهة نحو غزة، رغم محاولات عرقلتها، تعبّر عن الوجه الصامد للشعوب العربية، التي "لم تستسلم رغم الأنظمة، ولا فقدت إحساسها بفلسطين"، مضيفًا أن التضامن الشعبي مع غزة "عمل سياسي ضروري يعكس روح الأمة التي ترفض الموت البطيء".
وأكد أن إسرائيل فشلت في غزة، موضحًا: "رغم الدمار الهائل، لم تستطع تحقيق أهداف الحرب، لا القضاء على حماس، ولا تفريغ القطاع من المقاومة، ولا استعادة هيبة الجيش الإسرائيلي التي تحطمت تحت ضربات المقاومة"، لافتًا إلى أن "الاحتلال لم ينتصر، وهذا بحد ذاته إنجاز للمحاصَرين".
وانتقل غليون للحديث عن سوريا، التي أصبحت ساحة تصفية حسابات إقليمية ودولية، وقال: "ما يجري من ضربات متكررة هنا هدفه إنهاء النفوذ الإيراني، وإعادة رسم خارطة الشرق الأدنى، وإسرائيل تريد فرض نفسها كالقوة المهيمنة الوحيدة بعد إخراج طهران من المعادلة".
وفي هذا السياق، رأى أن إيران تُهزم بهدوء، قائلاً: "لم تكن أضعف مما هي عليه الآن. الأمريكيون والإسرائيليون يريدون استغلال هذه اللحظة للقضاء على أي إمكانية لعودة إيران كقوة إقليمية"، مؤكداً أن الرد الإيراني العسكري على القواعد الأمريكية سيكون انتحاريًا، وأن "القيادة في طهران ستفكر بعقلانية، وستقبل التراجع والتفاوض من أرضها".
ورأى غليون أن نتنياهو يحاول تعويض فشله في غزة عبر توسيع دائرة الحرب، وتثبيت إسرائيل كقوة مركزية وحيدة، مشيرًا إلى أن "الهدف السياسي لما يجري ليس فقط أمن إسرائيل، بل إعادة صياغة الهيمنة الإقليمية بالكامل".
رغم ذلك، عبّر غليون عن تفاؤله تجاه الوعي الشعبي العربي المتجدد، قائلاً: "التاريخ لم يتوقف، وغزة لم تنهزم. الاحتجاجات الشعبية تعني أن فلسطين لا تزال حية في وجدان الأمة، وأن المعركة مستمرة".
وحول زيارته إلى دمشق، قال غليون لـ"عربي21": "العودة إلى دمشق بعد كل هذه السنوات ليست مجرد محطة شخصية، بل لحظة وطنية شديدة الرمزية. الشعب السوري واجه المأساة، لكنه لم يُكسر. هناك إرادة حقيقية لإعادة بناء سوريا، واستعادة القرار الوطني، رغم كل التحديات".
وختم غليون بالتشديد على أن إسرائيل ستبقى العائق الأكبر أمام تحرر الشعوب العربية، قائلاً: "لا يمكن لأي مشروع نهضوي أن يكتمل دون كسر منطق الاحتلال والهيمنة. أي سلام يُفرض من خارج الإرادة العربية سيظل مولّدًا للاضطراب، لا للسلام".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات السورية إيران فلسطين إيران فلسطين سورية حوار عدوان المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
كمال الخطيب لـعربي21: وقفتنا أمام السفارة المصرية جزء من سلسلة فعاليات داعمة لغزة
قال رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في الداخل الفلسطيني، الشيخ كمال الخطيب، إن "الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت قبل أيام أمام السفارة المصرية في تل أبيب هي جزء من سلسلة فعاليات هدفها إرسال رسالة سياسية واضحة بأن فتح معبر رفح وإنهاء الحصار واجب عربي وإسلامي قبل أن يكون دوليا أو إنسانيا"، لافتا إلى أن "معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر هو المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة نحو العالم".
