أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيجري تقييماً قانونياً شاملاً لاتفاق إعادة المهاجرين الجديد، بين كل من، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يبدي دعمه له، وسط تحفظات من عدة دول أوروبية متوسطية.

الاتفاق، الذي وصف بأنه "تجريبي"، يقوم على نظام "واحد مقابل واحد"، حيث ترحل بريطانيا نحو 50 مهاجرًا أسبوعيًا إلى فرنسا ممن حاولوا عبور القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة، مقابل استقبالها نفس العدد من طالبي اللجوء الموجودين بالفعل في فرنسا عبر طرق آمنة وقانونية.

وصرح متحدث باسم المفوضية الأوروبية، بأن بروكسل "ستقيم الشكل والمضمون" للاتفاق؛ للتأكد من توافقه مع "روح ونص القانون الأوروبي"، مؤكداً أن الأمر لا يزال عند مستوى الاتفاق السياسي الأولي، وأن المفوضية ستعمل مع الطرفين- بريطانيا وفرنسا-؛ لفهم التفاصيل الكاملة قبل إعلان موقفها.

وتنص اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) على ضرورة استشارة الدول الأعضاء والمفوضية بشأن أي اتفاق ثنائي يمس سياسة الهجرة، إذ تعتبر من اختصاصات الاتحاد وليس الدول منفردة. 

وأبدت 5 دول متوسطية، هي “إيطاليا، إسبانيا، مالطا، قبرص، اليونان” عن اعتراضها، معتبرة أن الاتفاق قد يقوض الجهود الجماعية لتطبيق سياسة موحدة للهجرة واللجوء داخل التكتل.

انتقادات ضمنية لـ "تنازلات فرنسية"

قال دبلوماسي من إحدى الدول المعترضة، إن بلاده "تتفهم حاجة فرنسا لتقديم شيء لبريطانيا لتهدئة الرأي العام"، في إشارة إلى الضغوط السياسية التي يواجهها كير ستارمر للحد من أعداد المهاجرين غير النظاميين، لكنهم فوجئوا بمضمون الاتفاق الذي وصفوه بأنه "خطوة تجاوزت معاهدات الاتحاد دون نتائج ملموسة".

وتساءل أحد المسؤولين: "من الصعب أن نفهم لماذا خرقت فرنسا قواعد الاتحاد الأوروبي مقابل اتفاق تجريبي محدود يعيد فقط واحداً من بين كل 17 مهاجراً يصلون أسبوعياً إلى بريطانيا عبر القنال".

من جهتها، أعربت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، عن ثقتها في موافقة المفوضية الأوروبية على الاتفاق التجريبي، مؤكدة أن لندن كانت على تواصل مع مفوضي الاتحاد الأوروبي ووزراء داخلية أوروبيين خلال عملية التفاوض.

ورداً على مخاوف بعض الدول الأوروبية من عودة طالبي اللجوء المعادين إلى دولهم الأولى في الجنوب الأوروبي، قالت كوبر في مقابلة إذاعية: "لا نتوقع أي تأخير في التنفيذ بسبب هذه الاعتراضات، لأننا ننسق مع شركائنا في أوروبا بشكل مستمر".

لا تزال تفاصيل الاتفاق غامضة، مثل المعايير التي سيتم بناءً عليها اختيار الأشخاص المشمولين بالترحيل أو الاستقبال، ومتى سيبدأ التنفيذ الفعلي.

وفي حين ترى بعض الدول أن الاتفاق لا يضيف جديدًا، لأن فرنسا أصلاً يمكنها إعادة المهاجرين لباقي دول الاتحاد بموجب اتفاقية دبلن؛ يرى آخرون أنه قد يستخدم لتقويض الالتزام الأوروبي بمبدأ المسؤولية المشتركة في استقبال اللاجئين.

