أثار رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، اليوم الاثنين، التحذيرات بشأن خطر تسرب الإشعاع النووي، نتيجة التوتر العسكري المتصاعد بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، ومخاوف استهداف المنشآت النووية.

وقال غروسي إن "التوتر العسكري الحالي بين إسرائيل وإيران، يزيد من خطر تسرب إشعاع نووي، ويؤخر جهود منع حيازة أسلحة نووية"، داعيا إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع المزيد من التصعيد.



وفي وقت سابق، أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تسجيل تلوث إشعاعي داخل موقع "نطنز" النووي، دون وجود تلوث خارجه، وذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران.

وذكرت الهيئة أنها ستقيم الأضرار في منشأة "نطنز" النووية بعد التخلص من الإشعاعات داخل الموقع، لكنها أكدت أنه لا يوجد ما يدعو للقلق.



والإشعاع النووي هو ظاهرة فيزيائية غير مستقرة وينتج عنها طاقة كبيرة، ويمكن أن يتم استغلالها بشكل سلبي أو إيجابي، وتنقسم إلى أشعة ألفا، وأشعة غاما، وأشعة بيتا.

ونستعرض في التقرير الآتي المعلومات المتوفرة حول الآثار السلبية بعد التعرض للإشعاع النووي، وطرق الوقاية منها بحال تحقق سيناريو تسرب هذا النوع من الإشعاع.

الآثار السلبية
◼ يسبب التعرض للأشعة النووية تغيرات كيميائية في أنسجة الكائنات الحية، مما يؤدي إلى أضرار كبيرة للجسم.

◼ تزداد درجة تلك التغيرات الكيميائية تبعاً لمقدار جرعة الإشعاع التي تم امتصاصها بواسطة الجسم.

◼ لا يظهر مقدار الإصابة أو الضرر للشخص عند تعرضه للإشعاع إلا بعد فترة من الزمن.

◼ التعرض للإشعاع النووي يسـبب ظهـور أمراض سرطانية متنوعة.

طرق الوقاية
وضمن حملات التوعية للوقاية من مخاطر الإشعاع النووي، يؤكد موقع اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع ICRP، أن هناك طرق مهمة لمواجهة التهديدات المحتملة، ويجملها في ثلاثة نقاط:

◼ الدخول مباشرة إلى أقرب مبنى لك، والبقاء بداخله لمدة 24 ساعة، ثم الدخول إلى وسط المبنى أو الطابق السفلي، ليكون بينك وبين المواد المشعة بالخارج أكبر قدر ممكن من الحواجز (جدار المبنى الخارجي وحوائط المبنى الداخلية).



◼ الحرص على الدخول للمبنى قبل وصول الغبار الإشعاعي المتساقط، لا بعد وقوع الانفجار.

◼ إذا كان من الممكن الوصول بأمان إلى مبنى متعدد الطوابق أو قبو في غضون دقائق من الانفجار، فيجب الانتقال إلى هناك على الفور.

وتُعرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحوادث والأحداث النووية والإشعاعية، بأن الحادثة هي حدث أدى إلى عواقب وخيمة على الناس أو البيئة أو المرافق.

ومن الأمثلة على ذلك الآثار القاتلة على الأفراد، وتسريب نشاط الإشعاعي الكبير إلى البيئة، أو انصهار المفاعل الأساسي. والمثال الرئيس لهذهِ الحوادث النووية والإشعاعية هو الحادث الذي تضررت منهً البيئة، حينما انطلقت منه كميات كبيرة من المواد المشعة، كما حدث في كارثة تشيرنوبيل عام 1986.

كارثة تشيرنوبيل
هي حادثة نووية إشعاعية كارثية وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، وذلك يوم السبت 26 أبريل من عام 1986، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية، وتعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم.

حدثت عندما كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي (1,2,3)، بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار. كما ساهم عامل بنية المفاعل في الانفجار حيث أن التحكم في العملية النووية كان يتم بأعمدة من الجرافيت.



