المنطقة على صفيح ساخن: إسرائيل تشعل النار والجميع يدفع الثمن
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
الشرق الأوسط اليوم يقترب أكثر من أي وقت مضى من حافة الانفجار. ليس الأمر مجرد تصعيد عسكري، بل هو زلزال سياسي واقتصادي يهز العالم. في كل مرة تعتدي فيها إسرائيل، تدفع المنطقة والعالم الثمن باهظا. لكن من يدفع الثمن الحقيقي؟ ومن يقف اليوم في الجانب الصحيح من التاريخ؟
إسرائيل: من تأسيس العدوان إلى اغتيال المستقبل
منذ تأسيسها، لم تكن إسرائيل يوما طرفا يبحث عن سلام عادل أو استقرار حقيقي في المنطقة.
المعادلة الآن بين معسكرين: إما مع الحق والعدل والكرامة والسيادة، أو مع مشروع صهيوني لا يعترف بشيء سوى القوة والهيمنة
اغتيال العقول.. استراتيجية قديمة تتجدد
لم تعد الحكاية مجرّد قصف هنا واغتيال هناك، إسرائيل تستهدف العلماء والباحثين والمدنيين، سواء في فلسطين أو إيران، وكأنها ترسل رسالة واضحة: "لن نسمح بنهوض علمي، ولن نقبل بأي قوة تنازعنا السيادة في هذا الشرق".
النيران تصل إلى الأسواق العالمية
لكن نيران هذا العدوان تتجاوز حدود الجغرافيا، فقد أشعلت الأسواق العالمية. أسعار النفط قفزت بأكثر من 13 في المئة، وأسعار الغاز بأكثر من 6.6 في المئة، والذهب في ارتفاع متسارع، بينما تغرق أسواق الأسهم في موجات اضطراب وخسائر متوالية. ومع كل تصعيد، يلوح شبح إغلاق مضيق هرمز، شريان النفط العالمي، والذي سيعني كارثة اقتصادية تهز العالم بأسره وتدفع أسعار الطاقة لمستويات خيالية قد تصل إلى 130-150 دولارا للبرميل.
تاريخ طويل من ضرب التنمية
لم يكن هذا الطريق بعيدا عن التاريخ، إسرائيل سبق أن دمرت المفاعل النووي العراقي في 1981، واغتالت عشرات العلماء العرب، حاربت كل محاولة لبناء مشروع تنموي حقيقي في المنطقة، دعمت غزو العراق في 2003، وساندت الانقلاب العسكري في مصر في 2013، وخططت للانقلاب الفاشل في تركيا عام 2016. وعندما انطلقت شعوب الربيع العربي بحثا عن الحرية والعدالة، تكالب الجميع لإجهاضها، الهدف كان واحدا: لا ديمقراطية، ولا قوة علمية، ولا تنمية حقيقية في محيط إسرائيل.
مبادرات سلام.. لم تجد من يسمع
لطالما قدّمت الشعوب العربية مبادرات سلام. السعودية نفسها طرحت مبادرة شاملة في 2002: انسحاب كامل مقابل تطبيع كامل، لكن إسرائيل لم تأخذ المبادرة بجدية، لأنها ببساطة لا تريد سلاما، بل تريد استسلاما.
معسكران لا ثالث لهما
العدوان على إيران ليس مسألة سياسية عابرة، بل هو محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على مقاس إسرائيل
اليوم، الصورة واضحة؛ إما أن تكون مع المقاومة، أو مع التواطؤ. لا حياد في هذه المعركة، حتى من اختلف مع إيران في مواقفها الإقليمية، يقف اليوم معها أمام عدوان إسرائيلي غادر. الشعوب باتت تدرك: العدو الحقيقي ليس من يخطئ في اجتهاده، بل من يصر على سحقنا ونهب أوطاننا.
الخيارات محدودة.. والموقف واضح
المعادلة الآن بين معسكرين: إما مع الحق والعدل والكرامة والسيادة، أو مع مشروع صهيوني لا يعترف بشيء سوى القوة والهيمنة.
على الحكومات أن تفهم جيدا أن الولايات المتحدة لن تكون يوما وسيطا نزيها، بل هي جزء أصيل من مشروع السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، فاليوم إيران وغدا باكستان وبعد غد تركيا وبعدها الدول العربية دولة دولة. وعلى الشعوب أن تعي أن الحق أحق أن يُتبع، حتى لو جاء من جار أو صديق اختلفت معه يوما.
العدوان على إيران ليس مسألة سياسية عابرة، بل هو محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على مقاس إسرائيل. لكن المنطقة تغيّرت، والوعي تغيّر. اليوم لم يعد السؤال: من معنا؟ بل: من تبقى ضدنا؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات إسرائيل العدوان إيران المقاومة الشرق الأوسط إيران إسرائيل الشرق الأوسط مقاومة عدوان مدونات قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اللواء الغباري يكشف مخططا خبيثا لمنطقة الشرق الأوسط
أكد اللواء أركان حرب محمد الغباري، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الاستعمار لم يختفِ من المنطقة، بل أعاد إنتاج نفسه بصيغ وأدوات جديدة، تتخفى وراء شعارات براقة مثل الديمقراطية والحرية، فيما تواصل في جوهرها السعي للهيمنة ونهب الثروات.
وأكد الغباري خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الذي تتبناه قوى دولية منذ تسعينيات القرن الماضي، ما هو إلا امتداد لمخططات استعمارية قديمة، تهدف إلى إعادة تقسيم الدول العربية، وإضعاف جيوشها، وخلق كيانات هشة يسهل التحكم فيها.
وأشار إلى أن المصطلحات التي يتم الترويج لها مثل "الشرق الأوسط"، بدلًا من "المنطقة العربية"، ليست عفوية، بل تعكس رؤية استعمارية تسعى إلى طمس الهوية القومية، وتحويل المنطقة إلى دوائر نفوذ متناحرة، تخدم مصالح قوى كبرى مثل الولايات المتحدة، التي تولت قيادة هذا المشروع بعد تراجع النفوذ البريطاني والفرنسي.
وأوضح الغباري أن مصر تظل في قلب هذه الصراعات بسبب موقعها الاستراتيجي الفريد، وهو ما يجعلها دائمًا مستهدفة، مشددًا على أن هذا الموقع قد يكون نعمة تُستثمر في التنمية، أو نقمة إذا لم يُرافقه امتلاك حقيقي لعناصر القوة، وعلى رأسها الجيش والاقتصاد.
وأضاف أن وعي الشعوب، وقوة الدولة الوطنية، وبناء المؤسسات، تمثل الركائز الأساسية لمواجهة هذا الاستعمار الجديد، داعيًا إلى ضرورة تعزيز القوة الشاملة للدولة، سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، لحماية الأمن القومي ومكتسبات التنمية.