وأوضح الشيخ الخطيب، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن وقفتهم الاحتجاجية التي أثارت جدلا واسعا "كانت ضد إغلاق معبر رفح، الذي لا يشك عاقل في أن نظام السيسي يتعمد إغلاقه، مانعا الغذاء والدواء والماء عن المجوعين في قطاع غزة".
ولفت إلى أن "وسائل الإعلام المصرية والخليجية التي هاجمتنا زعمت أن هذه أول فاعلية نقوم بها في الداخل الفلسطيني، وربما تكون الأخيرة، وإننا لم نفعل أي شيء على مدار عامين من المجازر الدامية في غزة سوى التظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب وفقط، وهذا كذب صُراح."
وأشار الخطيب إلى أن "هذه الوقفة الاحتجاجية لم تكن النشاط الأول الذي نقوم به، ولن تكون الأخير، دعما لأهلنا وأبنائنا في غزة ورفضا للبطش الإسرائيلي ولكل مَن يساهم في حصارهم أو التضييق عليهم"، متابعا: "قبل أسبوع فقط كانت مظاهرة كبيرة في مدينة سخنين، وقبل أشهر كانت مظاهرة كبيرة في بلدة مجد الكروم تحت لافتة لجنة المتابعة العليا لأبناء الداخل الفلسطيني."
وفي الوقت الذي أكد فيه أن "المسؤول الأول والأساسي والرئيس في كل ما يحصل في غزة من قتل وتجويع وتهجير، هي دولة الاحتلال الإسرائيلي"، لفت إلى أن "إسرائيل ما كانت ستنجح تماما في مخططاتها، لولا مع الأسف وجود دعم وخدمات قدّمتها أنظمة عربية، سواء كان بإغلاق المعابر أو عبر هزلية الإنزالات الجوية، التي لم تكن لتنفس عن أهل غزة، وإنما لتنفس عن إسرائيل".
تضليل الرأي العام
وردا على قول البعض بأنهم لم يفعلوا شيئا لغزة طوال عامين كاملين إلا التظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قال: "مَن يدعي هذا الكلام إما أنه يجهل الحقيقة أو يُضلّل الرأي العام عن عمد. نحن أبناء الداخل الفلسطيني قمنا بالعديد من المبادرات الإغاثية والدعوية والاحتجاجية على مدار السنوات، سواء عبر الحملات الشعبية، أو الفعاليات السياسية والإعلامية".
وتابع الشيخ الخطيب: "خلال العامين الماضيين، ارتفعت أصواتنا بإدانة المجازر الفاشية في غزة، وكنّا في الشوارع والساحات والمساجد والإعلام. نظّمنا حملات دعم، جمعنا مساعدات، نظمنا اعتصامات وإضراب عن الطعام، وأطلقنا مواقف لم يجرؤ عليها كثيرون، وفعلنا ما بوسعنا".
وأكمل: "الذين تطاولوا كثيرا بزعم أننا لم نؤدِ شيئا تجاه أهلنا في غزة، أقول لهم: مَن كانوا يكفلون قبل الحظر 22 ألف يتيم من أطفال غزة هم أبناء الداخل الفلسطيني، وهؤلاء لا يمكن أن ينسوا أولئك الأيتام. نحن وباعتزاز أطلقنا صرخة (الأقصى في خطر)، وأدينا واجبنا في المسجد الأقصى والرباط فيه وإعماره. ولم نلم أو نعتب على أحد من العرب أو المسلمين لماذا لم يؤدِ واجبه. قلنا: كل في موقعه."
وقال: "هؤلاء الذين يريدون تصوير أننا كنّا نجلس في بيوتنا لأننا نتمتع ونسعد بما يجري في غزة، هذا افتراء وظلم كبير ضد أبناء الداخل الفلسطيني. قبل عدة أشهر حينما فُتح المجال قليلا لحملات إغاثة لأهلنا في غزة، قام أهلنا في الداخل الفلسطيني بجمع مئات، إن لم تكن آلاف الشاحنات، لكن مع الأسف لم يُسمح بإدخالها."