في حين أن رئيس الفريق انتبه إلى الخطر وحاول إغلاق المفاعل، ما يجعل أعمدة الجرافيت تنزل في قلب المفاعل وتبطئ من سرعة التفاعل النووي وتخفض الحرارة، إلا أن هذه الطريقة جعلت الحرارة تزداد لوهلة قبل أن تشرع في الانخفاض.

وبما أن المولد كان غير مستقر والدورة الحرارية مشوشة من آثار الاختبار، كان هذا هو العامل الذي أدى إلى اعوجاج أعمدة الجرافيت وعدم إمكانية إسقاطها في قلب المفاعل وجعل الحرارة ترتفع بشكل كبير وتشعل بعض الغازات المتسربة وتتسبب في الانفجار.

وأدى ذلك إلى حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة في جمهورية أوكرانيا السوفيتية، كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية ما قيمته أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي، وقد لقي 36 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص، وتم اغلاق المفاعل نهائياً عام 2002.

وعقب الانفجار، أعلنت السلطات في أوكرانيا أن منطقة تشرنوبل "منطقة منكوبة" والتي تشمل مدينة بربيات التي أنشأت عام 1970 لإقامة العاملين في المفاعل، وتم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل.

وبعد حدوث الانفجار بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل بالخرسانة المسلحة، لمنع تسرب الإشعاع الناجم عنه، والذي أدى إلى وفاة عدد كبير في السنوات اللاحقة متأثرين بالإشعاع وخاصة أمراض سرطان الغدة الدرقية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الإسرائيلي الإيرانية كارثة إيران إسرائيل كارثة الحرب الاشعاع النووي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإشعاع النووی أدى إلى

إقرأ أيضاً:

جيوسياسية.. هل تمكنّت إسرائيل من تدمير المشروع النووي الإيراني وما خطر الإشعاع النووي المحتمل على دول الخليج ؟

 

تشير المعطيات المتداولة منذ الهجمات الإسرائيلية الأخيرة إلى أن منشأة نطنز النووية قد تعرّضت بالفعل لأضرار بالغة، مع مبالغة في الادّعاء بنهاية الحلم النووي الإيراني.

لكن الحقيقة أنّ إسرائيل لم تقدر - أو لم ترغب- على ضرب المنشآت النووية، بل ركزت على استهداف شبكات التبريد والطاقة، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي نُشرت مؤخرًا. 

 

ويبدو أن تل أبيب اتبعت في هذا الهجوم نمطًا عملياتيًا دقيقًا يشبه “الهجوم السيبراني الميداني” الذي استخدم في عملية “ستوكسنت” عام 2010، لكن هذه المرة بالقوة الجوية. فبدلاً من استهداف مباشر لأجهزة الطرد المركزي المدفونة في عمق الأرض، اختارت إسرائيل استهداف الأنظمة التي تحافظ على درجات حرارة التشغيل الحرجة لتلك الأجهزة، مما يؤدي إلى تعطيلها دون إحداث تسرب إشعاعي قد يُحرجها دوليًا أو يفتح الباب أمام رد نووي مبرر من إيران.

 

لم يكن التكتيك الإسرائيلي عشوائيًا، بل استند إلى اعتبارات استراتيجية حساسة. فأجهزة الطرد المركزي – الواقعة تحت الأرض – يصعب تدميرها من الجو دون اختراق مباشر عميق، كما أن استهدافها بشكل مباشر قد يؤدي إلى تسرّب مواد مشعة، وهو تطور سيكون له تبعات دولية خطيرة، ليس فقط بيئيًا بل سياسيًا، لأنه يمنح إيران حجة مشروعة لاستهداف منشآت إسرائيل النووية، مثل مفاعل ديمونا. من هنا، فضّلت إسرائيل استراتيجية “الإبطاء دون الانفجار”، عبر تعطيل البنية التشغيلية لا التدميرية.

