صدى البلد:
2025-08-04@03:56:00 GMT

منى أحمد تكتب.. لغة الكمال

تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT

منذ أيام عرضت قناة ماسبيرو زمان سهرة درامية مقتبسة عن رواية عالمية وقدمت باللغة العربية الفصحى، وفى اليوم التالى وعلى احد الفضائيات شاهدت حفل لكوكب الشرق وكانت تشدو الأطلال للشاعر إبراهيم ناجى والعبقرى رياض السنباطى، وبلغ مسامعي هذا الزاد اللغوي المبهر والتركيب اللفظي المبدع مقدم في أطر جمالية أخاذة وصور بلاغية بديعة ، فى حقبة زمنية ثرية الإبداع وشجون أثارها هذا الكمال اللغوى والبهاء التعبيرى الاستثنائى ، الذى كان الفن أحد أعمدته الرئيسية التى يرتكز عليها ،هكذا كان مقام اللغة وحال مستمعي ومتذوقي الفن على اختلاف طبقاتهم التعليمية والاجتماعية.


فقد أبت اللغة العربية أن تندثر أو تقهر بفضل حفظ الله تعالى حيث إنها لغة القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية، وبفضل خصائصها التى أهلتها ومنحتها قوة البقاء ومكنتها من مقاومة أسباب التغير والفناء ،إضافة إلى الدور الهام  للداعمين والمريدين لها فى مختلف المؤسسات خاصة التعليمية والثقافية والإعلامية ومدرسة الفن السامي التى صاغت وجدان الأمة وكانت أرقي سفير للغة الضاد فترسخت مكانتها وحافظت علي مكانتها وبريقها وجمالياتها. 
فاللغة حاضنة التاريخ وكي تكتشف عظمة الامم أنظر إلى لغتها ، ورغم أن اللغة العربية كانت ذات يوم الأولى فى التسيد الحضاري والإنساني عندما كانت الحضارة العربية في أوج عظمتها ، إلا أنه بتراجع تلك الحضارة تراجع التعامل بالعربية والاهتمام بها حتى فى البلدان العربية الناطقة بها ،وانفصل الشباب عن اللغة الأم رغم أهميتها للحفاظ على فهي هويتهم وتاريخهم ،فبدونها يحكم على ماضيهم بالقتل محوا ونسيانا ،ويتم اِقتلاعهم من جذورهم . 
وبنظرة سريعة نرى ما إِنْتَهى إليه حال العربية من اِنحِدار لغوي لا تخطئه عين ولا أذن ،حينما تصطدم بما تكتبه أو تتلفظه الأجيال الشابة فى الشارع المصرى والعربى،أو فى وسائل التواصل الاجتماعى وعلى الشاشات، فالتراجع مهين لمكانة اللغة بعدما تشوهت كلماتها وتدنت مفرداتها فى ظل غياب النخب اللغوية. 
وواقع لغتنا العربية اليوم يبرهن على التحديات الصعبة التي تواجهها ،حيث تعاني عقوق أهلها فمنهم من هجرها إلى اللغات الأجنبية من باب المرور للوظيفة المرموقة أو البرهان على المكانة الاجتماعية اللائقة، وآخرون مزجوا بين كلماتها وكلمات لاتنية لتظهر لنا لغة ثالثة لا علاقة لها بالعربية والاتنية على حد سواء .
وللأسف شيئًا فشيئًا  توارت العربية وفقدت العديد من المؤسسات التربوية دورها الأهم فى تعزيز وتعميق دور اللغة بحياتنا ،فقد جرى تهميشيها فى ظل عدم التطور والجمود المتبع فى أساليب تعليمها ،بحيث أصبحت مادة لا تتماشي مع الواقع المعاصر ،عكس طرق أساليب تدريس اللغات الأجنبية ،فنحيت اللغة العربية جانبا وأصبحت اللغات الأخرى واللهجة العامية بديلا عنها ،إضافة إلى تغير التركيبة الثقافية للمجتمع بتوغل الثقافات الوافدة. 
وازدادت أحوالها سوء بانتشار وسائل التواصل الاجتماعى ، ودورًا آخر لا يقل أهمية بل يزيد في إضعاف وتجريف اللغة العربية وقلب موازينها عند قطاع كبير من الشباب، بسبب التداول اللغوي الإلكتروني الخاطئ الذى يتسم بالتساهل في اِسْتِعْمال اللغة العربية فقضي على الباقية البقية منها. 
أما الإعلام والفن فحدث ولا حرج فقد أصبح إلا من رحم ربى ناقلا للقبح والفجاجة ومروجا لها وابتعد عن الجماليات بكافة أشكالها وشيئا فشئ لم يعد التعامل باللغة العربية الغنية بتشبهاتها ومحسناتها البديعية يليق بمكانتها ومقامها الرفيع رغم أن تعلمها فرض عين فمن أراد أن يتفقه في أمور دينه عليه باللغة العربية فرفقا بلغة الضاد.

