موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد والهدف منها
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم، لتكون تحت عنوان "لله درٌّك يا ابن عباس" معلنة أن الهدف من خطبة الجمعة اليوم هو تسليط الضوء على خطورة الانجراف خلف التيارات الفكرية المنحرفة.
وأوضحت وزارة الأوقاف، أنه سيتم خلال خطبة الجمعة اليوم، استحضار الموقف التاريخي البارز للصحابي الجليل عبد الله بن عباس، المُلقب بحبر الأمة وترجمان القرآن، في تصديه للفكر الخارجي بالحكمة والعلم والبصيرة.
كما تهدف خطبة الجمعة اليوم، إلى إبراز قيمة الفهم العميق للنصوص الشرعية، وأهمية الحوار الهادئ المدعوم بالحجج والبراهين، كوسيلة فعالة لمواجهة الغلو والتطرف، دون اللجوء إلى الشدة أو التعصب.
ومن المقرر أن تناول خطبة الجمعة اليوم، التأكيد على ضرورة فهم النصوص في سياقها الصحيح، ومعرفة أسباب نزولها، والرجوع إلى الكليات والمقاصد الشرعية الكبرى، بما يسهم في تحصين المسلم من الوقوع فريسة لأصحاب الفكر المنحرف.
وفي الخطبة الثانية، سيتم التركيز على قضية "يقظة الضمير" كعنصر أساسي في إصلاح الأفراد والمجتمعات، والتنبيه إلى أن ضمير الإنسان هو بوصلته الأخلاقية التي توجهه نحو الصواب وتجنبه الانحراف.
نص خطبة الجمعة اليومالحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، هدى أهل طاعته إلى صراطه المستقيم، وعلم عدد أنفاس مخلوقاته بعلمه القديم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وتاج رؤوسنا وقرة أعيننا وبهجة قلوبنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإننا نقف اليوم وقفة تأمل عند حادثة عظيمة، ومناظرة فريدة، سطرها التاريخ الإسلامي بمداد من نور؛ إنها مناظرة الصحابي الجليل حبر الأمة، وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس للخوارج، تلك الحادثة التي لم تكن مجرد سجال عقلي، بل كانت رحمة من الله، ونموذجا يحتذى به في التعامل مع الفكر الضال، وسبيلا لانتشال الأمة من هوة الشقاق والخلاف، لقد خرج الخوارج عن جماعة المسلمين، شقوا عصا الطاعة، وكفروا بالمآل، واستحلوا الدماء؛ ظنا منهم أنهم يحسنون صنعا، وأنهم على الحق المبين، عميت أبصارهم عن فهم مقاصد الشرع، وتحجرت قلوبهم عن سماع صوت الحكمة، يفهمون الظواهر ويغفلون عن الجواهر، يركزون على الحرف ويتركون الروح، وقد نتج عن ذلك أن قامت التيارات الفكرية في زمان سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بتكفير المجتمع وحمل السلاح في وجهه.
أيها الكرام، يشاء الله أن يقيم سيدنا عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، في زمانه نموذجا ملهما في الجرأة والوضوح في مواجهة هذا الفكر المنحرف، فقام رضي الله عنه يناقشهم ويفند باطلهم، ويرد عليهم في كل النقاط التي يتطرفون فيها، من مسائل الحاكمية، والولاء والبراء، والتكفير، واستحلال الدماء، والغلظة في الفهم، وقد ضرب رضي الله عنه مثلا للعالم الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، والذي لا يترك الساحة للفكر المتشدد حتى يعيث فيها فسادا، لقد بين لهم، قولا وفعلا، أن فكر التطرف في حقيقته قبح شديد، قبح يعتدي على كل ما في الشريعة من نور ورحمة وسعة وجمال، وأن ما يحمله هذا الفكر من عنف في المظهر، وغلظة في الفهم، وضيق في الأفق، لا يمت إلى هدي الإسلام بصلة، وإنما هو غلو مردود، تحصن المجتمعات من شره بالعلم والحوار والبيان.
أيها الناس، هذه رسالة إلى أصحاب الفكر المنحرف، هل أنتم حقا تفهمون حكم الله؟ سؤال إلى خوارج العصر، هل سألتم أنفسكم حقا: هل الرحمة تتجسد في قتل الأبرياء، وتدمير الأوطان، وإشاعة الخوف والرعب بين الناس؟ ألم يقل رب العزة في كتابه الكريم: }وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
أيتها الأمة المرحومة، لقد امتد هذا الإشكال إلى واقعنا المعاصر، فقامت سائر التيارات المتطرفة في زماننا نتيجة هذا الفهم بتكفير المسلمين؛ مما يوصلنا إلى أن نصبح أمام منهجين؛ منهج فكري مستقيم ومستنير يقابله منهج فكري سقيم ومضطرب، مفعم بالتشنج، غاضب ومندفع وعدواني، عنده حماس الفهم للإسلام دون فقه ولا بصيرة ولا أدوات للفهم إلى غير ذلك من سماته وخصائصه الثابتة، وهو يظهر عبر الزمان على هيئة موجات متتالية، وكلما مضت عدة أجيال برزت منه موجة جديدة، بهيئة مغايرة، وتحت شعار واسم جديدين، لكنها تستصحب طريقة التفكير بعينها، وتعيد نفس المقولات والنظريات بعينها، وترتكب الأخطاء الفادحة في فهم الوحي بعينها.
