الثورة نت:
2025-07-26@22:52:58 GMT

الإمام زيد وشرارة الوعي التي لا تخمد

تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT

 

لم يكن تحرك الإمام زيد عليه السلام رد فعل مؤقت أو خيارًا اندفع له في لحظة غضب بل كان تتويجًا لوعي متراكم وشعور عميق بالمسؤولية تجاه أمة أنهكها الانحراف وتسيّد فيها الباطل وانكمشت فيها الأصوات الحرة خلف جدران الخوف والتردد لقد رأى أن السكوت خيانة وأن الانتظار موت بطيء فنهض ليكسر الجمود ويفتح بابًا للتغيير.


الإمام زيد لم يأتِ من فراغ كان حاملًا لإرث علمي واجتماعي وأخلاقي جعل حركته تحمل مضمونًا لا يقتصر على لحظة الخروج بل يمتد إلى ما بعدها إلى مشروع يعيد للناس ثقتهم بأنفسهم وحقهم في العيش بحرية وكرامة لم يكن خصامه مع شخص بل مع منظومة استبدادية أفرغت الخلافة من معناها وجعلت الدين وسيلة لتثبيت السلطة لا لإقامة العدل.
الناس في زمنه لم يكونوا ضحية القمع فحسب بل كانوا أيضًا ضحية التزييف الذي طال المفاهيم الدينية، فكان لا بد من صوت يعيد المعنى الحقيقي للإمامة ويفصلها عن التوريث والاستغلال السياسي، وجاء زيد ليجعل من الفقه أداة تحرر لا أداة تبرير ومن الكلمة موقفًا لا مجرد نص يُستأنس به.
على المستوى الاجتماعي كان خروجه صدمة هزّت حالة التبلد العامة وصار عنوانًا للكرامة لمن رأى في الحاكم ظلًا لله لا يمكن الاعتراض عليه، فقد علّم الناس أن مقاومة الظلم ليست فقط ممكنة بل واجبة وأن كل لحظة صمت تطيل عمر الطغيان.
أما سياسيًا فقد زلزل خروجه حسابات المستبدين وأعاد تعريف العلاقة بين السلطة والأمة فلم تعد الخلافة قداسة مطلقة بل عقدًا مشروطًا تُنقض شرعيته متى ما غابت العدالة أو سُلبت الأمة حقها في الرأي والشورى وهنا تتجلى عبقرية مشروعه أنه لم يفصل بين العقيدة والواقع بل جعل الدين رافعة للتحرر لا وسيلة للخضوع.
اليوم وبعد قرون لا يزال الإمام زيد حيًا في الوعي الشعبي والسياسي من اليمن إلى كل مكان يشعر فيه الإنسان بالظلم ويبحث عن خلاص لم تكن ثورته لحظة وانتهت بل بداية لمسار لا يزال ممتدًا في كل من يرفض التزيف ويؤمن أن الكرامة لا تدنو بل تطاول النجوم.
وتظل مدرسة الإمام زيد حاضرة في وعي اليمنيين خاصة الذين لم يتعاملوا مع حركته كمجرد قصة تاريخية بل كجزء من تكوينهم الثقافي والسياسي والديني لهذا ظل الفقه الزيدي قائمًا في وجدانهم محافظًا على جوهره المرتبط بالحق والعدل والحرية، فهو فقه ارتبط بالموقف أكثر من ارتباطه بالنصوص الباردة وارتبط بالمجتمع لا بالحكام، ولذلك بقي حيًا رغم محاولات الإقصاء والتهميش.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مختص: 3 خطوات أساسية لبناء الوعي المالي لدى الطفل

أوضّح مستشار مؤسسة ريالي غير الربحية سالم باشميل 3 خطوات أساسية لبناء الوعي المالي لدى الطفل.

وقال المستشار سالم باشميل خلال حديثه مع "العربية اف ام": " عندما نتحدث عن الوعي المالي لدى الأطفال نتحدث عن الأساسيات بداية فهم قيمة المال وكيف يدير هذا المال بطريقة بسيطة تناسب عمره، هناك 3 أشياء أساسية أول شيء يجب أن يعرف الأطفال إن هذا المال له قيمة، والمال ليس النقود فقط ولكن تتمثل أيضًا في الألعاب فعند الحفاظ عليها يعني إنه يحافظ على المال بمعنى المحافظة على الممتلكات".

وتابع: "الأمر الثاني هو أن يفرق الطفل بين الشيء الأساسي الذي يتسبب غيابه في تكدير الحياة مثل الكهرباء والماء والتعليم والصحة هذه أشياء أساسية فبالتالي يجب انا كأب وانت كإبن نتساعد لتوفير هذا الشيء، الأمر الثالث المهم إنه رغباتنا كثيرة وأموالنا محدودة فلن يستطيع الأب توفير كل الرغبات التي يرغب فيها الطفل فيجب ترتيب هذه الرغبات من حيث الأهمية ومحاولة توفيرها، هذه 3 أشياء تساعد الأطفال على إدارة المال في سن مبكر".

مستشار مؤسسة ريالي غير الربحية سالم باشميل: 3 خطوات أساسية لبناء الوعي المالي لدى الطفل#السوق #العربيةFM pic.twitter.com/oRjtRnbMN5

— FM العربية (@AlarabiyaFm) July 24, 2025 أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • ورش الدعم الاجتماعي المباشر لا يزال في مرحلة التفعيل التدريجي على الرغم من تقدمه اللافت
  • هاو: أيزاك لا يزال في نيوكاسل!
  • فرق الدفاع المدني بالباحة تخمد حريقًا محدودًا في أشجار وأعشاب بمنطقة جبلية دون إصابات
  • الرسائل الواضحة والمهمة التي بعث بها الأستاذ أحمد هارون
  • رحل زياد… والفيلم الأميركي لا يزال طويلاً!
  • البيت الأبيض: ترامب لا يزال منفتحا على الحوار مع الزعيم كيم
  • الحماية المدنية تخمد نيران حريق مخزن خردة بالسنطة في الغربية
  • مختص: 3 خطوات أساسية لبناء الوعي المالي لدى الطفل
  • «الأنشطة الصيفية» تطور الوعي والقدرات الشبابية
  • الخارجية الإيرانية: موقف طهران ما يزال قويا والتخصيب سيستمر