طباعة شارك فرنسا بريطانيا المهاجرين الاتحاد الاوروبي ماكرون

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا بريطانيا المهاجرين الاتحاد الاوروبي ماكرون الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يعلن التوصل لاتفاق مع إسرائيل لفتح معابر جديدة في غزة

أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يتضمن فتح معابر جديدة في قطاع غزة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب إصلاح البنية التحتية المدمّرة وحماية عمال الإغاثة، وفق ما أوردته قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.

أزمة غزة واستقرار المنطقة .. ماذا ناقش رئيس وزراء الصين مع الرئيس السيسي؟الاتحاد الأوربي: الاحتلال وافق على فتح المعابر مع غزة وزيادة عدد الشاحنات اليوميةهدنة غزة على الطاولة.. ومفاعل إيران في الحسابات

وأكدت كالاس أن الاتفاق يهدف إلى تسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان الفلسطينيين المتضررين من النزاع المستمر، مشيرة إلى أن الإجراءات التنفيذية ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة بالتنسيق الكامل مع الجانب الإسرائيلي.

الاتحاد الأوروبي: ضمانات لحماية العاملين في مجال الإغاثة

وشددت المسؤولة الأوروبية على أن الاتفاق يتضمن حماية العاملين في مجال الإغاثة في قطاع غزة، في ظل تصاعد التحذيرات الدولية من استهدافهم خلال العمليات العسكرية، مشيرة إلى أن إسرائيل تعهدت بتنفيذ جميع البنود المتفق عليها.

وأوضحت كالاس أن أولوية الاتحاد الأوروبي هي ضمان إيصال المساعدات على نطاق واسع وبشكل مباشر إلى السكان، خاصة في ظل التدهور الحاد للأوضاع الإنسانية داخل القطاع.

دور أوروبي متزايد في تخفيف الكارثة الإنسانية في غزة

يأتي هذا الاتفاق ضمن جهود الاتحاد الأوروبي لتكثيف تدخلاته الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، في ظل تصاعد دعوات المنظمات الأممية والدولية لتحسين الظروف المعيشية للمدنيين، وتوفير ممرات آمنة للإغاثة.

ويُعد فتح معابر جديدة خطوة حيوية نحو زيادة حجم المساعدات الغذائية والطبية التي تصل إلى غزة، خاصة في ظل التقارير التي تؤكد وجود نقص حاد في الوقود والمياه والأدوية.

مطالب دولية بتفعيل الاتفاق وتنفيذه فورًا

وفي سياق متصل، دعت منظمات إغاثة دولية إلى الالتزام الكامل بتنفيذ الاتفاق دون تأخير، مؤكدين أن حماية المدنيين وفرق الإغاثة يجب أن تكون أولوية قصوى، في ظل تزايد الضحايا المدنيين يومًا بعد يوم.

طباعة شارك إسرائيل قطاع غزة دخول المساعدات الإنسانية

مقالات مشابهة

  • ستارمر وماكرون يعلنان اتفاقا لإعادة المهاجرين بين بريطانيا وفرنسا
  • اتفاق بريطاني ـ فرنسي حول المهاجرين.. وماكرون يدفع نحو دولة فلسطينية
  • بريطانيا وفرنسا توقعان اتفاقية بشأن تنسيق الردع النووي
  • الاتحاد الأوروبي يتوصل لاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي لتحسين الوضع الإنساني في غزة
  • بريطانيا تعلن اتفاقا مع فرنسا بشأن المهاجرين
  • الاتحاد الأوروبي يكشف تفاصيل الاتفاق مع إسرائيل على إدخال المساعدات إلى غزة
  • الاتحاد الأوروبي يعلن التوصل لاتفاق مع إسرائيل لفتح معابر جديدة في غزة
  • تعثر المحادثات بين بريطانيا وفرنسا بشأن الهجرة غير الشرعية
  • السفير عبدالمطلب ثابت يلتقي سفيرة الاتحاد الأوروبي لبحث تعزيز الشراكة الليبية الأوروبية