أيها الكرام، قد أثمرت هذه المناظرة المباركة ثمارا عظيمة؛ حيث رجع منهم ما يقارب ألفين أو ألفين وخمسمائة رجل، وهو عدد هائل في ذلك الوقت، وهذا يدل على قوة الحجة، وصفاء المنهج، وتوفيق الله لمن قام بواجب البيان، فكيف واجه ابن عباس التطرف في زمانه؟ واجهه بالعلم الراسخ، والفهم العميق، والحوار الهادئ، والبيان الشافي، بعيدا عن الغلظة والشدة في بداية الأمر، وإنما بالحجة التي تقيم الدليل وتوضح السبيل، ليعلمنا ابن عباس رضي الله عنهما دروسا بليغة في مواجهة التطرف في أي زمان ومكان، وأنه لا يواجه بالشدة والعنف إلا بعد استنفاد كل وسائل الحوار والبيان، فلله درك يا ابن عباس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف خطبة الجمعة اليوم موضوع خطبة الجمعة نص خطبة الجمعة اليوم نص خطبة الجمعة خطبة الجمعة الیوم موضوع خطبة الجمعة نص خطبة الجمعة رضی الله ابن عباس
إقرأ أيضاً:
مصرع فني إنارة بعد سقوطه أثناء الخدمة في الزقازيق
لقي صبحي عيد عباس وشهرته الشيخ مسعد فني إنارة بحي ثان الزقازيق مصرعه إثر إصابته أثناء تأدية مهامه اليومية وتم نقل جثته إلى ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى تحت تصرف النيابة العامة كما حررت الجهات المختصة المحضر اللازم للواقعة للبدء في التحقيق الرسمي وتحديد أسباب الحادث بدقة.
تحرك السلطات والدعم الرسميمن جانبه نعى المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية وفاة صبحي عيد عباس مؤكدا تقديم كل سبل الدعم والرعاية لأسرة الفقيد وضرورة تلبية احتياجاتهم تقديرا لما قدمه من جهد وإخلاص طوال فترة عمله في حي ثان الزقازيق ودعا محافظ الشرقية المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان.
قرارات النيابة العامة والإجراءات القانونيةباشرت النيابة العامة التحقيقات في وفاة صبحي عيد عباس وأمرت بالتحفظ على الجثة بثلاجة حفظ الموتى لفحصها كما تم تسجيل المحضر رقم 2025/ثان الزقازيق لتوثيق الحادث وتحديد المسؤوليات كما تولت النيابة استدعاء شهود الواقعة وفحص ظروف وملابسات الحادث للتأكد من الالتزام بإجراءات السلامة المهنية أثناء العمل في حى ثان الزقازيق.
تفاصيل الحادث وظروفهوقع الحادث أثناء قيام صبحي عيد عباس بأعمال فنية متعلقة بالإنارة في أحد شوارع حي ثان الزقازيق وقد أسفر الحادث عن إصابته بمقتل فوري ونقلت فرق الإسعاف الجثة على الفور إلى المستشفى لتسجيلها تحت تصرف النيابة العامة ويشير التقرير الأولي إلى أن الحادث وقع أثناء أداء مهامه اليومية دون أي مخالفة من جانب الفقيد.
أبدى زملاء صبحي عيد عباس في حي ثان الزقازيق حزنهم العميق على فقدان زميل عملهم بينما أكد المحافظ حازم الأشموني على ضرورة الاهتمام بسلامة جميع العاملين في قطاع الإنارة وإجراء مراجعات دورية لمعدات السلامة المهنية كما دعا الجميع لتقديم الدعم الكامل لأسرة الفقيد تقديرا لتفانيه وإخلاصه في العمل
متابعة مستمرة للحادثستواصل النيابة العامة التحقيقات في وفاة صبحي عيد عباس لتحديد المسؤوليات بشكل نهائي كما أصدرت تعليمات لمراقبة السلامة في كافة أعمال الإنارة في حي ثان الزقازيق لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث وتم التاكيد على الالتزام بكافة معايير السلامة المهنية في مواقع العمل.