طباعة شارك قناة ماسبيرو زمان ماسبيرو زمان إبراهيم ناجى رياض السنباطى اللغة العربية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قناة ماسبيرو زمان ماسبيرو زمان إبراهيم ناجى رياض السنباطى اللغة العربية اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

المتحف المصري بالتحرير يطلق سلسلة محاضرات ثقافية

ينظم المتحف المصرى بالتحرير، سلسلة محاضرات ثقافية خلال شهر أغسطس الجاري؛ لتكون فرصة فريدة للتعمق فىيعلوم اللغات القديمة وتراثها الثقافي الغني.

وأوضحت إدارة المتحف المصري بالتحرير، أن المحاضرات سيلقيها نخبة من أساتذة علوم اللغات؛ للتعمق في جوانب مختلفة من تاريخ اللغات القديمة وتطور الكتابة بها، لافتا إلى أن جميع المحاضرات ستعقد في قاعة محاضرات المتحف المصري بالقاهرة "قاعة 39 أرضي".
 

المتحف المصرى بالتحرير

وكشفت إدارة المتحف عن جدول المحاضرات، كالتالي:

- الإثنين 4 أغسطس.. محاضرة بعنوان “مقدمة في اللغة المروية”، يحاضر بها الدكتور محمود إمام مدرس علم آثار وادي النيل.

-  الإثنين 11 أغسطس.. محاضرة عن “الكارية والآرمية لغات أجنبية خلال العصر المتأخر في مصر القديمة”، وتُحاضر بها الدكتورة عزة عادل من المكتب العلمي لوزير السياحة والآثار.

- الأحد 17 أغسطس.. محاضرة بعنوان “الأبجدية الأولى في التاريخ: الأبجدية البروتوسينائية نماذج مختارة من المتحف المصري بالتحرير”، ويحاضر بها الدكتور أحمد منصور مدير مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية.

- الأربعاء 20 أغسطس.. محاضرة بعنوان “نماذج من نصوص الحياة اليومية الديموطيقية من العصرين البطلمي والروماني”، تحاضر بها الدكتورة سارة نبيل أستاذ اللغة المصرية القديمة ورئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة عين شمس.

طباعة شارك المتحف المصرى بالتحرير المتحف المصرى محاضرات المتحف المصري بالتحرير متحف المصرى بالتحرير

مقالات مشابهة

  • المتحف المصري بالتحرير يطلق سلسلة محاضرات ثقافية
  • وزارة الأوقاف تختتم دورة لتأهيل معلمي اللغة العربية من جمهورية تتارستان
  • انفراجة قريبة لأزمة معاشات ماسبيرو.. المالية والإعلام تضعان جدولًا زمنيًا للحل النهائي
  • الصوت والضوء: أسعار تذاكر اللغة العربية قاصرة على المصريين
  • انطلاق صالون ماسبيرو الثقافي من استديو أحمد زويل الأسبوع القادم
  • نوستالجيا الزمن الجميل.. رئيس قناة ماسبيرو زمان: نراعي كافة الأذواق
  • كانسيلو يبرز مهاراته في قيادة الدراجة ويلقي التحية باللغة العربية في ألمانيا.. فيديو
  • موقع اللغة العربية في التعليم
  • محمد ممدوح عن «روكي الغلابة»: «كان نفسي أشتغل مع دنيا سمير غانم من زمان»
  • «سلمان العالمي للغة العربية» يطلق برنامج «شهر اللغة العربية» في أذربيجان