حملات تشويه متواصلة
وأضاف: "نحن معتادون على حملات التشويه حينما نقول كلمة حق. ما جرى من هجوم ليس مستغربا، لكنه محاولة بائسة لتحريف الأنظار عن جوهر قضيتنا، وهي العدوان المستمر على شعبنا في غزة. الشيخ رائد صلاح وأنا لم نكن يوما إلا في الصف الأول دفاعا عن شعبنا وقضايانا الوطنية والإنسانية، وهذه الحملة لن تُثنينا عن واجبنا الأخلاقي والإنساني والديني والوطني".
وقال الخطيب: "هذه الحملة ليست جديدة، بل هي جزء من مسلسل قديم يُشنّ على كل مَن يرفع صوته دفاعا عن كرامة شعبنا الفلسطيني، وخصوصا في غزة. منذ متى كان الدفاع عن الأطفال المُحاصرين جريمة؟، منذ متى أصبح الوقوف بوجه سياسة التجويع والخنق تهمة؟.. كل جريمتنا أننا وقفنا وقلنا: (ارفعوا الحصار عن غزة). الحملة ضدي وضد الشيخ رائد صلاح هي حملة يائسة يقودها من ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أبواقا للأنظمة التي تقتل شعوبها وتخنق المقاومين. نحن لا ننتظر شهادات حسن سلوك من الإعلام الرسمي ولا من كتائب الذباب الإلكتروني".
وأضاف: "أهل الداخل الفلسطيني يشعرون بأنهم الأقرب إلى أهلنا في غزة، ونحن لنا امتداد أرحام وقرائن وأقارب. هناك صلات دم ونسب بيننا وبينهم. كيف ننساهم؟، لكن الذين يريدون تصوير أن أبناء الداخل لم يؤدوا الواجب، حقيقة هذه فرية، وهي كما يُقال: خير وسيلة للدفاع الهجوم."
واستطرد: "يريدون أن يدافعوا عن أنفسهم وعن تآمرهم على غزة وإغلاق المعابر عبر الهجوم علينا والنيل من أشخاصنا. أنا لا أعتبر أن مَن يريد أن ينتقد ينال من الأعراض ويشهّر بها ويفتري كذبا وبهتانا، ويأتي اليوم بفيديوهات مزورة ومزيفة استعملها الذباب السعودي ضدي قبل عدة سنوات، وهم الآن يخرجونها من الدواليب لاستعمالها في هذه الحملة المسعورة ضدي وضد الشيخ رائد صلاح."
حظر الحركة الإسلامية
وقال الخطيب: "نحن أبناء الداخل الفلسطيني، منذ اليوم الأول لما حصل في غزة، فُرض علينا حكم عسكري غير مُعلن، حيث مُنعنا من التظاهر والتجمع، بل ومُنعنا حتى من كتابة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. مَن كتب اعتُقل، وهناك 600 شاب من أبناء الداخل مُعتقلين اعتقالا إداريا، بدون محاكمة، وكل ذلك فقط لمحاسبتهم على نواياهم، وليس على فعل فعلوه."
وأضاف: "نحن الذين فُرض علينا الحظر في العام 2015. الحركة الإسلامية - التي كان يرأسها الشيخ رائد صلاح، وأنا نائبه – ممنوعة تماما من أي نشاط، لأننا نُعتبر وفق القانون الإسرائيلي (حركة إرهابية خارجة عن القانون). وبالتالي، لم يكن يمكننا القيام بأي نشاط باسم الحركة، في حين كانت النشاطات التي شاركنا فيها بمبادرة من قِبل جهات قانونية، سواء كانت أحزابا أو هيئات. حتى أن الدعوة للوقفة أمام سفارة السيسي أطلقتها مؤسسة تُسمى (هيئة أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني)."
