أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب تاريخي اليوم السبت عن تشكيل لجنة ثلاثية داخل البرلمان، تضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب المساواة للشعوب الكردي لوضع الإطار القانون لحل الأزمة الكردية.

جاء ذلك خلال “اجتماع التشاور والتقييم الثاني والثلاثين” لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة.

وجاءت تصريحات أردوغان التي حملت رسائل حاسمة، عقب تسليم حزب العمال الكردستاني لسلاحه أمس الجمعة في السليمانية شمال العراق، كما يلي:

“قبل واحد وأربعين عامًا، في 14 أغسطس/آب 1984، شنّت المنظمة الإرهابية الانفصالية هجومها الأول في قضاء إروه بولاية سيرت وقضاء شمدينلي بولاية هكاري. في هذا الهجوم، استشهد جنديان من جنودنا وأصيب تسعة مدنيين. ثم شنّت المنظمة الانفصالية هجمات لاحقة، فاستشهد ما يقرب من عشرة آلاف من أفراد أمننا وما يقرب من خمسين ألفًا من مواطنينا. لم ننسهم ولن ننساهم. سيبقى وطننا خالدًا، وسيظل علمنا الهلالي يرفرف في سمائنا. شهداؤنا، الذين رووا وطننا بالقانون ورسموا علمنا ذي النجوم الحمراء، سيكونون تاج شرفنا…”

لجنة ثلاثية

وقال الرئيس أردوغان معلنا عن الخطوة القادمة، عقب تسلم العناصر الانفصالية لسلاحها: “سنُشكّل لجنةً في الجمعية الوطنية التركية الكبرى، ونبدأ بمناقشة الإطار القانوني للعملية. وبصفتنا تحالف الشعب، سنعمل مع حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، ووفد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب (DEM) لتطوير هذه العملية ودفعها نحو المستقبل. وقد التقى وفد حزب الشعب الديمقراطي برئيس برلماننا أمس. ونؤمن بأن المساهمة التي سيقدمها مجلسنا بالغة الأهمية. التقينا بأخينا المرحوم سري ثريا، ثم بالسيدة برفين بولدان والسيد مدحت سنجار. جلسنا وتحدثنا. ويبدو أن هذا ينبئ بغدٍ أفضل.

نتوقع من برلماننا دعم هذه العملية المفيدة. قضايانا، ليس فقط مواطنينا الأكراد، بل أيضًا إخواننا وأخواتنا الأكراد في العراق وسوريا، هي قضايانا. نتحدث معهم، وهم في غاية السعادة. السفير التركي مسؤول أيضًا عن سوريا، وقد عقدوا هم أيضًا اجتماعات هناك. وكانت الرسائل التي نُقلت من هناك إيجابية للغاية. أؤمن إيمانًا راسخًا بأن ملف الإرهاب سيُطوى هناك، وأن الوحدة والتضامن سيسودان.

أضاف: الآن، نحن – حزب العدالة والتنمية، حزب الحركة القومية، حزب الحركة الديمقراطية – قررنا السير في هذا الطريق معًا، على الأقل كثلاثي. لدينا مشكلة. نحن في ورطة. ولأن لدينا مشكلة، ولأننا نتكاتف، سنتجاوز هذه العقبات. لم نعد بحاجة إلى شد قبضاتنا؛ سنحتضن بعضنا البعض، وسنتحدث. سنسير، متخذين خطوات نحو بعضنا البعض.

ستنمو تركيا بالأخوة وتتعزز بالديمقراطية. ستسير نحو المستقبل باستقرار. سنصل قريبًا إلى تركيا مختلفة تمامًا. سنوفر كل التسهيلات الممكنة لمن يخطو خطوة. سنفتح الباب واسعًا لمن يبحث عن مخرج. لا يتراجع التيار. وإن عاد، فسنفعل ما يلزم.

لن يكون التغلب على الألم سهلاً، ولن يكون ترك الذكريات المؤلمة سهلاً. لن تعود خسائرنا. لكن شبابنا لن يتركونا في ريعان شبابهم. لن تذرف أمهاتنا الدموع، ولن يختبرن ألم فقدان طفل. كدولة وأمة، نمتلك هذه الإرادة والثقة بالنفس. سنُسهّل إنهاء هذه القضية بسرعة دون إزعاج أو إيذاء أحد، وسنراقب بدقة تسليم الأسلحة عبر الآلية المعمول بها. أُقبّل أيادي أمهات وآباء الشهداء، فلا أحد يستطيع تشويه إرثهم.

 

 

Tags: أردوغانأردوغان والحزب الكرديالعمال الكردستاني

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: أردوغان العمال الكردستاني حزب العدالة والتنمیة حزب الحرکة

إقرأ أيضاً:

ماذا سيُعلن الرئيس أردوغان؟ كل الأنظار تتجه نحو صباح السبت

أثار إعلان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر جليك، عن خطاب مرتقب للرئيس رجب طيب أردوغان صباح السبت، موجة من الفضول والتكهنات في الأوساط السياسية والإعلامية التركية، وسط حديث عن “تصريح تاريخي” يُرتقب أن يحمل دلالات بالغة الأهمية، خاصة فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب.

 

“خطاب تاريخي” مرتقب صباح السبت

قال جليك في تصريح صحفي: “سيلقي رئيسنا خطابًا تاريخيًا صباح السبت”، دون أن يفصح عن أي تفاصيل تتعلق بمحتوى البيان، مكتفيًا بالتأكيد على أهميته الاستثنائية.

 

وأضاف:

“نحن نواجه استفزازات عديدة، بعضها معلوم وبعضها الآخر غير ظاهر للعلن، لكننا ماضون في فعل ما هو صائب للدولة والأمة”.

وقد فُسّرت هذه التصريحات في سياق متصل بمساعي الحكومة التركية لإنهاء ملف الإرهاب نهائيًا، خاصة بعد التسريبات التي تحدثت عن استعداد حزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح يوم الجمعة، ضمن إطار عملية متوقعة تحمل اسم “تركيا خالية من الإرهاب”.

 

رسائل أردوغان في البرلمان تمهّد لإعلان كبير اقرأ أيضا

“إيجار رمزي بـ2000 ليرة فقط!”.. مفاجآت مدوية من…

الخميس 10 يوليو 2025

وكان أردوغان قد ألقى خطابًا أمام الكتلة البرلمانية لحزبه، الأربعاء 9 يوليو/تموز، تحدث فيه بلهجة حاسمة عن المرحلة المقبلة في مواجهة الإرهاب، مؤكدًا استمرار التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.

 

مقالات مشابهة

  • بمشاركة 50 نائباً.. الإعلان عن انطلاق كتلة الإعمار والتنمية في البرلمان العراقي
  • الحزب الكردي يرفع طلبا للقضاء للإفراج عن صلاح الدين دميرطاش
  • أغنية مفاجئة من العدالة والتنمية.. “العالم بانتظارنا” تُشعل القاعة! هذه كلماتها
  • وفد من الحزب الكردي يلتقي مسعود بارزاني
  • سراج يشكل لجنة لتطوير شارع المحطة بسوهاج
  • ماذا سيُعلن الرئيس أردوغان؟ كل الأنظار تتجه نحو صباح السبت
  • العدالة والتنمية يهاجم بشدة: “الفساد يطوق بلديات إسطنبول كالأخطبوط”
  • الحزب الكردي يطلب جلسة عامة في البرلمان بشأن دميرطاش
  • نائب يستبعد تضمين خور عبد الله بجلسة البرلمان المقبلة: هناك سوء فهم للقضية