قالت صحيفة إيكونوميست إن حكومة رئيس الوزراء محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام تولت السلطة قبل عام تقريبا في بنغلاديش، ووعدت باستعادة النظام وتجديد المؤسسات الديمقراطية التي دمرتها سنوات من سوء الإدارة.

وذكرت الصحيفة أن الأمور لا تزال صعبة في هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 174 مليون نسمة، حيث تستمر المظاهرات السياسية، ويحرص العديد من السياسيين على مهاجمة الأعداء أكثر من حرصهم على بناء الجسور، وتساءلت هل ستضيع بنغلاديش فرصتها الجديدة، في وقت تهدد فيه تخفيضات المساعدات والرسوم الجمركية الأميركية التنمية، وتبقى فيه العلاقات مع الهند في أزمة؟

ومع ذلك يصر محمد يونس (84 عاما) -في مقابلة مع إيكونوميست- على أن مشروعه يسير على الطريق الصحيح، موضحا أن تحقيق الإصلاحات الجذرية التي يسعى إليها البنغلاديشيون سيستغرق وقتا، وأن أخبار الاقتصاد لدى حكومته سارة.

وأفاد يونس بأن النمو ليس ممتازا، ولكنه أفضل بكثير من المتوقع في العام الماضي، وقال إن احتياطيات النقد الأجنبي ارتفعت بشكل كبير، مقابل انخفاض معدل التضخم السنوي، في وقت تسعى فيه الحكومة لتصفية القروض المتعثرة، والبحث عن مليارات الدولارات التي يعتقد أن الحكومة السابقة سحبتها إلى الخارج.

وفد أميركي يلتقي حكومة بنغلاديش المؤقتة (مواقع التواصل)

وتشجيعا لهذه الجهود، وافق كل من صندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي على قروض بمليارات الدولارات، حسب يونس. ولكن المشكلة هي أن بنغلاديش لا تزال تعتمد على صادرات المنسوجات، ولديها بنية تحتية مزرية، ولا تخلق فرص عمل كافية لشبابها، كما يشير تشاندان سابكوتا من بنك التنمية الآسيوي.

حظر رابطة عوامي

أما بالنسبة للسياسة الخارجية للحكومة، فيقول يونس إن بنغلاديش "تتواصل مع الجميع"، وقد زار الصين ووقع معها عددا من الاتفاقيات، وحضر أول قمة ثلاثية مع الصين وباكستان، ولكن كل هذا يضر بالعلاقات مع الهند، كما أن التحالف مع الصين قد يضر بالعلاقات مع أميركا التي كانت بنغلاديش من أكبر المستفيدين من مساعداتها الخارجية قبل أن تخفضها.

ويبقى الإشكال الأكبر الذي يواجه بنغلاديش هو مدى سرعة استعادة الديمقراطية، وقد أشار يونس إلى إمكانية إجراء الانتخابات في فبراير/شباط 2026، أو في موعد أقصاه أبريل/نيسان، ولكنه يريد مسبقا أن يوقع السياسيون على وثيقة لا تزال غامضة -حسب الصحيفة- تسمى "ميثاق يوليو"، تحدد القواعد الأساسية للانتخابات والإصلاحات التي يجب على الفائز إكمالها.

لا تزال بنغلاديش تشهد مظاهرات سياسية رغم مرور 11 شهرا على قيام الحكومة المؤقتة (أسوشيتد برس)

وسجل نحو 150 حزبا للتنافس في الانتخابات، من بينهم حزب المواطن الوطني المنبثق من الاحتجاجات، الذي لا تتجاوز نوايا التصويت له 5%، إضافة إلى الحزب الوطني البنغلاديشي الحاصل على دعم 42% من الناخبين الذين اتخذوا قرارهم، في حين تبلغ نسبة تأييد الجماعة الإسلامية 32% في استطلاعات الرأي.

