حذرت الأمم المتحدة من أن 96% من سكان قطاع غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي وقالت إن هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات للقطاع من أجل الوصول إلى المجوعين قبل فوات الأوان.

وأفاد مسؤولون في الأمم المتحدة أن الأمطار والفيضانات والبرد القارس خلال الأيام الماضية زادت من تفاقم الوضع بالقطاع، وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، إن "الفلسطينيين في غزة يعانون من البرد بعد هطول الأمطار الأخيرة، ويزداد الإحباط مع ارتفاع منسوب الفيضانات وتدمير ما تبقى لهم من ممتلكات شحيحة".

وأشار فليتشر -على منصة إكس- إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها يتحركون لتقديم المساعدة، لكن الحاجة أكبر بكثير، داعيا إلى "رفع القيود المتبقية بشكل عاجل لإيصال المزيد من المساعدات".

من جهته، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمطار الغزيرة والظروف الشتوية فاقمت الظروف المعيشية الصعبة في غزة، مشيرا إلى أن مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط خصص 18 مليون دولار لدعم العمليات الحيوية في جميع أنحاء غزة.

وزار وفد من الأمم المتحدة عددا من المستشفيات ومخيمات النزوح في قطاع غزة، واطّلع الوفد، الذي يترأسه منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية رامز الأكبروف، على الأوضاع الإنسانية للنازحين والاحتياجات الصحية لمستشفيات غزة.

وفي السياق، أشارت بيانات البنك الدولي إلى أن نسبة الفقر في القطاع اقتربت من 100%، مع وصول نسبة البطالة في القطاع إلى أكثر من 80%.

وفي الأيام الماضية، ضرب منخفض جوي مصحوب برياح وأمطار قطاع غزة مما تسبب بغرق عشرات الآلاف من الخيام التي تؤوي نازحين مما أفقدهم آخر ما يملكونه من مأوى وأمتعة، بعدما دمرت إسرائيل منازلهم خلال عامين من الإبادة.

إعلان

ويبلغ عدد النازحين في قطاع غزة، وفقا لتقديرات المكتب الإعلامي الحكومي، 1.5 مليون فلسطيني، ويعيشون واقعا مأساويا بسبب انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى مستلزمات أساسية ونقص تقديم الخدمات الحيوية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.

ويتخذ معظم هؤلاء النازحين من الخيام التالفة مأوى لهم، في حين قدر المكتب الحكومي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي أن نسبة الخيام التي لم تعد صالحة للإقامة بلغت نحو 93%، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.

ومع غرق الخيام، لم يتبق للنازحين الفلسطينيين أماكن بديلة للإيواء، حيث دمرت إسرائيل أثناء العامين الماضيين 90% من البنى التحتية المدنية، بخسائر أولية قدرت بنحو 70 مليار دولار.

كذلك، ترفض إسرائيل إدخال بدائل الإيواء، متنصلة بذلك من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأوقف الاتفاق حرب إبادة جماعية خلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، لكن الاحتلال منذ ذاك الحين واصل عمليات القصف والنسف وخرق الاتفاق مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات الأمم المتحدة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تهدد الأمن الغذائي.. الحرب تفتك بالثروة الحيوانية في غزة

غزة - خاص صفا

في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة، يواجه مربو المواشي والدواجن كارثة غير مسبوقة، إذ أدى القصف المكثف والحصار الخانق إلى تدمير واسع في مزارع الثروة الحيوانية، ما ينذر بأزمة غذائية ومعيشية حادة في القطاع المحاصر.

وحسب تقديرات أولية لوزارة الزراعة فإن هذا القطاع تكبد خسائر مباشرة في المواشي والدواجن، حيث نفق آلاف الرؤوس من الأبقار والأغنام والدواجن نتيجة الاستهداف المباشر للمزارع أو بسبب انقطاع الإمدادات الغذائية والمياه، كما تضررت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الحظائر، والمعدات، ومخازن الأعلاف، ما جعل من الصعب على المزارعين الاستمرار في تربية الحيوانات.

وحول قطاع الدواجن، يقول المختص بالشأن الاقتصادي أحمد أبو قمر:" إنها تظهر كصورة واضحة لحجم التدهور الاقتصادي الناتج عن القيود المفروضة على المعابر، فوفق البيانات الرسمية، لا تسمح "إسرائيل" إلا بدخول 30% فقط من احتياجات السكان والمطاعم، ما تسبب باضطراب حاد في سلاسل التوريد وارتفاع غير مسبوق للأسعار".

ويضيف أبو قمر، أنه ومع تدمير العشرات من مزارع الدواجن التي كانت تنتج قرابة 2 مليون دجاجة شهريا قبل الحرب، فَقَد القطاع قدرته على الاكتفاء الذاتي بشكل شبه كامل.

ويؤكد أنه ورغم الجهود الحكومية لتنظيم الاستيراد واعتماد نقاط توزيع رسمية، فإن غياب السيطرة الفلسطينية على المعابر وتنامي السوق السوداء فاقم الأزمة، فالكيلوغرام الذي تُحدده الوزارة، يُباع فعليًا في السوق السوداء بسعر مضاعف، بينما تصل رسوم التنسيق على الشاحنة الواحدة إلى 400–500 ألف شيكل.

