صدى البلد:
2025-12-03@00:54:23 GMT

منى أحمد تكتب.. لغة الكمال

تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT

منذ أيام عرضت قناة ماسبيرو زمان سهرة درامية مقتبسة عن رواية عالمية وقدمت باللغة العربية الفصحى، وفى اليوم التالى وعلى احد الفضائيات شاهدت حفل لكوكب الشرق وكانت تشدو الأطلال للشاعر إبراهيم ناجى والعبقرى رياض السنباطى، وبلغ مسامعي هذا الزاد اللغوي المبهر والتركيب اللفظي المبدع مقدم في أطر جمالية أخاذة وصور بلاغية بديعة ، فى حقبة زمنية ثرية الإبداع وشجون أثارها هذا الكمال اللغوى والبهاء التعبيرى الاستثنائى ، الذى كان الفن أحد أعمدته الرئيسية التى يرتكز عليها ،هكذا كان مقام اللغة وحال مستمعي ومتذوقي الفن على اختلاف طبقاتهم التعليمية والاجتماعية.


فقد أبت اللغة العربية أن تندثر أو تقهر بفضل حفظ الله تعالى حيث إنها لغة القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية، وبفضل خصائصها التى أهلتها ومنحتها قوة البقاء ومكنتها من مقاومة أسباب التغير والفناء ،إضافة إلى الدور الهام  للداعمين والمريدين لها فى مختلف المؤسسات خاصة التعليمية والثقافية والإعلامية ومدرسة الفن السامي التى صاغت وجدان الأمة وكانت أرقي سفير للغة الضاد فترسخت مكانتها وحافظت علي مكانتها وبريقها وجمالياتها. 
فاللغة حاضنة التاريخ وكي تكتشف عظمة الامم أنظر إلى لغتها ، ورغم أن اللغة العربية كانت ذات يوم الأولى فى التسيد الحضاري والإنساني عندما كانت الحضارة العربية في أوج عظمتها ، إلا أنه بتراجع تلك الحضارة تراجع التعامل بالعربية والاهتمام بها حتى فى البلدان العربية الناطقة بها ،وانفصل الشباب عن اللغة الأم رغم أهميتها للحفاظ على فهي هويتهم وتاريخهم ،فبدونها يحكم على ماضيهم بالقتل محوا ونسيانا ،ويتم اِقتلاعهم من جذورهم . 
وبنظرة سريعة نرى ما إِنْتَهى إليه حال العربية من اِنحِدار لغوي لا تخطئه عين ولا أذن ،حينما تصطدم بما تكتبه أو تتلفظه الأجيال الشابة فى الشارع المصرى والعربى،أو فى وسائل التواصل الاجتماعى وعلى الشاشات، فالتراجع مهين لمكانة اللغة بعدما تشوهت كلماتها وتدنت مفرداتها فى ظل غياب النخب اللغوية. 
وواقع لغتنا العربية اليوم يبرهن على التحديات الصعبة التي تواجهها ،حيث تعاني عقوق أهلها فمنهم من هجرها إلى اللغات الأجنبية من باب المرور للوظيفة المرموقة أو البرهان على المكانة الاجتماعية اللائقة، وآخرون مزجوا بين كلماتها وكلمات لاتنية لتظهر لنا لغة ثالثة لا علاقة لها بالعربية والاتنية على حد سواء .
وللأسف شيئًا فشيئًا  توارت العربية وفقدت العديد من المؤسسات التربوية دورها الأهم فى تعزيز وتعميق دور اللغة بحياتنا ،فقد جرى تهميشيها فى ظل عدم التطور والجمود المتبع فى أساليب تعليمها ،بحيث أصبحت مادة لا تتماشي مع الواقع المعاصر ،عكس طرق أساليب تدريس اللغات الأجنبية ،فنحيت اللغة العربية جانبا وأصبحت اللغات الأخرى واللهجة العامية بديلا عنها ،إضافة إلى تغير التركيبة الثقافية للمجتمع بتوغل الثقافات الوافدة. 
وازدادت أحوالها سوء بانتشار وسائل التواصل الاجتماعى ، ودورًا آخر لا يقل أهمية بل يزيد في إضعاف وتجريف اللغة العربية وقلب موازينها عند قطاع كبير من الشباب، بسبب التداول اللغوي الإلكتروني الخاطئ الذى يتسم بالتساهل في اِسْتِعْمال اللغة العربية فقضي على الباقية البقية منها. 
أما الإعلام والفن فحدث ولا حرج فقد أصبح إلا من رحم ربى ناقلا للقبح والفجاجة ومروجا لها وابتعد عن الجماليات بكافة أشكالها وشيئا فشئ لم يعد التعامل باللغة العربية الغنية بتشبهاتها ومحسناتها البديعية يليق بمكانتها ومقامها الرفيع رغم أن تعلمها فرض عين فمن أراد أن يتفقه في أمور دينه عليه باللغة العربية فرفقا بلغة الضاد.

