اختبار الثانوية العامة في الأردن: أزمة متكررة وحاجة مُلحّة للإصلاح الجذري
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
#اختبار_الثانوية_العامة في #الأردن: أزمة متكررة وحاجة مُلحّة للإصلاح الجذري
بقلم: د. خالد حسين العمري – خبير في القياس والتقويم التربوي
قد يكون حديثنا هنا موجها للمركز الوطني لتطوير #المناهج أكثر منه لوزارة التربية والتعليم، فهو مُقبل على حمل مسؤولية إعداد امتحانات الثانوية العامة في القادم القريب بناء على قرارات مجلس الوزراء، والهدف من ذلك أن يكون التقويم من جهة خارجية لمخرجات وزراة التربية والتعليم، ولتكون الأسئلة منطلقة من بنوك أسئلة وطنية تم تشكيل اللجان لإعدادها، وهنالك وحدة للقياس والتقويم تشرف على هذا العمل، ومما لا شك أن وزارة التربية والتعليم الأردنية تحرص دائمًا على مصلحة أبنائها الطلبة، وتؤكد باستمرار أن المرجعية الأساسية في بناء الاختبارات هي الكتاب المدرسي والمنهاج الرسمي.
اختبار الرياضيات: تحديات فنية وتربوية
مقالات ذات صلةرغم التصريحات الرسمية بأن الاختبار التزم بالمنهاج والكتاب المدرسي، إلا أن هناك ملاحظات تربوية جوهرية لا يمكن تجاهلها:
بعض الفقرات احتاجت إلى خمس أو ست خطوات للحل، ما يتجاوز التصور المعلن بأن الأسئلة تُحل في ثلاث أو أربع خطوات كحد أقصى. فالأسئلة الموضوعية (الاختيار من متعدد) لم تلتزم بمواصفة عدد خطوات الحل المعروفة، التي تفترض أن تُحل بخطوة أو خطوتين، وتُصاغ لقياس الفهم أو التطبيق السريع. وهنا سأضع توضيحا علميا موثّقا لعدد الخطوات ، وعدد النتاجات المعرفية التي يجب أن يقيسها سؤال الاختيار من متعدد Haladyna, Downing, & Rodriguez (2002) – “A Review of Multiple-Choice Item-Writing Guidelines”وهذا من أبرز المراجع التربوية في مجال بناء الأسئلة، ويوصي بأن تكون فقرات MCQ قصيرة ومباشرة، لا تتطلب أكثر من خطوة أو خطوتين لحلها، خاصة في المواد التطبيقية مثل الرياضيات.
Popham, W. J. (2017). “Classroom Assessment: What Teachers Need to Know”وهذا المرجع يُشير إلى أن أسئلة الاختيار من متعدد MCQs في الرياضيات ينبغي أن تتضمن خطوات قصيرة وبسيطة تتيح الإجابة في دقيقة واحدة إلى دقيقتين. والأسئلة التي تتطلب خطوات متعددة أو حسابات مكثفة غير مناسبة لصيغة الاختيار من متعدد.
Standards for Educational and Psychological Testing (AERA, APA, NCME, 2014):ويوصي هذا المرجع بأن تكون الأسئلة من هذا النوع مناسبة للزمن، وأن تقيس ناتجًا تعليميًا واضحًا ومباشرًا دون تحميل الطالب عبء خطوات متعددة تشتت التفكير. في حين وجود أكثر من خطوتين يعني وجود أكثر من نتاج معرفي في ذات السؤال.
وهنا نجد أن غالبية الأسئلة الموضوعية وباعتراف الوزارة خطوات حلها يزيد عن ثلاث خطوات مما يعني خرق معايير أسئلة الاختيار من متعدد، مما يستدعي ضرورة تدريب السادة كتبة الأسئلة لاكتساب مهارات ومعايير كتابة الفقرات الموضوعية من قبل خبراء القياس والتقويم.