ويتابع المختص بالشأن الاقتصادي، أن هذه الأرقام تعكس بوضوح كيف تحولت الأزمة من مجرد نقص في الإمدادات إلى تحدٍ هيكلي يضرب الأمن الغذائي ويُبقي مظاهر الحصار الاقتصادي قائمة.

ويختم أبو قمر أن تداعيات الأزمة تتجاوز المستهلك لتصل إلى القطاع الخدمي ومطاعم غزة، التي باتت عاجزة عن الاستمرار في ظل نقص الغاز وارتفاع سعره إلى 80 شيكلا للكيلوغرام، وأن هذا الوضع يهدد بإغلاق العديد من المنشآت الصغيرة، ويعمّق الفجوة الاجتماعية، ويزيد اعتماد الأسر على بدائل غذائية أقل جودة.

تدمير كامل

من جانبه قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن "إسرائيل" دمّرت 97% من الثروة الحيوانية والحيوانات العاملة في قطاع غزة بالقصف والتجويع والنهب.

وقال المرصد في بيان اطلعت عليه وكالة "صفا" إن الاستهداف الإسرائيلي للثروة الحيوانية بغزة يأتي ضمن سياسة مدروسة تهدف لتجويع السكان وتجفيف مواردهم الغذائية وفرض معاناة إنسانية ونفسية شديدة عليهم.

وأشار إلى أن سياسات "إسرائيل" تُجسّد نمطًا منهجيًا ومتواصلًا من الإبادة الجماعية من خلال فرض ظروف معيشية يستحيل البقاء تحتها.

وأوضح المرصد أن أكثر من 93% من مزارع الدواجن دُمّرت بالكامل بسبب العدوان الإسرائيلي فيما توقّفت المزارع المتبقية عن العمل والانتاج كليًا.

وأضاف أن "فريقنا الميداني وثّق نفوق عشرات الآلاف من الطيور بسبب القصف المباشر أو انعدام الأعلاف والمياه".

وبيّن المرصد أن أكثر من 97% من الأبقار والأغنام التي كانت موجودة في غزة قبل الحرب هلكت إمّا بالقتل المباشر نتيجة القصف أو بسبب الجوع.

وأردف أن من أصل نحو 20 ألف حمار وآلاف الخيول والبغال في قطاع غزة قبل العدوان نفق نحو 43٪ من هذه الحيوانات حتى أغسطس 2024 فيما تُظهر التقديرات الأحدث أنّ ما تبقى منها اليوم لا يتجاوز 6% فقط.

ولفت "الأورومتوسطي" إلى أن نفوق أغلب الحمير والبغال يشكل معضلة أساسية لدى السكان لأنها وسيلة النقل الأساسية التي يعتمدون عليها في ظل التعطّل شبه الكامل لحركة النقل بسبب انعدام الوقود.

تحذيرات أممية

وتوجه المؤسسات الدولية تحذيرات من أزمة غذائية وانهيار كامل للثروة الحيوانية، ما سيؤدي إلى انهيار منظومة الأمن الغذائي في غزة، خاصة مع تعطل سلاسل التوريد وغياب البدائل المحلية.

ودعت تلك المؤسسات إلى ضرورة تسهيل إدخال الأعلاف والمستلزمات البيطرية، إضافة إلى دعم المزارعين المتضررين لإعادة بناء ما دمرته الحرب.

وحسب تقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) فإن 75% من الأراضي الزراعية في غزة تضررت أو دمرت، مع خسائر في الثروة الحيوانية وصلت إلى 96%، مما يعكس حجم الكارثة التي لحقت بالقطاع الزراعي والحيواني بعد الحرب.

ويفاقم إغلاق المعابر من الأزمة بشكل كبير، حيث تعطل دخول الأعلاف والمستلزمات البيطرية، مما زاد من نفوق الحيوانات وصعوبة إعادة تأهيل المزارع.

ووجهت دعوات دولية بضرورة فتح المعابر وتسهيل دخول المساعدات الزراعية والبيطرية، ودعم جهود إعادة الإعمار لضمان استقرار القطاع الحيواني والزراعي في غزة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: 96% من سكان غزة يعانون من الأمن الغذائي
  • برنامج الأغذية العالمي: 318 مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من الجوع
  • توقعات أممية بارتفاع نسبة الجوع في اليمن إلى 18 مليون شخص
  • مجلس الأمن الدولي يصوت اليوم على تواجد قوة جديدة في قطاع غزة
  • القاهرة تواصل تقديم الخيام والسلال الغذائية لدعم سكان القطاع
  • "أونروا": مئات آلاف النازحين في غزة يواجهون الشتاء بخيام مهترئة
  • إسرائيل تهجِّر سكان قطاع غزة برحلات جوية غامضة؟
  • الأمم المتحدة تحذر: نقص التمويل يعرقل المساعدات الإنسانية في أفغانستان
  • تهدد الأمن الغذائي.. الحرب تفتك بالثروة الحيوانية في غزة