طباعة شارك قناة ماسبيرو زمان ماسبيرو زمان إبراهيم ناجى رياض السنباطى اللغة العربية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قناة ماسبيرو زمان ماسبيرو زمان إبراهيم ناجى رياض السنباطى اللغة العربية اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

اللواء مختار عبداللطيف يكرم أحمد موسى ويهديه درع الهيئة العربية للتصنيع

أهدى اللواء اركان حرب مهندس مختار عبداللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، درع الهيئة العربية للتصنيع للاعلامي أحمد موسى تكريما لجهوده.

النيجر ترحب بدعم مجلس الأمن لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربيةالأسهم الأكثر ارتفاعا وانخفاضا في ختام تعاملات البورصة المصرية الثلاثاء 2 ديسمبر


واضاف اللواء اركان حرب مهندس مختار عبداللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، في لقاء من معرض ايديكس 2025، مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج علي مسئوليتي، المذاع عبر قناة صدى البلد، مساء اليوم الثلاثاء، أن "التوقيع على بروتوكول مع شركة داسو رفال امر توريد لبعض قطع الغيار لطائرة فالكون الفرنسية ونتعاون مع شركة امريكية لتصنيع بعض اجزاء من محرك الدلالات ام 1 اي 1".

وتابع أن "الرئيس السيسي يقدم دعما كبيرا للهيئة العربية للتصنيع وتوجهات رئاسية بالتعاون بين الهيئة العربية التصنيع وكبرى الشركات الفرنسية في تصنيع المقاتلات في العالم ونتعاون معاها منذ عامين.

طباعة شارك أحمد موسى العربية للتصنيع ايديكس

مقالات مشابهة

  • نقيبا الممثلين والسينمائيين في ماسبيرو لبحث التعاون المشترك
  • اللواء مختار عبداللطيف يكرم أحمد موسى ويهديه درع الهيئة العربية للتصنيع
  • ميسترال رائدة الذكاء الاصطناعي في أوروبا تطرح نماذج متقدمة جديدة أصغر حجما: إليك ما تحتاج معرفته
  • المسلماني يلتقي نقيبي الممثلين والسينمائيين لبحث التعاون مع ماسبيرو
  • بحضور المسلماني.. نقيبا الممثلين والسينمائيين يبحثان في ماسبيرو التعاون المشترك
  • لقاء «حرب اللغات في عصر الذكاء الاصطناعي» على مسرح سيد درويش بالإسكندرية
  • وزير الاتصال يُشرف على احياء ذكرى تأسيس وكالة الأنباء الجزائرية
  • مدير تعليم مطروح: برنامج تنمية مهارات اللغة العربية ساهم في تحسين مهارات الطلاب اللغوية
  • اختراق إلكتروني يربك محطات الحافلات في إسرائيل.. رسائل تهديد عبر الشاشات
  • مدير تعليم مطروح تتفقد مدرستين وتتابع تنفيذ برنامج تنمية مهارات اللغة العربية