 

وهذا ما يفسّر أنّه -على عكس ما روّجت له إسرائيل-.. أكدّت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنّ المرحلة الأولى من الهجوم الإسرائيلي لم تصب موقع تخزين الوقود النووي الإيراني والمنشآت النووية لم تتضرر.

 

ووفق التقديرات العسكرية، فإن الضرر الذي أصاب أنظمة التبريد قد يُوقف تشغيل نطنز لعدة أشهر، خاصة أن استبدال هذه الأنظمة يعتمد على توريد قطع دقيقة من الخارج تخضع لعقوبات دولية صارمة. 

 

في الوقت ذاته، هناك فرضية مطروحة بقوة: هل تمتلك إيران أنظمة تبريد احتياطية مضمّنة في عمق المنشأة؟ إذا صح ذلك، فقد تتمكن طهران من إعادة تشغيل نطنز خلال فترة تتراوح بين أسبوع وعدة أسابيع.

 

ومع ذلك، لا تقتصر المخاطر على نطنز وحدها. فموقع بوشهر النووي، الواقع على الخليج، وإن كان منشأة مدنية للطاقة، إلا أنه جزء من البنية النووية الحساسة الإيرانية، واستهدافه سيحمل تداعيات كارثية على المجال البيئي والجيوسياسي في المنطقة بأكملها، نظرًا لموقعه القريب من الحدود البحرية لدول الخليج. لفهم ذلك دعنا نتعرف على أهم المنشآت النووية الإيرانية.

 

▪️ أبرز المواقع النووية الإيرانية ذات الأهمية الاستراتيجية:

 

يشكّل موقع "نطنز" الذي طالته الضربة الإسرائيلية؛ محور برنامج التخصيب الإيراني، حيث يضم آلاف أجهزة الطرد المركزي، ويعمل في مرافق محصنة تحت الأرض، ما يجعله هدفًا معقدًا عسكريًا. وقد تعرّض سابقًا لهجمات عدة، أبرزها “ستوكسنت” عام 2010، دون أن تتوقف عملياته. أما موقع فوردو النووي، الواقع داخل جبل قرب قم، فيُعد الأكثر تحصينًا وأمنًا، ويُستخدم لتخصيب اليورانيوم حتى 60%، وهو ما يقرّبه من الاستخدام العسكري، ما جعله نقطة ارتكاز استراتيجية خصوصًا بعد تراجع العمل بالاتفاق النووي.

 

في المقابل، يُعد مجمع أصفهان النووي الحلقة الأولى في سلسلة الوقود النووي، حيث يُحوّل اليورانيوم الخام إلى غاز UF6 لتغذية أجهزة الطرد، ما يجعله موقعًا حيويًا في حال السعي لتعطيل الدورة كاملة. 

 

ثم لديها مفاعل "أراك للماء الثقيل"، فقد بقي رغم التعديلات رمزًا لإمكانية إنتاج البلوتونيوم، ويُنظر إليه كخزان ردعي بديل إذا فشل المسار الدبلوماسي. 

 

ومنشأة كرج، من الأهمية بمكان؛ فهي مركز تصنيع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، واستهدافها يضرب القدرة على التعافي والتجديد التقني، وقد تعرضت فعلًا لهجمات تخريبية في السنوات الأخيرة. وبشكل عام، تُظهر هذه المواقع أن البنية النووية الإيرانية تقوم على تكامل وظيفي دقيق، من المواد الخام إلى التخصيب، فالإنتاج المحتمل للسلاح. 