لماذا يُفضل أن تكون خطوة أو خطوتين فقط؟
لضمان العدالة بين الطلبة في إدارة الوقت. لتقليل الضغط النفسي الناتج عن التعقيد الزائد. لقياس الهدف التعليمي المحدد بدقة دون تشويش أو تداخل. تسهيل تحليل الصعوبة والتمييز إحصائيًا عند بناء بنك أسئلة.الضغط النفسي في قاعة الامتحان: الطالب ضحية صامتة
من أخطر ما نتج عن هذا الاختبار هو الأثر النفسي السلبي المباشر على الطالب أثناء تقديم الامتحان. فوجود سؤال أو أكثر شديد الصعوبة في بداية أو وسط الورقة الامتحانية يؤدي إلى ما يلي:
وهذه الحالة تكررت بحسب شهادات ميدانية من طلبة ومعلمين، حيث عبّر الكثير منهم أن “سؤالًا أو سؤالين” في الاختبار أفقدوهم التركيز على باقي الورقة، رغم معرفتهم المسبقة بالمحتوى الدراسي.
الطالب بين ضغط الامتحان وضغط السوق
لا يعيش الطالب في عزلة، بل يتعرض لضغط نفسي خارجي من:
كل هذا يُنتج بيئة تربوية سامة، يُصبح فيها الطالب ضحية لضغط مزدوج: من داخل القاعة بسبب صعوبة بعض الأسئلة، ومن خارجها بسبب السوق التعليمي الفوضوي.
الحل يبدأ من داخل الوزارة والمركز الوطني لتطوير المناهج
رغم نوايا الوزارة الطيبة، إلا أن الميدان التربوي بحاجة إلى أدوات قياس دقيقة، مدروسة، ومتوازنة، تراعي:
خاتمة
إن امتحان التوجيهي ليس مجرد اختبار أكاديمي، بل أداة تربوية وطنية حساسة تؤثر على مستقبل الطلبة واستقرار المجتمع. ووزارة التربية، التي تعلن حرصها على مصلحة الطلبة، مدعوة اليوم إلى تحويل هذا الحرص إلى إجراءات مؤسسية واضحة، تضمن عدالة الامتحان، وتقلل من الضغط النفسي، وتعيد التوازن إلى قاعة الامتحان. فالعدالة تبدأ من السؤال، وتمر بالنفسية، وتنتهي ببيئة تعليمية آمنة وعادلة لكل طالب. وهنا لا بُدّ أن نشكر وزارة التربية والتعليم على حرصها على أبنائنا الطلبة، ونشكر لها تأكيدها على أن هنالك تقييما سيتم بعد التصحيح وسيكون هنالك معالجة إحصائية وتقويمية إن لزم الأمر.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الأردن المناهج الاختیار من متعدد التربیة والتعلیم الثانویة العامة أکثر من
إقرأ أيضاً:
غدًا.. انطلاق امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة ببني سويف
تابع الدكتور محمد هانى غنيم محافظ بنى سويف، مع مسؤولى التعليم، التجهيزات والاستعدادات النهائية اللازمة لعقد امتحانات الدور الثانى للثانوية العامة للعام الدراسى 2024/2025، المقرر انطلاقها غدا السبت 16 أغسطس، وتختتم 25 من نفس الشهر، حيث يبلغ عدد الطلاب المتقدمين للامتحان عن 1310 طالباً وطالبة "نظامي/ خدمات/منازل"195 نظام قديم و 1115 نظام حديث موزعين على 7 لجان على مستوى المحافظة.
ووجه المحافظ باستمرار التنسيق بين رؤساء الوحدات المحلية ومديرى إدارات التعليم بتوفير سبل الراحة للطلاب لأداء امتحانات الدور الثانى فى هدوء ودون حدوث أى تجاوزات، مع تواجد طبيب أو زائرة صحية داخل اللجان، تحسباً لمواجهة أى ظرف طارئ للطلاب أثناء أداء الامتحانات، مع الالتزام التام بتطبيق الإجراءات اللازمة باللجان، للحفاظ على صحة وسلامة الطلاب والمعلمين أسوة بما تم في امتحانات الدور الأول التي تم عقدها على مدار يونيو ويوليو الماضيين.
