رغم الغضب من حرب غزة.. أوروبا تدعم إسرائيل ضد إيران
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الأوروبية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، أعلنت عدة دول أوروبية دعمها لإسرائيل في صراعها المتصاعد مع إيران، معتبرة أن طهران تمثل التهديد الأكبر للاستقرار الإقليمي، رغم التحفظات العميقة على السلوك الإسرائيلي في القطاع.
وأشار تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن أوروبا، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، لا ترغب في رؤية نظام إيراني مسلح نوويًا، لا سيما في ظل دعم طهران لروسيا في حربها بأوكرانيا.
وفي تصريح لافت، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال قمة مجموعة السبع في كندا:
“لدي احترام كبير لكون إسرائيل تجرأت على القيام بهذا العمل القذر نيابة عن الآخرين.”
رغم هذا الدعم، تحذر العواصم الأوروبية من أن التصعيد الإسرائيلي في إيران قد يأتي بنتائج عكسية.
ويخشى المسؤولون الأوروبيون أن يؤدي هذا التصعيد إلى انسحاب طهران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، أو إلى تعطيل المساعي الدبلوماسية لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن.
وحذرت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بعد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية الأوروبيين، من أن "الوضع يتطلب خفضًا عاجلًا للتصعيد"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل جهوده الدبلوماسية لضمان ألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا.
وذكرت مصادر أوروبية أن بعض الحكومات تعمل بالتنسيق مع سلطنة عمان ودول إقليمية أخرى لمحاولة استئناف المفاوضات النووية المتوقفة.
ورغم توحد الموقف الأوروبي بشأن التهديد الإيراني، إلا أن خلافات عميقة لا تزال قائمة بشأن السلوك الإسرائيلي في غزة. ففرنسا كانت على وشك الاعتراف بدولة فلسطينية في مؤتمر بالأمم المتحدة بالتعاون مع السعودية، لكن المؤتمر تم تأجيله بعد الضربات الإسرائيلية لإيران، لأسباب أمنية ولوجستية، حسبما أعلن مسؤولون فرنسيون.
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "تأجيل المؤتمر لا يعني تراجعنا عن دعم حل الدولتين، ونحن مصممون على الاعتراف بالدولة الفلسطينية."
أما في بريطانيا، فقد فرضت الحكومة عقوبات على وزيرين إسرائيليين لتصريحات حرضت على العنف ضد الفلسطينيين، كما أعلنت حظرًا جزئيًا على تصدير الأسلحة لإسرائيل.
وفي تصعيد آخر، أعلنت السلطات الفرنسية إغلاق خمسة أجنحة إسرائيلية في معرض باريس للطيران بعد رفضها إزالة أسلحة هجومية محظورة عرضها في فرنسا بسبب الحرب في غزة. ووصف وزارة الدفاع الإسرائيلية الخطوة بأنها “فعل قبيح وغير لائق.”
وفي الوقت الذي يعتمد فيه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على دعم الولايات المتحدة في المواجهة مع إيران، فإن خسارة الدعم الأوروبي قد تترك إسرائيل أكثر عزلة على الساحة الدولية، خصوصًا إذا تطورت الضربات إلى استهداف مدنيين إيرانيين أو إذا أغلقت إيران مضيق هرمز، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط العالمية.
وفي ظل استمرار الحرب دون أفق للحل، تبقى أوروبا تمسك العصا من المنتصف: دعم عسكري واستخباراتي محدود لإسرائيل في مواجهتها مع إيران، مقابل تصعيد سياسي وانتقادات حادة بسبب حربها المستمرة في غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة إيران إسرائيل فرنسا بريطانيا فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل أوروبا مستعدة للدفاع عن نفسها دون أمريكا؟ المفوض الأوروبي يجيب
أعرب المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس عن تفاؤله بإمكانية تحقيق استقلالية دفاعية أوروبية في المستقبل، دون الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة، وذلك في ظل تصاعد التحديات الأمنية وتغير الأولويات الأمريكية عالميًا.
وجاءت تصريحات كوبيليوس خلال مقابلة صحفية على هامش معرض لو بورجيه للطيران قرب باريس، أشار خلالها إلى التقدم الملحوظ في تكنولوجيا الدفاع الجوي الأوروبي، خاصة من خلال الشركات الناشئة التي تقدم حلولًا مبتكرة وتطور قدرات أوروبا في مجالات الطيران والفضاء.
عند سؤاله عما إذا كانت أوروبا قادرة على الدفاع عن نفسها دون واشنطن إذا تعرضت لهجوم مفاجئ، قال كوبيليوس إن القدرات الدفاعية الحالية تعتمد جزئيًا على الوجود الأمريكي، لكن الاستعدادات المستقبلية يجب أن تبني على الاكتفاء الذاتي الأوروبي، خصوصًا في مواجهة سيناريوهات محتملة مثل استخدام ملايين الطائرات المسيرة عبر حدود ممتدة.
وقال كوبيليوس إن الولايات المتحدة قد تعيد توجيه اهتمامها الاستراتيجي نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة النفوذ العسكري الصيني، ما سيؤدي تدريجيًا إلى تراجع الوجود الأمريكي في أوروبا.
وأكد أن الوقت حان لتخطيط استراتيجية دفاعية أوروبية مستقلة، تشمل امتلاك المعدات الاستراتيجية بدلًا من الاعتماد على نظم مثل مقاتلات "إف-35" و"إف-16" الأمريكية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس - Euronews
وقال كوبيليوس: "نحتاج إلى تغيير طريقة تفكيرنا، وتسريع تطوير قدراتنا الدفاعية، يجب أن تكون لدينا خطط على المدى الطويل بالتنسيق مع شركائنا الأمركيين"..
المُسيرات.. تحدٍ تكتيكي لا إنتاجيوفيما يتعلق بالمسيرات القتالية، علق كوبيليوس أن الإنتاج الضخم للمُسيرات ليس هو الحل الأمثل.
وأوضح أن الدرس الأهم من التجربة الأوكرانية هو كيفية استخدام المُسيرات وتحديث أنظمتها باستمرار، لا مجرد تخزينها، خاصة أن العدو أيضًا يطور تقنيات التشويش والتصدي لها.
وتابع: "الأوكرانيون أصابوا 80% من الأهداف باستخدام المسيرات، لكن الروس طوروا قدراتهم أيضًُا، لذلك فإن المرونة والابتكار المستمرين هما مفتاح التفوق، لا الإنتاج وحده".