 

أما محطة بوشهر للطاقة النووية، فهي تُعدّ الواجهة المدنية للبرنامج النووي، وقد أنشئت بالتعاون مع روسيا وتخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومع ذلك، فإن رمزيتها ودورها في إثبات “الحق السيادي” لإيران في التكنولوجيا النووية السلمية يجعلها هدفًا محتملاً في حال نشوب صراع شامل مع إسرائيل، رغم ما قد يترتب على ذلك من تداعيات بيئية وجيوسياسية خطيرة في منطقة الخليج. وهذا ما يفسّر التخوف من استهدافها، لأنّ تأثير الإشعاع سيكون كارثياً على دول الخليج المطلة على البحر.

 

بمعنى آخر، إذا تعرّضت محطة بوشهر النووية لضربة عسكرية إسرائيلية مباشرة أدّت إلى تسرّب إشعاعي واسع النطاق، فإن التأثير لن يكون محصورًا داخل إيران، بل سيتجاوز الحدود بسرعة، خاصة بسبب موقع المحطة الجغرافي الحساس على الساحل الإيراني المطلّ على الخليج العربي. وبحسب اتجاه الرياح والتيارات البحرية، فإن أكثر الدول الخليجية المعرّضة مباشرةً للخطر هي: الكويت، السعودية ( المنطقة الشرقية)، البحرين، قطر، الإمارات ( خاصة إمارة دبي، رأس الخيمة، والشارقة).

 

ماذا يعني ذلك استراتيجيًا؟

 •أي ضربة لمحطة بوشهر قد تتحول إلى كارثة إقليمية بيئية وصحية، وربما إلى “تشيرنوبل الخليج”.

 • ستتطلب الدول الخليجية إجلاء آلاف السكان من المدن الساحلية، وتعليق أنشطة محطات التحلية.

 • كما ستواجه أسواق الطاقة والتجارة البحرية ارتباكًا كبيرًا في الخليج، الشريان النفطي العالمي.

 

إذن؛ تعطيل أي موقع منها يربك البرنامج النووي الإيراني، لكن الضربة الاستراتيجية الفاعلة هي تلك التي تضرب القدرة على التشغيل والصيانة والإمداد طويل الأمد، وهو ما يُشكّل جوهر الرؤية العسكرية الإسرائيلية تجاه البرنامج، إذا تلمسّت رغبة إيرانية للحصول على السلاح النووي.

  

في المحصلة، الاستراتيجية الإسرائيلية - على الأقلّ حاليًا رغم بداية موجة أخرى من الهجوم الإسرائيلي صباح اليوم- لا تهدف إلى تدمير المشروع النووي الإيراني بالكامل، بل إلى قياس مدى مرونة طهران وقدرتها على التعافي، وتوجيه ضربات متكررة تُبقي البرنامج في حالة “شلل تقني دائم”، دون إغراق المنطقة في أشعاعٍ نووي على غرار تشيرنوبيل. لكن كل ذلك يظل رهينة لما إذا كانت إيران سترد بالمثل على منشآت إسرائيلية… أو ستفاجئ الجميع بتجربة نووية تغير قواعد اللعبة بالكامل.

مقالات مشابهة

  • حرارة الصيف ترفع خطر التسمم الغذائي.. إليك أبرز سبل الوقاية
  • تحذير من خطر تسرب الإشعاع النووي نتيجة التوتر بين طهران وتل أبيب
  • خطر تسرّب الإشعاع النووي... هل لبنان مُهدَّد؟
  • بعد الضربات الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية.. ماذا عن الأضرار الصحية والبيئية؟
  • مفاعل بوشهر حجر الأساس للبرنامج النووي الإيراني
  • هل يؤدي الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية إلى كارثة إشعاعية؟
  • رئيس هيئة الرقابة الإشعاعية السابق: لا تأثير لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية على مصر
  • إعلام إسرائيلي: قصف المفاعل النووي في منشأة فوردو الإيرانية تحت الأرض لم يتم بعد
  • جيوسياسية.. هل تمكنّت إسرائيل من تدمير المشروع النووي الإيراني وما خطر الإشعاع النووي المحتمل على دول الخليج ؟