من جهتها أضافت أمل الهواري وكيل الوزارة، أن المديرية أتمت استعداداتها لبدء أعمال امتحان الدور الثانى لطلاب الثانوية العامة، مشيرة إلى عقدها اجتماعاً، بحضور الأستاذ محمد بدر وكيل المديرية ومديرو عموم الديوان ومديرو ووكلاء إدارات التعليم ورئيس مركز توزيع الاسئلة، ضمن الاستعداد والتجهيز لعقد امتحانات الدور الثاني والتي تبدأ غد السبت بمادة اللغة العربية والتربية الدينية لكافة الشعب، حيث تعقد امتحانات النظام القديم على مدار 9 أيام، لتختتم يوم 25 الشهر الجاري، فيما تختتم امتحانات النظام الحديث 23 أغسطس، ويتم عقدها على مدار 7 أيام.
وخلال الاجتماع تم التأكيد على مراجعة تجهيزات المدارس المنعقدة بها اللجان الامتحانية واعدادها، وكذا تأمين اللجان وأماكن إقامة رؤساء اللجان والمراقبين والملاحظين، الاطمئنان على آلية توزيع أوراق الأسئلة على اللجان وتجميع أوراق الإجابات لتأمينها، مع التواصل الدائم بين غرفة عمليات المديرية، لتلقى أية بلاغات عن سير الامتحانات بالمدارس علي مستوي المحافظة، والعمل على سرعة حلها بهدف خروج االامتحانات بالشكل اللائق بها، وتم تكليف مديري الإدارات بضرورة المتابعة على مدار الساعة والتأكد من توافر جميع التيسيرات اللازمة، والتعاون مع الجهات الأمنية المختصة بتأمين اللجان ومنظومة الامتحانات، مع تكثيف أعمال النظافة بمحيط المدارس، ومنع الإشغالات، وذلك لتوفير الهدوء بمحيط لجان الامتحانات، علاوة على التأكيد على حظر اصطحاب الهواتف المحمولة أو أية أجهزة حديثة داخل اللجان سواء مع الطلاب أو الملاحظين، و اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال أية محاولة للغش بكافة أشكاله ووسائله.
وأشارت وكيل الوزارة إلى الآليات والموقف التنفيذي لبروتوكولات التعاون التي تم توقيعها مع مديريات الأمن والصحة والتموين والكهرباء لضمان كافة إجراءات التأمين لكافة مراحل أعمال الإمتحانات، ولتوفير المتطلبات"كل فيما يخصه "، حيث تم تجهيز مدرسة محمد متولى الشعراوي بجوار الشرطة العسكرية بعبد السلام عارف، لتكون مركزاً لتوزيع الأسئلة وتجميع كراسات الإجابة، فضلا عن التنسيق مع مديرية الأمن لتأمين وصول سيارات نقل كراسات الأسئلة وأوراق الإجابة (البابل شيت) من مطابع القاهرة إلى مركز التوزيع وأيضا تأمين وصول الأسئلة الى مقار لجان سير الامتحان والعودة بأوراق الاجابة إلى المركز وتسليمها الى لجنة النظام والمراقبة يوميا" عقب انتهاء الامتحان وتجميع أوراق الإجابة، بجانب تأمين مقر مركز توزيع وتجميع كراسات الامتحان بقوة أمنية من الشرطة والحماية المدنية وذلك علي مدار اليوم وطوال فترة عقد الامتحانات، فيما تتولى مديرية الصحة التنسيق مع التأمين الصحى لندب طبيب أو زائرة صحية مقيم "بكل لجنة" سير امتحان على مستوي المحافظة.