وتابع: "نعم، نحن غير قادرين وممنوعون من أن نقوم بأي نشاط باسمنا؛ فنحن محظورين، حتى أنه حينما تمت إقامة هيئة شعبية تحت اسم (هيئة إفشاء السلام) لنشر السلم المجتمعي في داخلنا الفلسطيني تم حظرها ومنعها فقط لأن مَن يقف على رأسها كان الشيخ رائد صلاح، لكن بالرغم من ذلك نحاول فعل ما يمكننا فعله."
وفي 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، قرّر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" حظر الحركة الإسلامية وإغلاق مؤسساتها بدعوى أنها "تُشكّل تنظيما متطرفا لا يعترف بمؤسسات الدولة وينكر حقها بالوجود ويسعى إلى إقامة خلافة إسلامية بدلا منها".
وأردف الخطيب: "الآن واضح أن هذه الهجمة الممنهجة نابعة من الضغط الكبير الذي يعانيه السيسي، ومن الإحراج الذي يعيشه في ظل موقفه المتآمر – بلا تردد أقول – على أهلنا في غزة. السيسي منذ أكثر من عام وقف يقول: إذا كانت هناك فكرة لتهجير الفلسطينيين، فلتكن إلى صحراء النقب، ولكن لا تقوموا بتهجير أهل غزة إلى سيناء؟، المشكلة بالنسبة له لم تكن مبدئية في رفض التهجير، وإنما في موقعه فقط."
فرية مكشوفة
وحول حقيقة رفع الأعلام الإسرائيلية خلال مظاهرتهم أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قال الخطيب: " هذه فرية مكشوفة ومفضوحة. أولا لا بد من التوضيح: عندما وصلنا إلى تلك الساحة كان معنا اللافتات الخاصة بنا، ولكن خلال لحظات تجمّع عدد من الإسرائيليين – رجال ونساء – وأتوا يحملون الأعلام الإسرائيلية، وبعضهم كان يحمل أسلحة شخصية، ووقفوا مقابلنا يسبّون ويشتمون ويستفزون."
وأضاف: "هذه الأعلام الإسرائيلية التي كانت قريبة منا جدا، كان يحملها الإسرائيليون اليهود رجالا ونساء استفزازا لنا. مع الأسف، الإعلام الخليجي والإعلام المصري التابع لنظام السيسي زعموا كذبا وزورا أننا مَن نحمل هذه الأعلام الإسرائيلية. الصور واضحة، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال ملابس نسائهم وملابس بناتنا المحجبات."
وزاد: "هذه الكذبة الهدف منها تحويل الأنظار عن مضمون الوقفة، وعن الرسالة السياسية التي أرعبت بعض الأنظمة: أن هناك مَن لا يزال يجرؤ أن يُسمي الأشياء بأسمائها، ويقول إن مصر الرسمية تُشارك في خنق غزة، وإن الصمت عن فتح معبر رفح جريمة. الذين يفتعلون هذه الأكاذيب لا يدافعون عن الأعلام، بل يدافعون عن الحصار والخذلان".
وواصل حديثه بالقول: "نحن لم نتجاهل الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة يوما ما، ولم نركز فقط على الممارسات التي يقوم بها نظام عبد الفتاح السيسي، بل نحن نفضح جميع المتورطين في الجرائم ضد أهلنا في غزة."
واستطرد الخطيب، قائلا: "أنا أعتز وأتشرف أنه منذ أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لا تمر خطبة جمعة إلا وأتحدث فيها عن أهلنا في غزة، وعن إدانة المجازر الدموية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية".
صرخة مدوّية
ونوّه إلى أن "التظاهر أمام السفارة المصرية في إسرائيل ليس ضعفا، بل هو صرخة مدوّية في وجه شقيق يُغلق بابه بينما غزة تُذبح. أما من يتساءل عما قدمناه، فليسأل نفسه أولا: ماذا قدّم غير التبرير والمزايدة؟".