إعلان

ولن يشارك حزب "رابطة عوامي" في الانتخابات لأن الحكومة المؤقتة حظرت نشاطه السياسي بسبب ضغوط أحزاب أخرى، متذرعة بمخاوف "الأمن القومي"، إلا أن شريحة كبيرة من ناخبي بنغلاديش ترى أن هذا القرار حرمهم من خيار مناسب في صناديق الاقتراع، خاصة أن رابطة عوامي تحظى بشعبية كبيرة.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش (غير الحكومية) الحكومة المؤقتة باستهداف مؤيدي رابطة عوامي "تعسفيا" بطريقة "تعكس حملة الحكومة السابقة التعسفية على المعارضين السياسيين".

ويرى عرفات خان، الباحث القانوني في كلية لندن للاقتصاد، أن التغيير الدائم يتطلب توحيد جميع البنغلاديشيين، لا فرض العقوبات، ويضيف أن بنغلاديش بحاجة ماسة إلى "لحظة نيلسون مانديلا"، في إشارة إلى المرحلة الانتقالية التي نفذها الزعيم المناهض للأبارتايد بعدما أصبح حاكما لجنوب أفريقيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات رابطة عوامی لا تزال

إقرأ أيضاً:

قصف مكثف على غزة وخان يونس وعمليات نزوح متواصلة

قال بشير جبر، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من دير البلح، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه المكثف على مختلف مناطق قطاع غزة، مع تركيز خاص على حي الزيتون في الجهة الشرقية الجنوبية لمدينة غزة، والذي يتعرض منذ أيام لقصف جوي ومدفعي متواصل، إضافة إلى تدمير منازل ومربعات سكنية باستخدام التفخيخ والتفجير، وحتى الروبوتات المتفجرة، ما أدى إلى محو أجزاء من الحي عن الخارطة الجغرافية، موضحًا أن أصوات الانفجارات تُسمع حتى من المحافظة الوسطى، وأن عمليات النزوح القسري من الحي مستمرة باتجاه المناطق الغربية للمدينة.

وأضاف جبر، خلال رسالته على الهواء، أن مدينة خان يونس في جنوب القطاع تشهد منذ أشهر عملية عسكرية إسرائيلية متواصلة، تشمل قصفًا من الآليات العسكرية وغارات جوية، مع استهداف مكثف اليوم لمنطقة المواصي غرب المدينة، مشيرًا إلى أن القصف منذ فجر اليوم وحتى اللحظة أسفر عن أكثر من 20 شهيدًا، بينهم خمسة في محيط مراكز توزيع المساعدات.

وأوضح أن أوامر الإخلاء التي يرسلها الاحتلال للسكان في المناطق الشرقية من غزة، مثل حي الزيتون وحي الصبرة، تدفعهم للنزوح نحو الجنوب، وبشكل خاص إلى المواصي، إلا أن معظم النزوح الحالي يتم نحو المناطق الغربية للمدينة، محذرًا من أن توسيع الاحتلال لعملياته قد يدفع بموجات نزوح أكبر نحو جنوب القطاع.

وحول استهداف الصحفيين، قال جبر إن الصحفيين في غزة يواجهون القصف المباشر والمجاعة والمخاطر الأمنية، معتبرًا أن الاحتلال يسعى إلى منع خروج الصورة الحقيقية من القطاع، التي تكشف جرائمه ومجازره بحق الفلسطينيين، ومحاولة السيطرة على الرواية الإعلامية أمام العالم.

طباعة شارك الفلسطينيين غزة المناطق الشرقية قصف مكثف

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة اليمنية يغادر عدن متوجها إلى الأردن
  • رئيس الحكومة اللبنانية: نحذر من التصرفات اللامسؤولة التي تحرض على الفتنة
  • قصف مكثف على غزة وخان يونس وعمليات نزوح متواصلة
  • 3 شهداء بقصف على خان يونس
  • من الطلاق الانتقامي إلى التعافي.. خطوات الانتصار الذاتي بعد الانفصال
  • مسؤولون في بنغلاديش يشهدون ضد وزيرة بريطانية سابقة في محاكمة فساد
  • الأمم المتحدة: الدعم السريع ترتكب فظائع بحق المدنيين في الفاشر
  • نتنياهو: حماس هي من ترتكب الإبادة الجماعية في غزة
  • ضبط شحنة طائرات مسيرة تابعة للإصلاح في ميناء عدن
  • سنوات من الانتظار.. 52 مقبرة لضحايا داعش في سنجار ما تزال مغلقة