وأكمل: "علينا الجميع التفرقة بين الشعب المصري ونظام عبد الفتاح السيسي. نحن نعرف الشعب المصري الذي نكن له كل محبة واحترام وتقدير، وتربطنا به أواصر تاريخية وأخوية لا يمكن أن تمحوها مواقف نظام أو سياسات ظرفية".
وأردف: "الشعب المصري هو الذي خرج في الميادين يهتف لفلسطين، واحتضن المقاومة، وفتح بيوته لأبناء غزة والضفة والقدس. هو الذي تربّى على أن العدو هو مَن يحتلّ الأرض، لا من يدافع عنها. نحن نُفرق تماما بين الشعب المصري الأصيل، وبين النظام الذي يحكمه اليوم بالحديد والنار، ويصادر إرادته ويشوّه صورته. لا خلاف لنا مع مصر الوطن ولا مع مصر الشعب، بل مع مَن جعل من معبر رفح سكينا في خاصرة غزة بدل أن يكون شريان حياة لها".
وزاد: "نحن نعلم أن لمصر وزنا تاريخيا وجغرافيا، وأنها تملك مفاتيح كثيرة، لكن نظامها الحالي اختار أن يكون جزءا من الحصار لا من الحل. مَن يُبرر موقف مصر الرسمي عليه أن يبرر أيضا الصمت العربي والإسلامي، وعليه أن يتحمل مسؤولية كل طفل يُدفن حيّا تحت الركام في غزة، لأن الأبواب أُغلقت في وجهه، لا من العدو فقط، بل من الأشقاء".
وواصل حديثه: " مصر دولة محورية، وتستطيع أن تقدم الكثير والكثير لغزة، لكن الواقع يقول غير ذلك، ونحن لا نزايد على دور مصر، بل نناشدها أن تكون على قدر مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية، وأن تكون نصيرة للشعب الفلسطيني لا شريكا في معاناته".
وأضاف: "أنا لا أتردد في القول: نعم، لو أن النظام المصري أراد الخروج عن الأوامر الإسرائيلية وتحداها، لكان فتح معبر رفح، وسمح بإدخال آلاف الشاحنات التي تنتظر هناك منذ أشهر طويلة، وهو قادر على ذلك لو توفّرت لديه إرادة."
واختتم بقوله: "أنا لا أتردد في القول: نعم، وقفتنا كانت أمام سفارة السيسي ضد إغلاق المعابر، لكن هذا لا يعني أننا لا نتحدث عن جرائم الاحتلال. وأنا أول عشر كلمات قلتها في كلمتي أثناء الوقفة الاحتجاجية: المسؤول الأساس عن كل ما يجري في غزة هو الاحتلال الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي. لكن هذا لم يكن لينجح لولا – مع الأسف – تواطؤ وتآمر وتنفيذ سياسات من قبل أنظمة عربية، وفي مقدمتها النظام المصري، كونه الأقرب إلى حدود غزة".
يُشار إلى أنه في 30 حزيران/ يونيو الماضي، أدانت محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة الناصرة شمالي إسرائيل، الشيخ كمال الخطيب، بتهمتي "التحريض على العنف والإرهاب"، بينما برأته من تهمة "التماهي مع منظمة إرهابية".
وشملت لائحة الاتهام آنذاك خطبة ألقاها الشيخ الخطيب خلال فعالية نظّمتها لجنة المتابعة العليا في تاريخ 11 أيار/ مايو 2021، حيّا خلالها جموع المصلين الذين توافدوا إلى المسجد الأقصى للاعتكاف والصلاة، في محاولة لحمايته من اقتحامات الشرطة والمستوطنين، وبارك جهودهم ومواقفهم.
وفي مايو 2021، شهدت المدن والبلدات العربية في الداخل الفلسطيني، مواجهات عنيفة بين المواطنين من جهة والشرطة واليمينيين الإسرائيليين من جهة أخرى بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على حي الشيخ جراح، والمسجد الأقصى، وقطاع غزة.